سمير السيد أسفرت زيارة "الوفد الشعبى" المصرى إلى السودان، عن موافقة الحكومة السودانية مبدئيًا على إقامة مشروعات مشتركة فى مجال الزراعة، وتشكيل لجنة شعبية مشتركة لإدارة حوار عميق حول رؤية للتعاون والتكامل حتى بلوغ الوحدة، وأعلن الدكتور نافع على نافع، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان، قبوله دعوة السيد البدوى رئيس حزب الوفد لزيارة القاهرة لاستكمال الحوار فى أسرع وقت. ويعتزم الوفد المصرى تقديم طلب رسمي لنائب رئيس الجمهورية على عثمان طه خلال لقاء اليوم، بتخصيص الأرض المطلوبة لدعم مبادرة شراكة بين البلدين غير هادفة للربح تقوم على تبرع رجال أعمال مصريين ب 10 فى المئة من ثرواتهم لزراعة مليون فدان يتم تمليكها لأسر مصرية وسودانية، على أن يوزع الربح مثالثة بين الأسر المصرية والسودانية وإدارة المشروع. وعلمت "بوابةالأهرام" أن قيادات سودانية رفيعة المستوى رفضت إعادة نظر بلادها الرافض لدعم مرشح مصر لمنصب الأمين للأمانة العامة لجامعة الدول العربية الدكتور مصطفى الفقى، قائلة لأعضاء الوفد المصرى بأن "الوقت تأخر وقد سبق السيف العزل". وزار الوفد المصرى أحزاب الأمة والإتحادى الديموقراطى وكاتدرائية أم درمان، وسط حفاوة بالغة بأول وفد شعبى يزور السودان بعد ثورة 25 يناير. ووصف الصادق المهدى رئيس حزب الأمة المعارض -المعروف برفضه للوحدة مع مصر إبان الاحتلال الإنجليزى- الثورة المصرية بأنها "بوليصة تأمين للشعب السودانى ضد الديكتاتورية"، وقال "إن كل الشعارات الديموقراطية التى كانت تتردد فى ميدان التحرير كانت تنزل بردا وسلاما على كل مواطن سودانى"، وخاطب المصريين قائلا "أنتم والشعب التونسى كتبتم تاريخا مجيدا". وقال إن الموجة الخامسة من الديموقراطية هى شرق أوسطية بامتياز، مضيفا أن ملة الإستبداد واحدة سواء رفعت شعار إسلامى أو قومى أو اشتراكى وأعلن تطلع حزبه إلى إقامة تعاون وثيق ومشروط فى مجالات البناء الديموقراطى، والتنمية، ومشروعات التصدى للفساد تحريا ومساءلة واستردادا للأموال المنهوبة، والتناول الإسلامى الذى يكفل احترام الرأى الآخر والمواطنة، ومحاربة التيار التكفيرى المنكفئ الذى يحتل فى مصر المساجد ويحاصر الكنائس من أجل وفاء وكاميليا، وفى سياسة خارجية تقوم على الندية والمصالح المشتركة. وقال يبدو أن هناك تحالفا غير معلن بين السياسات الأمريكية والإسرائيلية القائمة على الظلم وبين تيار الغلو والتطرف. وأوضح إن مصر والسودان فى خندق واحد مما يوجب التعاون لمواجهة مخاطر (مؤامرة) تقسيم القارة الأفريقية إلى شمال وجنوب الصحراء، وحوض النيل وحوض البحر الأحمر والأمن الغذائى والتكامل الإقتصادى. وطالب بالعمل على نظام عادل فى حوض النيل بالتوقيع الفورى على اتفاقية عنتيبى لتأمين العلاقات بين دول الحوض أولا ثم الحوار من أجل تحقيق التعاون الأقصى بينها. وطالب مصر أن تسترد دورها الإقليمى بعد أن استرد شعبها حقه وحريته وكرامته، داعيا مصر أن تستقطب حولها الدول العربية لتلعب نفس الدور الذى لعبته سوريا فى لبنان أبان الحرب الأهلية، بهدف حقن الدماء الليبية وتحقيق الديموقراطية، قائلا "لا يجب ترك هذه المهمة لحلف الناتو". ودعا إلى نبذ المشاجرة حول ترشيحات منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى، وتأجيل انتخاب الأمين العام الجديد حتى تتضح الرؤيا فى العالم العربى ويأتى أمين عام يشبه الدور والمرحلة. وطالب المصريين والسودانيين بالعمل على خلق آلية شعبية بعيدا عن الدبلوماسية الرسمية لتجسد مصالح وتطلعات الشعوب، قائلا "نفكر فى إرسال وفد إلى مصر لمواصلة الحوار فى هذا الشأن". من جانبه قال محمد عثمان الميرغنى، زعيم حزب الاتحادى الديمواقراطى، المعروف تاريخيا بتأييد الوحدة مع مصر، "الآن أدرك الجميع أنه لا سبيل لتحقيق استقرار وسلام وادى النيل إلا بوحدة شطريه، مما يدل على صواب رؤية الحزب الاتحادى". وأبدى الميرغنى – وسط هتافات أنصاره بحياة ثوار التحرير ووحدة وادى النيل – أسف السودانيين على انحسار دور مصر فى ريادة الأمتين العربية والإسلامية وتصديها للتحديات التى تواجه أشقائها، وأشار إلى أن مصر كان يمكن لها أن تلعب دورا فى منع انفال جنوب السودان بمتابعة اتفاقية القاهرة بين الحكومة السودانية والمجتمع الوطنى الديموقراطى، مبديا تطلعه لأن تستعيد مصر ريادتها، وأت تكون زيارة الوفد الشعبى مقدمة للتلاحم والعمل لما فيه خير الشعبين السودانى والمصرى. من جهته قال الأنبا صرابا مون أسقف أم درمان إن ثورة 25 يناير كانت ضرورية لإصلاح الحياة السياسية، لكنه أبدى قلقه على مصر بالنظر إلى وجود عناصر تصر على إحداث فوضى. ويختتم "الوفد الشعبى" الذى يضم قيادات من أحزاب الوفد والتجمع والناصرى والغد- أيمن نور وممثلى مجتمع مدنى وأكاديميون، زيارته إلى السودان اليوم، على أن يتوجه إلى جوبا اليوم للقاء رئيس دولة جنوب السودان، على أن يتجه إلى إريتريا غدا. ويضم الوفد السيد البدوى رئيس حزب الوفد والدكتور على السلمى رئيس حكومة الظل بالحزب، وعمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والقياديان بحزب التجمع حسين عبد الرازق ونبيل زكى، ومحمد أبو العزم نائب رئيس حزب "الغد – أيمن نور"، والدكتور سمير عليش أمين عام المركز الوطنى للمنظمات الأهلية، وسامى أرميا أمين عام جمعية الشبان المسيحيين.