أسفرت زيارة' الوفد الشعبي' المصري إلي السودان, عن موافقة الحكومة السودانية علي إقامة مشروعات مشتركة في مجال الزراعة, وتشكيل لجنة شعبية مشتركة لإدارة حوار عميق حول رؤية للتعاون والتكامل حتي بلوغ الوحدة . وأعلن الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان قبوله دعوة السيد البدوي رئيس حزب الوفد لزيارة القاهرة لإستكمال الحوار في أسرع وقت. ووافق نائب رئيس الجمهورية السوداني علي عثمان طه خلال لقائه الوفد الشعبي أمس, علي تخصيص مليون فدان صالحا للزراعة بسعر رمزي, باسم حزب الوفد, في الولاية الشمالية للسودان(400 كيلو جنوبيأسوان) بطريق ممهد, لتنفيذ مبادرة الشراكة المصرية والتي تقوم علي تبرع رجال أعمال مصريين ب10% من ثرواتهم لزراعة هذه المساحة علي أن يتم تمليكها لأسر مصرية وسودانية, علي أن يتم توزيع الربح مثالثة بين الأسر المصرية والسودانية وإدارة المشروع. وقال السيد البدوي رئيس حزب الوفد في تصريحات للأهرام إن هذه الأرض تصلح لزراعة القمح والنباتات العطرية والطبية والعضوية التي يستخرج منها الوقود, مشيرا إلي تولي مصطفي الجندي وزير الشئون الأفريقية في حكومة ظل الوفد صاحب الفكرة, الإشراف علي هذا المشروع الذي لا يهدف للربح, وأضاف أن الأسر المصرية التي ستتولي زراعة هذه الأرض ستكون من الريف المصري وهو ما أعلنه الوفد في مؤتمر تأييد النائب السابق مصطفي الجندي الإنتخابي في انتخابات مجلس الشعب.2010 وحول رفض السودان لترشيح مصطفي الفقي أمينا عاما لجامعة الدول العربية, نقل البدوي عن عثمان طه قوله' إن السودان لا تعترض علي أي مرشح مصري ولكنها طلبت تغيير ترشيح الفقي, لأنه أساء للسودان ورئيسها وأن دعمهم له, سيصيب السودان بالمرارة ونحن نؤيد أي مرشح مصري في أي محافل إقليمية أو دولية'. وزار الوفد المصري أحزاب الأمة والاتحادي الديموقراطي وكاتدرائية أم درمان, وسط حفاوة بالغة بأول وفد شعبي يزور السودان بعد ثورة25 يناير. ووصف الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض- المعروف برفضه للوحدة مع مصر أبان الإحتلال الإنجليزي- الثورة المصرية بأنها' بوليصة تأمين للشعب السوداني ضد الديكتاتورية', وقال' إن كل الشعارات الديموقراطية التي كانت تتردد في ميدان التحرير كانت تنزل بردا وسلاما علي كل مواطن سوداني', وطالب بالعمل علي نظام عادل في حوض النيل بالتوقيع الفوري علي اتفاقية عنتيبي لتأمين العلاقات بين دول الحوض أولا ثم الحوار من أجل تحقيق التعاون الأقصي بينها. وطالب مصر أن تسترد دورها الإقليمي بعد أن استرد شعبها حقه وحريته وكرامته, داعيا مصر أن تستقطب حولها الدول العربية لتلعب نفس الدور الذي لعبته سوريا في لبنان أبان الحرب الأهلية, بهدف حقن الدماء الليبية وتحقيق الديموقراطية, قائلا' لا يجب ترك هذه المهمة لحلف الناتو'. من جانبه قال محمد عثمان الميرغني زعيم حزب الإتحادي الديمقراطي المعروف تاريخيا بتأييد الوحدة مع مصر,' الآن أدرك الجميع أنه لا سبيل لتحقيق استقرار وسلام وادي النيل إلا بوحدة شطريه, مما يدل علي صواب رؤية الحزب الاتحادي'. وأبدي الميرغني وسط هتافات أنصاره بحياة ثوار التحرير ووحدة وادي النيل أسف السودانيين علي إنحسار دور مصر في ريادة الأمتين العربية والإسلامية وتصديها للتحديات التي تواجه أشقائها, وأشار إلي أن مصر كان يمكن لها أن تلعب دورا في منع انفصال جنوب السودان بمتابعة اتفاقية القاهرة بين الحكومة السودانية والمجتمع الوطني الديمقراطي, مبديا تطلعه لأن تستعيد مصر ريادتها, وأن تكون زيارة الوفد الشعبي مقدمة لعمل لما فيه خير الشعبين السوداني والمصري. من جهته قال الأنبا صرابا مون أسقف أم درمان إن ثورة25 يناير كانت ضرورية لإصلاح الحياة السياسية, لكنه أبدي قلقه علي مصر بالنظر إلي وجود عناصر تصر علي إحداث فوضي. واختتم' الوفد الشعبي' الذي يضم قيادات من أحزاب الوفد والتجمع والناصري والغد- أيمن نور وممثلي مجتمع مدني وأكاديميين, زيارته إلي السودان مساء أمس, علي أن يتوجه إلي جوبا اليوم للقاء رئيس دولة جنوب السودان, علي أن يتجه إلي إريتريا غدا. ويضم الوفد السيد البدوي رئيس حزب الوفد والدكتور علي السلمي رئيس حكومة الظل بالحزب, وعمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, والقياديين بحزب التجمع حسين عبدالرازق ونبيل زكي, ومحمد أبو العزم نائب رئيس حزب' الغد أيمن نور', والدكتور سمير عليش أمين عام المركز الوطني للمنظمات الأهلية, وسامي أرميا أمين عام جمعية الشبان المسيحيين. المصدر: الاهرام 9/5/2011