وزير داخلية جنوب السودان ل ' أفريقيا اليوم ' : جولتي في مصر وأوروبا وكوريا الجنوبية ناجحة . 09 مايو 2011 - 03:36 صباحا مرات المشاهدة : 1021 بحثت التعاون مع وزارة الداخلية المصرية في مجال تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب . أدعو الجنوبيين إلي التكاتف ونبذ الخلاف والقبلية القاهرة – أفريقيا اليوم : سمير بول بعد جولة خارجية شملت كوريا الجنوبية وفرنسا ، قام الفريق قيير شوانق الونق ، وزير الشئون الداخلية لحكومة جنوب السودان بزيارة للقاهرة برفقة السفير أروب دينق كوال ، سفير جنوب السودان فى أثيوبيا .. ." أفريقيا اليوم " التقت بقيير فى ودار معه الحوار التلي حول نتائج جولته و أخر الترتيبات الأمنية لإعلان دولة جنوب السودان فى يوليو وذلك باعتباره مسئول الأمن الداخلي فى هذه المناسبة : * نريد أن نتعرف علي نتئج جولتك الأخيرة وهدف زيارتك لمصر ؟ قيير : الجولة كانت ناجحة ، وهدف زيارتى لمصر ، هو تقديم دعوة من رئيس حكومة الجنوب سلفاكير الى المشير طنطاوى ، رئيس قيادة المجلس العسكرى ، بخصوص ذهابه الى الاحتفال بالاستقلال فى التاسع من يوليو ، وقد سلمت هذه الدعوة الى المشير طنطاوى وكان برفقتى السفير فرمينا مكويت منار ، سفير جنوب السودان بمصر والسفير أروب دينق كوال ، سفير جنوب السودان بأديس أبابا ، وكان هناك استقبال ايجابى من قبل القيادة المصرية ، ونحن بالطبع طرحنا الاوضاع فى السودان ، بالذات الموضوعات العالقة فى اتفاق السلام الشامل ومن ضمنها موضوع (أبيي) ، وبعض من قضايا الامن والحدود ، ومصر لعبت دورا كبيرا فى الاتفاقية فلذلك لابد لها ان تكون من الدول التى لديها معلومات عن الاوضاع الدائرة فى السودان . وقد ذهبنا بعد مقابلة الرئيس لمقابلة وزير الداخلية وكان الاجتماع جيدا، ومن ضمن الموضوعات التى ناقشناها كانت قضية وجود المواطنين الجنوبيين فى مصر ، ومعلوم ان هناك تنظيم للعودة الطوعية ، وقد ناقشنا معهم هذا الموضوع لان هناك جزء من مواطنينا يواجهون بعض المشاكل فى مصر وهذه المشاكل هى مشاكل أمنية ومشاكل السكن لأن أوضاع السكن والمعيشة الذاتية صعبة قليلا . الموضوع الثانى كان يدور حول المساجين الجنوبيين فى السجون المصرية ، فقد وجدنا فى السجن وعبر مكتبنا فى القاهرة ان هناك عدد (67) موجودين فى السجون . وقد ناقشنا أيضا موضوع التعاون بين الوزارتين، وزارة الداخلية المصرية مع وزارة داخلية حكومة الجنوب ، خاصة في مجال تبادل المعلومات الكثيرة الدائرة حول جرائم الإرهاب ، ولتأهيل والتدريب المشترك ،وقد أكدنا أن انفصال الجنوب لا يعني تمني الشر لشمال السودان ، فنحن يهمنا الاستقرار في شمال السودان لأن استقرار شمال السودان هو استقرار لجنوب السودان . واريد ان اقول انه وبعد الثورة التى حدثت فى مصر ، اول دولة زارها رئيس الوزارء المصرى كانت السودان حيث زار الخرطوم ومن الخرطوم ذهب الى جوبا وكان هذا اعتبار كبير للجنوب او للسودان بصفة عامة ، وقيادتنا فى جوبا اكدت لهم ان جنوب السودان سيقف مع مصر ، وكان هناك اخرون يروجون بان هناك صراع حول قضية المياه واذا حدث الانفصال يمكن للجنوب ان يغير مجرى النيل ، لكن أقول ان مجرى النيل لا يمكن لاحد ان يغيره ، و الفريق اول سلفاكير ميارديت، قال لرئيس الوزراء المصرى عندما كان فى جوبا أن مياه النيل اذا تبقت لنا منها كوب واحد سنتقاسم هذا الكوب بيننا، لأن قضية المياه فى بعض الدول وبالذات فى مصر ليست عملية سهلة بل عملية امنية لانها الامن القومى و لها علاقة وثيقة بمعيشة الانسان . وماذا عن جولتكم في كوريا الجنوبية وأوروبا ؟ رحلتى الى كوريا الجنوبية وفرنسا وأوروبا تركزت حول المقابلات مع الشركات التى تطبع الجوازات وبعض المستندات المطلوبة للدولة مثل البطاقات الشخصية ومثلا التاشيرات يجب طبعها قبل يوم 9 يوليو حتى لاتكون هنالك مشكلة ، وهناك لجان تناقش موضوع الجوازات ما بعد الاستقلال بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية ، وطبيعى لو حصل الاعلان الرسمى فى التاسع من يوليو فهذا لايعنى أن الجوازت السودانية الموجودة فى أيادى الجنوبيين ستؤخذ منهم مباشرة ، ولقد ناقشنا هذا الموضوع مع المؤتمر الوطنى وفهموا ذلك ، ولكن لكى نكون فى وضع أفضل ، الحكومة فى الجنوب أن يتم طبع الجوازات قبل يوم 9 يوليو حتى نكون فى الجانب السليم ،حتى لو حدثت اى عرقلة يكون لدينا مستندات ، وبالفعل عملنا مقابلات مع شركات عديدة ، وعند عودتى لجوبا سنأخذ القرار عن اى شركة ستأخذ مسئولية طباعة المستندات او جوازتنا ، وبالتأكيد انتاجها ستتم فى أقل من شهرين ، وسيتم توزيعهم بالتحديد قبل او بعد يوم 9 يوليو ، وهذا فيما يختص جولتى لاوربا وكوريا الجنوبية . و ماهى الترتبيات الامنية ، واخر الاستعدادت للاحتفال بإعلان الدولة الجديدة ، وكيف تسير فى ظل التطورات الامنية السالبة ؟ جرت بالفعل احتكاكات ومشكلات أمنية فى ولايات شمال أعالى النيل وجونقلى والوحدة فى الشهور الماضية ، ولكن أريد ان اوكد لك أن الحكومة تقوم بعمل محاولات لحسم هذه الموضوعات ، واحدى هذه المواضيع التى كانت تهدد الامن فى تلك الولايات هى المجموعة المسلحة القادمة من حدود شمال السودان ، ومن ضمنها موضوع جورج أطور فى جونقلى ، وقديت فى ولاية الوحدة ، ومجموعات مسلحة فى اعالى النيل ، واريد أن اوكد لك أن الجيش الشعبى حسم هذا الموضوع ، الاسبوع الماضى كان هناك قبريال تانج ، بالتحديد كان يريد ان ينضم للجيش الشعبى ، ولكنه بدأ فى تقديم مطالب وشروط من غير سبب وفى نهاية الامر لم تسير الامور بالطريقة الصحيحة ، وحدث اشتباك بينه وبين الجيش الشعبى وتم حصاره واخذ والان هو فى جوبا ، والمعلومات الواردة بأن قوته التى كانت مع جورج اطور تم تشتيتها ، والمعلومات التى تاتينا أن اطور غير موجود فى الجنوب لاننا لا نملك اثباتات او ادلة يمكننا ان نتحدث بها لكن هناك اشاعات تقول انه فى شمال السودان ، ونحن لا نستغرب لان بيتر قديت عندما قام من جوبا كان يريد ان يذهب الى نيروبى لمواضيع شخصية تهمه ولكنه فى نهاية الامر ركب الطائرة وذهب الى الخرطوم وهناك تم تنظيم افراد ومجموعات ومن هناك ذهبوا الى ولاية الوحدة واحدثوا هجمات فى ولاية الوحدة ، ولكن اريد ان اوكد لك بانهم قد صدو وطردو الى هجليج وجزء منهم دخلوا الى الاراضى فى شمال السودان ، وهذه المشكلة بالطبع ليست لوحدها بلا مسئولية بل هناك عناصر مسئولة فى هذه الحركات او هذه التحركات بالتحديد ، والى ان نثبت ان هذه التحركات من عناصر فى شمال السودان او داخل الجيش السودانى او المخابرات السودانية يقومون بهذا سنقوم بجميع المحاولات حتى نجد الاثباتات ، وبالتاكيد لدينا الاثباتات ، فانت اذا ما ذهبت الى مطار جوبا تجد طائرة مروحية مقبوضة كانت تنقل الامدادات لقوات جورج اطور وكانت تنقل الناس وقبضناها وعليها علم السودان وشعار الخطوط الجوية السودان والى اليوم لا يوجد نفر او تنظيم او قوات الشعب المسلحة السودانية ليأتى ليقول أن هذه مروحيتهم ، نحن سألناهم ولكنهم نكروا وهم تلك المجموعات التى من المفترض ان تكون مسئولة نكروا أن هذه المروحية لهم ، والمروحية لا زالت تحت قبضتنا فى جوبا وهى من غير صاحب هذا بالطبع بالشئ الواضح فى أن المروحية لا يمكنها ان تطير من اى مكان لابد انها طارت من مطار الخرطوم . وهذه بالتحديد الاوضاع الامنية الموجودة ولكن الحكومة بالتأكيد تعمل ، هناك لجنة امنية، لدينا 11 لجان فرعية أعطوا مسئولية لكى يجهزوا للاحتفال ، وانا مسئول لجنة الامن العاملة لتامين احتفال اعلان الاستقلال ، والتدريبات تسيير بصورة جيدة ونحن ننظم فى القوات ليقوموا بالتأمين وهذه مسئوليتهم ، ونحن متاكدين أن المواطن الجنوبى سوف يأخذ خانته ومكانه وهناك تامين ، لان دور الامن ليس فقط لرجال الشرطة والداخلية والامن بدون دعم من المواطن لان الجريمة أو المجرمين دائما وابدا قريبين للمواطنيين ، فالتعاون او الخطوات التى تمت اتخاذها من قبل المواطنيين فى الاستفتاء و الانتخابات بالتأكيد بنفس المقاييس هم سيقمون بالنفس الدور فى دعم الشرطة وقوات الامن الاخرى حتى يقدروا ان يأمنوا الاحتفال ، فمسئولية الامن ليست مسئولية الشرطة والامن لوحدهما بل فى حاجة الى تعاون المواطن هو الجزء الاكبر ، لأن الجريمة كما قلت قبل قليل أقرب للمواطن وللشخص الذى لا يحمل السلاح ، فاذا ما تعاونوا مع اجهزة الامن بالمعلومات التى تدور حول الاجرام او اولئك الذين لديهم خطط الاجرام ليخربوا ويكون لهم محاولة فى عدم قيام هذا الاحتفال فان ذلك سيكون جيدا . هناك بعض من مواطنى جنوب السودان يشكون من قسوة وخشونة البوليس عند التعامل معهم ، فهل هذا دليل على قيام رجل الامن بواجبه على اكمل وجه ، ومادوركم فى الداخلية لمراقبة رجال الامن بالتوعية والانضباط ؟ رجل الشرطة او البوليس عندما يرتدى الزى يكون قد تم تدريبه ، واثناء تدريبه يشرح له جميع اللوائح والقوانين ، ونحمد الله ان شرطتنا لديها قوانين موجودة، واولئك الذين يثبت فى حقهم أنهم ارتكبوا جريمة ، نحن نحقق معهم ويسجنون ، فبالتأكيد اذا ما ذهبت الى جوبا او الى الولايات ستجد مثلا فإن رجل الشرطة اذا ما ارتكب خطا لابد ان يسجن انه ليس فوق القانون ، فهذه الاجراءات فى محلها . اما بخصوص المعاملة بالخشونة او القسوة فيقوم بها أفراد وهى افعال فردية ، فلا يمكن ان نقول ان الموجودين فى الشرطة كلهم جيدين او العكس ، لانهم هم أنفسهم هم الجنوبيين الموجودين فى الشارع وفى البيوت اخذ منهم اولادهم وادخلوا فى البوليس فبالتأكيد هناك اخرين جيدين واخرين سيئين ، مثلهم مثل اى مجتمع او مصالح اخرى وبالتاكيد هذه المشاكل التى تحدث سببها معروفة فنحن قادمين من خلفية الحرب ، وتدريب افراد الشرطة يختلف تماما ، فهناك شرطة كانت فى حكومة السودان اثناء الحرب هناك شرطة قادمة من الجيش الشعبى تدريبهم تدريب عسكرى بحت ، وهناك المليشيات التى انضمت للحركة الشعبية فى اللحظات الاخيرة وبعد الاتفاقية تمت استيعابهم فى الشرطة فهولاء خلفياتهم التدريبية ليست متساوية ، فقيادات الشرطة خلال السنوات الستة الماضية تعمل على تدريبهم وتأهيلهم ، لأنهم ان لم يدخلوا فى راسهم القانون والتعامل مع المواطن وحقوق الانسان لان تعاملهم مع المواطن ليس بالعملية السهلة ، وكل شئ لا يمكن ان يتغير فى ليلة واحدة لابد من وجود حواجز ومطبات اثناء السير ، ولكن المهم اننا نسيير فى الاتجاه الصحيح ونحن نؤكد اننا نسير فى الاتجاه الصحيح وعند حصول الخطا يجب ان يحل ونحن سائرين . الجنوب أصبح قبلة للعديد من الاجانب السيئيين والجيدين ، انتم فى الداخلية كيف تضبطون الاجانب السيئيين ؟ عملية ضبط الاجانب لم تكن بالعملية السهلة ، لان مسئولية الجوازات والدخول الى البلاد ، كانت مسئولية مركزية، فتجد فى الحدود او عند نقاط الدخول افرادا من الشرطة المركزية وهذا بالفعل سبب تضاربا كبيرا ، فمثلا يمكن ان يكون هناك وجود لعناصر من شرطة الجنوب لكن العمل لم يكن منضبطا والمسئولية لم تكن بالتركيز ولم تكن المسئولية مقسمة ، فبالتأكيد خلال الست سنوات الماضية دخل عدد من الأجانب السيئين والجيدين ، ولكن بالتأكيد فى ظل هذا الوضع الذى نحن ذاهبين اليه ، ستكون هذه مسئولية حكومة الجنوب بالتحديد وزارة الشئون الداخلية حيث سيتم تسجيل الاجانب بمعرفة تاريخ دخولهم ، لانك اذا ما دخلت البلد من غير تأشيرة لايمكنك الخروج واذا لم تخرج فأما ان تسجن أو تأخذ عن طريق دولتك ، فهذه الضوابط سنعمل فيها وهذه مسئولية الدولة ، ولن نكون فى وضع ان نلوم اى شخص بأن هذه المسئولية كانت فى يد من او من بل ستكون فى يد حكومة الجنوب ويد وزارة الداخلية بصفة عامة ، وسنأخذ الاجراءات كأى دولة ، وبالتأكيد سيتم انضباط عملية دخول الاجانب . كلمة أخيرة تود التوجه بها عبر " أفريقيا اليوم " ؟ أريد أن أقول أنه أثناء مقابلاتي مع المسئولين المصريين وجدت أن هناك اجماع علي أنه لكي يصبح جنوب السودان دولة فإنه يجب تامين القضايا الامنية وحلها ، وهذا ما اناشد به الجنوبيين فيجب عليهم ان يتراضوا ويتكاتفوا معا ويعملوا سويا لكى يثبتوا للعالم أننا لم نكن نصارع عبثاً بل كنا نصارع من اجل هدف ، فلذلك القضايا التى تدور حول الاختلاف والقبلية يجب ان يتخلى عنها الجميع وان تصبح القبيلة هى جنوب السودان وليست اى قبيلة ، ويجب ان نتخذ هذا الشى حتى نقدر على تقديم خدمة لمواطنينا وللأجيال القادمة من خلفنا ودائما وابداً اذا لم نكن نعرف من أين نحن قادمون فلن نعرف إلي أين نحن ذاهبون ،و نحن فقدنا اناسا وقد اتى الوقت لكى نتكاتف ونتوحد لكى نثبت لاعدائنا واعداء السلام فى الجنوب باننا مدركون عما كنا نتصارع من اجله ونثبت للعالم اننا اناس وسنبقى دولة