[email protected] قبل أسابيع أعلن السيد مساعد رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر البجا موسي محمد أحمد عن إنعقاد مؤتمر مصيري لقضايا الشرق خلال أسابيع ، مرت حتي الأن نحو سبعة أسابيع، ولم ينعقد بل سكت موسي وحزبه عن المؤتمر بالرغم من أن كل اهل الشرق إستبشروا به وأعدوا العدة للمشاركة فيه ، لأنهم أحوج ما يكونون لمؤتمر يناقش هموم ومصير الشرق خاصة وأن الأعلان عنه جاء في وقت حرج وعصيب وحساس تتشكل فيه الساحة السياسية السودانية من جديد ، وتلج البلاد نحو منعطفات تأريخية وتتبلور فيها الرؤي حول القضايا المصيرية بعد وداعه للجزء الجنوبي منه ، كما يكتسب هذا المؤتمر المعلن عنه وغير المنعقد أهمية خاصة لأنه يأتي في وقت تعج فيه الساحة السياسية البجاوية بالعديد من الخلافات وتباين الرؤي حول التحالفات التي عقدها مع مؤتمر البجا مع الآخرين وتخلي بموجب ذلك مؤتمر البجا عن نضالاته ودخل إلي حظيرة السلطة متناسياً جراحات شعبه وناسياً إستحقاقات النضال والمناضلين ونصب علي نفسه قيادات فاقدة للبصر والبصيرة الأمر الذي أودي به إلي هذا الحال الذي يغني عن السؤال وفرصة إنعقاد المؤتمر سانحة طيبة وإن كانت غير كافية لمناقشة كافة القضايا التنظيمية وإصلاح الإعوجاج الحزبي بعمق وبمنهجية ، وحسب رأي فإن المشكلة الكبيرة التي تقف في طريق النهوض بمؤتمر البجا هي في هشاشة وضعف قيادته السياسية الأمر الذي أفرز ضعف وهشاشة في الخطاب السياسي التنظيمي وعدم قدرة علي مواكبة المتغيرات السياسية وعدم تلبية أشواق وأمال ومطالب مؤيدية وعجز القيادة في التعبير عن القضايا التي يتبناها التنظيم ، ذلك لأن قادة الحزب من الأميين وأنصاف المتعلمين وقطعاً كل إناءٍ بما فيه ينضح فبصر وبصيرة القيادة الحالية لم يتجاوز ما تحت أقدامها وليس من المعقول والمقبول أن نطلب من تلك القيادة ما ليس لها به علماً ، لكن ليس من المقبول أيضاً إلقاء الحبل علي القارب ، فمؤتمر البجا حزب عملاق أسسوه عمالقة ولا يمكن أن يترك هكذا ، كما أن ذات القضايا التي نادي بها قبل خمسين عاماً هي ذاتها يعانيها إنسان البجا في الريف والحضر حتي الآن ، لكن تري من لنا بها فالذين أسسو مؤتمر البجا 1958 م أغلبهم لبو نداء ربهم والذين خلفوهم صارو بل وسارو في درب الجاه والسلطة وتوافه الأمور وإرتمو في أحضان السطان طوعاً ، أقول وبالقول الصادق والصريح ومع كامل إحترامي وتقديري للقيادة الحالية أقول إصلاح حال الحزب رهين بإزاحة القيادة الجاثمة علي القمة من الحزب وإختيار قيادة واعية ومدركة لحجم التحدي الذي يواجهه مؤتمر البجا مع آخرين قيادة تفكر وتخطط بمنهجية ورؤية ثاقبة وإلا لن يكون الحزب سوي تحصيل حاصل فهؤلاء هم (كعب أخيل )الذي إكتشفه المؤتمر الوطني في جسد البجا وأصاب به القضية البجاوية في مقتل فقد كفي البجا تخبطاً وعشوائيةً وآن أوان الحسم والجد ومنح الشرعية الدستورية وأحقية تمثيل البجا لمن يستحقها ويدرك ثقل حملها فالتحدي أمام البجا كبير هؤلاء هم ليسو رجال المستقبل ، فالسودان يدخل لمرحلة سياسية جديدة مختلفة تماماً عن سابقاتها ويتشكل وفقاً لمعطيات ومطلوبات تكتيكية وإستراتيجية مطلوبة علي المستويات الدولية والأقليمية والعالم من حولنا يعج بالعديد من القضايا والمشكلات ولن نكون بمعزلٍ عنها لذلك لابد من الإعداد والإستعداد الجيد فالمرحلة القادمة من عمر السودان تتطلب برامج ورؤي وخطط حزبية مقنعة والساحة السياسية وقد تكون هناك تحالفات حزبية عريضة ، كما هناك قضايا مؤجلة لقواعد الحزب في إنتظار من يناقشها كقضية شهداء ومصابي أحداث بورتسودان وكقضية مواطني مثلث حلايب الواقع تحت السيطرة المصرية منذ العام 1993 بالرغم من ذهاب النظام المصري البغيض لا تزال مصر تصر علي إحتلال الأراضي في مثلث حلايب ولن تجدي الإبتسامات الدبلوماسية والعبارات الإنشائية حول تكامل مرتقب بين مصر والسودان في حلايب كذلك قضية وحدة الأقليم الشرقي بولاياته الثلاثة وقضية حقوق الولاياتالشرقية من إيرادات خيراتها من المؤاني والجمارك والمواصفات وشركات البترول والمصارف وغيرها هذه كلها قضايا تنتظر من ينبشها بجرأة وبموضوعية ليعيد الحق المسلوب إلي أهله ولن يتأتي ذلك بدون قيادة قوية وواعية لحجم القضية وكفي القيادة الحالية إنها زادت أزمات التنظيم مزيد من الأزمات وأقدمت علي خطوات وقرارات معقدة أهدرت فيها الوقت والمال والرجال وإتخذت قرارات ومسارات خصماً علي نضال وتأريخ مؤتمر البجا لكن العبرة ليست في التباكي علي الأخطاء الماضية بقدرما ينبغي إختيار من يحسن إدارة الأزمات في المرات القادمة ويخرج بالتنظيم إلي بر الأمان لذا أعتقد أنه من الضرورة بمكان عقد مؤتمر لتصحيح مسار الحزب بما يحفظ حقوق أهل الشرق في المرحلة القادمة
نقلاً عن صحيفة السوداني العدد (1940) بتأريخ الجمعة 20 مايو 2011