(فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم) الامام علي عليه السلام في وصفه للخلافة [email protected] واو وليس كادقلي الزيارة الحالية لمجلس الامن للسودان كان مخطط لها قبل أحداث أبيي ، وتم حدف دارفور بسبب استمرار المعارك وللتركيز على إنضاج اتفاق الشمال مع الجنوب. لم يرغب الوفد في المرور عبر جنوب كردفان لعدم الرغبة في ملاقاة أحمد هارون وكان الوفد يخطط للهبوط في واو لتفادي ملاقاة هارون في كادقلي بسبب اتهامات الجنائية الدولية، وكان النقاش داخل الطائرة يناقش فرضية النزول في كادوقلي وكيفية التعامل مع هارون حينئذ. دبلوماسية الانقاذ الجديدة بعد وصول الوفد الي الخرطوم اعتذر السيد وزير الخارجية وفعل كذلك النائب الاول عن لقاء الوفد ، فيما يفهم منه عدم الرضا عن تعامل المجلس مع احداث ابيي بالاضافة الي رفض المجلس المتكرر لقاء الرئيس البشير. فقد كان من المقرر مسبقا الا يقابل مجلس الامن السيد عمر البشير اثناء انعقاده في الخرطوم خلال زيارنه الاخيرة ، وذلك لرفضه للمثول امام المحكمة الجانئية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم الحرب والابادة وجرائم ضد الانسانية في دار فور. وحاولت السلطة بالضغط علي المجلس لمقابلة البشير فلم يرضخ. وحينها اصدر البشير تعليماته بالا يقابل اي من قادة النظام مجلس الامن كما ذكرت وكالات الانباء. فاعرب الوفد عن اسفه من عدم تمكنه من لقاء مسؤوليين حكوميين في الخرطوم بعد فشلهم في لقاء نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه والسيد علي كرتي، ورأى انها كانت فرصة عظيمة فقدتها الحكومة لتوصيل وجهة نظرها حول الازمة الراهنة. أشرار الحركة الشعبية وحكماء الجنوب ان توقيت احداث أبيي لم يكن محض صدفة ، لقد أرادت الحركة الشعبية جرّ الحكومة السودانية الي مواجهة مبكرة ونهائية مع المجتمع الدولي قبل التاسع من يوليو القادم، فقد ادركت انها لن تحصل على أبيي بالمفاوضات ، وتدرك ايضاً انها لن تستطيع ان تقاتل الجيش السوداني بعد ان تحولت قواتها الي جيش نظامي يواجه عصابات مسلحة في الجنوب،وتدرك الحركة ان ابيي هي آخر كرت لديها بل هي الجوكر، لذلك تزامن الهجوم مع زيارة وفد مجلس الامن لاعطائه الزخم الدولي، ونجحت الحركة في وضع الضغوط التي تريدها ، فالادانة الخجولة لهجومها أردفه تحذير غليظ للشمال. من ناحية أخرى افادت صحيفة نيويورك تايمز" الأمريكية إن حكومة جنوب السودان تتأهب للرد على توغل الجيش السودانى فى أبيى ، حيث نقلت عن بارناب ماريال وزير المعلومات بحكومة جنوب السودان توعده برد الجنوب على هذا الإجراء قائلا :"سنرد على هذا الموقف دفاعا عن أنفسنا"، كما اعتبر جنوب السودان قصف المدينة ثم التوغل بها بريا من قبل القوات الشمالية بمثابة "إعلان حرب". ولكن لا يتوقع ان يقوم الجنوب بهذا. من جانبها تدرك الانقاذ ضرورة احتفاظها بهذا الكرت حتى نهاية اللعب مع المحكمة الجنائية الدولية. سوزان رايس تهدد السودان في الخرطوم من جانبها، حثت مندوبة الولاياتالمتحدة بمجلس الامن سوزان رايس حكومة الشمال بالاسراع في حل القضايا العالقة بين الجانبين قبيل التاسع من يوليو واشارت الى ان بعثة الاممالمتحدة لديها تفويض بحماية المدنيين بموجب المادة السابعة، الا انها تنظر لكل الخيارات التي تطرح امامها واتخاذها على ضوء التزام الاطراف بأدوارهم حول العملية السلمية . مأرق النظام وحتمية الرجوع للشعب السوداني من المؤكد ان النظام لن ينجح في حشد دفاع شعبي آخر ، فحتى قبائل المسيرية ترى ان الحل إجتماعي ولن يكون سياسي أو عسكري بأي حال، ومن الواضح ان تصرفات الحكومة السودانية وعدم مقابلة وفد مجلس الامن يعكس عظيم الاحباط وانعدام الامل في مواصلة دبلوماسية التنازل لكسب الزمن، فقد أنتهى الزمن وأزفت الآزفة.