منذ ان خرج الانقاذ من صندوق الزخيرة الى القصر الجمهورى وذهب البعض الى سجن كوبر للسياحة والشعب السودانى تحت نير الحرب بعد ما اغٌلقت الطريق امام اتفاقية ( ميرغنى – قرنق )بالمدرعات (يوم الجيش للشعب انحاز هبت ثورة الانقاذ ) ومن يومها وضع الشعب يده على قلبه وفى الزناد وتجيش الجميع من شاء منهم ومن أبى، وصارت صكوك الولاء والبراءة للنظام توثق فى الجنوب تحت ظلال الابانوس وفى خور انجليز والرجاف وتوريت (توريت يا توريت يا ارض الفداء * أليت اجعل منك مقبرة العداء )وقاتلت الطيور والفراشات الوردية اعداء الوطن حتى أُخرج الشيخ من قبة البرلمان عنوة الى المنشية عندها سقط الجهاد فى توريت وظهر الكتاب الاسود و طريق الانقاذ الغربى التى اوصلت شعلة الحرب الى دارفور ونمى النهب المسلح وصار حرباً هتك النسيج الاجتماعى لدارفور وأضافت الى قاموس اللغة لفظ (الجنجاويد) وقُسمت دارفور الى (عرب وزرقة) وعندما خرج أمام الانصار الصادق المهدى فى (تهتدون ) ناصحاً الانقاذ بإجاد حل داخلى عاجل لمشكلة دارفور قبل ان تُدوّل لم يجد حديث الامام أُذُنٌ واعية وتجاهلو نصحهه كما تجهل حكمدار التركية محمد رؤوف جده المهدى الامام الرجل الرشيد الذى وحدة السودان من جبل الرجاف جنوباً حتى صوردة شمالاً ومن القلابات شرقاً حتى (دارغرب ) غرباً . لكن النظام اختار صوت بندوقية الروسى (مايكل كلاشنكوف ) على صوت الحكماء والعقلاء فتدوّلت قضية دارفور ومات الميئات من الرجال والنساء والاطفال ونزح الملايين من ديارهم الى معسكرات الايواء واللجؤ ودٌكت القرى و(الفرقان ) بالانتنوف وبكى شلال (قلول) دماً وارتجفت ربوع جبل مرة وعشعشت الغربان و البوم على سفوح الجبل الكئيب، ورح تجار الحرب ينصبون المنابر من ابوجاء الى الدوحة الى قاهرة المعز يتبادل فيها أصدقاء الامس اعداء اليوم التحايا بالسلام وتقسمت الحركات المسلحة الى سبعين فرقة كلهم فى النار الا شعب دارفور وأخذ النظام فى الخرطوم الى مغازلة الحركات الدارفورية بالجزرة والعصاة . اما الجنوب فقد إستظلة قليلاً بظلال نيفاشا حتى اختار شعبه الانفصال على الوصال بعد ان خاب رجاءهم فى سودانٍ جديد ينعموا فيه بالحرية والمساوة ويجدوا فيه حقهم بان يكون اخريين ليتركو الشمال (مدغمساً) ويقولو (باى باى امدرمان ) وتبقى ابيى شوكة حوت (لا تنبلع ولا بتفوت ) ويظهر الانتنوف مرة اخرى وتدور ساقية الموت ونصرخ بأعلى أصوتنا (اليس بيننا رجلٌ رشيد). اسماعيل جمعة حماد (نهر النيل)