ما قيل عن احداث أبيى هذه الايام ، لم يقوله شول موانق عن الطعام ، احتلال شمالى ... سيطرة وبسط امن .... انفلاتات امنية ... استفزازات الحركة الشعبية ... الخ ..... عندما احتلت وسيطرت حكومة المركز علي أبيى وطردت سكانها من دينكا نقوك ، كان لطمة قوية لنيفاشا ولطمة آخرى للاستقرار والتعايش مابين قبائل التماس . البشير يعلن الحرب التى استعد لها نفسياً ومعنوياً ولوجستياً ، حبس السودانين انفاسهم وتوقعوا رد جيش الجنوب لذلك الاحتلال ، الذى قد يعود بنا الى نقطة الصفر . حكومة الجنوب بدورها ارسلت نائب الرئيس رياك مشار الى الخرطوم للتفاوض مع حكومة المركز وهو تفاوض القوى المتمكن مع الضعيف المغلوب عليه ، ويتسال الكثير من ابناء الجنوب عن مغزى هذه الخطوة التى تخطوها حكومتنا ، هل هو نوع من الخوف المبطن على مكتسبات السلام من ارصدة الفساد والاموال التى حولت لحسابات خاصة ، ام هو انتظاراً للمولود الجديد فى التاسع من يوليو ، اذا كان الهدف هو المولود فالايام حبلى بما ستبرهن ذلك ، اما اذا كان السبب هو الخوف فالمجد لله فى العلى والله يكون فى عوننا . حكومة الجنوب تعلم كيف يتم التفاوض مع المؤتمر الوطنى ، وتعلم كيف تم التوقيع على اتفاقية السلام الشامل ، وخطوة ارسال السيد مشار للاحراج ومرمرت كرامة الجنوبين بالارض ليست آحدى سبل التفاوض المعهودة مع المؤتمر الوطنى ، لست ادرى هل جعلت الايام حكومتنا تنسى كيفية التفاوض مع الخصم اللدود ، انه ازداد عناداً بعد نتيجة الاستفاء وجن جنونه ، والتفاوض معه صار اكثر صعوبة . كان الاجدر على حكومتنا بالجنوب ان تظل صامته ، طالما هى عاجزة فى الوقت الراهن عن تحريك اى شئ ، بل كان عليها شراء المزيد من المناديل والفوض لمسح دموع الفارين من جحيم الحرب بأبيى ، وكان علينا ان نطبطب جراحهم ونرسل السيد مشار الى الاصدقاء والمنظمات الانسانية للبحث عن مساعدات وادوية تسعف الفارين . بدلاً من ارساله لرحلة عار للخرطوم ، ان الطريقة التى تعالج بها حكومتنا مسالة ابيى تجعل البعض يشك بوجود صفقة ، فاذا كانت أبيى كبش فداء لنيفاشاء اليوم ، ماذا اذا طلب المؤتمر الوطنى اويل غداً اوبعض اجزاء ولاية واراب وهو بكل تاكيد لن يقف عند أبيى وسيحاول التقدم ، طالما هنالك دعاة سلام ينتظرون التاسع من يوليو، انظل صامتين لاننا دعاة سلام ، اى سلام واى تفاوض نتحدث عنه و40الف مواطن ينامون بالعراء وتحت الاشجار بخريف غزير الامطار، خارج ديارهم التى اخرجوا منها ، هل ستقبل حكومتنا بالواقع الاليم الجديد ، الذى فرضته حكومة الدرديرى بأبيى فنقول وداعاً لابيى الى التاسع من يوليو ؟ ام ستتحرك وتحرك معها المنظمة الاممية الغاضبة للتعدى على قواتها ، وهل سيبقى مواطنى أبيى طوال هذه المدة بلا مسكن يفترشون الارض ويلتحفون بالسماء انتظاراً لليوم الموعود التاسع ؟