"نحن على يقين من أن مستوى التعليم في السودان حتى أواخر سبعينات القرن الماضي، كان هو الأفضل والأقوى على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وأن محاولة مدير قناة الشروق الأجنبي للتقليل من شأنه، جزء من عملية قذرة ومخطط جهنمي لمحاربة السودانيين في أرزاقهم، حتى داخل وطنهم! ونحن على يقين من أن مدير قناة الشروق، المدرس الذي تحول إلى خبير إعلامي أجنبي، ما كان مستواه سيؤهله لأن يكون تلميذا في بخت الرضا!" (الغريب في الأمر، أنه في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لفرض الحجاب في البلاد، وجلد إعلامية لارتدائها البنطلون، نراها تقوم بتعيين مذيعات آخر موضة في شروق الزلم وهن يرتدين (جكسا في خط ستة) هذا إن لم يكن قد تجاوزه! بسم الله الرحمن الرحيم ليست هذه دعوة لمقاطعة مشاهدة قناة الشروق التي قيل إنها سودانية، فهذه القناة المتواضعة أفضل من أن يقوم بهذه المهمة، وهذه حقيقة لا تحتاج لإقامة الدليل عليها. لكن، قد يضطر الواحد أحيانا لأن يتابع البرنامج الذي يقدمه السيد محمد موسى، لأسباب تتصل بشخصيته، بحكم ما عرف عنه من ترديده للنكتة السودانية، على الرغم من أنه لم يخضع لأي تدريب أو تأهيل، وإنما أعطوه مايكرفون وكاميرا وقالوا له (زمر)، فخرج منه كل ذلك الصوت النشاذ الذي يبعث على الألم والأسى والشعور بالدونية والهوان. السيد محمد موسى، اتهم التعليم السوداني بأنه ضعيف، وأن مستواه أقل من قدرات وإمكانيات الآخرين، موجها حديثه لمعهد (بخت الرضا)، المؤسسة التعليمية التي وضعت المناهج الدراسية في وطننا الحبيب الغالي، الذي كان حصينا وقويا قبل أن يخترقه الزلم، ويبتذلون حياء نسائه، ويكسرون قلوب بعض الضعفاء من رجاله، وأقصد تحديدا بعض العاملين في قناة الشروق! لو كان في قناة الشروق رجل شجاع واخد لما سمح ببث برنامج السيد محمد موسى، الذي افترى الكذب، على مؤسسة بحجم معهد بخت الرضا، يكفي أن البروفيسور عبد الله الطيب كان أحد معلميها، حيث اشتغل بها عقب حصوله على درجة الدكتوراة من لندن في بداية خمسينات القرن الماضي، وهي بكل أسف الفترة التي عناها السيد محمد موسى في سؤاله المذل والمهين الذي ما كان له داع أصلا! ولكن نحن لا نلومه، بحكم معرفتنا بامكانياته وقدراته، بيد أننا نعتقد أن الذين يدعون أنهم (تكنوقراط) من السودانيين العاملين في قناة الزلم، إنما يكذبون، لأنهم غير مؤهلين لا من الناحية الفنية ولا غير الفنية، فهم في النهاية ليسوا أكثر من مجرد (أزلام) يحركها الزلمي الكبير بإشارة من أصغر أصابعه! وإلا، لماذا سكتوا على كل ذلك الكم من الإهانات وقلة القيمة التى تمارسها شروق الزلم في حق وطن عظيم وشعب عزيز؟ من الذي يريد أن يجعلنا نصدق بأنه لا توجد في السودان ثلاث مذيعات مؤهلات لقراءة نشرات الأخبار، أو أنه لا يوجد سوداني واحد مؤهل يمكن أن يكون مديرا للأخبار؟ الغريب في الأمر، أنه في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لفرض الحجاب داخل حدود الوطن، وجلد إعلامية لارتدائها البنطلون، نراها تقوم بتعيين مذيعات آخر موضة في قناة الشروق، وهن يرتدين (جكسا في خط ستة) هذا إن لم يكن قد تجاوزه! إن ما يحدث هو في الحقيقة جزء من حالة التناقض التي تسكننا.. فنحن على سبيل المثال، نسمح للمرأة بممارسة ألعاب القوى، وهي ترتدي الزي الرياضي المعروف وسط متابعة جماهيرية كبيرة، ونرفض في نفس الوقت عرض السباق المعين على شاشة التلفزيون! أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو، هل يحل للمرأة غير السودانية أن تظهر سافرة على التلفزيون السوداني بينما يمتنع ذلك على المرأة السودانية لأسباب تتعلق بأحكام الشريعة الإسلامية؟ وهل يجوز ترك الفتاة السودانية تركض بلباس رياضي أمام الجماهير في الملاعب، ونحرم عليها أن تظهر بنفس الزي في التلفزيون؟ أسئلة كثيرة ستظل بغير إجابة ونحن لا نحرص على الحصول على إجابات لها، ولكننا نحرص على الحصول على إجابة على سؤال واحد ظل يقلقنا كثيرا.. هل لا توجد فرصة أمام بناتنا للعمل في قناة الشروق بسبب لون البشرة السوداء؟ أليس من المحتمل أن تظهر أوبرا أخرى من بين العقد التي تعيش داخلنا؟ هشام عبد الملك الجزولي