محمد علي كلياني/فرنساkalyani[email protected] للمرة في تاريخ الإنسانية أن تحدث اكبر عمليه للارتزاق في العالم مطلع القرن الحادي والعشرين!! هذا ما حدث في ليبيا ومازالت إرهاصات العملية يلفها غموضا كبيرا في تحديد الجهات التي تقف خلف التجنيد المرتزقة في أفريقيا.. وبهذه الأعداد الكبيرة خلال شهور فقط.. طبعا لعب البترودينار الدور الأعظم في تحريك عجلة التجنيد لصالح العقيد القذافي من اجل حماية نظامه من الانهيار في وجه ضربات حلف الأطلسي التي تحمي المدنيين الليبيين العزل من هجمات كتائب القذافي.. وفي خضم هذه الأحداث رشحت تقارير وأنبا أكيده تشير إلي تورط جهات رسميه عديدة في أفريقيا تسعي الي مسانده القذافي ودعمه بمقاتلين ينتمون إلي جيوش نظاميه(الحرس الجمهوري التشادي وعناصر من حركه العدل والمساواة وجماعه البلوساريو)هذا علي الأقل ما رشح للعالم من تقارير دولية رغم النفي الرسمي من الجهات المعنية لذلك..هذا وقد أكدت قيادات في المجلس الانتقالي الليبي في بنغازي إنهم قد اسروا مجموعات لا بأس بها ممن تربطها علاقة بقيادات دول وحركات نظاميه مسلحه في المنطقة.. حيث ذكرت صحيفة ليبيا اليوم أن(الحكومة التشادية برئاسة إدريس دبي تقوم بالإسناد العسكري للعقيد القذافى، وقد تم إيفاد الجنرال عثمان بحر اتنو ابن عم الرئيس التشادي إدريس ديبي اتنو لقيادة حملة عسكرية مخصصة لهذا الشأن)وأضافت الصحيفة حسب مصدر في المجلس الانتقالي(إن الجنرال المكلف قد تحرك يوم الاثنين الموافق للسابع من مارس الجاري من مدينة مساغيت التي تقع على بعد 80كم شمال العاصمة التشادية انجمينا على تمام الساعة الرابعة عصرا بتوقيت التشادي متوجها إلى مدينة برداي في شمال تشاد ثم منطقة السارة الليبية ومنها إلى الجنوب الليبي وبالتحديد مدينة سبها. وكان الجنرال يقود قوة تتكون من حوالي 100 عربة عسكرية ذات دفع رباعي، وبها أسلحة ثقيلة و مضادات للطيران ،وذخائر). وفي الوقت ذاته نفت حكومة ديبي علي لسان وزير الخارجية موسي فكي أن تكون حكومته ضالعة في أحداث ليبيا الدامية .. وأشارت منظمة التحرير(مكتب الشؤون القانونية) والاتحاد الدستوري الليبي (الإتحاد الدستوري الليبي)، بالقول:(نحن نعلم ان حوالي 5 إلى 7000 من المرتزقة التشاديين تمت استعارتهم من قبل الرئيس التشادي إدريس ديبي الى القذافي ، وهم عبروا الحدود الشادية الليبية الجنوبية وبحوزتهم أسلحة وأمتعة قتاليه عاليه التطور. وتطرقت الصحف الفرنسية ان هناك قوات من الحرس الجمهوري التشادي كانت تقاتل الي جانب كتائب القذافي وقد تم نقل بعضها من جمهوريه أفريقيا الوسطي الي ليبيا .. وفي ذات الوقت استجوب البرلماني الفرنسي قوتين قورس رئيس لجنه حقوق الانسان وزير الدفاع الفرنسي حول تورط الجيش التشادي في ليبيا خاصة وان القوات الفرنسية الحليفة لديبي تقود مع حلف الناتو حمله ضد القذافي..وقال مدعي عام محكمه الجنايات الدولية أوكامبو( لدينا أدله قويه بان سيف الإسلام عمل علي التعاقد لاستيعاب واستجلاب مرتزقة من أفريقيا وسنصدر مذكرات توقيف بحق ممن تورطوا في قتل المدنيين الليبيين هناك)..وعلي الصعيد الميداني قال ثوار ليبيا انه قد تم القبض علي العديد من المرتزقة وهم حاليا قيد التحقيق معهم وان اغلبهم من التشاديين.. وبثت مواقع للمعارضة الليبية استجواب لعدد من العناصر التي تنتمي الي حزب الرئيس إدريس ديبي وبحوزتهم بطاقاتMPS أي بطاقات عضويه الحزب الحاكم في انجمينا ومن جانبها رفضت الحكومة التشادية الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كونه لم يسيطر على كافه الأراضي الليبية وشددت تشاد على عدم التعامل مع تحقيقات المدعي العام لمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو ضد العقيد الليبي معمر القذافي وقيادات بارزه في ليبيا علي خلفيه انتهاكات إنسانيه جسيمة ضد الشعب الليبي وبررت حكومة تشاد عدم تعاونها بأنه سبق لها إن رفضت التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية بشان مذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير خلال زيارته الي تشاد العام الماضي. وعلي الرغم من المبررات التي ساقتها الحكومة التشادية لابد لنا طرح أسئلة تطرق الأذهان بشدة ألا وهي لماذا تم التركيز الدولي عبر تقاريره علي تشاد ودورها دون باقي كل الدول الأفريقية في ليبيا؟ وهل أن إدريس ديبي قدم فعلا دعما عسكريا ولوجستيا الي القذافي عبر حرسه الجمهوري لقمع المدنيين هناك؟ وللإجابة علي هذه التساولات لابد لنا من التطرق الي دور ديبي في المنطقة وبحسب دراية ومعرفة الفرنسيين له.. أولا منذ مجيء ديبي إلي السلطة أضحت تشاد ضمن منظومة عسكرية تتدخل في شئون الدول الأفريقية بدعوي إنقاذ أنظمتها من الانهيار وهو امر بادي للعيان من خلال تدخل الجيش التشادي في كل من الكنقو الديمقراطية وأفريقيا الوسطي والتوغو وغيرها.. هذا بعلم الفرنسيين وبمباركتهم له.. ولكن في القضية الليبية تأتي تشاد لتكون طرفا نقيضا وغريبا علي السياسة الفرنسية في المنطقة..علما بان الحالة الليبية تمثل بالنسبة لديبي أهم مراكز القوي التي تدعم مواقفه لمواجهة الأزمات الداخلية والخارجية.. ويذكر أن ثورة جبال التبستي كادت ان تتحول الي معارضة عسكرية يصعب السيطرة عليها في شمال تشاد لولا التدخل الليبي ووضع حد لزعيم التوبو السيد/ يوسف تقويمي واغتياله داخل مستشفي بليبيا خلال تلقيه العلاج هناك..كما نشير أيضا الي واقعه مهمة جدا تجعل ديبي يقف مع القذافي حقيقة وليس اتهام.. في 2/2/2008م حينما دخلت قوات المعارضة التشادية انجمينا وحاصرت قصر ديبي الرئاسي قدم القذافي دعما كبيرا له(الذخائر والدبابات نقلت جوا الي انجمينا)بينما أكفت فرنسا بدعوة ديبي إلي إجلائه الي الخارج بسلام إذا أراد ذلك.. والموقف الأخير يجعل من ديبي أن يتمسك بالقذافي أكثر من الفرنسيين ودعمه بالحرس الجمهوري علي قرار حادثه 2 فبراير.. ولا غضاضة إذن أن يرد ديبي دينا مستحقا للقذافي بإرسال قوات تسنده كتائب القذافي.. وفي الأخير لا ندري كيف يتم تعامل المجتمع الدولي مع ديبي مستقبلا إذا أثبتت تحقيقات أوكامبو تورط الحرس الجمهوري التشادي في أحداث ليبيا بالفعل؟