ان التطور التكنولوجي الذي جعل مساحة الكرة الارضية غرفة أربعة امتار في اربعة بحسب الثقافة السودانية نستطيع من خلالها ان نتحدث ونرى بعضنا البعض ونسخرها لخدمة الانسانية تماشيا مع التعليمات القرآنية، إلا اننا ايضا نعيش زمن الإنفلات السياسي الذي يصل الحد الفوضوى، فالبعض من أبناء البشر يريد ان يصبح مناضلاً وسياسياً ومفكراً ومنقذاً أحياناً ولا يرى الا شخصه مع الأسف، كل هذا النضال يتم في الشبكة العنكبوتية . وبعد انتهاء مؤتمر أصحاحب المصلحة في دارفور الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 27 الى 31 مايو الماضي ، ظهرت علينا بعض الاقلام المريضة، شفاها الله، وهي تشكك في نتائج المؤتمر والنتائج التي حققها للتوصل الى سلام ينهي معاناة المواطنيين في دارفور التي طال أمدها، وهو أيضا خيار يعود اليهم لأنهم أصحاب الألم الذين افترشوا الارض والتحفوا السماء على مدى 9 سنوات . لا نشكك في نضال أحد، ولا نقصد اللجوء إلى أساليب التخوين البائد، لكننا في نفس الوقت نرفض الإتهامات الباطلة التي لا تستند الى اساس موضوعي، ونقول لا يوجد مهرول بين الشرفاء في الدوحة لان المفاوضات دخلت عامها الثاني ولم تنتهي بعد، ولا يوجد منبر آخر للتفاوض فالذين خرجوا من الدوحة عادوا اليها، اما اذا كان الهدف ترك منبر الدوحة والتوجه الى الميدان ليكون بديلا فالخيار متاح أمام هؤلاء، واذا سقط النظام فسنكونوا من أول المرحبين، أما الحديث عن ضرورة وحدة الحركات فهذا طموح كل أبناء دارفور، لكن كيف يتم ذلك ومن سيساعدنا في ذلك؟ يبدو ان التشكيك في كل شيء يؤدي الى السلام والاستقرار في دارفور اصبح هدفا مقصودا من العديد من الجهات، وهو خيار يحترمه كل ديمقراطي شريف، لكن من العيب ان نتهم ممثلي النازحيين واللاجيين ورجال الادارة الاهلية ومنظمات المجتمع المدني الدارفوري بصفات غير حميدة لأنهم اختاروا الحوار طريقا للحد من معاناة آلاف النازحين والمشردين، وحفظا لأمن غدا مطلبا عسيرا زمن هيمنة القوى الكبرى. بعقوب الدموكي كاتب ومحلل سياسي [email protected] 8 / 06/ 2011