باسم الله وباسم النازحين واللاجئين اؤلئك الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء ،في معسكرات الذل والهوان بعد ان فقدوا كل شئ جميل في هذه الحياة .. باسم الثكالي واليتامي والجرحي وكل الضحايا في بلادي .. باسمهم جميعاً أخاطب الذين يسرعون الخطي الي الخرطوم ، بوريقة أو وثيقة أو اتفاق ..سمّه ماشئت! ولكنه فارغ في المضمون والهدف والمقصد . ولكنه مليئ بالمغنم لاؤلئك الذين يودّون الختم عليه بدماء الشهداء وهم الاكثر درايةً بأنها لا تخاطب جزور المشكلة والقضايا الاساسية والجوهرية .. فما لي اراهم يصرّون علي التوقيع رغم رفض الجميع ، فامّا الجميع علي الخطأ واما المجموعة ليس فيهم رشيد !! * فالاتفاق لا يضمن تعويضات مجزية للضحايا وضمان عودة النازحين واللاجئين الي ديارهم بعد ضمان الامن وتوفير اسباب الحياة الكريمة . * الاتفاق لا يضمن سلطة فعلية لتنفيذ ما هو متفق عليه . فرفض مسألة الاقليم ليحل محلها سلطة اقليمية دون صلاحيات ،بل هي تنسيقية ولم تحدد العلاقات البينية ، وهي سلطة للتوظيف واستيعاب عدد من ابناء دارفور. * الاتفاق لا يرجي منه تحقيق العدالة للضحايا بعد هول ما تعرضوا له . فبعد أن كان مقترحاً اربعة آليات لتحقيق العدالة الجنائية وهي المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم المختلطة بخبراء دوليين والمحاكم الوطنية بعد ادخال اصلاحات وتعديلات علي هذه المحاكم بالاضافة الي اعراف وتقاليد أهل دارفور في فض النزاعات . حزفت الاولي والثانية وقيّدت الثالثة والرابعة * الاتفاق لا يضمن تمثيل أهل دارفور (بنسبة عدد السكان مع التمييز الايجابي ) في كل مجالات الخدمة المدنية ، رغم ورود فقرات انشائية في هذا المجال ولكن التجارب اثبتت عدم تنفيذ ذلك (ابوجا مثال). * الاتفاق لايضمن تنفيذ ترتيبات امنية حقيقية فاعلة يتم بموجبها استيعاب المقاتلين السابقين في المؤسسات القومية ، العسكرية والشرطية والامنية المختلفة . وانشاء برامج اقتصادية واجتماعية محددة بصناديق مالية بتمويل حكومي وفق جداول زمنية متفق عليها لمصلحة المقاتلين السابقين الذين لم يتم استيعابهم والذين لايرغبون الانضمام الي تلك الاجهزة . * الاتفاق سيتم توقيعه من افراد ، في ظل غياب قوي المقاومة الثورية الحقيقية والفاعلة علي الارض . أن حشد ما يسمي بالمجتمع المدني الدارفوري أو اصحاب المصلحة الحقيقية في منبر الدوحة التفاوضي لتمرير هذا الاتفاق الهزيل .. هو الاستفتاء الحكومي بعينه .. بل هو تنفيذ فعلي لسياسة السلام من الداخل في جزئه الاكبر . فالذين سيجلبون الي الدوحة لا ننكر انتمائهم الي دارفور ولكن بالتأكيد هم لا يمثلون اصحاب المصلحة الحقيقية وما يلي جزء من تركيبة هؤلاء : العدد الكلي 500فرد . - النازحون 100 فرد (لم يتم اختيارهم عن طريق شيوخ المعسكرات ؟؟ - المجالس التشريعية الولائية 32 للولايات الثلاث ) مؤتمر وطني . - المجلس التشريعي الاتحادي 68(مؤتمر وطني ) - 5 افراد لكل حزب موالي ؟؟ حزب موالي = مؤتمر وطني . - اللاجئون 30 فرد (لم يتم اختيارهم عن طريق شيوخ المعسكر ؟؟ - 5 افراد لكل حزب معارض ؟؟ - 15 من دول المهجر (طريقة اختيارهم غير معروفة ؟؟ - 30% مرأة طريقة اختيارهم غير معروفة ؟؟ - 20% فئويين تم اختيارهم من قبل المؤتمر الوطني ؟؟ - 125 مجتمع مدني يتم توزيعهم علي الولايات حسب السكان ولكل والي حق اختيار 60% من العدد الكلي لولايته . من هذه التركيبة وبصورة حسابية سريعة وبسيطة يتضح أن ما نسبته بين 80%و90% من الذين سيتم دعوتهم الي الدوحة يمثلون المؤتمر الوطني وسيأتوا ليباركوا هذا الاتفاق !! لماذا ؟ لان المؤتمر الوطني يريد ذلك والمهرولون كذلك ولكنهم يستحيون من التوقيع علي هذا الاتفاق بمعزل عن مباركة هؤلاء (الاستقواء بهم ) ليتسني لهم القول .. اننا نري أن ما جاءت به الوثيقة ليست كافية ولكننا لن نكون ضد رغبة أهل دارفور (المجتمع المدني الدارفوري –المؤتمر وطني ) فطالما وافق المؤتمرون علي هذا الاتفاق وباركوه .. فنحن ونزولاً لرغبتهم سنوقع ،ويتم التوقيع @@ .. ويسرعو الخطي نحو الخرطوم وفي الغالب سيصلون مطار الخرطوم قبل الوفد الحكومي .. قياساّ لسرعتهم نحوالتوقيع . لتباع القضية في سوق النخاسة بثمن بخس دراهم معدودة .. وتبدأ فصول المعاناة من جديد لاهلنا في الاقليم وبايدي ابنائها ، وتتحطم الاحلام الوردية التي نسجها اطفال ليس لهم في هذه الحياة الا براءة طفولة ماتت في مهدها وشيخٌ يستظل بشجرة او خيمة ليس له من حلم الا ان يكون آمناّ يداعب أحفاده ، وأمرأة فقدت كرامتها ورسم الزمن خريطة الحزن والبئس والشقاء علي وجهها ..نعم تتحطم هذه الاحلام بفعل ثلّة منا وتبدأ مرحلةً وفصلاًآخر من فصول المعاناة هي اشد واشرس من ذي قبل ولكن في كل الاحوال تظل القضية والثورة متقدة وحية ابداً لا تموت ويظل الثوّاركل الثوّار وبوحدتهم ممسكون علي الزناد وجمر القضية حتي يصلوا المبتغي .. وانّ هذا الاتفاق ان تم توقيعه فلا شك عندي ..سينتهي مفعوله بين مطاري الدوحةوالخرطوم وسينتحر المهرولون علي اسوار القصرالجمهوري ..