Date: Sun, 12 Jun 2011 08:48:35 +0000 كلام الناس *فترنا وغلبنا الكلام وفشلنا في محاصرة تداعيات أحداث أبيي المؤسفة التي انتقلت إلى كادوقلي ولا أحد يعلم منتهاها فقد حدث ما كنا نخشاه وعادت الحرب تطل برأسها ومعها شيطانها الذي لا يرضى بغير الخراب والموت. *الحرب ليست مباراة كرة قدم يتبارى فيها فريقان وسط جمهور منقسم على تشجعيهما، فالحرب تطال الجمهور الذي لا ناقة له ولا جمل في هذه المعارك المشتعلة التي هي نتيجة طبيعية للفشل السياسي في محاصرة الخلافات وحلحلة القضايا العالقة. *للأسف العمى السياسي يدفع البعض كما أصحاب منبر الحرب والظلم في الشمال وتيار الانفصال والعنصرية البغيضة في الجنوب يدفعهم إلى أتون هذه الحرب التي يدرك الجميع أنه لا رابح فيها وأن الخاسر الأكبر هو المواطن الذي يدفع الثمن موتاً وجراحاً ونزوحاً وتشرداً ومعاناة أكثر. *للأسف الحرب ليست ضد فريق خارجي كما يصور البعض وإنما بين من كانوا شركاء في الحكم، إتفقا دون أهل السودان على اقتسام السلطة والثروة، ومازال الصراع بينهما حتى بعد الانفصال حول السلطة والثروة وليس على مستقبل أهل السودان, ومع ذلك يتحدث البعض عن عمليات بيع وشراء إنتشرت في الآونة الأخيرة في الساحة السياسية بعيداً عن المبادئ والقيم ومصالح المواطنين. *ليس المجال هنا مجال بكاء على اطلال السياسة السودانية ومن باع ومن إشتري ومن ربح ومن خسر فالنتيجة النهائية إن الخاسر الأكبر هو الإنسان السوداني الذي فقد جزءاً عزيزاً من الوطن بأهله ومازالت تداعيات الخلافات السياسية تهدد بالمزيد من الخسائر المادية والبشرية لأهل السودان. *قلنا ومازلنا نقول ولن نمل القول بان سياسة فرق تسد التي لم يسلم منها حتى حزب المؤتمر الوطني لن تخدم للوطن قضية كما إن اللعب على خلافات الأحزاب وإضعافها لم يخدم الحزب الحاكم بل أضعفه أكثر رغم حاجته وحاجة الحركة الشعبية وكل القوى السياسية إلى الإصطفاف من أجل الإنسان السوداني في الشمال والجنوب. *إن العمى السياسي قاد البلاد من قبل إلى معارك بلا طائل من ورائها وكنا نظن وبعض الظن إثم أنها انتهت إلى غير رجعة ولكنها تأججت من جديد بسبب الإنفراد والعناد والفشل في إدارة التنوع بل عدم الإعتراف به رغم الواقع الإنساني والإثني الذي يؤكد وجوده في كل ربوع السودان الباقي الذي يهمنا الحفاظ على أمنه واستقراره بل وعلى علاقة حسن جوار مع الشقيقة الجديدة دولة جنوب السودان التي لا مفر من التعايش مع أهلها الذين هم أصلاً من أهل السودان. ///////////////////////// بله
------------------------------------------ صحيفة السوداني إدارة التحرير