Date: Tue, 7 Jun 2011 08:54:06 +0000 كلام الناس *باقٍ من الزمن حوالي خمسة أسابيع وتدخل البلاد في امتحان جديد بل دخلته بالفعل لكن للأسف في أجواء ملبدة بالغيوم والتشويش الذي يصعِّب عملية اتخاذ القرار ويتسبب في المواقف الخطأ التي ليست في مصلحة شعب السودان في الشمال والجنوب. *عمليات الشحن العدائي السالبة التي أفلح تيار الحرب الظالم في الشمال وتيار الانفصاليين العنصريين في الجنوب لم تتسبب فقط في الخيار الخطأ المنسوب لأهل الجنوب ونعني به خيار الانفصال وإنما وهذا هو الأخطر أفلحت في إذكاء نيران الفتنة والكراهية حتى بين الرموز القيادية في الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب. *نقول هذا وقادة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يدركون أن تغييراً كبيراً قد حدث في تركيبة المواطن السوداني سواء في الشمال أم في الجنوب وحدث تداخل إيجابي وعلاقات ومصالح امتدت حتى العلاقات الدينية التي يريد البعض قطعها والتضحية بما أنجز منها من أجل تعزيز قطيعة مفتعلة جغرافياً وإدارياً وسياسياً. *إن الانفصال الذي مهد لقيام دولة جنوب السودان لا يعني قطع العلاقات الإنسانية والطبيعية التي قامت بين شعب السودان في الشمال والجنوب، ولا ينبغي ترك القضايا الخلافية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تُفسد ما أنجزاه في نيفاشا 2005م، بل عليهما سوياً ومع الآخرين المهمومين بقضايا الوطن والمواطنين في الشمال والجنوب التمسك باتفاقية السلام ودفع مستحقاتها للسودانيين جميعاً بدلاً من إشعال حرائق جديدة كما حدث في أبيي وكادقلي. *نعلم أنه لم يعد هناك متسع من الوقت لحلحلة كل القضايا الخلافية، لكن لابد من فتح صفحة جديدة تعيد مد جسور الثقة من جديد تبدأ بالمعالجة السياسية المهمة التي طرحها الوسطاء من الحكماء الأفارقة لإطفاء حريق أبيي وتأمين عودة النازحين واستقرارهم من جديد والتقدم خطوة أكثر من الجانبين تتوج بلقاء بين رئيس الجمهورية والنائب الأول للرئيس لمزيد من التهدئة وتهيئة الأجواء الصحية من أجل مشاركة إيجابية في الاحتفال بقيام دولة جنوب السودان. *لا أحد ينكر أهمية تعزيز السلام الذي تم واستكماله خاصة في دارفور وتحقيق الاتفاق القومي في السودان الباقي واستدامة السلام مع دولة جنوب السودان بل تعميق العلاقات الإنسانية والطبيعية بين شعب السودان في الشمال والجنوب ومد جسور التواصل الإيجابي والتعاون الاقتصادي والفني والأمني بين شعب دولتي السودان بدلاً من محاولة فرض قطيعة غير ممكنة عملياً. //// ع
------------------------------------------ صحيفة السوداني إدارة التحرير