محي الدين عمر – إستس بارك، كلورادو تتواصل فعاليات ورشة معهد السلام المستدام الامريكي المنعقدة بمنتجع الإستس بارك بجبال الروكي تحت شعار " ماذا يعني السلام " بمشاركة عدد من اصحاب الخبرات والتجارب في عمليات صنع وبناء السلام من صناع القرار ومن الأكاديميين والناشطين في مجالات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني. وتضمنت برامج هذا اليوم عدداً من الفعاليات والنشاطات المكثفة والتي صاحبت الاوارق المقدمة خلال اليوم الرابع للورشه والتي يشارك فيها عدداً من الدارسين والمهتمين بالشأن السوداني. فقد قدم البروفيسور مارك شاب، استاذ الدراسات الاجتماعية في جامعة "شيس" الامريكية والمحاضر المتعاون مع جامعة ولاية اوهايو، محاضرة ضافية حول التغيّر الاجتماعي الذي يحدث من خلال الحوار البناء بين افراد المجتمع وقياداته من خلال إنسيابية تفعيلية في تشكيلها الهرمي وضرب امثلة علمية طرحها للمشاركيين لإسلوب التحول الاجتماعي في دول امريكا اللاتينية مستشهداً بكل من دولتي كولمبيا والإكوادور. وقد تمت مناقشة ورقته العلمية باستفاضة من قبل المشاركين. وعقب انتهاء الجلسة الاولي قدم البروفيسور بيتر بشب، استاذ التبصير الاستراتيجي وشؤن المستقبل بجامعة هيستون بولاية تكساس والخبير في مجال التنبؤات الاقتصادية وشئون الحكم والادارة والمنظمات الغير حكومية، ورقة عمل حول حول إحداثيات الواقع وقراءات المستقبل على المدي القريب والبعيد بصورة أكاديمية ومهنية تعرض فيها للحالة السودانية قبل وبعد الإنفصال وشملت محاضرته علي تدريب مبسط للمشاركين في سبل التعامل مع التنبؤات المستقبلية و استخداماتها في عملية صنع القرار. وفي محاضرته، قام الدكتور بشب بتقسيم المشاركين إلي ثلاث مجموعات طَلَب منهم عمل دراسة للحالة السودانية ووضع سيناريوهات لما قبل وبعد الانفصال من أجل الوصول إلي نتائج افتراضية (علمية) تساعد علي فهم المستقبل. وتوصلت المجموعات الى عدة مقترحات قد تساهم في حل المعضلات التي قد تواجه مستقبل السودان ومنها: الأزمات الإقتصادية التي تواجه حكومة الشمال لفقدانها ل 80% من مصادر الدخل، الإنفلات الأمني الذي قد يؤدي إلى "بلقنة" السودان إضافة للفشل الحكومي في خلق واقع ثقافي جامع يراعي التنوع. وكما توصلت المجموعات الثلاثة إلى عدة إفتراضات (متوقعة) حسب الدراسة المستقبلية المقدمة منها: حتمية الإنفصال، فشل وزوال المؤتمر الوطني، إستمرار إستحواز الصين على موارد السودان، توسع رقعة الحرب في عدة أقاليم والتدخل العسكري الأممي. وفي الجلسة المسائية قدم الدكتور راندي بتلر، مدير المعهد، محاضرة علمية قيمة حول أهمية التسامح والتصالح لدرء ونبذ ثقافة العنف لإيجاد أرضية خصبة للحوار عبر الوسائل السلمية. وشرح للمشاركين طرق واساليب التصالح مع الذات وضرب لهم عدة أمثلة لقادة نجحوا في مسامحة من أجرم في حقهم كالزعيم الأفريقي نلسون مانديلا والمهاتما غاندي. وبعدها شاهد الحضور فيلم "غاندي" وتمت مناقشة الدورس المستفادة من قصة حياته واسلوبه الفريد في تحرير بلاده عبر وسائل النضال السلمي ونبذه للعنف. وتتواصل غداً جلسات الورشة لليوم الخامس...