القضارف تريد بقلم :محمد الحسن حرحوف منذ زمن بعيد لم امسك باليراع لأسطر حرفا واحدا لأنني لم أجد ما أعقب عليه أو ما يستحق .. لكن قرأت في جريدة الخرطوم يوم الاثنين العدد 7703 بتاريخ 13/6/2011 موضوعا تحت عنوان(تلفزيون القضارف عليك الرحمة) ما شدني إلي هذا المقال تكريم العم الرائع احمد البشير عركي أدام الله له الصحة والعافية فما كتب عنه قليل ولا يعبر عن تفاني هذا الشخص الذي وهب حياته ووقته لتلفزيون القضارف الابن الشرعي له فأحسن وأجاد واخلص له ولم يقصر يوما في حقه .. نتمنى أن يتداعي أهل القضارف لتكريم هذا الهرم الكبير, أما واقع تلفزيون القضارف فتحكي عنه الأشجار داخل حوشه وجلوس موظفيه واحتساءهم للشاي والقهوة ويلاحظ ذلك كل المارين ففر منه المشاهدين وأكاد اجزم أن نسبة مشاهدته لاتتعدي 1% من جملة سكان الولاية وقد قمت باستطلاع لعدد 140 شخص خلال ثلاثة أيام وفي أماكن مختلفة من ضمنها حوش التلفزيون نفسه فوجدت أن الذين يشاهدونه شخصين فقط وانحصرت مشاهدتهم له في الأخبار لمعرفة أحوال الولاية وما زاد تعجبي أن من ضمن المستطلعين ثلاثة موظفين من التلفزيون وكانت إجاباتهم بأنهم لايشاهدون تلفزيون القضارف ... وتلفزيون القضارف يقع ضمن أعباء حكومة الولاية وهو لايقدم شئ يذكر للولاية وقد أكد ذلك السيد الوزير المختص في جلسة داخل المجلس التشريعي عندما سئل عن تعميم البث التلفزيوني فقال أن هذا التلفزيون نسبة مشاهدته ضعيفة مما يعني أن قناعته فيه تكاد تكون معدومة وان الصرف عليه ماهو إلا تبديد للأموال ورغم ذلك ظل يناصر مدير التلفزيون في كل القضايا ويفضله علي كل موظفي الهيئة رغم فشله في إدارة التلفزيون منذ مارس 2010 عندما رحل المدير السابق في الحملة الانتخابية للوالي الحالي ولم يعد رغم النجاح الكبير الذي حققه علي المستوي التقني والبرامجي وجعله لتلفزيون الولاية مشاهدا في فترة وجيزة بل أوصل البث التلفزيوني لمناطق لم يصلها البث كل ذلك وفق إمكانيات وفرها بجهده الخاص ومدير اليوم تهيأت له من الظروف ما لم تتحقق لسواه ورغم ذلك فشل في المحافظة علي ما ورثه وظل يعمل بالخارطة البرامجية التي وضعها سلفه .. وهنا لا ألوم العاملين في هذا الجهاز لان رب البيت قد تفرق لتحقيق طموحه بسياسة فرق تسد داخل كل الهيئة بل افتعل من الأزمات ما كاد يعصف باستقرار الهيئة فتخلص أولا من من يساندونه أولهم مدير إذاعة 98 FM ومدير إذاعة راديو المجتمع ثم مدير عام الهيئة الذي رحل فار بجلده بعد أن تملكه إحساس انه غير مرغوب فيه وهو الذي خدم الولاية 16 عام يشفع له تاريخه الذي فشل حائكي الدسائس في تلويثه... وهو الذي قضي جل وقته في الصراعات والركض مابين دار المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ومكتب الوزير تخطيطا لتحقيق مآربه وطموحه وترك أداء الأمانة التي كلف باداءها والتفرق للعمل حني تبرأ ذمته ويطيب كسبه ويرضي الرب.. ما نحب أن نقوله للوزير المختص أن الأصوات الخافتة والتي لاتصل إلي مكتبك في داخلها الكثير المثير المسكوت عنه وقد قالها احد العاملين في التلفزيون (لو كنا بنقدر نصل الوزير كان قلنا) وهذا يدل علي أن تمكينك لمدير التلفزيون قد جعل الغبن يسيطر علي النفوس وربما تملكهم إحساس أن قربه منك ومشاورتك له كما قال هي التي جعلت الأصوات تخفت لكن أري تحت الرماد وميض نار لان عقولهم جعلتهم يراجعون ما حدث فوجدوك قد تخلصت من كل أركان أزمة الهيئة وأبقيت علي مدير التلفزيون وأظهرته بالقوي الذي يستطيع أن يزيح كل من يختلف معه بل تمدد حلمه إلي إدارة الهيئة وقد وضح ذلك من خلال اجتماعاته المتكررة وترويجه لذلك وإشاراته المتعددة بان كل الأبواب مشرعة له ومؤصدة في وجه البقية وقد تأثرت الإذاعة بذلك بعد أن كانت مستقرة منذ سنوات رغم عدم وجود مدير لها لان التناغم بين أفرادها انسي الوزارة تعيين مدير لها فهي تتحدث عن نفسها عبر البث والبرامج وتطورها حتى أصبحت مسموعة في كل إنحاء العالم عبر موقعها الالكتروني بجهد العاملين فيها وإيمانهم بدورهم إلا أن إحساس تمدد مدير التلفزيون داخل الإذاعة قد تملكهم بعد أن شاهدوا انقياد مدير الإذاعة الجديد لتوجيهات مدير التلفزيون الذي اتخذ قرار تخفيض البث الإذاعي بجرة قلم وهو القرار الذي كان يحتاج إلي دراسة وتقييم ووقفات ربما تحتاج إلي شهور وكأنه عبقري زمانه الذي أعطاه الله بعد النظر والقدرة علي التقييم في ثواني معدودات أخي الوزير هناك همس بان السيد مدير التلفزيون يسعي إلي خلق الأزمات داخل الإذاعة من اجل أن يثبت بان مشكلة الهيئة في الإذاعة وبعد ذلك يعرض نفسه كمنقذ للهيئة من خلال إظهار حرصه علي القطاعين(الإذاعة والتلفزيون) وأخيرا أقول لك استنادا علي قول الرسول صلي الله عليه وسلم(فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعي من سامع) أدرك الإذاعة لأنها صوت العطاء والحصاد فعلا لا شعارا حافظ عليها وأبعدها عن المطامع واحميها من الغيرة والحسد واسمع أهلها عبر آلية تصنعها أنت بعيدا عن اللقاءات الجامعة والتي أثبتت فشلها واعلم أن ما توافقت عليه العقول أن لايقبل قول طائفة في أمر إلا إذا كانوا من ذوي الاختصاص والعلم به. واسأل الله أن يوفقك ويهديك إلي فعل الخير والصواب من اجل قضارف الخير