رحمة الله عليك – اخى بابكر – فى اعلى عليين. لولا ان الموت حق وسنة ألأولين و ألآخرين لما صدقت نبأ رحيلك الفاجع ألأليم تعود بى الذاكره الى ماضى الزمان واسترجع فترات ثلاث سعدت خلالها بلقائك والتعرف على شخصك الكريم وعلى نفر من كرام رفاق دربك وزملاء دراستك فى صرح تربوي كان شامخا شموخ من حملوا رايات التعليم بين ربوعه وشموخ من سغد بالدراسة فيه من ابناء جيلك ألأخيار الذين كنت ريحانة مجالسهم بطيبة نفسك وحسن معشرك ونقاء سريرتك ... عرفناك بين المتميزين من تلك الكوكبة الفريدة تشارك نفرا منهم فى تجسيد شخوص رواية "مكبث" .. رحم الله من سبقك منهم الى دار الخلود والفرار .. سنظل نذكركم جميعا – اخى بابكر- ما دام عرق ينبض فيتا بالحياة الى ان نلقاكم فى رحاب رب غفور كريم .. فى ذلك الصرح التعليمى العظيم ما شهدنا منك ومن رفاق دربك ألأخيار الا ألأخاء الصادق وكل الود وألأحترام وتفرقت بنا دروب الحياة زمانا الى ان سعدت بلقائك ثانية فى حاضرة مديرية كردفان وانت تفود العمل فى القسم الغربى لوزارة ألأشعال.. وجدنا سيرتك تعطر مجالس مدينة ألأبيض .. تفانيا واخلاصا وتحملا للمسؤولية .. كان ذلك دأبك وديدنك اينما حللت تحمل من الأعباء ما لا يحمله سوى من قد علا قدرا وسما فوق الأخرين محلقا صقرا .. كنت على الدوام المبادر والمسارع الى زيارة المؤسسات التربويه متفقدا مرافقها المختلفه ساعيا الى صيانتها قبل مطالبة الفائمين على امرها .. لن انسى زياراتك المتكرره الى خورطقت التى اوليتها القدح المعلى من اهتمامك .. تجوب مبانيها ومنازل معلميها وعمالها مستجيبا لسيل رغباهم الذى لا ينقطع. فلا غرو ان سار بذكرك الركبان وحملك اهل كردفان فى حدقات عيونهم بما لمسوه منك من طيب معشر وحسن خلق وحلاوة حديث وبشاشة وجه تسابق ابتسامتك المشرقه دواما على وجهك الصبوح. كم كانت سعادتى غامرة ابان فترة عملى بين من اسعدتهم الأيام بالتعامل معك خلال فترة توليك مسؤوليات معتمدية الخرطوم .. كان ألأرتقاء بالتعليم هاجسك والسعى الى توسيع رقعته وتوفير احتياجاته وضرورياته فى مقدمة اهتماماتك. لن انسى دعمك وحماستك لقيام مدرسة "الطيب السائح" شمال مدينة الصافيه حال اقتناعك ان مديتة الخرطوم بحرى اكثر حاجة من مديتة الخرطوم الى مدرسة ثانوية ثالثة لتخفيف العبء عن ثانوية بحرى القديمه وثانوية الجبلى ... شهدنا ارتباطك وتوثق علاقاتك بأهل التعليم يزداد ويتواصل على مر ألأيام ,, ولم تكن ساعات الدوام الرسمى تنقضى دون ان نكون قد لقيتاك او سمعنا صوتك هاتفيا مستجيبا وموافقا على كل ما يصب فى مصلحة التعليم والطلاب .. رأينا دعمك للأتحاد الرياضى المدرسى وللدورات المدرسيه مشجعا ابناءك الطلاب وبناتك الطالبات ومشيدا بأدائهم واداء المعلمين . يا فقيد اهل السودان الكبير .. مهما تحدثتا عنك وافضنا فى ذكر محاسنك و تذكار مناقيك التى لا تحصى لن نوفيك حقك ومهما ذرفنا مع اهلك وذويك واصدقائك الهتون من الدمع فأننا – يا حسره – لن نتمكن من اعادتك الى الحياة لتشهد علو قدرك وسمو منزلتك فى نفوس من عرفوك وتعاملوا معك .. فقد انطوت صفحة فخار من العطاء الثر و التواضع الجم اذ لم تغرك المناصب ومواقع المسؤوليه التى اتت تسعى اليك وتبوأتها عن جدارة واستحقاق ... اجتمعت فى شخصك من صفات الأنسانيه ما ندر ان تجتمع فى فرد من التاس الذين كنت انقاهم صدرا وكان فى الأزمات يحمل وجهك البشرى ... فوا اسفا عليك ان اضحيت صدى ذكرى ... ولبيت نداء ربك تجنى من رحمته الخلد والأجر ولم تبق لتا منك الا صورة وذكري فوا حرى منها ذكري. الطيب السلاوى الولاياتالمتحده ألأمريكيه 06/15/2011