أتخيل ان النوبة المشردين من ديارهم يتسالون ماذا يحدث فى جبالهم. ولماذا تسقط القنابل فوق روؤسهم وروؤس أطفالهم ويقذف الطيران منازلهم ومدارسهم وممتلكاتهم. أتخيل ان النوبة المشردين فى الفيافى وسفوح الجبال يتسالون أيضا اليس من الافضل على قادتهم تدارك الامور بالحكمة. لانه لم تكد جبال النوبة تفيق من الحرب الاولى فى أوئل التسعنيات التى طرقت أبوابهم دون سابق أنذار قبل ابرام أتفاقية نفاشا للسلام عام 2005 وتبدا فى ترميم ما هدمتة تلك الحرب والا وتبدا الحرب الثانية أكثر شراسة لتطور الة الحرب ليموت النوبة فى كل مكان. جماهير النوبة تحتاج الى قيادة رشيدة وحكيمة قادرة على حمايتها وحماية مصالحها وقادرة ايضا على الحفاظ على سلامتها وأمنها من أى مازق و مؤامرة التى تحاك ضد النوبة و التى قد تكون مدبرة عمداً بقصد أيجاد زريعة بقيام بأى عمل عسكرى ضد جماهير النوبة ومصالحها. ان جماهير النوبة فى حالة صدمة لايمكن تصورها يكادوا لا يصدقوا ما يحدث لهم هو حقيقة أم الذى يحدث هو ما صرت لهم فى السابق. كانت جماهير النوبة تعتقد بان الحرب قد أنتهت بلا رجعة. فاذا باخطاء الماضى تتكرر تضع جبال النوبة بأسرها تحت رحمة قنابل وصواريخ الشيطان الرجيم عمر البشير الذى كان أصلاً يبحث عن زريعة لكى يقتل النوبة ويشردهم من ديارهم ها هى الاخطاء التى تمناها قد وقعت.لان التهور وعدم معالجة الامور بالحكمة هى التى سمحت للبشير ان يقوم بحملته العسكرية هذه. لان البشير لا يرى ان للنوبة حق الوجود. فانه يريد ان يحدث شيئاً فظيعاً يجعل النوبة يهجرون ديارهم الى الابد. فلما صرح عمر البشر قائلاً انه سيحرق جبال النوبة اذ لم يفوز أحمد هارون بمنصب الوالى لن ياخذ أخونا عبد العزيز الحلو هذا التصريح فى الاعتبار. ربما كان فى أعتقاده انه مجرد مزح. البشير لا يمزح لانه سفاك الدماء وسفاك الدماء لايمزح. وهذا ما ذهبت اليه فى مقالى السابق عندما صرح البشير ذلك التصريح وقلت فيه ان هذا التصريح يشكل تهديداً خطيراً على أمن وأستقرار جبال النوبة و قلت فانه بامكانه أى البشير أشعال الحرب. فلم يتم أسبوع والا والطيران يقذف النوبة فى ديارهم. فلماذا لم يتدارك عبد العزيز الحلو الموقف ويتصرف بعقل و حكمة حتى لا يمنح البشر زريعة. لان عبد العزيز الحلو يعرف البشير كما يعرف باطن يده وظاهرها. يتسابق الزمن مع الزمن فى جبال النوبة الزمن الردى مع الزمن المنكوب الزمن الطاغى مع الزمن الحزين و زمن الجلاد مع زمن الضحية. يتسابق الزمن مع الزمن مع صرخات نساء وأطفال جبال النوبة. اليد القاتلة مع دماء الاطفال التى تلون بارود قنابل عمر البشير القانعة. محاولات النوبة لانقاذ بعضهم بعض مع عمليات القتل والابادة والتشريد ومحاولات الانقاذ من قوات الاممالمتحدة البائسة. ويتسابق الزمن مع الزمن فى جبال النوبة و جماهير النوبة تفر بعشرات الالف قوافل وتطوابير الى أى مكان غير أرضهم وبيوتهم وتاريخهم وذكرياتهم وحياتهم وجبالهم. أنه عمر البشير الشيطان الرجيم يتنقل من مكان الى مكان من دارفور الى أبيى الى جبال النوبة. اين هى تلك أتفاقية السلام التى وعدت النوبة بسلام والاستقرار قبل خمسة سنوات مضت. فمنذ ان أعلنت لن ينفذ بنداً واحداً منها حتى الان. لكن بالاحرى تبتيد جبال النوبة بين الجوع و الموت. وتبتيد جماهير النوبة بين الرؤوس والاعناق والجثث المنتشرة على الطرقات. وها هى جماهير النوبة تهجر بعيداً عن أرضها و المجرم عمر البشير قابع فى ركنه يهز راسه الى فوق علامة الرفض وأشارة الابادة. أكثر من ألفين قتيل فى جبال النوبة و مليون مشرد فى الاراء و سفوح الجبال ولا معيناً لهم. فاما فيما يتعلق بالحركة الشعبية فى جبال النوبة لقد أصبح من الصعب بعد الان على الحركة الشعبية ان تكون الادوات و المنهجية أو المسار الوحيد فى جبال النوبة. حيث ان هناك قطاع واسع من الراى العام فى صفوف أبناء النوبة المثقفين داخل السودان وخارجه يحبذوا ان لا تكون الحركة الشعبية شيئا فى جبال النوبة جنوب كردفان من بعد اليوم. لان جماهير النوبة أزدادت أقتناعاً بان الحركة الشعبية لن تكن الاطار الامثل لمستقبلها. لانه فيما يخص مايجرى الان ضد النوبة من أبادة ويشريد كان نتيجة خطاء كبير من قادة الحركة الشعبية على راسهم أخونا عبد العزيز الحلو. لانه لن يتدارك الامور بشفافية وحكمة. لا الحركة الشعبية هزمت البشير ولا البشير هزم الحركة الشعبية أنما الحوار وحدة الذى أوصل الطرفان الى توقيع أتفاقية السلام. ربما كان من المستحسن على قادة الحركة الشعبية فى جبال النوبة الدخول فى حوار مع البشير لتسوية الخلاف لقد حواره من قبل . فلماذا رفضتم الحوار معه هذه المرة بمعناه العقلى و المنطقى والديمقراطى. بدلاً من التهور الذى لايجلب الا المزيد من المأسى و المعانات الى جماهير النوبة التى تعانى أصلاً الجوع والفاقة. والواضح حتى الان ان البشير طارحاً حلاً واحداً هوالغطرسة وسياسة واحدة هى الاستيلاء وطريقاً واحداً هو طريق مسدود. الوضع فى جبال النوبة اليوم فائق الخطورة عبرت عنه كل وسائل الاعلام الاقليمية والدولية وأيضا المنظمات الدولية المراعية لحقوق الانسان وعلى راسها الاممالمتحدة. كما أننا أيضا شاهدنا الطيران عندما كان يقذف النوبة الابرياء فى عقر دارهم. فقد كان فى غاية الفظاعة والبشاعة. كان من الصعب جدا مشاهدة تلك الجريمة التى تنفذ ضد الرجال و النساء وخاصةً الاطفال فى وضح النهار.لماذا وألف لماذا. فانه من حق النوبة العيش فى أمن وسلام وايضا الحق فى الحياة والكرامة.