مسؤول أممي: التدّخل في شؤون السودان يقوّض آفاق السلام    انقلب السحر على الساحر.. لامين جمال يعيش كابوسا في البرنابيو    بالصورة.. "داراً بلا ولد ام يسكنها طير البوم".. الفنانة هدى عربي تنعي الشاعرة والمراسل الحربي آسيا الخليفة: (استحقت لقب "نحلة دارفور" وكتبت لي أغنيتين تغنيت بهما)    مجزرة مروّعة ترتكبها قوات الدعم السريع في بارا    الدوري الممتاز 7 يناير بدون استثناء    تفاصيل استشهاد المراسل الحربي آسيا الخليفة.. لجأت لمبنى مفوضية العون الإنساني بعد أن اشتد بهم الخناق والمليشيا طالبت بتسليمها لكن زملائها رفضوا ودافعوا عن شرفها حتى استشهدوا جميعا    وزارة الثقافة والإعلام تدين اعتقال الصحفي معمر إبراهيم من قبل الميليشيا المتمردة وتطالب بالإفراج الفوري عنه    شاهد بالصورة والفيديو.. الأولى في عهد الخليفة التعايشي.. "الجنجاويد" يغتالون "الطيرة" للمرة الثانية في التاريخ    التّحْليل (الفَلسَفِي) لمُبَاراة الهِلَال والبولِيس    الإعيسر: السودان أقوى من أي مؤامرة، وأبناؤه أوفى وأصلب من أن تكسر عزيمتهم بالأكاذيب    سيطرة عربية.. الفرق المتأهلة إلى مجموعات دوري أبطال إفريقيا    "الوقود" يتسبّب في تعليق الدراسة بدولة إفريقية    الأهلي الفريع ينتصر على الرابطة وسط جدل تحكيمي كبير في دوري الدامر    تدوينة لوزير الإعلام السوداني بشأن الفاشر    أصحاب الأرض يكسبون كلاسيكو الأرض    شاهد بالفيديو.. الممثلة المصرية رانيا فريد شوقي تغني الأغنية السودانية الشهيرة (الليلة بالليل نمشي شارع النيل) وتعلق باللهجة السودانية: (أها يا زول.. المزاج رايق شديد والقهوة سِمحه عديل كده)    شاهد بالصور.. الفنان صديق عمر ينشر محادثات بينه وبين مطرب شهير: (زمان كان بخش لي في الخاص وراقد زي الشافع للحقنة وهسا لمن احتجت ليهو حلف ما يرد.. فرفور أصلو ما غلطان عليكم)    شاهد بالصور.. الفنان صديق عمر ينشر محادثات بينه وبين مطرب شهير: (زمان كان بخش لي في الخاص وراقد زي الشافع للحقنة وهسا لمن احتجت ليهو حلف ما يرد.. فرفور أصلو ما غلطان عليكم)    شاهد بالفيديو.. ندى القلعة لأحد "القحاتة": (أمشي شوف ليك "داية" تحلك ما عندي مستشفى ولادة هنا وانتو يا القحاتة حلكم في ولادة الحبل)    جود بيلينغهام يمنح ريال مدريد فوزاً مستحقاً على برشلونة    ترامب: أحب إيقاف الحروب    هل يطبق صلاح ما يعظ به الآخرين؟    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تربط جميع مكاتبها داخل السودان بشبكة الألياف الضوئية لتسهيل إستخراج الفيش    تطوّرات بشأن"مدينة الإنتاج الحيواني" في السودان    ستيلا قايتانو.. تجربة قصصية تعيد تركيب الحرب في السودان    الديوان الملكي: وفاة الأميرة نوف بنت سعود بن عبدالعزيز    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    أمين تجار محاصيل القضارف : طالبنا الدولة بضرورة التدخل لمعالجة "كساد" الذرة    والي النيل الأبيض يدشن كهرباء مشروع الفاشوشية الزراعي بمحلية قلي    شاهد بالفيديو.. الفنانة عشة الجبل توجه رسالة للفنانين والفنانات وتصفهم بالمنافقين والمنافقات: (كلام سيادتو ياسر العطا صاح وما قصده حاجة.. نانسي عجاج كاهنة كبيرة والبسمع لفدوى الأبنوسية تاني ما يسمع فنان)    متى تسمح لطفلك بالحصول على جهاز ذكي؟ خبير أميركي يجيب    السودان يعلن عن اتّفاق مع روسيا    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    «انتصار» تعلن عن طرح جزء جديد من مسلسل «راجل وست ستات»    علي الخضر يكتب: نظرة الى اتفاق الصخيرات .. لماذا تسعى الإمارات لتخريب مبادرة الرباعية ؟    معلومات مهمّة لمسؤول سكك حديد السودان    قوات الدفاع المدنى تنجح فى إنتشال رفاة جثتين قامت المليشيا المتمردة بإعدامهما والقت بهما داخل بئر بمنزل    ترامب: نهاية حماس ستكون وحشية إن لم تفعل الصواب    وفاة الكاتب السوداني صاحب رواية "بيضة النعامة" رؤوف مسعد    إحباط تهريب مواد كيميائية وبضائع متنوعة بولاية نهر النيل    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    إيران تلغي "اتفاق القاهرة" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية    بدء عمليات حصاد السمسم بالقضارف وسط تفاؤل كبير من المزارعين    ترامب يتوعد: سنقضي على حماس إن انتهكت اتفاق غزة    القضارف.. توجيه رئاسي بفك صادر الذرة    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط عدد( 74) جوال نحاس بعطبرة وتوقف المتورطين    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    تطوّرات مثيرة في جوبا بشأن"رياك مشار"    هكذا جرت أكاذيب رئيس الوزراء!    جريمة اغتصاب "طفلة" تهز "الأبيض"    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم القيامة في جنوب كردفان الحلقة الثالثة ثروت قاسم


[email protected]

مقدمة:
كما هو معروف للكافة، زور المؤتمر الوطني، انتخابات2011 لصالحه، في كل ولايات السودان الشمالية، بما في ذلك ولاية جنوب النيل الأزرق ! فهدد القائد مالك عقار، والي ولاية النيل الأزرق، بأنه سوف يجعل عاليها سافلها، لو تجرأ المؤتمر الوطني علي سرقة منصب الوالي من سيادته ! أضطر الدكتور نافع علي نافع للسفر إلى الدمازين، لإعادة تزوير الانتخابات في الاتجاه المعاكس ، لضمان فوز الوالي مالك عقار !
ونجت الولاية وأهلها من العجاجة !
غير أن الوضع في جنوب كردفان يختلف كثيرا عن الوضع في النيل الأزرق ... هناك غير هنا !
لاعتبارات كثيرة، منها وجود منطقة ابيي، وجميع أبار البترول الشمالية بها، ومحاداتها لولاية جنوب دارفور الملتهبة، لم يستطع المؤتمر الوطني السماح للقائد عبد العزيز الحلو، بالفوز بمقعد والي ولاية جنوب كردفان، كما كان الحال في ولاية النيل الأزرق ! ولم يقبل القائد الحلو أن يعامل بغير ما عومل به زميل كفاحه القائد مالك عقار ! خصوصا وأن تعداد الذين صوتوا لقطاع الشمال في الحركة الشعبية في الدوائر الانتخابية التكميلية للمجلس التشريعي الولائي، والمجلس التشريعي القومي، فاقت عدد أصوات من صوتوا للمؤتمر الوطني، بحوالي 9 ألف صوت انتخابي !

كرسي الوالي أو الطوفان ؟

وفار التنور في الولاية !

مات المئات من مواطني ولاية جنوب كردفان سَنْبَلة، وجرح الآلاف، وتشرد أكثر من 300 ألف نازح، وتم تدمير البنية التحتية في كادقلي، وفي أغلب محليات الولاية !
محنة كادوقلي !

إذا تصارع فيلان، فإن القش هو الخاسر ! والقش هنا ، للأسف يشبه تماما حال البني آدميين في مدينة كادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان .
كادوقلي مدينة الموتى والأموات الإحياء ... من لم يمت بالبندقية اليوم لأنه نوباوي، فإنه لا محالة هالك جوعا وعطشا وبردا وحرا ؟ وربما جراء لدغة عقرب أو ثعبان سام عندما يرخى الليل سدوله ؟ أو أن يغفل هو ساعة عن الخطر الذي يتهدده من بندقية يوجهها نحوه ساسته !
في كادوقلي نوعان من اليدين الممدودتين: يد تمتد لتستلم كلاش استجابة لدعوة حملها لها مايكروفون الجامع أن هيا إلى القتال ، والأخرى واهنة، مرتجفة، ضعيفة وشاحبة تطلب جرعة ماء أو لقمة عيش تسكت به معدتها الخاوية..

تهبط مدينة كادقلي، فتخال نفسك في مدينة أشباح ! فقط الكلاب الضالة المتشاكسة السعرانة تجري في الشوارع الخالية، بحثا عن عضم، أو شئ من بقايا طعام قليل أو جثة ادمية !
لا تتشاكس الكلاب حول الكلبة في كادقلي، وإنما حول ما يشبه مخلفات الطعام في أزقة وحواري كادقلي ! غريزة الجوع والبقاء تفوقت علي غريزة التكاثر ! والكدايس الجائعة الخائفة تهرب أمام الكلاب الهائجة، في لعبة الموت !
ميكرفون كادوقلي !
وفجأة، تسمع صوت الميكرفون، وهو يدعو إلى الجهاد في سبيل الله ورسوله الكريم، بالانخراط في مليشيات الدفاع الشعبي، للدفاع عن العقيدة والشريعة الإسلامية ! تسمع الميكرفون يدعوك إلى مراكز التجنيد، لاستلام كلاش، وذخيرة، وألف جنيه، للزود عن حوض الإسلام ورسوله الكريم ! يقول لك الميكرفون إن الإسلام في خطر !

ويقرأ لك آيات من سورة التوبة:

براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين !

يتبرأ الميكرفون من المعاهدات التي عقدها أبالسة الإنقاذ مع قطاع الشمال في الحركة الشعبية، كما تبرأ الرسول الكريم من العهد الذي ابرمه مع الذين عاهدهم من المشركين !

ثم يصرخ الميكرفون :

فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم، وخذوهم واحصروهم، واقعدوا لهم كل مرصد ! قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ! ويخزهم ! وينصركم عليهم ! ويشف صدور قوم مؤمنين !

لا مكان لمورداب امدرمان في كادقلي يوم الثلاثاء 21 يونيو 2011 !
القتل علي اللون وشعر الرأس ! ولا وقت لفحص الهوية ! وتستغرب وتضرب أخماسا في أسداس، وأنت تنظر إلى صورة المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، ووالي الولاية ؟ شكله ولونه وخشونة شعر رأسه لا تدل علي انه من أشراف قريش !

الدمار الأخلاقي ، والاجتماعي ، والسياسي ومارحم ربك من دمار ، يختزله مشهد كلاب جائعة ، وهي تنهش في جثة ملقاة علي قارعة الطرق ! الدم المتطائر من أشلائها، ومن بين أسنان الكلاب الجائعة، يدل على أنها جثة حديثة الوفاة !

تلك هي كادقلي يوم الثلاثاء 21 يونيو 2011 !



يا لها من تراجيديا إغريقية ! بل مسرحية من مسرحيات شكسبير الدرامية، حيث يختلط الواقع بالخيال ! فلا تعرف هل أنت في عالم الواقع، أم في الدنيا الآخرة ؟
المأساة أنقلبت الي ملهاة ، كما يقول شكسبير !
صدق أو لا تصدق ؟
رفض أبالسة الإنقاذ إقامة مخيمات للنازحين، كما رفضوا تقديم أي إغاثات (حتى الماء والطعام) من حكومة الولاية لهم ! ومنع الأبالسة منظمات الإغاثة، الدخول إلى الولاية، وتقديم أي إغاثات للنازحين !

النازحون الآن في ولاية جنوب كردفان يفترشون الغبراء، ويلتحفون السماء، بدون ماء، بدون طعام، بدون خيام ، بدون رعاية صحية، ونهبا ل لدغات الأفاعي والعقارب ، ولسعات البعوض الناقل للملا ريا !

النساء والفتيات يستحين من قضاء الحاجة، وسط الرجال ! ويسقطن صرعى التسمم الداخلي والمرض، فيتبرزن ويتبولن، دون وعي أو شعور، في أنفسهن ! رائحة الامونيا الصادرة من أكوام البراز، ومستنقعات البول الإنساني، تسمم الجو، وتبعث علي الاستقياء، وتصيب المشاهد، الذي يمشي علي البراز والبول، بالدوار والإغماء والهوان !

بني آدم الذين كرمهم الله، يعيشون فوق ومع مخلفاتهم البرازية والبولية، كما الحيوانات !
تشعر، يا هذا، انك تلج بابا من أبواب ذات الأبواب السبعة !

ونادى أصحاب النار هذه من النازحين النوباويين، أصحابهم الزائرين الباكين، أن أفيضوا علينا من الماء، أو مما رزقكم الله !

قالوا نعم !

فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله علي القوم الظالمين من أبالسة الإنقاذ ! الذين يصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجا، وهم بالإسلام الحق كافرون !

وبينهما حجاب ! وعلي الأعراف رجال يعرفون كلا بسيمائهم ! وكادقلي علي مرمي حجر ! لم يدخلوها وهم يطمعون !

إنتفت آدمية نازحي جنوب كردفان ! وصاروا كالسوائم ! في بلاد التوجه الحضاري، في بلاد الإسلام، الذي كرم بني آدم !

هل هذا هو الإسلام الذي جبلنا وتربينا وانفطمنا عليه ؟ أم هذا هو إسلام أبالسة الإنقاذ ؟ إسلام السلطة، إسلام هي للجاه !
إسلام تحقير بني آدم السوداني أو الدارفوري والكردفاني والطَرَفي جغرافية وقبيلة ؟
إسلام الطيب مصطفى وود أخته !

ولا حول ولا قوة إلا بالله !

مشهد تراجيدي لا يمكن تصديقه في مطلع العقد الثاني من القرن الواحد وعشرين، إلا لمن عاشه !

ثمن جد باهظ لمقعد والي الولاية ؟

ثمن جد باهظ يدفعه نازحو جنوب كردفان من كرامتهم كبشر، ومن آدميتهم !
ثمن أعظم من الموت، الذي يريح ضربة لازب !
المعذبون في الارض ؟
فهؤلاء وأولئك يموتون كل ثانية، في عذاب جهنمي متواصل !

تحسبهم سكارى ؟ وماهم بسكارى ؟ ولكن عذاب أبالسة الإنقاذ شديد !

تحسبهم أيقاظا وهم رقود ؟ يحاكون جِمال الطين. لا يتقلبون ... لا ذات اليمين، ولا ذات الشمال !
لو أطلعت عليهم، لوليت منهم فرارا ! ولملئت منهم رعبا !

يحدثنا محكم التنزيل في الآية 92 من سورة يونس عن مصير فرعون الذي طغي :
( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ، لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً ! وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ! ) !
( 92 – يونس ) !
وهى آية موجهة للطغاة المحتملين بعد كل فرعون !
أنجي سبحانه وتعالي فرعون من الغرق، (وبن علي، ومبارك، والقذافي، وصالح، وبشار ... من الموت) لكي يجعلهم عبرة ، في هوانهم بعد زوال ملكهم ، لما بعدهم من الطغاة !
فهل يعتبر أبالسة الإنقاذ، بعد أن تجاوزت جرائمهم الأخلاقية في جنوب كردفان الخطوط الحمراء، وأصبحت جرائم شيطانية، لا يقوم بها الا الأبالسة !
تساؤلات الابالسة ؟
يردد الأبالسة ، وهم يتلمظون ، ويفركون الأيادي المتوضئة فرحا :
رب ضارة نافعة !

في إشارة لمحنة هؤلاء وأولئك من نازحي جنوب كردفان !

يتساءل الأبالسة في لؤم :

+ أين الأجندة الوطنية ؟

فص ملح وداب !

لسان حال قوى الإجماع الوطني يقول:

الَجَفَلَن خَلَّهِن ( بلاد السودان )، أَقْرَع الواقفات ( جنوب كردفان ) !
غير أنه يبدو أن الجافِلات كُتار وأنهن وصلن مرحلة الإحماء !

+ أين المظاهرات الاحتجاجية من شباب جيل الانترنيت من أمثال قرفنا وشرارة ؟

شئ من الماضي السحيق ! بل علي العكس، مظاهرات شبابية احتجاجية ضد الخمج والمسخرة النوباوية في جنوب كردفان !

+ أين الانتفاضة الشعبية ضد نظام الإنقاذ ؟

يوم القيامة العصر !

+ أين البطل علي محمود حسنين ؟

مشغول بإطفاء نيران جنوب كردفان المشتعلة، ولا وقت لديه لإطفاء جمرات بلاد عموم السودان، التي تتقد تحت الرماد !

+ أين السيد الإمام ضمير الأمة السودانية ؟
مشغول بتشكيل وفد من قيادات قوي الإجماع الوطني (ناقص حزب مولانا) للقاء مسئولين من المؤتمر الوطني، وقادة قطاع الشمال في الحركة الشعبية، للضغط عليهم من أجل وقف التصعيد العسكري في جنوب كردفان، التي تشهد مواجهات دامية منذ يوم الاثنين 6 يونيو 2011 ! وإعادة مئات الآلاف من النازحين إلى ديارهم، في ظل رفض المؤتمر الوطني إقامة مخيمات للفارين من المواجهات العسكرية !

وفي هذا الأثناء، طوي السيد الإمام ورقة الأجندة الوطنية، طي السجل للكتب، وأدخلها في جيب العَرَّاقي!

+ أين الرئيس سلفاكير ؟
مشغول بأبيي وبيوم السبت 9 يوليو 2011 ! ويغني مع ود اللمين لموعد يوم
السبت :

أشوفك بكرة في الموعد ؟
تصور روعة المشهد !
ويا يوم السبت ما تسرع ... تخفف لي نار وجدي !
وحاتك شوفني مستني ... معاي أشواقي ما وحدي !
أشوفك بكرة في الحرية ... أمانة الصبر ما طيب !
وداعا يا ظلام العبودية ... على أبوابنا ما تعتب !
ومرحب يا صباح الحرية ... تعال ما تبتعد. . . قرب !!
أشوفك بكرة في الموعد !
أشوفك صباح يوم السبت 9 يوليو 2011 ؟

+ أين مولانا ؟

في سياحة 5 نجوم بين جدة والقاهرة ولندن ! ويتابع الموقف في جنوب كردفان بالريموت كونترول، وعندما تسمح ظروفه وأموره الخاصة !

+ أين الرجل الطيب الذي تاكل الجدادة عشاءه، صاحب ال 85% ؟

البركة فيكم !

+ أين مسار وفتحي شيلا ؟
إن تحمل عليهم يلهثون، وإن تتركهم يلهثون !

+ أين نعمات بابكر ؟

منو ، يا هذا ؟ آهَه ! في مشروع شد شعر وضرب بالبراطيش مع الرئيسة الشرعية !

وبلاد السودان تتآكل وتحترق من أطرافها !

(أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها)

( 41 – الرعد )


أين الرئيس البشير ؟

اليوم (السبت 25 يونيو 2011)، في طهران للمشاركة في المؤتمر الدولي لدعم الإرهاب ! وسوف يحكي للمؤتمرين عن أنجع السبل المجربة، على أرض الواقع، لإرهاب نازحي جنوب كردفان، وإخضاعهم للسلطان، بمنع الماء والطعام والغطاء والدواء عنهم وتركهم في العراء !

منع الماء والطعام والغطاء ... أحدث وسيلة لقمع المقاومة الشعبية !
أحدث وسيلة إنقاذية للقتل الجماعي الرحيم.. استيلاد سوداني في الألفية الثالثة !
وبعد طهران إلى بكين، حيث يخرج الرئيس البشير لسانه للمجتمع الدولي ولاوكامبو، ويردد بل يصرخ :

إننا ها هنا قاعدون والما عاجبوا تحت جزمتي الجديدة دي !
نازحو دارفور ونازحو جنوب كردفان ؟ مقدور عليهم، وثمن بخس لبسط الشريعة في ما تبقي من بلاد السودان !

دولة الطالبان الكيزانية التي ستفرض قوانين القطع من خلاف للأطراف، والصلب، والسحل !

بلاد السودان التي سوف تسمي جمهورية كيزانيستان الإسلامية ؟


وأين اوباما والمجتمع الدولي ؟


مشغول بسحب القوات من أفغانستان، وعجاجات ليبيا واليمن وسوريا، ويوم السبت 9يوليو 2011 ! ولا وقت له لجنوب كردفان، رغم اشتعالها ؟
ولا يزال ( السبت 25 يونيو 2011 ) الوضع محتقنا في الولاية !

والعدائيات علي أشدها بين مليشيات وجيش المؤتمر الوطني من جانب ، وقوات قطاع الشمال في الحركة الشعبية في الولاية ، من الجانب الآخر !

وصف الدكتور ريك مشار تصرف المؤتمر الوطني في جنوب كردفان بالغباء ! فالغبي من أضر بنفسه ، قبل غيره !!

وصلت الحركة الشعبية ( الأم )، إلى اتفاق لوقف العدائيات في أبيي، مع المؤتمر الوطني (أديس أبابا – الثلاثاء 21 يونيو 2011) ! وكنتيجة مباشرة لهذا الاتفاق، ربما ضغطت الحركة الشعبية ( الأم ) علي القائد عبد العزيز الحلو، للوصول إلى اتفاق مماثل، في أديس أبابا، علي الأقل حتى ميلاد دولة جنوب السودان، في يوم السبت 9 يوليو 2011 !

تريد الحركة الشعبية ( الأم ) هدوء شامل كامل، حتى ميلاد دولة جنوب السودان، في يوم السبت 9 يوليو 2011 !

كما طلبت الحركة الشعبية ( الأم ) من القائد عبد العزيز الحلو وقف الكلام الكبار الرامي إلى الإطاحة بنظام الإنقاذ ، في عموم بلاد السودان، وعدم الكلام عن استيلاد دولة المواطنة المدنية الديمقراطية ! وطلبت منه التركيز علي تنفيذ المشورة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والعمل علي انضمام الولايتين لاحقا، لدولة جنوب السودان !

وترك المندوكورو لحالهم !

وذكرت الحركة الشعبية القائد عبد العزيز الحلو، بتجربة حركة العدل والمساواة الغبية لاحتلال الخرطوم، وتغيير نظام الأبالسة ! والفشل الذريع الذي منيت به غزوة الذراع الطويل، بعد أن إنفنس جريوات الشيخ الترابي وبقوا في أجحارهم ! وما أحدثته هذه الغزوة من دمار رهيب في قوات الحركة المقاتلة، وتجهيزاتها العسكرية !

والعاقل من أتعظ بغيره !

ليس أمام القائد عبد العزيز الحلو إلا أن يقول لزملاء الكفاح في الحركة الشعبية (الأم) :
سمعنا وأطعنا !

وإلا انقطع عنه السلاح، والذخيرة، والجاز، والدعم المالي !
كل ذلك حتى يوم السبت 9 يوليو 2011 !

وبعدها لكل مقام مقال، ولكل حدث حديث، كما قال سيد العارفين !

وبعدها يوم القيامة، كما تنبأ بذلك روجر ونتر ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.