كلام الناس *أحياناً ينتابنا اليأس من قول النصيحة خاصة عندما يحلو للبعض تصنفينا سياسياً وفق مواقفهم الخاصة؛ فيحسبوننا مع هؤلاء ضد هؤلاء، مع إننا ظللنا نحمل أقلامنا ونحن نبشر وندعو للحوار والاتفاق القومي دون عزل لحزب أو تنظيم أو حتى حركة من الحركات المسلحة. *ظللنا ندعو لتوسيع دائرة الحوار لتشمل الأحزاب والتنظيمات السياسية ولكن ليس على طريقة "التوالي" التي فرخت لنا عشرات الأحزاب التي لا تخصم ولا تضيف، بل ظللنا ندعو للحوار الداخلي حتى وسط الأحزاب نفسها من أجل إعادة ترتيب أوضاعها سياسياً وديمقراطياً خاصة حزب المؤتمر الوطني وحزب الحركة الشعبية والحزب الاتحادي الديمقراطي وحزب الأمة القومي ولم نسثن الحزب الشيوعي السوداني ولا حزب المؤتمر الشعبي. *باركنا اتفاق نيفاشا 2005م الذي أوقف الحرب في جنوب البلاد ولكننا تحفظنا على كثير من بنوده خاصة البروتكولات العسكرية والأمنية وحذرنا من خطورة وجود أكثر من جيش في الوطن الواحد كما حذرنا من وجود قوات الحركات المسلحة العائدة إلى السلام بسلاحها في الخرطوم وإفرازتها السالبة بما في ذلك المحاكم التي قامت في الخرطوم وأصبحت تهدد أمن وسلامة المواطنين. *حتى عندما تعقدت الأمور في دارفور ظللنا نبشر بالحل السلمي لكن للأسف أفرزت النزاعات المزيد من الحركات المسلحة التي توالدت بطريقة مؤسفة بصورة عرقلت مساعي السلام وما زالت رغم كل مساعي الحوار من أجل السلام بل قلنا تكراراً ومراراً : إن الحوار مع الحركات المسلحة وحدها لا يكفي لتحقيق السلام والاستقرار. *حتى عندما حدث العدوان الغاشم على القوات المسلحة في أبيي أدنا هذا العدوان وقلنا إن من حق بل من واجب القوات المسلحة التصدي لهذا العدوان، وقلنا أيضاً إننا ضد إشعال نيران الفتن في السودان الباقي ولكن للأسف عادت شياطين السلطة والثروة تسعى بالفتنة، بمخاطبة أبناء النوبة مكررين ذات الخطأ الفادح الذي عقّد الأمر في دارفور عندما صوروا الصراع كأنه بين العرب والزرقة. *حتى المؤتمر الوطني لم يسلم من نيرانهم التي يظنون أنها صديقة فها هو المنبر الذي يتسمى باسم السلام العادل يتهم المؤتمر الوطني بانعدام المؤسسية في معرض انقضاضه على اتفاق أديس أبابا من أجل تهدئة الأوضاع في أبيي وجنوب كردفان وكأنه يريد أن يفتح جبهة عنصرية جديدة بعد أن أسهم مع تيار الانفصال في الجنوب في تحقيق هدفهم. *إن الفتنة ليست نائمة، وليس من مصلحة أهل السودان كافة إشعال حرب جديدة في وقت نحن أحوج ما تكون لاستدامة السلام والتفرغ لتحديات مرحلة ما بعد التاسع من يوليو ومحاصرة تداعياتها السالبة على المواطنين.
------------------------------------------ صحيفة السوداني