لم نكن نرجم بالغيب عندما حذرنا من ارتكاب نفس الاخطاء السابقة التي تمت بالتوقيع على اتفاقات ثنائية لم تخاطب الحلول الجذرية للمشكلة على ارض الواقع، واتفاق ابوجا ليس استثناء وانما هو نموذج حي على فشل الاتفاقات الثنائية. * صحيح اننا لمسنا في مفاوضات الدوحة اتجاه نوايا لاشراك الاخرين فيما سمي بالمرحلة المقبلة من المفاوضات ولكننا كنا على يقين من ان مثل هذه الاتفاقات لا تحقق السلام المنشود وانما على العكس قد تفتح جبهات جديدة للنزاع. * لذلك لم نفاجأ ونحن نرصد استمرار المعارك بين القوات المسلحة وقوات حركة العدل والمساواة في دارفور منذ معركة مهاجرية وحتى معركة دونكي شطة التي راح ضحيتها 18 من قوات العدل والمساواة و11 من القوات المسلحة ومازالت المعركة مستمرة في ترجمة عملية لفشل اتفاق حسن النوايا. * كنا نعلم ايضا ان العيب ليس في الوسيط القطري الذي نحمد له مبادرته وحرصه على انجاحها، ولكننا لا نعول كثيرا على الاتفاقات التي تتم مع الحركات المسلحة وحدها خاصة عندما يتم التفاوض ثنائيا وتثمر بالتالي نتائجه عن حلول جزئية. * ظللنا نقول ولن نمل القول بان اهل دارفور الاكثر تضررا من هذه النزاعات الفوقية التي ليس لهم فيها ناقة ولا جمل بل هناك اجندة خاصة واقليمية ودولية تغذي هذه النزاعات التي يدفعون ثمنها هم بلا عائد ولا امل مرتجى لذلك ظللنا نبشر وندعو للحل السياسي السلمي الذي يستصحب الاحزاب الفاعلة دون عزل لهذه الفعاليات العسكرية التي فرضت وجودها بقوة السلاح. * ان الدعوة للحوار الدارفوري ينبغي ان يتم حول المطالب العادلة لاهل دارفور، وليس حول اقتسام المناصب والمغانم، رغم ان هذا ايضا حق مشروع ولكن ينبغي ان يتم في اطار الحل السلمي القومي وليس عبر اتفاقات ثنائية تصعد متطلعين للسلطة بالقوة وليس عبر الاهلية الشعبية ودارفور ليست عقيمة لكي يفرض البعض انفسهم عليها بالقوة. * ان الحرب مفروضة على اهل دارفور كما انها مفروضة على القوات المسلحة الاحرص على تحقيق السلام في كل ربوع البلاد لذلك فاننا لن نمل الدعوة لوقف هذه النزاعات التي يعلم القاصي والداني انها مغذية من الخارج، من بعض دول الجوار، من الاقربين الذين تربطنا بهم علائق لا تنفصم، لذلك نقول لهم انه ليس من مصلحتهم ولا مصلحة شعوبهم استمرار اشعال النيران في دارفور وان السلام في دارفور انما يعني سلامهم هم وسلام المنطقة باسرها. * لذلك لابد من استكمال الخطوات التي بدأت والاسراع بعقد المؤتمر الدارفوري الشامل عبر ممثلين للحركة السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني التي بادرت بالتنادي من اجل سلام دارفور وسلام السودان بعيدا عن العنف والكيد الحزبي والتسلط وكل انواع القهر. كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1178- 2009-2-22