[email protected] التجاني سيسي يمضي بعزيمة وأصرار هذه الأيام للتوقيع علي أتفاقية الدوحة لأحلال السلام في دارفور تقابلها لهفة حكومية لأحتضان هذا الزعيم الجديد،مما يجعلنا نبحث عن السر وراء هذه اللهفة المتبادلة، فالتجاني سيسي أشبه بالمهاجم الخطير الذي يتم أدخاله في الدقائق الأخيرة لحسم المباراة،أذاً هل بأمكان سيسي وقف نزيف الحرب وأنهاء معاناة أهلنا في دارفور أم هي المطامع الشخصية أم غير ذلك. الأحتمالان الأولان غير واردين بنسبة كبيرة،فوقف نزيف الحرب يتطلب قوة سياسية وعسكرية بالأضافة الي الأرادة الدولية.وأن كان سيسي مسنود من بعض القوي الدولية ألا أنه ليس له تلك الكاريزما السياسية الطاغية وليس له وجود في الميدان، أما المصالح الشخصية فربما تكون احد الأسباب ولكنها ليست السبب الأساسي. أذا سنبحث في الأسباب الأخري وهذه تتطلب منا الرجوع قليلاً الي الوراء.فالحركات المسلحة في دارفور بدأت بأسباب منطقية لكن الحوجة للدعم والسند جعلها تقع فريسة للقوي الخارجية،وفي غمرة أنشغال أمريكا بمفاوضات نيفاشا بين الأنقاذ وقرنق وجدت أروبا وخصوصاً بريطانيا وفرنسا الفرصة سانحة وأحتضنت قادة التمرد في دارفور. عقب الفراغ من نيفاشا حاولت أمريكا تفتيت حركة تحرير السودان بأستقطاب مني أركو مناوي وقلب الطاولة علي عبد الواحد لكنها فشلت لأسباب كثيرة من ضمنها شعبية عبد الواحد الكبيرة وسط النازحين والعامل الآخر بروز الناحية القبلية والتي ساهمت بقدر كبير في تفتيت الحركات المسلحة في دارفور.لذلك كان لابد من زعيم جديد له شخصية كاريزمية ومن قبيلة معينة في دارفور حتي تستطيع أمريكا من خلاله أستعادة خيوط اللعبة، هنا برز أسم التجاني سيسي بأعتباره شخصية لها وزنها وأسمها في دارفور،وتم أقحامه في غمرة الصراع من خلال دعم أعلامي وسياسي أصبح يمثل الضلع الثالث في القضية عبدالواحد،خليل ، سيسي. أذا أمريكا تسعي الآن لحل قضية دارفور من خلال حليفها سيسي ومنح حركة العدل والمساواة بقيادة خليل الفتات من مائدة الدوحة مع تهميش عبدالواحد.لكن هل هذا سيحل قضية دارفور المعقدة؟لا..هذا لن يحل القضية لكن ما لا يدركه الكثيرون أن النيران في العالم يشعلها الأعلام ويطفئها الأعلام كذلك،والأعلام في العالم يسيطر عليه الغرب وأمريكا الطرف الأقوي في الغرب،دونك ما يحدث في الجنوب من أقتتال داخلي يومياً يموت العشرات والمئات هل تسمع لهم حساً ؟ لا...لأن الغرب لم يتفرغ لأستثمار الصراع الداخلي في الجنوب حتي الأن. أذا قضية دارفور سيتم حلها أعلامياً وسيكون سيسي الجوكر الذي سينهي اللعبة.