عندما تصاب الاحزاب بداء الخلاف والانشقاق فهذا يدل على ثمة خلل فى داخلها يكمن فى داء عدم التغيير وتجميد بنود الاصلاح وقيام المؤتمرات لذلك نجدها تقع فى الشرك الذى تنصبه الحكومات الرافضة لمبدأ التعددية فتتم الاغراءات بالمال والسلطة وتبدا مرحلة الخلافات التى تقود الى ما بين مؤيد للمشاركة فى حكومة عسكرية تحاول تجميل صورتها ببعض احزاب الزينة والرافضين مبدأ المشاركة بل رافضين مجرد ان تكون هناك حوارات مع تلك الحكومات وتتمايز الصفوف وتبدأ مرحلة الانشقاقات وتخسر تلك التى ارتضت خيار المشاركة سندها الشعبى وتصبح احزاب افراد لا قاعدة لهم ويكونوا تابعين للحكومة رافضين لما ترفضه ومؤيدين لما تؤيده حقيقة احزاب للزينة من اجل التجميل ليس الا . لم يسلم حزب من داء الانشقاق بل وصل الامر الى مرحلة التفتيت وللاسف الشديد المشاركين من الاحزاب فى السلطة زى مابقولوا (لا بطقعوا لا بيجيبوا الحجار ) وفيهم من خسر حتى السند الهلامى من الاشخاص الذين كانوا يتبعونهم واصبحوا يخشون زوال مناصبهم غير مبالين باحزابهم وفيهم من اصبح ملكى اكثر من الملك واليكم نموذج الحزب الاتحادى الديمقراطى الذى شارك فى الحكومة فقد بدأت الصراعات والخلافات تطفو على السطح بين مجموعة جلال الدقير ومجموعة صديق الهندى التى كان لها فى الاصل بعض التحفظات حول المشاركة ورفض فى السابق الشريف صديق الهندى الوزارة كسابقة اعتقد انها الاولى فى بلادى خاصة وان الوقت الراهن كشف عن اللهث وراء الوظائف العليا بشتى الطرق والان شباب الحزب الاتحادى يكشفون المستور ويتحدثون بكل شفافية حول ما كان محظور ويتهمون قيادتهم المشاركة بالفساد واستغلال مناصبهم لتحقيق طموحاتهم الشخصية والغرق فى بحور الاستثمارات ما اثاره شباب الحزب الاتحادى يستحق الوقفة بل يجب على هيئة محاربة الفساد التحقق من ما قيل واستدعاء اى وزير اتحادى او مسئول ومساءلته خاصة وأن هنالك حديث بظهور اكثرمن (احمد عز سودانى ) فما يحدث داخل اروقة الحزب الاتحادى المسجل والانشقاق الواضح الذى يظهر فى الصراع بين مجموعة الشريف صديق الهندى الزاهدة فى السلطة والمتمسكة بمبادى الحزب ومجموعة الوزير جلال الدقير وتفاقمت الازمة عندما فصل شباب الحزب الامين العام كما قالوا ان صلاحيته منتهية ومساعديه فصلا نهائيا من الحزب ولهم فى ذلك مبراراتهم المسنودة بدستور الحزب الذى استوقفنى فى هذه الصراعات الاعترافات الخطيرة التى تحدث عنها البعض وكشف مايحدث من اغراءات مادية لشراء البعض وتساءلت هل اصبح للانسان سعر فى بلادى ؟ يباع ويشترى !!فاين القيم واين المبادئ ؟ وأن السلطة ليس من اجل تخفيف المعاناة عن المواطن وانما لتسهيل الاستثمارات للمسئول واخوانه ولنقل لاسرته لذلك يستبسل المسئول حتى لا تضيع منه السلطة فيتحول الى ببغاء يردد ما تردده الحكومة كما تحدث الشريف الهندى فى كتابه اخر الكلم عن النفاق السياسي ونحن نعيش الان فى مرحلة النفاق والمنافقين السياسين وما ابشعها من مرحلة ان يرفع البعض شعار الديمقراطية ويتاجرون بمعاناة المواطن من اجل حفنة دولارات ومنصب زائل لا محالة فلا ألوم المؤتمر الوطنى الذى ادرك نقاط ضعف البعض وعزفوا على هذا الوتر وجعلوهم يرقصون عراة لا مبادئ ولا قيم تسترهم فويل لامة يشترى فيها الساسة وتندثر فيها القيم وويل لامة من اناس يعرفعون الشعارات فى المنابر ويحرقونها فى مطابخ السياسة ورغم هذه الموازين المختلة الا اننا نتفائل خير عسى ان نجده واردد بعض المقاطع من اوبريت سودانية للشريف زين العابدين الهندى نحن اولادك العارفانا دون تزكار ونحن الجينا من نسلك من الابكار ونحن الليلة شمعك فى الضلام سهار ونحن الفجر لي الليل كان قعد كان طار ونحن بلابل الحرية تصدح حتى فى الاوكار ارقدى قفا بنجيك مهما زماننا يطول ومهما الدهر يردم فى حمولنا حمول ومهما نموت فداك نترامى زول فى زول برضو منيعة انتي على القدر والصول وغدا يذهب الزبد ويبقى ما ينفع الناس وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم