أمواج ناعمة أشعل اتفاق أديس أبابا بشأن ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان، ونشر قوات دولية فى أبيى والحدود بين الحكومة والحركة الشعبية الفرح بين قادة الحركة فقد كان أكبر مكسب سياسي تناله الحركة بعد الانفصال.. الحركة بذلك الاتفاق المشؤوم شعرت بالارتياح فهذا هو فرمينا مكويت منار ممثل حكومة الجنوب فى مصر وأكثر قادة الحركة تطرفا وعداءً للشمال يجنح لاستخدام اللغة الدبلوماسية بديلا للغة الخشنة التي اعتدنا أن نسمعها منه ويقول فرمينا: "إن الاتفاق خطوة جيدة لحل المشكلات بين شمال السودان وجنوبه، بل ويحذر من عدم الالتزام به ويدعو المؤتمر الوطني عدم الاختلاف حوله". على مقربة من دولة الجنوب الجديدة تسير الاخبار باسوأ موجات الجفاف التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي منذ 60 عاماً.. صحيفة (اندبندانت أون صندي) حذرت من أن المجاعة تطارد ما يصل إلى 10 ملايين شخص في القرن الأفريقي، فيما يسير عشرات الآلاف من الأطفال لعدة أسابيع عبر الحقول الجافة للوصول إلى مخيمات اللاجئين التي تفيض بالناس الآن.. ما هو مطلوب لاغاثة أولئك المساكين معونات بقيمة فقط 525 مليون دولار وهو مبلغ (تافه) يمكن أن يخسره واحد من أثرياء الغرب في ليلة قمار حمراء أو يبذله بسخاء ثري عربي على اسطبل خيله المنعمة!!. هذا القرن الإفريقي منكوب وموعد بشكل مستمر بموجات المجاعة والجفاف في نهاية عام 2008م طلب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر من المجتمع الدولي 95 مليون دولار لمساعدة مليونين ومائتي ألف شخص قال إنهم على حافة المجاعة في كل من جيبوتي والصومال وكينيا وإثيوبيا.. في تلك الأيام والحركة الشعبية بدأت جيوبها تمتلئ بعائدات البترول اندهش الجميع لخبر سعي حكومة الجنوب بناء مصنع بيرة بتكلفة 37 مليون دولار.. نعم ليس مصنعا للأدوية أو مدارس أو مستشفيات، ولأن أن سكان جوبا (سيستمتعون) بالبيرة في فبراير 2009م، ولاشك أنهم اليوم في بيرتهم يعمهون.. حينها قال ديفيد رعد الشريك الرسمي لشركة ساب ملير ثالث أكبر شركة عالمية في إنتاج الخمور قال أن المصنع سينتج 4,8 مليون جالون يومياً.. لاشك أن هذا التفكير (الاستثماري) الفذ لحكومة الجنوب يسكن المنطقة الدقيقة الفاصلة بين حدود العبقرية والسيريالية.. إنه إحساس طاغٍ بخيبات أمل عظيمة أن تتحول جوبا إلى مدينة حمراء ومجنونة تستبد بعشاق الليل وتطأها أقدام الغانيات.. وتشوهها أيدي العابثات.. أشجار جوبا الباسقة مرغمة لاستقبالهن ليلا بعد ليل. التقارير كشفت مؤخرا أن حكومة الجنوب باعت لمستثمرين أجانب نحو 9% من أراضيها بمساحة 2.6 مليون هكتار، أي ما يعادل مساحة ويلز، وتعد تلك الاراضي الأخصب للزراعة في أفريقيا، وقالت صحيفة التايمز إن الصفقات أبرمت بمبالغ رمزية.. جمعية مساعدة الشعوب النرويجية، وهي مؤسسة غير ربحيةقالت: "إن الأرقام صادمة، فمساحة بعض الصفقات فلكية، ولم نكن نتوقع أن نرى شيئاً مثل هذا"!!.. هذا ليس فحسب فقد حصلت شركة «نايل للتجارة والتطوير» الأمريكية على 600 ألف هكتار مقابل 17 ألف جنيه إسترليني فقط لاستغلال لمدة 49 عاماً، مع خيار رفع إجمالي المساحة المستغلة إلى مليون هكتار!!.