إنفصال جنوب السودان أصبح أمراً واقعاً ومفرقاً منه منذ ظهور نتيجة الإستفتاء التي بين بجلاء رغبة الجنوبيين لتكوين دولتهم والإنفصال عن الشمال بأرضه وشعبه إذ أن نتيجة الإستفتاء المؤيد للأنفصال بلغت 97% في جنوب السودان ،وفي المهجر يزيد عن هذه النسبة ،هذا يعني الذين صوتوا للوحدة فقط 3% مما يدلل علي الرغبة الجامحه للمواطن الجنوبي للإنفصال ورمي السودان الشمالي وراء ظهره بخيره وشره. والذي يهمنا هنا نحن كشمال السودان (ولا أقول شمالين لأن هذه الكلمة لها مدلولها الخاص في ذهن الكثيرين) هذا السؤال الكبير والمهم ماذا بعد الإنفصال؟ هل نستطيع أن ننشد الوحدة؟ هل نستطيع أن نوزع فرص التنمية بالتساوي بين ولايات السودان؟ هل نستطيع أن نضع الخارطة الإستثمارية للسودان بين أيدينا ونأتي الأولوية لأماكن وجود الثروات؟ هل نستطيع أن نخضع خططنا وعملنا للمنهجية العلمية؟ هل نستطيع أن نخضع الخدمة المدينة للشفافية والمحاسبة ونخلع الفساد من جزوره؟ هل نستطيع أن نرفع الأجور لعمال القطاع العام ونقلل الفرق بين مرتبات الساسة والموظفين العاديين؟ هل نستطيع أن نضع القوي الأمين في المقدمة ونأخر المنافق المراوغ؟ هل نستطيع أن توقف الحروب الداخلية ونبني جيشاً يحمي الحدود من العدواني الخارجي؟ هل نستطيع أن نضع في قلوبنا السودان وحده هويةً ووطناً ونسقط باقي الإنتماءات الفرعية؟ هل وهل وهل .... الخ فإذا كانت الأجابات علي هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المتفرعة بنعم إذن نحن سوف نكون بخير إنشاء الله بعد الإنفصال ولا يضرنا إنفصال الجنوب بل ربما يكون من باب عسي أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، ولكن واقع الحال ينافي ذلك، الفساد في دواوين الحكومة يُزكم الأنوف ،المحسوبية والقلبلية والجهوية كأننا نعيش الجاهلية الأولي ،الحروب الداخلية محتضمة تحصد رحاحها بدون تمييز الصالح والطالح من الشعب السوداني، الوطنية أصبح لا معني لها حتي عند الكبار ،دولة أجنبية تحتل أرضنا ونحن نهرول إليهم ونكافئهم بأرضي أخري زراعية وإستثمارية وسكنية عجباً يضربوننا من الظهر فنأتيهم البطن ليقضوا علينا ، فهذا هو واقع الحال والمعاش فهل يتغير الأمر بعد إنفصال الجنوب وتغيير خريطة السودان ؟ (لأننا أصبحنا نتكلم بلسان واحد يفهم بعضنا البعض وندين بدين واحد لا كافر ولا ملحد يستحق الجهاد) (كما يقول البعض). الذي ما استطاع أن يستوعب التنوع البشري في ثقافاته وعاداته، وفي ألوانه وألسنته، وفي أديانه وإتجاهاته يصعب (أقول يصعب وليس مستحيلاً) أن يستوعب ويعدل بين الشعب وإن توحد دينه ولسانه لأن في هذه الوحدة أيضاً إختلاف في الألسن والألوان وفي الثقافات والعادات وتشعب في الإتجاهات والأفكار، وأيضاً هذا يحتاج لصدر واسع وعقل متوقد وضمير يخاف الله يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار حتي يستوعب هذا التنوع داخل الدين الواحد ولغة واحدة وثقافة متقاربة. والتغيير لا يأتي بمجرد إنفصال الجنوب بل التغيير إرادة كامنه في نفوس الناس وخاصة ولاة الأمر والله تعالي يقول (لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم) إذن التغيير ليس أمنية يتمناها الأنسان بل يجب أن يفعلها، فيضع مكان الظلم العدل ومكان المحسوبية المساوة ومكان التبديد والأسراف الإقتصاد والزهد من بعد ذلك يكون الله عز وجل في نصيروك وعضَضُوك. وحتي نتفاعل بالتغيير بعد الإنفصال نتمني أن نري. متضرري سوق المواسير قد عوضوا وأُستبعد كل مسئول شارك في ترويج سوق المواسير. تخفيف ضغط المعيشة علي المواطن بتقليل الجبايات علي السلعة الضرورية. محاكمة كل من أعتدي علي المال العام وإستئصال جزور الفساد المالي والإداري. رفع أجور القطاع الحكومي حتي يتناسب مع مستوي المعيشة. كشف المستطور عن طريق الإنقاذ الغربي لأن الحقوق لا تتقادم والظلم ظلمات يوم القيامة. السير إلي الأمام بقضية دارفور ببحث المشكلة من جزورها وعدم إهمال طرف من الأطراف. الأستاذ/ عز الدين آدم النور [email protected]