جوبا- محمود النوبى وأسماء الحسينى تم رفع علم جمهورية جنوب السودان فى ساحة ضريح الدكتور جون قرنق بمدينة جوبا اليوم، ليحل محل العلم السودانى، الذى تم تنكيسه إيذانا بإعلان استقلال جمهورية جنوب السودان كدولة مستقلة سارعت للاعتراف بها دولة السودان الشمالى عشية إعلان الاستقلال. واعترفت بها مصر أيضا ولقيت اعترافا دوليا واسعا منذ أول لحظة لاستقلالها، وذلك بمشاركة أعداد غفيرة من أبناء الجنوب قدرت بقرابة المليونين، ومشاركة واسعة من ممثلين عن دول العالم ومنظماته. كما أدى سلفاكير ميارديت القسم كرئيس لجمهورية جنوب السودان، ووقع على الدستور الذى أجازه برلمان الجنوب، وذلك بعد ليلة حافلة لم تنم فيها جوبا عاصمة الجنوب وسكانها، الذين انخرطوا حتى الصباح فى احتفاليات متعددة بشوارع العاصمة ابتهاجا بالوصول إلى هذا اليوم الفاصل فى تاريخهم. وأكد سلفاكير خلال أدائه القسم بأداء مهامه بصدق وبطريقة ديمقراطية فى سبيل تحقيق التنمية والرفاهية لشعب الجنوب، وأنه سيعمل على تعضيد قيم الديمقراطية والحكم الرشيد والحفاظ على وحدة وعزة شعب الجنوب، كما أكد جيمس وانى إيجا رئيس المجلس التشريعى بجنوب السودان أن المجلس المنتخب من شعب جنوب السودان قد أجاز الاستقلال استنادا إلى إرادة الشعب الجنوبى، الذى اختار هذا الخيار بأغلبية ساحقة بلغت 99% فى استفتاء تقرير المصير، الذى تم إجراؤه فى شهر يناير الماضى من أجل إقامة دولة مستقلة وذات سيادة وإقامة دولة تحترم التنوع وحقوق الإنسان والديمقراطية، وتسهم فى الاستقرار الإقليمى وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية. وقال: إن البرلمان استصحب فى ذلك النضال البطولى لشعب الجنوب من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والانعتاق السياسى والاقتصادى والمعاناة الكبيرة لشعب الجنوب الناتجة عن النزاع بين شمال السودان وجنوبه، وقد قررنا أن نتجاوز تلك العقبات بروح جديدة من الأمل وبروح التسامح والتصالح. وأضاف رئيس البرلمان الجنوبى أن جمهورية جنوب السودان ستكون دولة متعددة الأعراق والثقافات واللغات والعرقيات، وأن هذا التنوع سيتعايش سلميا فى مجتمع علمانى تحترم فيه مصالح المواطنين وحرياتهم. وقال: إن جمهورية جنوب السودان ستلتزم بتعزيز العلاقات الأخوية والتعاون مع كل الأمم بما فيها جمهورية السودان، مشيرا إلى الروابط الكبيرة معها. من جانبه دعا الرئيس الكينى مواى كيباكى إلى التعاون بين دولتى شمال السودان وجنوبه وإلى التعايش السلمى بين الدولتين، الذى وصفه بأنه أمر مهم للغاية بالنسبة للمنطقة وماوراءها، ووجه التحية لزعيم الحركة الراحل الدكتور جون قرنق ولشعب الجنوب وللرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت، وقال: إن شعب الجنوب له تطلعات كبيرة للحصول على الخدمات من حكومة الدولة الوليدة، وبالتالى هناك تحديات متمثلة فى البناء الوطنى، وناشد كيباكى حكومة الشمال دعم الدولة الوليدة حتى توفر الشروط المسبقة للتعايش السلمى، وأكد أن كينيا ستقف إلى جانب دولة جنوب السودان فى تعزيز السلم والتمية وفى التعاون الاقتصادى. ومن جانبه أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة رغبة المنظمة الدولية فى مواصلة ومساعدة دولة الجنوب فى مسيرتها التنموية، ولن تألو جهدا فى دعم مسيرة السلام لتمضى إلى نهايتها، وقال: إن دولتى شمال السودان وجنوبه لديهما مصالح وإن الأممالمتحدة على استعداد لدعمهما فى القضايا التى تهم السلام، وناشد المجتمع الدولى تكثيف جهوده لتحسين الأمن ودعم الحكم الديمقراطى وبناء القدرات. وتحدث الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب عن الدور البارز الذى لعبه الرئيس السودانى عمر البشير فى تحقيق السلام فى السودان، ووصفه بأنه رجل عظيم أشرف على توقيع اتفاقية السلام وتنفيذ بروتوكولاتها بشجاعة، وقال: إن البشير يملك شجاعة هائلة ورؤية ثاقبة ضمنت وصول اتفاقية السلام إلى نهاياتها، وأثبت البشير أنه من خيرة قادة السودان، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه كقائد شجاع وحكيم.