في كل بلاد العالم المتحضر , عندما تثبت ادانة اي انسان مشترك في العمل العام و لو مرة واحده يحاسب عليها , و عندما يكون هذا نهج حياة , اي ان يكون دوره هو تخريب حياة الناس و البلد. بشئ من التشفي و باسم الدين مرارا و تكرارا , فهو اما ان يسجن او يعدم او الاثنين معا . يبدو ان ليس للصبر حدود في السودان , و الا فكيف يتحول الترابي من حكومة اّثمة هو مدبرها الي معارضة ضد تلك الحكونة دون محاسبة او مساءلة أليس هذه سخرية لا تضاهي !! الترابي هو المسئول الرئيسي عما حدث في الجنوب باعلانه الجهاد و هو من وقف وراء ما حدث في دارفور حين قسّم مجتمع دارفور الي قبائل عربية و زرقة , و اجج عن طريق الجانجويد نيران الحرب التي يدرك الجميع ابعادها . و الترابي هو عراب الدعوة للعنف في العمل السياسي في السودان منذ اكتوبر 1964 حين انشأ جبهة الميثاق ( الاخوان المسلمين ) , و اشترك في كل الحكومات اللاحقه ثم تملص منها ليأتي بزي جديد و يدخل حكومة جديده ثم يختفي في السجن قبل سقوطها بايام ليخرج من السجن مناضلا . ان في استمرار الترابي في العمل السياسي خطورة و اساءة متعمدة للشعب السوداني الذي يستحق كل الاحترام و التقدير, و هو خطر محدق علي كل ما في الوطن و من فيه , و عزله السياسي ضرورة ملحة لسلامة السودان و شعبه . لكيلا يكون هذا الحديث جذافا اقدم بعض الامثله علي ما اقول : كان الترابي وراء حل الحزب الشيوعي عام 1965 بالتمثيلة التي افتعلها حين صعد احد الاخوان المسلمين المسرح وهتف بأنه شيوعي ثم اساء للاسلام و الرسول الكريم و خرجت علي التو في اليوم التالي مظاهرات تطالب بحل الحزب الشيوعي و اقصاء نوابه من البرلمان و كان ذلك بعد ثورة اكتوبر مباشرة و كانت تلك اول طعنة للديمقراطية في مقتل . *** الترابي هو المدبر الحقيقي لاغتيال الاستاذ الفذ محمود محمد طه احد اصحاب الحكمة و العقل و المبدأ في السودان و الذي بكاه اصحاب الفكر و الضمير في العالم . *** و الترابي هو من نصّب النميري زورا و بهتانا اميرا للمؤمنين و طالب الناس بمبايعته في كل المدن و المناطق التي زارها في انحاء السودان المختلفة . *** ثم اعلن البشير الجهاد علي جنوب السودان بانقلابه المشئوم في 30 يونيو 1989 تحت ما سمي بثورة الانقاذ و كان قد دخل السجن اختيارا للتمويه بأنه ضد الانقلاب و لكن ثبت لاحقا انه كان المدبر الحقيقي المتخفي خلف البشير و الذي كان مستعدا للتضحية به و نظامه و لكن تغدي به البشير قبل ان يتعشي هو به , ثم انضم للمعارضة و تنكر لكل السخف الذي كان يطالع به الناس عن الشهداء و الزواج من الحور العين .. ليذهب الي انهم ( فطايس) , و انه لم يقصد كلمة واحده مما كان يقول . و من هنا اطلق الشعب السوداني علي الترابي لقب ( ود الموية ) و ود الموية يستحيل الامساك به .. و الترابي الان يجلس في صفوف المعارضة ضد نظام هو من اتي به : ما هذا الاستخفاف بالشعب السوداني الجميل الوفي الصبور , ان الشعب السوداني صبور جدا و لكنه ليس فاقد الذاكره و لن ينسي من اساء اليه و اهانه . و لا يوجد من اساء الي الشعب السوداني اكثر من الترابي و خرب الحياة السياسية مما قد يؤدي الي شرذمة السودان . و علي الشعب السوداني علي ان يتفق علي ابعاد الترابي عن العمل السياسي باي ثمن لان الترابي سام و قاتل و ابعاده عن اي بديل قادم اساسي لنجاح هذا البديل , لان الترابي شخصية حاقده و هو محطم نفسيا (Damaged( و لن يأتي منه خير للسودان ... فاحذروه و ابعدوه .. د. النعيم الزين