أكد وزير الخارجية الصينى يانغ جيه تشي أن سياسة بلاده لن تتغير تجاه السودان مهما كانت الضغوط والمتغيرات الداخلية والخارجية تماشيا مع الوضع الذى يمر به السودان. وقال يانغ، فى تصريحات نشرتها وسائل إعلام سودانية اليوم (الاثنين)، " أود أن أؤكد مجددا على أن سياسة الحكومة الصينية في تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع السودان لن تتغير، مهما كانت التغيرات إقليميا وداخليا ". وأضاف " تستعد الصين لاتخاذ خطوات لتوطيد وتطوير العلاقات الثنائية تتمثل فى الحفاظ على التواصل الودي على كافة المستويات لتعزيز التفاهم والثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع التعاون العملي لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك ". ووصل وزير خارجية الصين يانغ جيه تشي أمس (الأحد) إلى الخرطوم في زيارة رسمية للسودان تستغرق يومين. وتابع يانغ " نحرص على مواصلة تعميق التعاون النفطي وتشجيع ودعم مزيد من الشركات الصينية المؤهلة على الاستثمار في السودان، وكذلك توسيع التعاون في مجالات الزراعة والتعدين والطاقة والري والكهرباء والطرق والجسور والاتصالات". وجدد وزير الخارجية الصينى استعداد بلاده لتقديم المساعدة للسودان، وقال " سنعمل على تعزيز التنسيق والتعاون في الشئون الدولية والإقليمية لحماية المصالح المشتركة، ونحن على استعداد لتوثيق الاتصالات والتعاون مع السودان في القضايا المهمة مثل إصلاح مجلس الأمن الدولي وتغيير المناخ والأمن الغذائي، بما يصون المصالح والحقوق المشروعة للبلدان النامية ". واثنى يانغ على العلاقات الاستراتيجية بين الصين والسودان، قائلا" إننا إذ نسجل ارتياحنا لمدى تطور العلاقات الصينية السودانية، لنثق بمستقبلها الواعد ". وأضاف " تربط بين الصين والسودان صداقة تقليدية عميقة، وتم تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين في وقت مبكر يرجع إلى العام 1959، وبعد أكثر من نصف قرن من التطور المستمر، تمت إقامة علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وهي علاقات مستقرة وطويلة المدى وغنية بالمحتويات". ومضى قائلا " وأحرز التعاون الودي بين الجانبين نتائج مثمرة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية والصحية، وفي السنوات الأخيرة، دخلت العلاقات الثنائية إلى مسار النمو السريع بفضل رعاية وتوجيهات القيادتين، وأثمر التعاون العملي ثمارا وافرة في كافة المجالات، ولا سيما في مجال النفط، مما عاد بفوائد ملموسة على الشعبين". وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد أحمد مروح في تصريح صحفي أمس " إن الوزير الصيني الذي يرافقه وفد رفيع المستوى سيجري مباحثات مع نظيره السوداني علي أحمد كرتي ، كما سيلتقي بعدد منكبار المسئولين السودانيين لبحث مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين ". ودعا وزير الخارجية الصينى دولتى السودان وجنوبالسودان إلى البحث عن حلول للقضايا العالقة بينهما عبر الحوار والتشاور من أجل استدامة السلام. وقال يانغ " ما زالت بين الشمال والجنوب قضايا عالقة عديدة تتعلق بمصالحهما الأساسية، نأمل من الجانبين تغليب المصالح الأساسية لشعبيهما، والحرص على السلام والاستقرار في المنطقة، والتمسك بخيار السلام بإرادة لا تتزعزع ". وأضاف " نأمل ان يعمل الجانبان على إيجاد حل سليم للخلافات عبر الحوار والتشاور بروح التفاهم والتنازل المتبادل، وذلك لتحقيق حسن الجوار والتعاون المتبادل المنفعة والتنمية المشتركة ". وزاد " يقول قول صيني قديم: جارك القريب ولا أخوك البعيد ، إن السودان وجنوب السودان كجارين تجمعهما صلات وثيقة في السلام والتنمية،سيفوزان من خلال المصالحة ويخسران بالمصارعة". وأكد يانغ دعم الصين الدائم لعملية السلام بين الشمال والجنوب، وقال " إن الصين ستواصل لعب دور إيجابي مع المجتمع الدولي في تدعيم التفاعل الإيجابي بين الشمال والجنوب وتوطيد السلام والاستقرار في المنطقة". وعبر يانغ جيه تشي عن تقدير الصين للجهود الدؤوبة التي بذلها شمال وجنوب السودان والاتحاد الأفريقي من أجل تسوية القضايا الخلافية بين الجانبين، وقال "لاحظنا بسرور أن السودان وقع مع جنوب السودان اتفاق الترتيبات الإدارية والأمنية المؤقتة لمنطقة أبيي في أديس أبابا أخيرا". وكشف عن مجهودات قامت بها الصين من أجل تعزيز الحوار بين شطرى السودان، وقال " في الفترة الأخيرة، قامت الصين باتصالات عديدة مع السودان وجنوب السودان من أجل دعم المفاوضات وترسيخ السلام، كما قامت بالوساطة الإيجابية في المناسبات المتعددة الأطراف". وجدد يانغ التزام الصين ببذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي ومواصلة دورها البناء في إيجاد حل نهائي لقضية منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتى السودان وجنوب السودان. وأكد وزير الخارجية الصينى دعم بلاده لجهود الوساطة التي تقوم بها اللجنة التنفيذية الافريقية رفيعة المستوى المعنية بالسودان بشأن أزمة جنوب كردفان . وقال " تتابع الصين تطورات الوضع في ولاية جنوب كردفان في الآونة الأخيرة وبذلت جهودا لدى الأطراف المعنية من أجل تهدئة الوضع هناك، وتدعم الصين جهود الوساطة التي تقوم بها اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى المعنية بالسودان التابعة للاتحاد الأفريقي". ودعا يانغ الأطراف المعنية بقضية جنوب كردفان إلى الالتزام بالهدوء وضبط النفس ومواصلة المفاوضات لتسوية الخلافات فيما بينها وصولا إلى استعادة الاستقرار والنظام الطبيعي في ولاية جنوب كردفان في أسرع وقت ممكن. ورأى وزير الخارجية الصينى إن قضية دارفور في جوهرها "قضية تنمية"، ويكمن حلها الوحيد والنهائي في القضاء على الفقر وتحقيق التنمية، ما يؤدي إلى التعايش السلمي بين القبائل في إقليم دارفور. وقال " إن الأولوية الملحة في الوقت الحالي تستلزم الوقف الفوري للعمليات العدائية بين الأطراف المعنية واستعادة الهدوء والطمأنينة وتهيئة ظروف مواتية لعودة حياة أهل دارفور والنشاطات الإنتاجية إلى طبيعتها". وأضاف " إن الصين ترحب بوثيقة الدوحة للسلام في دارفور التي تم توقيعها بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة في الدوحة أخيرا وتقدر تقديرا عاليا الجهود المستمرة التي بذلتها الحكومة القطرية والأطراف المعنية الأخرى بهذا الخصوص ". وتابع قائلا " ان هذه الوثيقة تمثل إنجازا مهما آخر في العملية السياسية في إقليم دارفور لما تحمله من حسن النوايا لدى الحكومة السودانية والأطراف الدارفورية في حل قضية دارفور عبر المفاوضات السياسية". وناشد يانغ الأطراف الأخرى في دارفور إلى الانضمام إلى عملية المصالحة السياسية في أسرع وقت ممكن، ودعا المجتمع الدولي الى مضاعفة جهوده السلمية باستمرار وتقديم مزيد من المساعدة والدعم لعملية إعادة الإعمار في إقليم دارفور، وأعرب عن استعداد الصين لبذل جهود إيجابية ومستمرة مع الأطراف المعنية في سبيل إيجاد حل مناسب لقضية دارفور. ومن المقرر أن يلتقى وزير الخارجية الصينى يانغ جيه تشي بالرئيس السودانى عمر البشير ببيت الضيافة بالخرطوم مساء اليوم. (شينخوا)