بسم الله الرحمن الرحيم يحكي ان ملك من الملوك كان ظالماً لابعد الحدود وكوى شعبة بنار الغلاء والحقد الدفين .. كرهه الشعب وتمنو موتة حتي يبدا الحياة من جديد وينجلي الظلم وتشرق شمس الحرية لتكسر قيد المعاناة والفقر الدقيع .. وفي صبيحة يوم من الايام استيقظ الشعب المكلوم علي خبر موت الملك الظالم الضليل .. فرح الجميع وزبحت الزبائح وعلت الزغاريد فرقصو وطربو واكلو وشربو حتي اناخ عليهم الصبح اليس الصبح بجميل .. شاهد ابن الملك فرحة الشعب بموت ابيه الظالم فاقسم علي ان هذا الشعب العجيب سوف يبجل ويعظم اباه ويدعو له بالمغفرة والرزق المديد فصار اظلم من ابيه الملك فجندل الجميع واطاح بالرؤؤس حتي قالوا جميعاً : (رحم الله ابيك الملك فقد كان ارحم منك في الظلم ) .. ادخل بمداخلتي هذه قاصاً لكم عزيزي القارئ هذه القصة الحقيقة والتي حدثت للمرأة العجوز جارتنا الحبيبة والتي تعيش مع بنتها الوحيدة التي ترعاها وتلبي طلباتها .. في يوم من الايام وحين عودتي للبيت وبعد عمل شاق فوجئت بوالدتي الحبيبة تنتظرني عند الباب و القلق والغضب علي وجهها وهي تصيح بان جارتنا العجوز قد قبض عليها واودعت حراسة شرطة منطقتنا وذلك لانها لم تدفع اجرة النفايات .. اشتعلت غضباً وحقداً علي هذه العملية الوقحة القذرة فوصلت الشرطة في دقائق معدودة ووجدت جارتنا العجوز داخل مقر الشرطة وليس الحراسة وامامها زجاجة عصير حيث القلق والخوف قد تمكن وتربع في وجهها فدار الحديث الاتي : · خالتي مالك ؟؟؟ · والله ياولدي مابعرف ..بس لقيت ناس البوليس ديل وقالوا لي تمشي معانا النقطة عشان مادفعتي النفايات ..هي النفايات دي شنو يا ولدي؟؟؟ · النفايات ياخالتي (الوساخة) · برى ياولدي بيتي نظيف وببخرو كل يوم وبعدين ياولدي ماشفت ابداً في حياتي انو وساخات البيوت بدخل السجن!!! انحدرت دمعةً من عيني بعدها قابلت العقيد المسؤل عن القسم وقلت لة :منذ متي ونحن ندخل امهاتنا وحبوباتنا ونسائنا الحراسة في قضية نفايات ؟؟؟ قال العقيد ان هذا القانون وضعه والي الخرطوم السابق المتعافي وتحديداً المادة 7 ونحن عبد المامور .. دفعت اجرة النفايات وعدت بالعجوز المسكينة لمنزلها حيث فرح اهل الحلة جميعاً لكن الحيرة والاندهاش استقرت في نفوسهم وقلوبهم من هذا العمل المشين والغريب جداً علي عاداتنا وتقاليدنا السمحة .. الوالي السابق المتعافي وضع هذا القانون بدون دراسة وتمحيص كثيف بحث لاندرى ان الوالي السابق استصدر هذا القانون لانه يجد لذة في قهر المواطن والمواطنين ؟ ام هو ارضاء للعالين والنافذين والمتنفذين واصحاب القرار حتي يرضو عنه ولا اعرف حقيقة عزيزي القارئ هل نال رضائهم دون رضاء الله رب العالمين .. عزيزي القارئ وكما ذكرت في مقالتي السابقة والتي كانت تحت عنوان (المعرصون والمنبطحون) ان هؤلاء المعرصون والمنبطحون لايدرون ان الله يمهل ولا يهمل وسوف ينالون جزائهم باذن الله تعالي حتي وان كانو في بروج مشيدة .. ثانيا ً والسؤال هنا نوجهه للدكتور الخضر : هل تقبل يادكتور بقانون نفايات سلفك المتعافي وتطبيقة علي مواطنيك الذين انتخبوك ونصروك في الانتخابات حتي صرت والياً عليهم؟؟؟ ام تجعل مواطنيك يدعون بالخير والبركات وطول العمر للمتعافي وعلي ايامة التي لاتنسي برغم قساوتها وغلظتها وشدتها وتصبح قصتك مثل قصة ذلك الملك الظالم وابنة الظليم ؟؟؟ اعلم جيداً ان الكراسي التي تجلسون عليها هي كراسي حلاقين تنتهي بانتهاء الحلاقة ووضع الكلونيا ولكن لاتبقي إلا الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون .. صدق الله العظيم