أحداث ومؤشرات [email protected] تدافعت الأسر وأقبلت بشهية ناهمة الى معرض المنتجات الصناعية السودانية، الذي نظمته وزارة الصناعة بالتعاون مع اتحاد الغرف الصناعية بأرض المعارض ببري تحت شعار (صنع في السودان) والذي تستمر فعالياته (15) يوماً حتى نهاية شهر رمضان المعظم، لم يعد الاقبال والتدافع هو حباً في الصناعة الوطنية، ولا كرهاً في الصناعة الصينية المضروبة، وإنما أقبلت الجماهير الغفيرة الى المعرض هروباً من الغلاء الفاحش الذي حاصرهم من كل جانب، وحصد ما لديهم من أموال وهم الآن يواجهون عيد الفطر المبارك بخفي حنين. هذا الإقبال من المواطنين يعد هدية في طبق من ذهب لوزارة الصناعة، واتحاد الغرف الصناعية، لإثبات أن الصناعة الوطنية هي الأفضل للمستهلك من غيرها من حيث توفرها وبالجودة والمواصفات المطلوبة، وتلبيتها للحاجيات، وقوة تحملها، وسعرها المناسب، خاصة وأن الوزارة أعلنت أن المعرض للبيع المباشر وبسعر التكلفة فقط، كما أنها فرصة للحكومة لتأكيد ما ظلت تردده في الفترة الماضية أن ارتفاع الأسعار من ورائه التجار، فبالمقارنة بين أسعار السلع بالمعرض، وبالأسواق ينكشف المستور وتتبين الحقيقة على وضح النهار. إنها عبقرية التوقيت للترويج للمنتجات السودانية للشعب السوداني الذي جاءها مرغماً عن أنفه، وإلزامه التعامل معها حتى يغير رأيه حولها أو يعضد اتجاهاته على الصناعة الوطنية، وبذلك سيكون سلاحاً ذا حدين، بإمكانه أن يصعد بالصناعة الوطنية الى العلالي ولن تخبو بعد هذا المعرض، أو يذهب بها الى أسفل السافلين، والفرق بين النتيجتين هو إحكام التنظيم ومعرفة العارضين أهداف المعرض الذي يأتي توقيت فاصل وواصل. إن كانت النتيجة مبشرة الى الخيار الأول فحتماً تظهر نتيجتها على السوق، وسيدفع التجار في الأسواق ثمناً غالياً إن كانوا هم وراء ارتفاع أسعار السلع، خاصة أن جميع السلع التي يحتاجها المواطن للعيد هي موجودة في المعرض، من سكر ودقيق، وألبان، وحلويات، وصوابين، وملبوسات، وأثاثات، وغيرها من السلع المطلوبة للمواطن العادي لمقابلة متطلبات عيد الفطر المبارك، وأما صناعات الصناعات (صناعة الآليات، وقطع الغيار) فهي لجمهور خاص، ومؤسسات خاصة، مقاييسها تختلف عما يطلبه المواطن، ولكن في ذات الوقت تتكامل لتعطي عنوانا متكاملا للصناعة الوطنية. وأما إن كانت النتيجة تؤشر الى الخيار الثاني وتساوت أسعار السلع بالمعرض بأسعار السوق فمن هنا تنهزم الصناعة وتنهزم وزارة الصناعة، وثلاثة أيام فقط من أيام المعرض كفيلة بترجيح أحد الخيارين