أحداث ومؤشرات [email protected] البرنامج المتسارع هو اسم اختارته وزارة النفط لبرنامج عملها لتغطية ما يمكن تغطيته من فقدان نفط الجنوب الذي يمثل أكثر من (70%) من إنتاج النفط في السودان الكبير مليون ميل مربع، وتبقى من إنتاج السودان بعد الانفصال فقط (115) ألف برميل في اليوم من مربعي (2، 4) بجنوب كردفان وأبيي الملتهبتين، مربع (6) بجنوب كردفان، وجنوب دارفور، ويمثل نصيب الحكومة من ذلك الإنتاج فقط (51) مليون برميل في اليوم، حيث يذهب أكثر من (64) الف برميل إلى الشركات المنقبة والمستخرجة وتكلفة التشغيل، الأمر الذي يجعل من زيادة حجم الإنتاج عبر إضافة حقول جديدة، أو رفع نسبة الاستخلاص أمراً ضرورياً. بحسب تقرير بعنوان (الوضع الراهن والرؤية المستقبلية لقطاع النفط) قدمه المهندس علي أحمد عثمان وزير النفط بالإنابة في الاجتماع الأول لمجلس المستشارين بالوزارة بعد انفصال الجنوب أمس الثلاثاء بمباني الوزارة، فان البرنامج المتسارع إعتمد تنفيذ الحد الأقصى الذي يمكن تنفيذه من البرامج وليس الحد الأدنى كما كان يعمل به سابقاً، وإلزام الشركات العاملة بذلك، وألا يفتح المجال لها للانسحاب لعدم المقدرة، وذلك لمضاعفة العمل، وزيادة الإنتاج. ووفق هذا البرنامج فإن الوزارة تأمل في رفع الإنتاج الى (180) ألف برميل في اليوم بنهاية 2012م ليرتفع معها نصيب الحكومة الى (91) ألف برميل،والى (320) ألف برميل في اليوم بنهاية 2017م ليعود السودان مرة أخرى الى قائمة الدول المصدرة للنفط، وذلك برفع نسبة الاستخلاص من (27%) الى (47%) وتقليص زمن أداء الأعمال لأقل ما يمكن تقليصه وبادخال حقول جديدة في المربعات القديمة ودخول مربع جديد وهو مربع (17) بجنوب كردفان ايضاً. يبدو ان التقرير كان أكثر واقعية، عندما نبه الى أن البرنامج مواجه بتحدي التمويل والديون على بعض الشركات، والذي تسعى وزارة النفط لمعالجتة بدخولها في اتفاقات مع الشركات، وتفاوضها مع وزارة المالية، بجانب مواجهتها بالمهددات الأمنية، ووجود شركات ضعيفة أخرتها الوزارة من بعض المربعات مثل مربع (14) بالولاية الشمالية ومربع (12) بولاية شمال دارفور الذي تم تقسيم كل منهما الى مربعين ، واعادة عرضهما من جديد للمستثمرين الجادين اصحاب المقدرات المالية. واضح أن الحوجة ملحة جداً لتعيد وزارة النفط انتاج تجربتها الجسورة عندما كانت وزارة الطاقة والتعدين، وأخرجت البترول في ظروف قاهرة، وما أشبه الليلة بالبارحة، ولكن هل صحيح بالإمكان أن يعيد التاريخ نفسه، فمياه الأنهار لا تمر تحت جسر واحد مرتين.