عبد الغفار المهدى لاشك أن الواقع السياسى السودانى محزن ومحبط لدرجة جعلت الشعب السودانى يتحول لألة يتحكم فيها المؤتمر الوطنى،بمقدار ما اذلها ووظفها لدعمه سياسيا غصبا عنها وهو بيده وفى أيدى جيشه الجرار من الأنتهازيين والأصوليين ما يقبضون به على زمام هذا الشعب الذى ضايقوه فى سبل العيش والتعليم والعلاج،ودمروا بنيته الاجتماعية وفككوا أواصر الرباط الثقافى والتنوع الأثنى، بفضل الحروب التى فتحوا أبوابها لكل طامح فى سلطة او طامع فى او جاه،وجعلوها الطريق الملائم لنزع الحقوق حقا أو باطلا بأسم شعب يتقاتلون بأسمه ويتسامحون بأسمه ويوزوعون مكتسباته فيما بينهم وهو هائما على وجهه يبحث عن الماء والكلأ والنار،تحت رحمة أهوائهم وهى أبسط الحقوق التى من المفترض أن توفرها دولة الدين والعدل التى يتباهى بها هؤلاء ليلا نهارا، حتى أصبح قناعة لدى الكثيرين من عامة الشعب أن المتدينون ما هم الا شياطين فى زى ملائكة،والا ما هذا الذى يحدث باسم الاسلام من ظلم وفساد سياسى ومحسوبية وسرقة للمال العام وتدمير المؤسسات الوطنية الأستراتجية الاقتصادية كالمؤسسات الزراعية والشركات السيادية كسودانير وسودان لاين وهم لايعلمون من السيادة الوطنية اللهم الا ما يذلون به وجه هذا الوطن أمام الأمم التى كانت فيما مضى تقسم باستقامة هذا الشعب وأمانته التى يضرب بها الأمثال...ويأتى مسئولا فى حجم نافع على نافع مهرولا لمصر فى موسم الهجرة الى الشمال لتقديم الطاعة والولاء لجميع التنظيمات والأحزاب المصرية التى ولدت من رحم ثورة شباب مصر ،وهم لايودون نقل هذه التجربة لشباب السودان الذى هجروه فى عهدهم الميمون ومن بقى منهم تحول لمدمن مخدرات أو سائق رقشة وهو يحمل شهادات البكالوريس يأتى مسئولا فى حجم الدكتور نافع على نافع الذى يهدد ويتوعد مجلس الأمن والشعب السودانى الذى لا حول له ولاقوة مهرولا لكسب ود الأحزاب المصرية حتى لو كلف الأمر فخامته أو سيادته (المنفوخة) أن يستجيب لدعوة أفطار أحد الأحزاب فى شقة من غرفتين وصالة بالمنيل هو والوفد المرافق لسيادته وسيادات من سبقوه لمصر من الوزراء وكبارالمسئوليين بعد الثورة فاتحين خزائنهم وماتيسر من الوعود ليقضوا على أمل أن تكون العلاقة بين البلدين مستقبلا متكافئة وليست متجاسرةى من جانب على حساب الآخر، لعل نافع أو من رافقوه فى الزيارة من مسئوليين وصحفيين من شاكلة (ضباط ايقاع المؤتمر الوطنى لم يلتفتوا لهذه الأشارة خصوصا وأن مسئولا فى حجم نافع يسعى الوزراء والولاة والصحفيين لكسب رضاه ووده. هذا جزء يسير من جانب المؤتمر اللوطنى الذى يحتاج لمجلدات لتدوين وتسجيل كم الجرائم التى أرتكبها مسئوليه وفداحتها. أما عن جانب ما يعرف بالأمام الصادق المهدى والزعيم محمد عثمان الميرغنى ،وهما اللذان لازالا يعيشان فى أوهام أبهة 1986 التى أضاعوها فى تقسيم الحقائب الوزارية فيما بينهما وأيهما يظفر بذات الحسن الوزارى ،وفى مقابلة الوفود من أقاليم السودان المختلفة للتهنئية أو لتلقى توجيها السادة ،وفى تلك الأثناء كان الترابى حاج نظرية حاضرا ومرتبا أوراقه وموزع المواقع لطائفته من الأسلاميين للأنقضاض على السلطة التى لم يلاحظ السادة الكرام أصحاب الوجاهة الامام أو الزعيم أو أى من وزرائهم والذين ربما يكون لهم دور فى مساعدة الحاج نظرية وطائفته وهم لايبدون أهتمام لسعيه الحسيس فى هدم أتفاق الميرغنى قرنق للسلام فى العام 1988م،وبعدها أنقضى على السلطة وشرع فى تنفيذ مشروعه الذى فشل فيه ، حين شعر تلامذته من الزاهدين وأصحاب شعارات هى لله هى لله بخطر وجود الشيخ فى موقع (العراب) والمرجع الأعلى ويفقدهم نعيم السلطة الألهية وبريق الأموال والقصور والحسان وعظمة العلم الذى أخترع (الفياغرا)وأنه يهدد أستمراريتهم وتواصلهم مع العالم الخارجى أزاحوه بطريقة درامية ،فلم يتركهم فى حالهم بل جعلهم دائرين على أنفسهم وهو يفتح لهم جبهة دارفور ويأجج نيرانها ويحرق بها تلامذته الذين لم يكونوا أوفياء،له ولطموحه فى منصب الأمير الذى يدعى الآن أنه لم يكن فى طموحه ويتحول لرجل ديمقراطى متسامح يقبل بالآخر.. فى ظل هذا الوضع سيسعى السيدان لمكاسب تبقيهم على الأضواء فى شكل خيال ماته ،فهم لادور لهم أمام المؤتمر الوطنى الا ما يرسمه لهم ويلقنهم اياه ومواقفهم باتت فى ماعون المؤتمر الوطنى الذى قبلوا بأن يجلسون تحته أملا فى أن ينقط عليهم وقد سبق وأن نقط عليهم كثيرا ، أما بقية الأحزاب كالحزب الشيوعى الذى لازال يؤمن أعضائه من الشباب بقائده الدائم نقد وكأن الحزب عاقرا عن التجديد وهذا ما يجعل التاريخ السياسى السودانى شائكا ومعقدا وغير واضح المعالم أذا يستفيد منه صفان صنف فى النظام وصنف معارض يتبادلون الأدوار والمكاسب فيما بينهم حتى أصبح جميع الساسة السودانيين أصهار وأقرباء وكل فى موقعه (ينجز) والصنف الثالث الحربائى لاهم له سواء البقاء والعيش فى ظل جميع الألوا وهذا شعاره ذكى ويريد أن يعيش لهذا ليس غريب أن الشباب السودانى المنتمى للأحزاب السودانية معظمه يدور فى فلك الأخطاء السياسية التاريخية وهى عبادة أشخاص رؤس الأحزاب الديناصورية أكثر من مبادى الأحزاب نفسها،والا كنا قد تغيرنا أو سعينا للتغيير كما غير من حولنا من أنفسهم ومن أنظمة حكمهم الدكتاتورية والتى أدمنا العيش تحت ظلالها سواء فى الأحزاب الشخوصية أو الأنظمة العسكرية الشمولية فى ظل هذا الواقع والذى أبرز بعض الأحزاب الجديدة والتى بنى معظمها على ركام القديمة وأرث النخبة الملىء بالهفوات مما جعل دورها سريع الذوبان فى الدائرة السياسية السودانية الغامضة والقاتمة ،وفقد الأمل حتى أعضائها ناهيك عن شعبيتها وهذا أن وجدت لها شعبية ،فمعلوم أن لاصوت يعلو فوق صوت المؤتمر الوطنى الا باذنه أو لشىء فى نفس يعقوب ،وهذا ليس لقوة المؤتمر الوطنى بل لضعف هذه الكيانات وهزليتها وطموحه القاصر والذى غالبا ما يتحكم فيه من أسسوا هذه الأحزاب ودفعوا من جيوبه ما يعلون أنهم سيردونه أضعافا مضاعفة. فى هذه الأثناء لانستطيع ان نتكهن بما سيحدث فى ما يعرف بحكومة الوفاق الوطنى أو فيما معناه،التى يبشر بها البشير،وهل ستتضمن تركيبتها حاج (نظرية ) أم أنه ستعفف ويكون له رأى أخر.؟؟ ومعلوم أن ما تبثه الحكومة هذه الأيام فى أجهزة أعلالمها عن تلك التحركات العسكرية وألوية بداية عهدهم وكذبة الجهاد التى كشفها شيخهم المتجهة لجنوب كردفان ما هى الا دعاية لكسب الوقت وأرهاب الأعداء . وهم يعلمون تماما وأكثر من غيرهم أنهم لاحول لهم ولاقوة للدخول فى حرب فى هذه الأثناء.. ولا أدرى ما الذى كان سيضيرهم لو جعلوا على جنوب كردفان واليا غير (أحمد هارون) وأغلقوا هذا الملف وأتجهوا لملف أخر من الملفات التى فتحوها لتمزيق السودان وتفتيت وحدته؟؟ عبد الغفار المهدى