لامنطق فى السياسة السودانية ولاشرف فيها، منذ ان نال السودان استقلاله من الانجليز والمصريين الا ووقع اسيرا لاستعمار نخبه الفاشلة وتلك الحاشية التى تسير فى ركابها وتولى وجهها حيث ما ولت النخب وجوهها، فالاهم والمهم عند الجميع هو التمكين ليس للوطن او الشعب فقط لهم ولحاشيتهم ،لايهم الثمن الاهم هو التواجد فى دوائر الاضواء السياسية ففى الحالتين هم الكاسبون من موقع السلطة او من موقع المعارضة والتى تتيح لهم التفاوض والتحدث باسمه زورا وبهتان، والشعب فى الحالتين هو الضائع ، ويشتهر الساسة السودانيين عبر تاريخهم بعدم الشرف السياسى نعم السياسية هى لعبة المصالح وتجوز فيها جميع الممارسات لكن بين كيانات مختلفة وليست احزاب فى دولة واحدة,,, هلل الشعب لمؤتمر جوبا وظن انه قد وعت القوى السياسية التى خذلته مرارا وتكرارا... واخيرا فتح الله عليها بموقف موحد لادراك البلاد والعباد من الخطر الذى يحيط بهما.. الا انه وكالعادة اتبع كل شيخ طريقته فى غرز خنجره السام فى قلب تجمعهم الذى كانوا بمقدورهم ان يتخلصوا به من المؤتمر الوطنى والذى بخزلانهم وقدرهم لبعضهم البعض ولمبادئهم التى صدعونا بها لاكثر من نصف قرن صنعوا منه بعبا وجعلوا منه قبلة يتوددون لها ليلا ويخالفونها نهارا وكل ذلك من اجل ضمان موقعهم فى دائرة الاضواء السلطوية وهذا دليل على ضعفهم وقلة حيلتهم وعدم الثقه فى انفسهم وفى بعضهم البعض وعدم ثقة الحركة الشعبية فيهم،، اذن لماذا يعطى الشعب ثقته لمن لايثق فى نفسه وطيف لفاقد شىء ان يعطيه فمشايخ السياسية السودانية لم يصنعوا للسودان شىء وهم فى شبابهم فكيف لهم ان يدركوا ذلك فى كهولتهم. ما ان دقت ساعة الانتخابات ورغم البشرى السارة التى تم تداولها فى الاوساط بان تجمع جوبا سيخرج بمرشح واحد وكانت هى الطريقة الامثل لازاحة المؤتمر الوطنى...الشعبى بقيادة شيخه المحنك سمى مرشحه بطريقة تجعل منه الحزب الذى يبحث عن الوحدة...فتلاه حزب الامة جناح مبارك بترشيح نفسه..وتوالت التسميات وتشتت جمع الساسة فى الهواء الطلق وابتسم المؤتمر الوطنى فى سره لتناثر منافسيه وضمهم تحت عباءته لينهلوا من ماعونه الجامع للسطة والثروة الا من ابى.. الحركة الشعبية لها ماربها مع المؤتمر الوطنى متمثلة فى نيفاشا ردت على الشعبى بمرشح شمالى للرئاسة ...وهذا ليس من باب السودان الجديد بقدر ما يدخل فى نقطتى عدم الثقة من فوز زعيمها وحينها سيفقد رئاسة حكومة الجنوب ايضا وهذا سيدخلها فى صراعات فى المستقبل فتجنبت الاشكال بهذه التصرف الذكى والذى يعضد موقفها ونظرية السودان الجديد التى تدعو لها...والنقطة الثانية هى عدم ثقتها فى الفوز بمنصب الرئيس...الا انه وفى كل الحالات فانها بهذا الموقف احرزت هدف فى شباك الاحزاب الاخرى والتى سبقتها فى الترشيح ...وحتى الاجتماع المنعقد اليوم بين احزاب الامة والشيوعى والاتحادى فاعتقد بانه لايخرج بجديد خصوصا وان الحزب الاتحادى برزت وجهته من خلال تصريحات زعيمه... اكثر ما المنى فى العام الجديد هو دعم الجنرال الرمز والذى وضع لنفسه وللسودان وللمؤسسة العسكرية السودانية نيشانا على صدره بموقفه النبيل عقب توليه السلطة وتسليمها للشعب...فاوجد لنفسه ولشعبه مكانة مرموقة فى اوساط كل الشعوب والدول...لياتى بعد ستة وعشرين عاما ويسقطها بدعمه لترشيح البشير... هل يمكن ان تتفق الاحزاب السودانية وتفسح المجال لمرشح الحركة الشعبية ...حينها سيغفر لها الشعب السودانى صحائفها السوداء. عبد الغفار المهدى