شاهد.. مقطع فيديو للفريق أول شمس الدين كباشي وهو يرقص مع جنوده ويحمسهم يشعل مواقع التواصل ويتصدر "الترند"    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    محمد وداعة يكتب: مصر .. لم تحتجز سفينة الاسلحة    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عشان ما ننسى لازم نعرف الحقيقة....رسالة الى د.كوستيلو قرنق أمين الحركة الشعبية للتعاون الدولى جعفر قسم الله سعد..برلين
نشر في سودانيزاونلاين يوم 28 - 08 - 2011

عشان ما ننسى لازم نعرف الحقيقة....رسالة الى د.كوستيلو قرنق أمين الحركة الشعبية للتعاون الدولى
جعفر قسم الله سعد..برلين
مدينة برلين
الموافق 28.08.2011
السيد الأخ كوستيلو قرنق
تحية طيبة, فى البداية أحب أن أوجه أجمل التهانى بميلاد دولة جنوب السودان الفتية متمنيأ لها االنمو والنهضة المطلوبة والتقدم والازدهار ليستمتع شعبها بما أختار وفضل بعد عناء السنين الطويلة من الحرب الضروس والدمار والخراب و خلفت ملاين القتلى واللاجئين المشردين والجرحى والمفقودين ونفقت بسببها ملايين الحيوانات الأليفة والمتوحشة وقضت على اللين واليابس ودمار كامل للبنية الاساسية الضعيفة أصلآ, القليلة, المتاحة من جسور معدودات ومستشفيات أكل الدهر عليها وشرب , و فقط فى المدن الثلاثة الكبيرة جوبا وملكال و واو, و مدارس وشفخانات شيدت ابان زمن الاستعمار وتوقف بناء وتشيد كل جديد لظروف الحرب فى الاقليم الجنوبى من بلاد السودان بعكس أقاليم السودان الوسطية خلال الخمس وخمسين عاما التى مضت بعد أن نال السودان استقلاله وخرج المستعمر من غير عودة .
أخى كستيلو أخاطبك اليوم برسالتى هذه للمرة الثانية ورسالتى الأولى لك كانت بتاريخ 18 من يناير عام 1988 يومها خاطبتك وأنت ممثلآ للحركة الشبعية فى ألمانيا الأتحادية ودول غرب أوربا,والأخ عزالدين حسن من أبناء الموردة بأم درمان كان من أوائل المنتمين لحركتكم من أبناء الشمال فى برلين الغربية ولذا أصبح ساعدك الأيمن وكان يومها طالبا فى كلية الهندسة الكهربائية بجامعة برلين( التقنية) وانضم الأخ المرحوم الشاعر الأديب التاج فضل من أبناء أمدرمان والمرحوم مامون محمد الحسن لاعب نادى الهلال العاصمى وظهير الفريق القومى السودانى سابقأ و هو من أبناء كوستى,يومها كان عدد الأعضاء المنضمين للحركة الشعبية فى مدينة برلين لا يتعدى هذه المجموعة من الأخوة الكرام,عرفناهم من خيرة الشباب السودانى المقميين فى المدينة .أخاطبك بعد مرور( ثلاثة وعشرين عامأ وسته أشهر وسته و..... يومأ وبضع ساعات) وهنا أسمح لى نفسى باستعارة و اقتباس اسم برنامج اذاعى مشهور فى اذاعة أم درمان كان يقدمه الأستاذ. فيصل النور التجانى رحمة الله عليه.. بلهجة عربى جوبا مخاطبأ المستمع الجنوبى وعنوانه (عشان ما ننسى لازم نعرف الحقيقة) ولذا أبدأ بها لعلك تتذكر ولربما المشغوليات والمسؤولية الكبيرة الملقاه على عاتقكم من موقعك القيادى ( أمين الحركة الشعبية للتعاون الدولى) وأيضأ مرور ربع قرن من الزمان أو أقل قليلا , انسابت خلاله مياه كثيرة عبر النيلين فى بلاد السودان وهنا فى أوربا انهار حائط برلين وتوحدت ألمانيا وكذلك المدينة التى جمعتنا والتى أحببت وأحببناها وعشنا فيها أمتع فترات صبانا و شبابنا ونحن طلاب فى مراحل مختلفة ومتعددة من الدراسة, ندرس على نفقتنا الخاصة; منا من يدرس بجامعة ,برلين الحرة ومنا من يدرس بجامعة برلين التقنية وفى بلاد السودان وصل الطرفان الشريكان, المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية فى مستهل عام 2005 الى اتفاقية نيفاشا للسلام وبدأت الفترة الانتقالية واقتسما السلطة والثروة و...كل شئ .. وفى يناير 2011 أجمع أهل جنوب السودان على الانفصال و فى التاسع .من شهر يوليو 2011 أعلن عن استقلال الدولة الجديدة
أخى كوستيلو أرجع بك الى منتصف السبعينيات من القرن الماضى وكان يومها عددنا نحن الطلاب .
الا يتجاوز أصابع اليدين وكانت يومها المدينة تعج بالمبعوثيين السودانيين الذين حضروا للدراسات فوق الجامعية من مختلف المؤ سسات التعليمية السودانية ومن الوزارات والمصالح الحكومية وكذلك ضباط من القوات المسلحة والبوليس كما كانت تسمى المؤاسستين أ نذاك ومنهم من جاء بزوجتة وأطفالة ومنهم من كان فى انتظار عروستة القادمة من بلاد السودان بعد أن أكملت مرأسيم الزواج هناك فى غيابه مترقبأ هبوط الطائر الميمون فى أى لحظة, وهنا لا أنسى أن يفوتنى أن أذكر وصول عروس أخونا صديق حسين حمد(العربى) مبعوث مركز أبحاث الأغذية وكنا يومها مشغولين بترتيبات حفل الزفاف فى داخلية الطلاب المشهورة بأسم ( سيقمندهوف) فى صيف عام 1978 وكان يتزعمنا الأستاذ حسن المنقورى البروف حاليا فى جامعة الخرطوم و حسن على مضوى البروف حاليا فى كلية الزراعة جامعة الخرطوم , ولحظتها كانا يطلقان على نفسيهما( وزراء العريس)بحكم صداقتهم الوطيدة لصديق العربى وفى نهار نفس اليوم تعرفت عليك أنت كوستيلو قرنق لاول مرة فى مقهانا المفضل( الأشتاينبلاتز) وملتقى الطلاب المعروف لموقعة اللصيق بالجامعة التقنية وكلية الفنون الجميلة فى منتصف المدينة و قريبأ جدأ من محطة السكة حديد الرئسية الشهيرة المسماة بأسم حديقة الحيوان أى( الزوو) ويومها جئت أنت تبحث عن السودانيين ,و عن من هم المسؤولين بلجنة رابطة الطلاب السودانيين التنفيذية ويومها كنا نحن أربعه على رأس اللجنة التنفيذية , شخصى الضعيف جعفر قسم الله سعد,كلية ادارة الأعمال جامعة برلين الحرة وألأخ المهندس محجوب محمد الطيب وقتها كان طالب بكلية الحاسوب والمعلومات جامعة برلين التقنية وألأخ عزالدين حسن كما أشرت سابقأ طالب بكلية الهندسة الكهربائية والأخ الدكتور عزالدين حماد حينها كان طالبأ بكلية المسرح والأدب الألمانى بجامعة برلين الحرة . وهنا أحب التعريف بالطلاب والمبعوثين الذين لهم الفضل العظيم فى تأسيس الرابطة وعملوا فى اللجان التنفيذية المتعاقبة وهم أكثر من أن يتم التعريف لهم كل على حده, لكنى أستعرض فيما يلى بعض الأسماء. , رابطة الطلاب السودانيين تأسست فى بداية الستينات من القرن الماضى ومن أوائل الرواد المؤا سسين وعلى حسب ما ورد فى السجلات و الأضابير والمستندات المتاحة , منهم المرحوم العميد الشهيد مهندس محمد نور سعد,درس الهندسة فى جامعة برلين التقنية,و الذى أعدمه الرئيس السابق النميرى فى صيف1976 بعد فشل ما يسمى ( الغزو الليبى ) الذى قامت به مجموعة من( المغامرين ) ينتمون لحزبى الأمة والجبهة الاسلامية من معسكرات كانوا يتدربون بها فى الصحراء الليبية على بعدأمتار من الحدود السودانية ويعدون للغزو العسكرى المسلح ضد نظام الرئيس السابق جعفر نميرى وراح ضحية.لهذه المهزلة غير المسؤوله من الكيزان وحزب الأمة , و عدد من الضباط والجنود. المرحوم السيد المهندس محمد الغالى سليمان الذى هو أيضأ درس هندسة السكر فى جامعة برلين التقنية و عمل مدير لمصنعى سكر خشم القربة والجنيد ومديرأ لمؤسسة السكر, وكذلك المرحوم( المقدم) , مصصطفى أورتشى مدير مصنع الذخيرة وهو أيضأ قضى فترة تدربية مع الشركة الالمانية التى بنت المصنع فى الشجرة جنوب الخرطوم وأيضأ استشهد فى ضربة( بيت الضيافة) الشهيرة أثناء انقلاب هاشم العطاء فى يوليو 1971 وكذلك السيد محمد البشير الوقيع مدير سكر كنانة وهو أيضأ درس هندسة السكر فى جامعة برلين التقنية و أصبح وزيرا للصناعة سابق فى حكومة جعفر نميرى, والسيد الوجية محمود حاج الطاهر جاء مبعوثأ من مصنع الكرتون بى( طوكر) ودرس هندسة السكر أيضأ بجامعة برلين التقنية ومازال يقيم فى برلين ويمارس الأعمال الحرة ويمتلك معطعما مشهورا فى المدينة وكذلك المرحوم الدكتور مامون يحى المنور هو أيضا كان فى فترة تدربية أنذاك وعمل وزير للزراعة سابق فى حكومة جعفر نميرى واللواء شرطة الدكتور حاكم عبد الحمن حاكم مدير المعامل الجنائية سابقا وهو كذلك قضى فترة تدربية لمدة طويلة فى المعامل الجنائية الالمانية ورجال الأعمال يوسف بدر وصلاح عبدالله الذين أكملوا دراستهم بمعهد التصوير والبصريات ومحمد عمر الريح, والمهندس المعمارى خلف الله الدابى وخليل الدابى وثلاثتهم درسوا فى الكلية التقنية العليا فى برلين, المهندس النور سالم هو أيضأ درس هندسة السكر وصناعة الأغذية فى جامعة برلين التقنية, والبروف المرحوم عبد الوهاب قناوى أستاذ الكيمياء العضوية ورئيس قسمها بجامعة برلين الحرة ا والأطباء منهم دكتور محمد يوسف بحيرى ودكتور يسن الحاج ودكتور حامد فضل الله والدكتور فتحى عزيزغطاس والمهندس المعمارى جوزيف تادرس هو كذلك درس بكلية المعمار بجامعة برلين التقنية وأيضأ الفنان التشكيلى شبر درس فى كلية الفنون الجميلة والمهندس طه محمد طه درس فى كلية الهندسة المدنية فى جامعة برلين التقنية والمهندس المعمارى حسن عبدالقاد درس بكلية الفنون الجميلة برلين,والمهندس رمسيس عطاءالله, والدكتور محمد الشريف سليمان درس فى كلية العلوم السياسية بجامعة برلين الحرة, وأيضأ الدكتور عبد الرحيم بلال فى كلية العلوم السياسية بجامعة برلين الحرة , والدكتور أبوبكر مختار خبير الطاقة درس بجامعة برلين التقنية و غيرهم كثيرون, ولا يفوتنى أن أذكر بعض الأخوة العاملين, كانوا قليلى العدد ولكن عطائهم وتضامنهم الغير محدود ودعمهم المتواصل طور كثيرأ فى عمل الرابطة وخاصة العلاقات الحميمة من خلالهم التى ربطتنا مع أصدقائهم وزملاء وزميلات عملهم من الالمان واسرهم الكريمة , أبدأ بالأوسطى عبدالله عبدالحليم والأسطى صديق أبوكدوك والمهندس سيد بشراب والمرحوم المهندس عدلى حنا, ومهندس السيارات التجانى العبيد, و (المايسترو) الحلاق جعفر عبد العال.والأخوان كمال سليمان وعبدالله عبد الحى فنى المعامل الطبية بمختلف مستشفيات برلين. نترحم على من توفى منهم ونسأل الله دوام الصحة والعافية لمن هم على قيد الحياة. أخى كوستيلو أنا الذى أنت التقيته فى المقهى يومها وعرفتنى بنفسك بأنك طالب فى كلية البيطرة بجامعة برلين الحرة وأتيت لهذا المقهى بحثأ عن الطلاب السودانيين وقد علمت بأن هذا المقهى بمثابة( محطتهم الوسطى الخرطومية) فى قلب برلين, لتتعرف عليهم وخاصة على المسؤولين باللجنة التنفيذية لرابطة الطلاب السودانيين وقلت بأنك تعانى من مشكلة وضائقة مالية وتحتاج لمساعدة عاجلة نسبة لظروف طارئة أحلت بك و رحبت بك وسررت جدأ ولى أول مرة أتشرف فيها بمعرفة طالب سودانى من أبناء الجنوب يدرس فى نفس الجامعة التى أدرس بها وهى جامعة برلين الحرة واندهشت حقأ الى اجادتك للغة العربية بطلاقة, وعرفت منك بأنك أبن سلطان وتربيت وترعرت فى بيت الناظر مادبو وقلت لى بأن اللغة العربية شئ مكتسب بالتعليم والتعلم والكثرين من أبناء جيلك يجيدونها كذلك, وحقيقة هذه أول مرة يطرق الباب أخ لنا من الجنوب راجيأ منا مد يد العون والمساعدة و وعدتك خيرأ وحدثتك عن حفل زفاف أخونا صديق حسين حمد مبعوث مركزأبحاث الأغذية من عروسته فاطمة التوم التى وصلت يوم أمس من بلاد السودان,الذى سوف يقام فى المساء فى داخلية الطلاب الشهيرة بأسم ( سيقموندهوف) وهنا لا يفوتنى أن أذكر بأن الأخوين حسن مضوى وحس عبد الله المنقورى كانا لحظتها يقفون بجانبى ويراجعون ترتيبات الحفل وكلهم سعادة وحبور بتنصيب أنفسهم كما أشرت من قبل (وزراء العريس) وأخونا د. فضل الله يضحك ويقول مداعبأ بقولته.( من زمن نحن أطفال ولمن كبرنا وفتحنا بنعرف العريس عنده وزير وأحد والمركب عندها ريس وأحد وسمعنا بالمثل البقول ريسين غرقوا المركب.....الله يكون فى عون صديق العربى وبت التوم ) ودعوتك للحضور الى هناك فى المساء لتحتفل معنا وتتعرف على عدد كبير من المبعوثين والطلاب وعلى أفراد الجالية السودانية و طمأنتك بان المشكلة سوف نجد لها حل بأذن الله وهذا ما حصل بالظبط وعرفناك على جميع الحاضرين ومكثت معنا لفترة وجيزة و جمعنا لك مبلغا كبيرا من الماركات الألمانية تبرع بجزء كبير منه الاخوة المبعوثين لانهم كانوا ماديأ أحسن حال من غيرهم يحصلون على جزء من راتبهم الشهرى من السودان و يومها كانت بلاد السودان تنعم بالتنمية والرخاء وكانت( البقرة الحلوب )التى أرضعتنا وأرضعت من يحكمونا اليوم ولو لا هى لمسكوا مشهاد أباهاتهم( التربال تربال), و(الخفير خفير), والراعى رأعى و(العريجة لى مراحه), والجنية السودانى كان يومها محولآ عن طريق بنك السودان للمبعوثين والطلاب يعادل عشرة ماركات ألمانية والمنحة الألمانية الى الاعزب من أخوانا المبعوثين الذين يتلقون منح من الحكومة الألمانية تفوق 800.مارك ألمانى شهريأ ومنحة المتزوج منهم تفوق الالف مارك ألمانى وشكرتنا جزيل الشكر وانصرفت.مبكرأ , وأصلنا احتفالناا بزفاف صديق العربى وفاطمة بت التوم كما يحلو لصديق مناداتها ومخاطبتها الى الصباح الباكر, وفى اليوم الثانى عرفنا من أحد الأخوة الشباب الذين غادروا مكان الحفل مبكرأ نسبة الى ارتباطتهم بمواعيد (بالديسكو )مع صديقاتهم وأصدقائهم الالمان ومعظمنا كان يرتاد (ديسكو )يطلقون عليه أسم (أفرونيقرو) ملتقى للجنود الامريكان السود والطلاب من الأفارقة لشهرته بأغانى وموسيقى الزنوج فى الولايات الجنوبية من أميركا وكل جديد من أنواع الرقص القادم من هناك , ولكل منا فيه قصة أو قصصا مثيرة وكثيرة, وروى لنا الشاب بأنه تفاجا واندهش بوجود الأخ( الجنوبى) الذى شارك هو فى التبرع له بالمال مقدرأ لحوجته الماليه الماسة , من قبل ساعات قليلة , يجلس جلسة وثيرة وحوله الحسناوات الشقروات وزجاجة الويسكى فى منتصف الطاولة وجردل التلج بجانبها وجك الماء البارد وكاسات الحسناوات الشغروات مليئة والكل فى حالة مرح ونشوة والراوى شخصيأ اختشى وذهب بعيدأ لمكان مظلم لكى لا يحرج الرجل (ويكرهه فى القعدة الوثيرة)
أخى كوستيلو, منذ ذلك اليوم اختفيت و لم نراك مرة أخرى الا بعد خمسة سنوات حينما أعلنتم( مانفيستو) الحركة الشعبية والكفاح المسلح فى عام 1983 وتأسيس مكتب لها فى برلين, ويومها عرفنا بأن الأخ عزالدين حسن والتاج فضل و مامون محمد الحسن هم من أوائل الذين انضموا للحركة من بين السودانيين البرلنيين وأجزم أن أقول ليس فقط فى برلين انما فى كل ألمانيا, أما قصة( الديسكو) حينها والحسناوات الشقروات و ما جمعنا لك من تبرعات لحل المشكلة والضائقة المالية التى لم يرتابنا أى شك فى مصداقياتها و التى كانت تحتاج منا لحل سريع قمنا به لحظتها كان بالنسة للحضور الذين تبرعوا بما تيسر , هو مجرد قيام بعمل الواجب المطلوب, جميعنا كنا سعداء وفخورين لاننا استطعنا أن نمد اليك يد العون والمساعدة ومرة أخرى أحب أن أنوه وأوكد بأن هذه القصة . لم تمنعنا ولم تكون حاجزأ فى أن نلتقيك وأنت ممثلآ للحركة الشعبية توزع علينا( المانيفستو) وتعلن عن ميلادها ومبادئها وطرح رويتها للسودان الجديد وأنا هنا أتحدث عنا كجالية أفرادها ينتمون لمجموعات عمرية وعرقية ودينية متنوعة وهذا غير الانقسام السياسى, تعيش فى وئام بمدينة برلين, وأنا أتذكر بداية عملكم كانت مكثفة وكنا نحضر كل ندواتكم فى الجامعة وغيرها من المنتديات الالماينة االمتعددة والكنائس فى برلين وخارج برلين ويومها كنا كلنا وبدون استثنا مهووسين بالسياسة و نعانى مع معناة الشعب السودانى من الطلم الدكتاتورى( النميرى) وقوانين سبتمبر 1983 وهذا كان القاسم المشترك و ما أكسبكم تجاوب وضيق من مساحات البعد عنكم ويومها كنتم تتحدثون عن كوبا ومعسكرات التدريب هناك وزيارتكم الكثيرة لمناطق العمليات فى الجنوب وتصاعدها بشكل غير مسبوق وخاصة فى ولاية أعالى النيل وقولة أخونا عزالدين حسن الشهيرة (الجيش السودانى لا يفهم الا لغة السلاح ونحن جاهزون لما يفهمونه) ويتندر ويحكى لنا عن بطولات وصولات وجولات القائد( كاربينو) وانتصارتكم اليوميه واحتلال المدن الوأحدة تلو الاخرى وقواتكم تتجه نحو الخرطوم بسرعة غير عاديه وترددون قولة زعيمكم جون قرنق بأنه حلف ( يشرب الجبنة فى المتمة) ويومها تأكد لنا قطعا وبدون شك رائحة العنصرية والانفصال والقوله هذه أكدت بأن حاسة الشم بخير وحاسة اشتمام رائحة العنصرية ما دايره (درس عصر) أو معاودة طبيب أنف واذن وحنجرة, وهذا كله لم يمنعنا بلقائكم شبه اليومى فى( كفتريا) الطلاب الرئسية بجامعة برلين التقنية بعد تناول وجبة الغدأ حيث نلتقى لنشرب الشاى والقهوة ومقابلة بعضنا البعض و ويوميأ يتدفق ألاف الطلاب على المطعم الرئيسى فى ( المينزأ ) بالطابق الأول لتناول وجبة الغدأ (والمينزا) هذا المبنى الكبير أو المطعم الكبير هو القلب النابض لحياة برلين الطلابية وملحق به مقاهى صغيرة (وكفتريا) كبيرة تظل مفتوحة للطلاب من الصباح الباكر وحتى الساعة السادسة مساءأ فيها يلتقى الطلاب من مختلف الجنسيات ويقال على حسب احصائيات مكتب الطلاب الأجانب بأنهم ينتمون الى مائة وعشرة دول من مختلف القارات الخمسة وعدد مجموع طلاب الجامعة التقنية لوحدها يفوق الثلاثين ألف طالب وطالبة ,,تجد الطلاب الايرانين بمختلف انتماتهم السياسية والعقائدية فى حالة عراك شبه يومى بين من يؤايدون الثورة الخمينية ومن يعارضون والطلاب العرب , الفلسطنين منهم جماعة فتج ومنهم جماعة الشعبية و...الخ, والعراقين كذلك, البعثيون والشيوعيون والاكراد... والخ. وسط المجموعات الطلابية العربية هذه تحصل صدامات واشتباكات وصراخ وعويل ومرات كثيرة يتضاربون وتسيل دماء تارة بين العراقين وتارة بين الفلسطنين كذلك والكل يتناول السياسية من وراء زجاج عدسات نظارته وكل يغنى على ليلاه, وعلى هواه, وهذا مما أدى ( المينزا ) طابعا خاصا وممتعا وكنا نجلس الساعات الطوال ونتكاسل عن حضور المحاضرات بعد ساعات الظهيرة, لمتعة وحماسة النقاشات السياسية التى تدور فى الاركان بين الطلاب , الفلسطنيين وأصوات وصياح الطلاب الايرانين والشتائم والقذف بالكراسى والهيصة والجوطة , أما نحن مجموعة الطلاب السودانيين القليلة فحوارنا ونقاشنا كان دأئمأ يتسم بالموضوعية والهدوء والسكينة وينتهى دأئمأ بلقاء متأخر لتناول وجبة العشاء أو ( عشرة حريق) أو ( قعدة عادية) تقام على شرف قادم جديد أو وداع عائد لبلاد السودان أو لضيف عابر سبيل وهكذا كنا وما زلنا ولذلك يحسدنا أخواننا العرب والمجموعات التى ذكرت من قبل, ويتندرون ويثنون عليها ويسألونا مرارأ كيف نوفق بين اختلافتنا السياسية وعلاقتنا الشخصية وارتباطنا الأخوى بعكس ما هم عليه وما بينهم من حقد وكراهية للرأى الآخر وكنا مثالآ يحتذى به وهنا لا أنسى أن أذكرك بأن هدفنا يومها كلنا كسودانيين فى الشتات أجمعنا على زوال نظام المرشال والامام جعفر نميرى والاليات كانت هى الخلاف بيننا, أنتم تحملون السلاح و تحاربون النظام وتنشقون عن الدولة المركزية هذا شأنكم وحقكم فى مناطقكم وأما شراب القهوة فى المتمته واسقاط طائرة الخطوط الجوية السودانية بالقرب من مدينة ملكال وبمدافع حركتكم المسلحة وعلى متنها خمسين رأكبا معظمهم من المدنيين من أبناء وبنات جنوب السودان وطاقمها, فهذا شئ لا نرضاه وندينه بقوة وبصوت عالى وهذا ما فعلناه فعلآ وصرخنا يومها فى وجه أخينا عزالدين الرجل الذى نحب ونقدر ولم نعرفه لحظتها لانه ليس بعزالدين الشاب الوديع الذى لا يؤذى ذبابه والخدوم( ود البلد) والرجل المبتسم دأئمأ وهذا سوف أوفيه حقه لاحقأ, لان هذا هو بيت القصيد والدافع الملح لتسطير هذه الرسالة لك أخى كوستيلو , عزالدين يخاطبنا بانفعال و يتحدث لنا بلغة المدفع والبندقية ويدافع عن اسقاط طائرة الخطوط الجوية السودانية ( الفوكرز )المدنية , قائلآ بان هذا حق مشروع لهم وأراضى الجنوب أضحت كلها منطقة عمليات والجايات أكتر وعلينا أ ننظف ( اضنيننا) من هسع وعشان مستقبلآ سوف نسمع بما هو أعظم وأكبر( ومن ليس معنا فهو ضدنأ) وهذه الجملة أو هذه القولة سوف أعود اليها فيما بعد باسهاب,,ساعتها بعدت المساحة أو المسافة أميال بيننا..
بعد سقوط طائرة الخطوط الجوية السودانية بفترة ليست بالقصيرة حضرنا لندوة عنوانها التعليم الفنى فى ,السودان ولماذا لم يلبى حوجة سوق العمل المحلى؟, قدمها مبعوث دراسات عليا من المعهد الفنى بالخرطوم ,الندوات هذه كانت عمل( روتينى) من نشاطات وبرامج رابطتنا الطلابية وكان أخونا محجوب الطيب هو المسؤول عن الاعداد والتنظيم للندوات والمحاضرات ومحجوب شاب وأسع الثقافة غريز المعرفة كريم الفعل و الأصل وأسهم فى ثراء المشهد الثقافى وتحريكه وخير دليل على ذلك ما يقوم به من تنظيم للمحاضرات والندوات وبحكم موقع سكنه فى داخلية الطلاب والتى تقع فى منتصف الحرم الجامعى يقوم دأئمأ بمهمة حجز قاعة من قاعات المحاضرات فى المبنى الرئسى للجامعة أو فى احدى الصالات المعده ومخصصة فى الداخلية الطلابية حيث يسكن , لمثل هذه الفعاليات و حتى غرفة سكن مجحوب الخاصة
كانت يومها المكتب الرسمى لرابطة الطلاب السودانيين و .العنوان الرئيسى وهذا ما سهل علينا الكثير واستفدنا من مزايا عديدة لا تقدر بثمن لعلاقته الحميمة مع المسؤولين بمكتب الطلاب الاجانب واتحاد الطلاب بجامعة برلين التقنية, بدأت الندوه والحضور كان كبيرأ وفى فترة الاستراحة وفى نقاش عادى عن اسقاط طائرة الخطوط الجوية السودانية, وعن مقالات تناولتها الصحف الالمانية عن مذبحة الضعين والرق فى السودان وقوانين سبتمبر هاج الأخ عزالدين وبشكل وأضح وصريح كرر نفس الكلام بأن كل الجنوب منطقة عمليات واسقاط الطائرة حق مشروع ولا ولن يعتزرون والما عاجبوا يشرب من البحر والبره بره والجوا جوا, والمعنا معانا وما معانا بره وكرر مرة أخرى قولته التى أشرت لها قبل أسطر قليلة ونوهت بالرجوع لها باسهاب لاحقأ (من ليس معنا فهو ضدنا) والكلام الحار واللهجة الثورية لم يعجب الكثيرين من الحضورالذين أبدوا فقط رأيهم بكل هدوء ولحظتها خرج أخونا عزالدين من طور الأدب والأحترام المتبادل بيننا بالسب والشتيمة على الأخ د. حامد فضل الله وقال ما لم يقوله مالك فى الخمر واتهمه بالعمالة لسفارة السفاح جعفر نميرى( ببون) واتهمه بانه طابور خامس(وعميل) للاتحاد اشتراكى وكثيرأ من ما لا يحضرنى الآن و ورد فى رسالتى لك أنت كوستيلو بتاريخ 13.1.1988 وهذا نصها مرة أخرى ,.
برلين. الموالق 13.1.1988
الأخ العزيز قرنق
جديرون بالأحترام
ترددت كثيرأ فى الكتابة لك ولربما تسأل لماذا؟ ونحن أخوة نلتقى مرات من باب الصدفة ومرات عن
وعد. دفعتنى تطورات خطيرة وظاهرة جديدة لم نعرف لها مثيلآ من قبل فى لقاءاتنا العديدة وخاصة فى نقاشنا لمشاكل السودان الوطن الواحد بشكل عام ومشكلة الجنوب بشكل خاص والتطورات بعد انتفاضة أبريل المجيدة والاطاحة بحكم السفاح بلا عودة.....نشأت بيننا صلات احترام و ود وحتى أبان الحكم ال
عسكرى المسلح ونزيف الدم المستمر ومعاناة النساء والاطفال والابرياء فى جنوب السودان وجنوب شرق السودان , كانت روح الحب والمودة والاحترام الشخصى المتبادل من البداية وحتى النهاية أساس متين وبنيعسكرى المسلح ونزيف الدم المستمر ومعاناة النساء والاطفال والابرياء فى جنوب السودان وجنوب شرق السودان , كانت روح الحب والمودة والاحترام الشخصى المتبادل من البداية وحتى النهاية أساس متين وبنية قوية جمعت بيننا, كنا نودع بعضنا البعض ولنا لقاء أخر وموضوع أخر, مع اختلاف الرأى والسبيل لمعالجة مشاكل السودان الواحد فهذه هى الديمقراطية وحال الديمقراطيين.
أخى قرنق وكما ذكرت فى بداية رسالتى دفعتنى التطورات الخطيرة والتصرفات غير المسؤوله من جانب الأخ عزالدين حسن ممثل الحركة الشعبية فى برلين الغربية وساعدك الأيمن تجاه الأخ الدكتور حامد فضل الله فى ليلة السبت الموافق 09.01.1988 وقذفه وشتمه و وصفه بالمنافق وبالعمالة للاتحاد الاشتراكى والسفارة فى بون .....والخ....
بهذا الاسلوب قد تفقد الحركة مصداقيتها على نطاق واسع, أما الأخ عزالدين فقد مصداقيته حتى أمام العاطفين على( الحركة) الذين اكتشفوا ان قائدهم غير جدير بالقيادة وهو يمارس هذا الاسلوب الجديد ولا يتورع أن يستعمل اسلوب الارهاب والمدافع ليغذى حربأ تقتل الأف من أجل ….. ويعلن أمام كل الأخوة السودانيين الذين تجمعوا وشاركوا فى ندوة موضوعها( التعليم الفنى فى السودان.).. كل )وأحد يشوف كومو,( من ليس معنا فهو ضدنا......
الحركة فقدت مصداقيتها حتى ازاء المناصرين المعجبين بها وبرزت الحركة تمارس السياسة بمفهومها المصلحى المتناقض مع كل القييم …. بسبب حداثة التجربة وما رافق بدايتها من ضجيج وبريق... الأخ عزالدين سعى لفرض نفسة على معتقدات الاخرين ويهدد بالتالى باثارة يمكن لو سمح لها ان تتسع وتمتد.... وهذا لن ولن نسمح به... الانقسام والاقتال, كل من حضر الندوة أظهر وعيأ ملحوظأ فى مواجهته وتخطيه.
الأخ دكتور حامد عرفناه وعهدناه رجل ديمقراطى , رجل كله حركة يضحى بالكثير من وقته و وقت عمله و وقت أسرته لكل عمل تقوم به الجالية السودانية وكل النشاطات والندوات ان كان هو المنظم المباشر أو غير المباشر, عرفناه رجل ديمقراطى يمارس الديمقراطية فى أسمى معانيها رجل صبور يتحمل النقد البانى والنقد فى العمل السياسى حق مشروع, عرفناه دأئمأ وأبدأ نعم المثقف السودانى الأصيل فى جلساتنا الخاصة والعامة وأنت شخصيأ أدرى ,وأعرف.
أسطرى هذه ليست دفاعا عن الأخ دكتور حامد فضل الله , حامد أولى بأن يدافع عن نفسه وأدرى وأقوى... انما محاولة للتعبيرعن ما يجيش بنفسى ويؤلمنى ويؤسفنى تجاه الفلس والافلاس السياسى من جانب ممثل حركتكم الأخ عزالدين حسن, الأخ الذى صار وأصبح حديثة السلاح أثناء نقاشات أبناء الوطن الواحد..
السياسى المحنك ومن يمثل أى تنظيم ثورى لابد أن تتوفر فيه رحابة الصدر, طول البال, الحجة بالحجة, وليست بالقذف والسب والكيل بالشتايم التى لا تليق بحق الآخرين والمسؤلية وحق أى تنظيم ينتمى اليه.
عرفتك أنت قرنق أخ توفرت فيه كل الصفات الحميدة التى ذكرتها عن الديمقراطية والديقراطيين. تصرف ألأخ عزالدين حسن ممثل حركتكم دأس بأرجله على كل الأعراف والتقاليد الحسنة بينا وهذه
تصرفات أعتبرها وللأسف الشديد وصمة عار فى حقنا كسودانيين وفى حق حركتكم.
مع فائق تحياتى
أخوك جعفر قسم الله سعد
أخى كوستيلو , من هنا يبدأ بيت القصيد والدافع الملح للكتابة لك للمرة الثانية وبعد مضى ربع قرن الا قليلآ من تاريخ الرسالة الأولى وأيضأ هذه المرة ما يخص ( الرفيق) الأخ عزالدين حسن ساعدك الأيمن منذ انطلاق عملكم الدعائى والتعريفى بالحركة الشعبية وتوزيع (المانيفستو) ولماذا تمرد جون قرنق ودخل الغابة وانضمت اليه مجموعات كبيرة من , المحاربين؟, ولماذا أشعلتم شرارة الحرب مرة أخرى؟ فى جنوب السودان وما يعانيه المواطنون الجنوبيون من الدمار والتشرد والقتل وتضحيات جسيمة والباهظة والملايين الذين قدموا أرواحهم ومئات الآلاف الذين يتعرضون لظروف قاسية وسئية شهدها العالم بأسرة وفعلآ نجحتم فى تسليط الضوء وتنوير الجمهور الألمانى وكسب عطفة وتضامنه المادى والمعنوى الكبير. وألياتكم فى العمل كانت يومها اقامة الندوات واللقاءأت الصحفية واصدار البيانات النارية والمعارض( الصورية) المتحركة والملصقات, وهذه الصور ما زالت ماثلة أمامى لا تفارقنى , صور تدمى القلب حقأ و تظهر الحرب فى أبشع مناظرها وصور الأطفال الجياع وحالات النزوح والامهات الهاربات من جحيم الحرب يحملن أطفالهن الرضع بيد و(بقجة) فوق الرأس تحمل فيها كل ما تمتلك من متاع الدنيا وباليد الاخرى تجر بجنبها طفل اخر غير قادر على المشى حافى القدمين تظهر عليه علامات الهلع والخوف ومناظر( القاططى) المحروقة والحيوانات التى نفقت ومناظر يقشعرلها البدن , بكل حنكة وذكاء ضربتم على هذا( الوتر) الحساس وأكتسبتم به عطف الرأى العام الالمانى وأسستم قاعدة حلفاء متماسكة وصرتم عمليأ حضورأ فى كل المناسبات الصغيرة والكبيرة وخاصة كل ما تقوم به الكنائس من ندوات ونشاطات يخصون بها ( مشكلة جنوب السودان) فى كنائسها أو فى أركان معينة فى الشوارع الرئسية المكتظة بالجمهور قبل أسابيع من أعياد الميلاد وهم فى حالات شراء وسخاء وتواجد مكثف, ومع ردأة االطقس فى بداية موسم الشتاء و تقلبه خلال ساعات اليوم, من مطر الى هواء بارد شديد ومرات الى جليد متساقط, بالرغم من كل هذا كان يقف أخونا(الرفيق) عزالدين حسن يوزع فى المنشوارات و النشرات باللغة الالمانية من أمام أبواب الجامعات وأمام كل أماكن التجمع المعروفة فى المدينة ومحطات المترو و يوزعها على المارة وكل هذا العمل الدؤوب النشط الذى يحتاج لطاقات رهيبة كان يقوم به وحده, ونراه لا يكل ولايمل ولا يشكى, أخونا(الرفيق) عزالدين حسن كان هو ( الدينمو) والمحرك الأساسى والمتحدث اللبق ا أمام العرب والسودانيين أو الالمان أهل البلد, ويقوم بكل هذا ويقف على رجلية الساعات الطوال دومأ لا يكل ولا يمل وترك كل شئ وتفرغ لعمل وفعاليات( الحركة الشعبية), أما أنت يا (كمرت) كوستيلو كنت تشارك فقط فى الندوات المقامة فى الاماكن والصالات الدأفئة , مرتديأ أحدث( البدلات) و(المعاطف)هذا كله يتماشى مع شخصيتك( الكارزمية) لوجاهتك ولبراعتك كمتحدث لبق يجيد التحدث بثلاثة لغات, الانجليزية والعربية, والالمانية وتحفظ تاريخ السودان السياسى الحديث وتاريخ السودان القديم عن ظهر قلب منذ قيام الثورة المهدية والى مؤتمر جوبا عام 1947 والمائدة المستديرة والى يومنا هذا وتستشهد دومأ بالعديد من المراجع و ما رواه شبيكة ويوسف فضل وأبوسليم وبشير محمد سعيد ومحمد عمر بشير وفرانسيس دنق ومولانا أبيل ألير فى كتبهم وأخرون كثر, والى اتفاقية الخرطوم مع د.على الحاج فى مدينة( فرانكفورت) وقصة توزيع حزم وربط (الدولارات) المشهورة وعودة د. فى رياك مشار ود. لام أكول للخرطوم وعودة الرهائن الالمان الذين اختطفتهم قوات الحركة الشعبية برفقتك الى أهاليهم فى عام 1984 والنقاش الحاد الذى دار فى خلال مؤتمر السودان الذى يعقد سنويأ فى منتجع (هيرمنزبورق) بينك وبين أحد الرهائن العائدين, يسأل عن كراسة مذكراته التى قال انها بحوزتك أنت كوستيلو شخصيأ وقال والدموع تنهمر من عينيه والعبرة تخنقة بانها تعنى له الكثير وذات أهمية خاصة لانه وثق فيها عملية الاختطاف دقيقة بدقيقة الى أن تم الافراج عنهم والرجل للحقيقة والتاريخ أثنى على الدور المهم الذى لعبته أنت شخصيأ فى اخلاء طرفهم والافراج عنهم فى اثيوبيا و عودتهم معافين الى بلادهم وأيضأ سألك عن مصير المبالغ الكبيرة التى دفعتها الحكومة الالمانية( فدية) وكم كان نصيبك أنت شخصيأ؟ وعلى حسب علمى , الخواجة منتظر الاجابة حتى الآن طبعأ ده لو ما زال على قيد الحياة.
أخى كوستيلو, كنت تقضى معظم وقتك مسافرأ بين المدن الالمانية الكبيرة وخاصة مدينة بون عاصمة ألمانيا انذاك ومقر البرلمان والوزارات ومؤأسسات الاحزاب السياسية الداعمة دومأ لكل حركات التحرر فى دول العالم الثالث فى أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية ا وتتبرع بسخاء وتدعم بكل ما توفر وتيسر من مال وسلاح ولا ننسى( اللوبى) البرلمانى المسيحى الذى ظل يردد ويكرر دأئما بأن الحرب الاهلية فى( جنوب السودان) هى حرب ضد المسيحية وضد الكنائس, وانفتحت لك كل الأبواب على مصرعيها.لتقابل أهم السياسيين ومن جميع الأحزاب السياسية الممثلة فى البرلمان الالمانى ببون , كنا نلتقيك فى برلين أما فى( المقهى) أو عندما تكون مشاركأ فى ندوة أو تحاضر عن مشكلتكم مع( الجلابة) وتجارة الرقيق فى مناطق بحر العرب وهنا لا يفوتنى أن اذكرك بقصة( الشغالة) الأخت الجنوبية التى كانت تعمل مع أخونا د. يسن الحاج وزوجتة عفاف عدنان وهم أحضروها من السودان بعقد عمل وبأذن من السلطات الالمانية وكانت بالنسبة لهم فرد من أفراد الاسرة الكريمة ومن منا لم يكن يتردد على دار أخونا د.يسن العامرة دأئمأ وأبدأ وتعج دأئمأ بالضيوف وبالنسبة( لنا) وهنا وأكرر بالنسبة( لنا) تعنى كل أفراد الجالية السودانية بمدينة برلين والعدد الكلى يومها لا يتجاوزالخمسين بأطفالهم وبالذات المبعوثين والعاملين والطلاب منهم يعرفون بعضهم حق المعرفة ويأكلون الملح والملاح مع بعضهم ود. يسن الحاج كان وما زال هو عمليأ طبيبهم العام والخاص وهو أخصائى( أمراض صدرية) , لم نشعر فى أى لحظة بان الاخت الجنوبية( شغالة) وانما العكس هى التى كانت ترحب بنا فى غيابهم وهى عمليأ كانت ست البيت, وفى كل المناسبات الاجتماعية مثل ( الفرح والعزاء)ة كانت هى حضورا دأئما فى رفقتهم وكما ذكرت من قبل بأن المدينة كانت تعج بمجموعة من المبعوثين السودانيين وأسرهم وأطفالهم وكنا نلتقى كل نهاية أسبوع ,أما لسماية طفل قادم جديد وأحيانا لعدم المناسبة وخاصة فى أشهر الصيف والخروج للحدائق والشواء فى الهواء الطلق كانت هى جزأ لا يتجزأ وعضو من أعضاء الاسرة والمهمين واذا تغيبت بأى سبب يكثر السؤال عنها, لانها أصبحت وأحدة منا وكلنا يعرف بانها كانت تتقاضى رأتب شهرى يحلم به كبار( الأفندية) فى بلاد السودان ولايفوتنى أن انبه بأن أختنا عفاف عدنان زوجة د. يسن الحاج كثيرة السفر لبلاد السودان ودائمأ تكون فى رفقتها أختنا( الشغالة) مشهلات بالشنط التقيلة وما تحتويه من هدايا للاسرتين وعندما نسأل أخونا د. يسن الحاج , كان دأئمأ يقول( الحريم) الاثتنين سافرن وتركنى عزابى,فجأءة وبدون سابق انذار( تسلطوا) على( البنية) المسكينة وخلقتوا منها قصة مفتعلة ورفعتوا البيرق وضربتوا الآجراس وبدأتم تتحدثون عن( الرق, والرقيق) ليس فى بحر العرب ببحر الغزال فقط بل انما فى برلين أيضا و(الجلابة) بدوا يأتون برقهم من السودان الى بلاد الالمان واتصلتوا بمنظمات حقوق الانسان الالمانية , والدنيا قامت وقعدت و القضية صادف أن طرحتوها كموضوع رئيسى ومن أوائل الاجندة وطالبتم بالادانة السريعة لهذا العمل غير انسانى فى مؤتمر( هيرمنزبورق) ويومها تداولات الصحف الالمانية هذه الفضيحة بالخط العريض اختفت المرأة المسكينة وأجبرتوها وسفرتوها الى بلاد السودان وكنا كلنا نسأل ونتحسر على هذه العملية غير عادلة فى حقها وحق اسرتها فى السودان التى كانت تعيش على ما تحوله شهريأ وكذالك أسئتم لسمعة الأخ( الحبوب) د. يسن الحاج أ وزوجته عفاف عدنان,
وأنت تعرف تمامأ بأننا كنا حضورأ دائم لمعرفة كلما هو جديد وخاصة من خلال الندوات والسيمنارات الى تعقد خلال عطلة نهاية الأسبوع وخارج برلين ومرات عديدة تقابلنا فى ( منتجعات) عدة وخاصة منتجع( هيرمنزبورج) ومؤتمره السنوى عن السودان والذى اعتدنا حضورة باستمرار منذ عام 1987وهناك نلتقى بوفود قادمة من بلاد السودان, منها الحكومى ومنها من يمثل منظمات العمل المدنى والغالبية العظمى من سودانى الشتات , منهم من يمثلون الأحزاب السياسية المختلفة ومنظمات حقوق الانسان العالمية منها والعربية والافريقية وهناك اتاحت لنا الفرصة الى لقاء معظم الساسة السودانيين والجنوبين والشمالين, منهم على سبيل المثال بعض الأسماء , د.لام كول. بونا ملوال. أنجلو بيدة ألدوأجو ود. بيتر كوك وبيتر أدوك وزوجة ريك مشار و ( وكماندرز) كثيرين لا تحضرنى ألأسماء للأسف ولكن( الرفيق) ياسر عرمان تذكرته لتوى ومن الاحزاب الشمالية . الامام الصادق المهدى والمرحوم عمر نورالدائم وا الدكتورة مريم الصادق المهدى, وعلى محمود حسنين وحسن هلال وصديق الهندى وشيخ العرب د. منصور يوسف العجب ود.الشفيع خضر والمرحوم د. عزالدين على عامر ود.خليل أبراهيم وكل( قيادى) حركة العدل والمساوة وأحمد أبراهيم دريج ومن الاسلامين د. على الحاج وبنانى وبلايل ومطرف والديرديرى وغيرهم كثيرين ومن منظمات العمل المدنى. د.عشة الكارب ود.أمين مكى مدنى وسعادة السفير وو زير الخارجية السابق أبراهيم طة أيوب وسعادة السفير و وكيل وزارة الخارجية السابق فاروق عبد الرحمن ود. أحمد العبيد ود. محمد بابكر جميل ود. سيد المقبول وشوقى بدرى ود. الباقر مختار ود. نعمات كوكو ود.أسماء محمود طه كذلك مؤتمرأهلنا الغرابة بمدينة (فلوتو))
اكنت أنت كوستيلو فى حالة سفر( ماكوكى) مسافرا لبون أو عائدا منها وتتحرك دأئمأ بالتاكسى وعندما نلتقيك تحكى لنا عن مقابلاتك أمبارح وأول أمبارح مع كبار الساسة ورجال الكنائس, الكل هنا فى برلين وخاصة أبناء جيل (الرفيق) عزالدين حسن وأنا منهم يبصمون على ما أسلفت من سرد بما كان يقوم به من وأجب ومسؤولية على مرور السنوات منذ عام 1983 والى يوم توقيع اتفاقية نيفاشا فى عام2005 كنا نشاهدة فى القناة التلفزينية ( المفتوحة) العامة مرة أو مرتين فى الاسبوع ولمد ساعة كاملة يتحدث عن الحركة الشعبية وعن اخبار الحرب الدائرة للمشاهد الالمانى بخلاف أشرطة الفيديو المسجلة لزيارت القائد( جون قرنق) لجبهة القتال والاماكن المحررة تارة يخطب فى جنودة وتارة يقوم بمحادثات ومختلف جولاته حول العالم كل هذا كان يعرضه الاخ (الرفيق) عزالدي حسن فى منديات وفى قاعات وصالات الجامعة والكنائس وفى أى مكان عام تيسر له وهذا كان برنامج شبه اسبوعى بخلاف مرافقته بعض الاحيان للوافدين الجدد من ابناء الجنوب ويرافقهم الى المكاتب والمراكز الحكومية للتقديم للجوء السياسى والمحامين ومكاتب الكنائس التى تقوم بالاشراف ومتابعة الملفات وتوزيعهم على أماكن تجمعات اللأجئين فى مختلف المدن الألمانية, وكل هذا بالمواصلات العامة ,المترو والبص داخل برلين والقطار لخارج برلين, لم نشهده يومأ وأحدأ ذاهبأ للمطار أو عائدأ منه كما كنت أنت تفعل, كل ما ذكرت وكل ما سردت هى حقائق وأعمال كان يقوم بها عزالدين وكنا نراها يوميأ بأم أعيننا ونتابعها ونسال أنفسنا أحينأ كيف يستطيع هذا الرجل القيام بعمل كل هذا؟ وكنا بحق وحقيقة نشفق عليه ونسأل انفسنا , أين كوستيلو من كل هذا؟ وأين هم أهل الوجعة؟ وبصريح العبارة أين هو صاحب الحق؟والله نشهد بأن هذا الرجل عمل بكل تفان ونكران ذات ولعقدين من الزمان ولو أسعفتنى الذاكرة زرناه أكتر مرة وهو طريح المستشفى يعانى المرض وأنا والأخ د. أ حامد فضل الله كنا من الزوار الذين ترددوا عليه عدة مرات وخاصة فى مستشفى بعيد عن منتصف المدينة وعمليا فى اطرافها أى فى الريف فى منطقة(الفانزييى) أى فى أخر الدنيا..... المهم الأخ عزالدين ليس بحاجة لشهادة منى, وهنا أحب أن أوضح وأقول وأكرر بأن كل ما ورد فى رسالتى الأولى فى حق الأخ عزالدين وتنبيهى لك أنت كرئيس مباشر له كنت أعنيه واذا سألت غيرى ممن حضروا الندوة حينها عن( التعليم الفنى فى السودان) يوقعون على كل ما ورد فيه من اتهامات فى حق عزالدين وتحدثت أنا فى الرسالة عن حداثة التجربة وما رافق فى بدايتها من ضجيج وبريق وهذا شئ عادى وطبيعى فى ممارسة العمل السياسى(المهنى) الغير المربوط بأحقاد شخصية وبعدها بأشهر قليلة تحول عزالدين من ( وكر) الصقور الى( عش) الحمائم. الأخ د.حامد فضل الله و أنا بعدها أغلقنا هذا الملف, وربما لك أن ترجع بذاكرتك وتستحضر يوم زيارتنا أنا والأخ د. حامد فضل الله اليكم انت والأخ عزالدين حسن بشقتك فى( هيراشتراسا) وقضينا أكثر من خمسة ساعات جالسين ومنهمكين فى مناقشة مشاكل السودان فى محبه وسرور و ودعناك وخرجنا أنا والأخ حامد فضل الله برفقة الأخ عزالدين ممتنين بهذاا اللقاء وتواعدنا الى لقاء أخر وكنا مبهورين لمعرفتك الدقيقة لتاريخ السودان ومكتبتك العامرة بأمهات الكتب وهذا يعود بى لما تعرضت له سابقأ عن استشهادك بما رواه (يوسف فضل وشبيكة وأبوسليم وفرانسيس دنق وبشير محمد سعيد محمد عمر بشير فى ما كتبوه عن تارخ السودان وقضايا السودان المختلفة )
بعدها أعتبرت تصرفات الماضى و ما سمعنا من الأخ عزالدين مجرد مشاعر غضب( ثورى), أى بمعنى أخر مرحلة وقتية زمنية يمر بها كل من مارس العمل السياسى وخاصة لحركة تحرير مسلحة فى بداية النضال وكلنا نسمع, ونشاهد عبر قنوات التلفزة الفضائية ونتصفح عبر( النت) فى صفحات الصحف السودانية والعربية تصريحات و(عنتريات) نافع وباقان وادورد لنيو يوميأ, حتى أيام كانوا شركاء حكم وهذا جزء من( اللعبة), الأخ عزالدين حسن لم يزل صديق الجميع لم يهتز ايمانة وقناعتة بقضيته ضحى بوقتة وجهدة وراحته وبذل كل ما فى وسعة وكان همه الوحيد الدفاع عن قضيته بكل جراة وشجاعة وكنا سياسيأ خصوما له ولكن شعرة معاوية ظلت دأئما بيننا نحن أبناء جيلة فى هذه المدينه موضع حفظ ومتانة على مدار السنوات الماضية واليوم والى الغد بأذن الله وأحب هنا أن أنوه بان كل ما ورد فى خطابى الأول وكل ما وجهته من اتهام لعزالدين كانت رد فعل لحالة وقتيه وبداية تجربة وخطوة أولى من سباق( المرثون) ومع مرور السنوات والتمرس ونضاج التجربة السياسية , عرفناه شخصية أخرى وصفتها وتعرضت لها قبل قليل وأنا شخصيأ مدين لهذا الرجل بالكثير ولو لا مجهود هذا الرجل المضنى لما تمكنت من اجتياز مرحلة الدراسة الاعدادية الأساسية بكلية ادارة الأعمال بجامعة برلين الحرة الواجب النجاح, كنت أشكو مشكلة (عويصة) مع علم الرياضيات وكانت هذه المادة( اللعينة) وهنا أعنى بالنسبه لدى لى أنا شخصيا لكى لا أزعل محبيها وعشاقها ومدمنيها والأخ عزالدين حسن وأحدا منهم. الرياضيات مقسمه الى ثلاثه أجزاء أسهلها أامر وأحر وثلاثه أجزاء لمادة لعلوم الاحصاء وكذلك ثلاثه أجزاء لعلوم الحسابات الجارية والبنكيه والجرد وكل هذه المواد من دون حزق أبسط قواعد( اللعبة) تبقى كارثة كبيرة ولو لا جلوس الأخ عزالدين حسن يوميأ معى ولساعات وساعات طويلة وبالتحديد فى غرفة أخونا محجوب الطيب فى داخلية الطلاب التى تحدثت عنها فى بداية الرسالة وعن بداية تأسيس الرابطة الطلابية وغرفة محجوب كانت مقر وعنوان للرابطة, كان عزالدين أستاذى ومعلمى يراجع معى التمارين ويساعدنى على فهم ما استعصى على فهمه واستيعابه وما أنسى كم استهلكنا من الأمتار من الطويلة من ورق (الحاسوب) المستعمل انذاك وكم كنا نحتاج الى أمتار عديدة منه ,وعزالدين طالب الهندسة الكهربائية كان بالنسبة لى عمليا و كذلك أعرف كثرين أكادمين على وجه الخصوص لو لا مجهود هذا الرجل المضنى لما مضت جهودهم كما مضت عليه و لما تمكنوا من مواصلة دراستهم ورجعوا لبلاد السودان بخفى(....). هذه المساعدة التى لا تقدر بثمن ألبسها (قلادة) شكرا على عنقى تقديرا لعونه المتواصل وطولة باله فى أداء كل شئ بعناية واهتمام وتمتعه بدماثة الاخلاق مما جعله محبوب لدى كل السودانيين فى المدينة , والابتسامة الدائمة سمة من سماتة وهو رجل يتمتع بروح مرحة, يحب( النكتة) ويرويها ومازلنا نتندر بقصص( الموردة) بأم درمان وفترة دراسته القصيرة بلغاريا التى يحلو له أن يقص علينا كثير من المواقف الفكهه التى حصلت له ولى اصدقائة وزملاء دراسته فى مدينة( صوفيا) عاصمة بلغاريا , وهو أيضأ رياضى كان يحرس( المرمى) لفريق رابطة الطلاب السودانيين فى برلين عندما تشارك فى المنافسات التى كانت تقام فى فصل الصيف تحت اشراف( الكوتش) أخونا مصطفى الخزين وظهيرة الثالث كان ( الكلس) المرحوم عاصم دقنة ومدافعة الايسر كان المرحوم مامون محمد الحسن. عزالدين كان يسكن فى داخلية الطلاب بى( أيشكامب), ولا أنسى الغرفة كانت صغيرة لكنها كانت دأئمأ تعج بالضيوف وعابرى السبيل
فجأءة وبعد التوقيع على اتفاقية السلام فى نيفاشا ظهرت على الساحة كوادر جديدة و وجوه جديدة ممسكة بزمام الامور من الاخوة الجنوبين, منهم( الرفيق) الامين العام للحركة والمسؤل السياسى, شباب جدد صغيرى السن ,اجزم وأحلف عندما كان الأخ (الرفيق) عزالدين حسن يقف فى صقيع الشتاء والمطر فى شوارع برلين مدأفعأ عن الحركة الشعبية كانوا هم أطفال يجرون( بسراوليهم) فى المدارس الابتدايئة فى ضواحى الخرطوم ولم يروا الجنوب بأعينهم ولم يعيشوا فيه ليوم وأحد وأستلموا كل شئ وصاروا هم المتحدثين بأسم الحركة الشعبية, ربما تمت عملية اختيار وبطرق ديمقراطية نظيفة أبعدت الأخ (الرفيق) عزالدين حسن من منصبة( ايمانأ بعدم التسلط والتمسك بحب السلطة) فهذا كما نعلم ليس من(شيم الحركة الشعبية) وهنا ما بين قوسين من أدبيات الحركة الشعبية أقتبسته من( النت وهنا بدأنا من جديد نشتم رائحة القبلية والعنصرية التى ذكرتها فى البداية وكيف أذكمت انوفنا قولة الزعيم جون قرنق المشهورة ( شراب القهوة فى المتمة). بعض من الكوادر الجديدة عين فى منصب نائب سفير فى بروكسل لللاتحاد الاوربى وأخر رجع بلاد جنوب السودان فى وظيفة كبيرة وخطيرة وكل يوم نسمع بشخصية و وظيفة رفيعة ,أرضيتم أبناء القبائل والأسر ونسيتم الأخ (الرفيق) عزالدين حسن ودعنى هنا أن أضع الاصبع على الجرح , وأقول لكم وهنا أخاطب الحركة والمسؤولين الشرفاء والذين يشرفون على توزيع( الغنائم) وتوزيع((الكعكة) , اهمالكم الى أخ مثل (الرفيق) عزالدين أثار تسأولات كثيرة بيننا,لان هذا الرجل كرس جل وقته لخدمة الحركة الشعبية فى مدينة برلين وخارجها وعمل الحركة هنا فى برلين كان عبارة عن مجهود فردى قامه به وكان حقأ ملفتأ للنظر أخى كوستيلو. أخى كوستيلو ,صدقنى فكرت مليأ بترك الموضوع ولكن هذا الرجل يستحق منا كل الاحترام والتقدير وكنت أتمنى أن تقدر مجهوداته وينصف , وهنا أيضأ أحب أن أنوه لحدثين مهمين حتى يعلم القاصى والدانى وهذا للشهادة والتاريخ أنا بعرف حق المعرفة ان الأخ د. حامد فضل الله تحدث مع( الرفيق) ادور لينو فى القاهرة قبل أكثر من أربعة أعوام بخصوص الأخ عزالدين والرجل وعد أخونا حامد خيرأ وكذلك تحدث مع( الرفيق) ياسر عرمان وعلى ما أعتقد هنا فى برلين و(هيرمنزبورق) وكذالك مع د. لام أكول وأنا متأكد تمامأ بانه طرق الموضوع مع كثيرين من
الجنوبين الساسه الذين اعتدنا أن نقابلهم سنويأ فى منتجع( هيرمنزبور) ومرات عديدة كان معظهمهم فى استضافة الأخ عزالدين حسن فى برلين وأنا شخصيأ لا أنسى الاوقات الممتعة التى قضينها مع أدور لينو فى مطعم المرحوم مامون محمد الحسن (فلفلة) وأيضأ مع الأب فيليب إغبوش ومع بونا ملوال و بيتر كوك وعزالدين مضياف بطبعه وفى كل هذه المناسبات لم أراك أنت كوستيلو حاضرأ
.غدأ سوف تفتحون سفارتكم فى برلين ونحن هنا على قناعة بأن الأخ عزالدين حسن خير من يمثلكم فى هذه المدينة وليس بالضرورة أن تقلدوه منصب( سفير) وهو أهلآ ومؤاهلآ لهذا المنصب الصعب المنال, لانه وبالتأكيد من أهم حايزى القطع والاركان من( الطورطة) ولكن ممكن أن يقوم بى أدأء أى وظيفة فى مجال العلاقات العامة والاعلام وفى اعتقادى هذا أبسط ما يمكن أن تقوم به حكومة جنوب السودان تجاه الأخ المناضل عزالدين حسن ونحن هنا فى برلين وخاصة أبناء جيله نطالبكم برد اعتبار هذا الرجل الشهم بعد أن تحقق الحلم ورفرف علم دولتكم الفتية فى جنوب السودان وغدأ كما قلت على سقف سفارتكم فى برلين وهذا مؤكد ما زال الحلم الذى يراوده و الذى انتظره طويلآ..
أحب أن أرجع لقولة الأخ عزالدين الشهيرة كما أشرت من قبل و وعدت ( من ليس معنا فهو ضدنا) هذه القولة مر عليها ربع قرن من الزمان الا قليلآ, تصور يا أخى كوستيلو لو فكرتم يومها فى تحرير شهادة برأة وسجلتوا هذا القولة الشهيرة لصار اليوم أخونا عزالدين من أصحاب الملايين لو لا الملياردات, هل تعلم يا أخ كوستيلو بأن الرئيس جورج بوش الابن فى حربة ضد صدام حسين ويوم تمرد عليه الاوربيون وخاصة اهلنا الالمان ورفضوا دخول الحرب فى صحبته, خاطبهم بقولة أخونا عزالدين حسن(من ليس معنا فهو ضدنا) وقولة عزالدين هذه هى الترجمة الحرفية وأحد لى وأحد لكلام جورج بوش الابن باللغة الانجليزية, وعلى ما أعتقد الفرصة ما زالت متاحه, لان قضايا المال يسقط حق المطالبه بها بعد مرور ثلاثين عامأ من استحقاقها, والكل يعرف بأن مثل هذه القضايا أمام المحاكم الامريكية تدر أموال كثيرة وهناك محامين (خطيرين) يتلهفون لمثل هذه الدعوة القضائية, وحق الملكية الفكرية صار من الحقوق المهمة جدا جدا.
وأخيرأ أختتم رسالتى الثانية اليك أخ كوستيلو( أمين الحركة الشعبية للتعاون الدولى) بهذه الكلمات التى سمحت لنفسى باقتباسها من كتاب (استعمالات الذالكرة, فى مجتمع تعددى مبتلى بالتاريخ) للكاتب البحرينى . د.نادر كاظم مأخوذه من كلمات للمفكر الفلسطينى المرحوم د. ادورد سعيد
يبدو لى أن واحد من أكبر أدوار المثقفين فى المجال العام هو أن يعملوا كنوع من الذاكرة العامة, أن
يتذكروا ما نسى أو تم تجاهله,أن يذكروا الجمهور با لمسائل الأخلاقية التى قد تكون محتجبة خلف الجدال وضجته
مع فائق تحياتى
أخوك جعفر قسم الله سعد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.