مما لا يختلف فيه اثنان ولا يتناطح فيه عنزان الوضع المأساوي الذي تعيشه منطقة جنوبطوكر برمتها وخاصة المناطق الجبلية التي تقع في الاصقاع بعيد الطريق الرئيس مثل عندل وجلهنتي وسروب ... وقد رشحتمؤخرا انباء مفادها بوجود فجوة غذائية حادة بالمنطقة خاصة منطقة جلهنتي وما حولها من قرى الا أن حكومة الولاية بكامل اركان حربها لم تحرك ساكن في الأمر وهذا أمر قد تكرر أكثر من مرة من دون ذكر اسباب واضحة ولكن أحاديث بعض المصادر المقربة من والي البحرالأحمر تقول أن كل ما يخص محلية عقيق وطوكر يتم باشراف وتوجيهات صارمة من الوالي شخصيا وكأن المراد قوله أن الوالي هو من يحارب انسان هذه المنطقة لكن من خلف حجاب وعبر شرذمة من أبنائها الإنتهازين الذين اعمتهم السلطة والعنصرية الضيقة مصلحة أهلهم ومنطقتهم فظلوا اسيرين لنذوات انسان مريض اتاح له القدر فرصة الحكم . جلهنتي ... الجرح لم يندم فصول سيناريوهات المؤمرة الكبري التي تمضي نحو نجوب طوكر وانسانها لا يمكن سردها في هذه العجالة وفي هذا المقال المقتضب والذي دعتنا اليه ملابسات القافلة التي توجهة أمس الي منطقة جلهنتي الصابرة والتي كما اسلفنا ضربها هذا الصيف القحط والجفاف فاصيب انسانها وحيوانها بفجوة غذائه حادة ولم تحرك الجهات الرسمية ساكنا تجاهها ، مما سخر لها الله نفر من ابنائها دفعتهم الهم العالية لنصرة أهلهم وهم يستقبلون عيد الفطرالمبارك وماتزال حالات الجوع والوهن تكسوهم ، فخفوا في تجهيز قافلة من المؤن الغذائية لإغاثة أهالي جلهنتي ولاعادة الفرحه والأمل اليهم وهم يستقبلون العيد ، وتم لهم ماارداو بتمكنهم من تجهيز القافلة بمساعدة كافة ابناء المنطقة المكوبة في بورتسودان وذلك من خلال جمع ذكوات الفطر وشراء المؤن الضرورية التي يحتاجها انسان المنطقة وتوجهت القافلة من بورتسودان بصحبة نفر كريم من أبناء المنطقة ويحدوها الأمل في أن تزرع البسمة في وجوه اليتامي والفقراء والمساكين من الأهالي في يوم عظيم يكون فيه سرورالانسان المسلم من احب الأعمال لله سبحانه وتعالي ، كما معالم الفرحه لم تغيب قطعا عن اهالي جلهنتي التي تثرب اليها نبأ القافلة القادمة اليهم من أخوانهم ولكن هل اكتملت فرحة أهالي جلهنتي وقبلهم ربان القافلة ؟ القافلة .. للمخازن خلف دور الأمل الذي كان ينتظره اهالي جلهنتي ليستقبلوا به فرحة العيد ، والمشاعر النبيلة التي كانت تسكن أفراد القافلة وهم يتجهون بقلوب صافية للقيام بهذا العمل الجليل تجاه مجتمعهم لم تكتمل فصوله وبالتالي ماتت الفرحة في اعماقهم بسبب تصرفات رعناء من أحد رعاة (ايلا ) والذي سخر كل ما لديه من قوة وبلطجة لنهب هذه الاموال وحبسها في مخازن المحلية بحجة ان له لجنة مختصة لتوزيع مثل هذه القوافل وهذه اللجنة هي كلمة حق اريد بها باطل ، والغريب أن كل هذه الالتفافات كانت للسيطرة على القافلة التى يترأس دستورى ونائب الدائرة بمجلس تشريعي الولاية وهو الأخ حامد إدريس ورغم هذا واجهة القافلة تلك العقبات وهذا ينم عن عدم وعى السلطة التنفيذية لحدود سلطاتها وكيف حترم السلطة التشريعية والتامل معها. وبالرغم من السيد معتمد عقيق علي حبس المؤن الغذائية التي جاءت بها القافلةحتى انتهاء عطلةالعيد واصدر تعليماته علي هذا الاساس لأجهزته الأمنية التي يبدوا أنها هذا الوقت وحسب افادات السيد النائب كانت أكثر تفهما لحاجة الناس للقافلة من المعتمد مما اسهم جهدهم والحديث للنائب في التوصل لحل وسط وهو السماح بتوزيع القافلة لأكثر من منطقة وأن لا تذهب جلها لمنطقة جلهنتي المنكوبة ، وربما كان هذا حلا حتى لا تعود القافلة الي بورتسودان في حال تعنت المعتمد في ادخالها للمخازن ، وحسب النائب الموقف انجلى عقب التوصل لهذا الحل وتم توزيع القافلة بمنطقتى مرافيت وجلهنتى . تصوروا هذا الموقف المتعنت الذي وضع فيه المعتمد نفسه أمام أبناء محليتة بل وأهلي من أجل ارضاء السيد ايلا الذي وضعه في هذا الكرسي الذي لم يتوقعه أبدا كما حكي بنفسه يوم جاءت السلطة وأصبح يتلفته ليسأل صديقه (أرى ) ويقول :(انت الوالي دا يقول شنو ) فما كان من – أري – إلا ان يدعوه لمباركت ايلا الذيعينه معتدا لعقيق – وهنا قصة تتواصل بين الناس بتواصل يروى أصل الحكاية والكل يعرفها !!هذا زمانك يا مهازل فمرحى !!!!