[email protected] صفقة أمريكية سرية ؟ يمكن تلخيص الموقف السياسي العام ، اليوم الاثنين 12 سبتمبر 2011 ، وخصوصأ في ولاية النيل الأزرق ، كما يلي : اولأ : أمنت قوي الاجماع الوطني علي أنتهاج أستراتيجية الجبهة الوطنية العريضة ، بوقف الحوار والتفاوض مع نظام البشير ، والتحضير لأنتفاضة شعبية سلمية منظمة ، ومخطط لها تخطيطأ علميأ ومسبقأ ! كما أتفقت قوي الاجماع الوطني علي تكليف شخصية وطنية ( ربما البطل علي محمود حسنين ؟ ) ،لأدارة البلاد لفترة أنتقالية مدتها 6 شهور ، للأعداد لانتخابات حرة ، ونزيهة ، وشفافة ! في هذه الحالة ، لا تبيع قوي الاجماع الوطني الجلد قبل السلخ ! ثانيأ : في هذا السياق ، ربما كانت حرائق جنوب كردفان والنيل الأزرق من أنواع الضرر النافع ، كونها زاوجت بين قوي الاجماع الوطني وحركات الهامش الحاملة للسلاح ( حركات دارفور المسلحة والحركة الشعبية الشمالية ) ! أذ الهدف النهائي لهذه القوي والحركات واحد ( الأطاحة بنظام البشير ) ، وان تعددت السبل والوسائل ، لبلوغ الهدف النهائي ! نعم ... قوت حرائق جنوب كردفان والنيل الأزرق من شوكة ، ووسعت ماعون تحالف كاودا الجديد ، الذي أصبح يحتوي علي قوي الهامش ( حركات دارفور المسلحة والحركة الشعبية الشمالية ) ، وقوي المركز الحية ( قوي الاجماع الوطني ، والجبهة الوطنية العريضة ) ، والرامي للأطاحة بنظام البشير ! نعم ... رب ضارة نافعة ! تحالف كاودا العريض ، المنبثق من حرائق جنوب كردفان والنيل الازرق ، يمثل الصاعق الذي ربما فجر الوضع المحتقن ، وأيقظ الشارع السياسي ، من سباته العميق ! عدة أسئلة تنتظر الرد من رحم تحالف كاودا الجديد ، نختزل منها أربعة أدناه : + هل سوف ينتهي خيار الحرب الذي أختاره نظام البشير لحلحلة مشاكل تحالف كاودا السياسية ( في دارفور ، وجنوب كردفان ، والنيل الأزرق ) ، الي المفاوضات السياسية ، بعد سنين عبثية من الحرائق والحروب والدمار والأبادات الجماعية لشعوب المناطق الثلاثة من الزرقة ؟ كما أنتهي قبله تحالف جوبا ( التجمع الوطني الديمقراطي ) ، الي المفاوضات السياسية في نيفاشا ، والي اتفاقية السلام الشامل ، بعد عقود من الحروب العبثية ، والابادات المليونية لشعوب الجنوب ؟ + هل ينتهي تحالف كاودا ، كما أنتهي تحالف جوبا قبله ، الي أنفصال كاودا عن طريق المفاوضات السياسية ، كما أنفصلت جوبا عن طريق المفاوضات السياسية في نيفاشا ... وبمساعدة الاحزاب السياسية الشمالية في الحالتين ؟ + هل تساعد أدارة أوباما في توليد صفقة ربحية بين نظام البشير وتحالف كاودا الجديد ، تنتهي بنيل المناطق الثلاثة ( دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ) حقوقها المشروعة ؟ والمضمنة في المشورة الشعبية للمنطقتين الاخيرتين ؟ كما ساعدت ادارة بوش ، من قبل ، في توليد صفقة كسبية ، احتفظ نظام الانقاذ بموجبها بحكم شمال السودان ، واستقل الجنوب تحت حكم الحركة الشعبية الجنوبية ؟ + في صفقة سابقة ، وعدت أدارة بوش الابن نظام البشير بعدة جزرات أذا ساعد في أستيلاد دولة جنوب السودان في سلاسة ويسر ! أوفي نظام البشير بما يليه من الصفقة ! ولم ير نظام البشير جزرات ادارة بوش ! في صفقة مماثلة ، وعدت أدارة بوش الابن نظام البشير بعدة جزرات ، أذا ساعد في نشر قوات اليوناميد الاممية في دارفور ! أقنع نظام البشير نفسه بأن قوات اليوناميد قوات أفريقية وليست أممية ، وأوفي بما يليه من الصفقة ! ولكنه لم ير جزرات ادارة بوش ! في مدونتها ، ( يوم الجمعة 9 سبتمبر2011) ، أشارت سمانتا باور ، مستشارة اوباما ، والتي كتبت وثيقة استراتيجية ادارة اوباما في السودان ( أكتوبر 2009 ) ، الي عدة شواهد تؤكد ضعف ، وقلة حيلة نظام البشير منها : ÷ دمرت قوات الحركة الشعبية الشمالية كثيرأ من اليات الجيش ومتحركاته ، واستولت علي أخري عاملة ، كما أستولت علي كميات هائلة من الذخيرة الحية ، في عمليات عصابات ( كر وفر ) ، مما يمثل بداية لحرب أستنزاف في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ! ÷ وافق نظام البشير علي قبول الأجندة الوطنية المقدمة من حزب الأمة ، وتكوين حكومة قومية ، تكون مناصفة بين المؤتمر الوطني وقوي الاجماع الوطني ، وأستحداث وظيفة رئيس وزراء ، يتم أسنادها لحزب الأمة ! ولا زال المكتب السياسي لحزب الأمة يدرس في عرض نظام البشير ، وغالبأ ما يرفضه ! ببساطة لأن الأجندة الوطنية تمثل كلمتي الدلع لتفكيك نظام البشير ... مما يعتبره نظام البشير خطأ أحمرأ دونه خرط القتاد ! شمت سمانتا دم نظام البشير ، وأرادت ان تضرب علي الحديد الساخن ! لمحت سمانتا في مدونتها ، لاعطاء نظام البشير جزرة ( قدر الضربة ) ، أضافة الي الجزرات الدقدق الأخري ، مقابل ان يلتزم نظام البشير : × بوقف أطلاق النار ، وأنهاء حالة الحرب ، في أبيي ، ودارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ! × ويصل الي سلام مستدام ، وأتفاق ملزم ، مع الحركة الشعبية الجنوبية في ابيي ! × ومع الحركة الشعبية الشمالية في جنوب كردفان والنيل الأزرق ! × ومع الحركات الحاملة للسلاح في دارفور ! × ويتم أجراء المشورة الشعبية ، بالتنسيق مع الحركة الشعبية الشمالية ، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، في سلاسة ويسر ! × ويتم نشر قوات اممية ( يوناميد 2 ) ، لحفظ السلام في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ! الجزرات الدقدق معروفة للقارئ الكريم ، حتي أصبحت أسطوانة مشروخة ، وهي : × رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب ، × وقف العقوبات الاقتصادية ، × والتطبيع الدبلوماسي ! اما الجديد هذه المرة في صفقة ادارة اوباما ، وان كان التعبير عنه ، قد تم ، علي أستحياء ، وبطريقة غير رسمية ، وغير مباشرة ، فهو الجزرة القدر الضربة ، وهي : × تجميد أمر قبض الرئيس البشير لمدة عام ، قابل للتجديد ! وصولأ للاستقرار والأمن والسلام في المناطق الاربعة ، موضع النزاع ( ابيي ، دارفور ، جنوب كردفان ، والنيل الأزرق ) ! أمر قبض الرئيس البشير ... هذا هو أم وحبوبة المشاكل في بلاد السودان ! مسكت سمانتا باور الرئيس البشير ونظامه ، من اليد اللي بتوجع ؟ لا تستغرب ، يا هذا ، أذا رأيت ، بغتة ، أنفراجة في الموقف السياسي المحتقن علي كل الجبهات الاربعة في الايام المقبلة ! ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج وتبزغ الشمس دومأ ، بعد دامس الظلام ! هذا اذا لم يكن كلام سمانتا باور كلام ساكت ، مثل كلام أدارة بوش الابن الساكت ؟ ثالثأ : + أتضح الأن ، بعد أن هدأت العجاجة ، ونزل التراب علي الأرض ، أن عملية النيل الأزرق كانت مخططة مسبقأ من قبل قادة القوات المسلحة السودانية ! قرر قادة القوات المسلحة المؤدلجة عدم السماح لساسة المؤتمر الوطني بتكرار الأخطاء السياسية التي تم أرتكابها في جنوب كردفان ، وأعادة أنتاجها في النيل الأزرق ! كما قرر هؤلاء القادة الأخذ بزمام المبادرة ، ونزع سلاح قوات الحركة الشعبية الشمالية في النيل الأزرق ، في عملية عسكرية أستباقية ، قامت بها قواتهم العسكرية ، في يوم الجمعة 2 سبتمبر 2011 ! طالت العملية العسكرية ، في وقت واحد ، أكثر من (8) حاميات من حاميات الحركة العسكرية ، بالإضافة إلي منزل الوالي عقار ، ومنازل قيادات وأعضاء الحركة ، مما يدل على أنها كان مخططأ لها مسبقاً ، ووضعت لها ساعة الصفر ، كما يدعي القائد مالك عقار ! لم تكن هذه العملية العسكرية ردة فعل في موقع واحد محدد ، لطلقة عشوائية أطلقها جندي مجهول في موقع ما ، كما أدعي البعض ؟ رابعأ : يوم الجمعة 2 سبتمبر 2011 ، في الدمازين ، يذكرك بيوم مماثل قبل 113 عاما ، عندما أبادت أسلحة الدمار الشامل الاستعمارية ( المدفع الرشاش الجديد وقتها ) ، وفي كرري في 2 سبتمبر 1898 ، حوالي 20 الفا من الشهداء الشرفاء ، في يوم واحد ! قال المؤرخ البريطاني فيليب وارنر : ( ربما وجدنا في كل تاريخ الإنسانية ، من ماثلت شجاعتهم بسالة الأنصار ! ولكن قطعا لن نجد من تفوق عليها !) . وقال تشرشل يصف الانصار : ( ... أنهم أشجع من على باطن الأرض ، وظاهرها ! ) ! والدرس المستفاد من تجربة كرري ، كما يقول الأستاذ الأمام ، والذي يجب علي قادة الأنقاذ تمليه وتدبره ، في هذا الزمن العصيب الفارق ، هو قفل الباب أمام الاستقطاب الداخلي ، وإتاحة المشاركة للجميع ! وإلا فإن الغزو الأجنبي الذي تحركه مصالحه الخاصة ، سوف يتخذ من ذلك كلمة حق لدعم باطله ! والمتأمل للمشهد الوطني الآن يرى أن حرص الحكام على إقصاء الآخرين ، وغمطهم حقوقهم المشروعة في السلطة والثروة ، يفسح المجال واسعا للاحتجاجات والانقسامات الداخلية ! ومن ثم للتدخلات الخارجية! هذا لا يجدي ! بل الأجدى هو الحرص على توحيد الصف الوطني ، علاجا للأزمات ، وقفلا للتداخلات: وذي علة يأتي عليلا ليشتفى به وهو جار للمسيح بن مريم! أو كما أنشد الشاعر الأمام ! خامسأ : تحت ضغط قواده العسكريين ، فجر الرئيس البشير حريقة النيل الأزرق بعد حريقة جنوب كردفان ! توالت الحريقتان كتوالي الليل والنهار ! تداعيات حريقة جنوب كردفان قادت الي حريقة النيل الأزرق ! والشواهد علي ذلك كثيرة منها : ÷ نقض الرئيس البشير لاتفاقية اديس ابابا الأطارية لحلحلة مشكلة جنوب كردفان ( الثلاثاء 28 يونيو 2011 ) ، ÷ رفض الرئيس البشير لمبادرة الرئيس ملس زيناوي التوافقية ، لحلحلة مشكلة جنوب كردفان ( الخميس 21 يوليو 2011 ) ، ÷ رفض الرئيس البشير لمبادرة الرئيس أسياس أفورقي التصالحية ، لحلحلة مشكلة النيل الأزرق ( الاربعاء 7 سبتمبر 2011 ) ، ÷ الهجوم العسكري المباغت ( الجمعة 2 سبتمبر 2011 ) ، من قبل القوات المسلحة علي 8 من مواقع الحركة في ولاية النيل الازرق ، في وقت واحد ! في هذا السياق ، يصر قادة القوات المسلحة علي أحتكار حمل السلاح في بلاد السودان ! وهذا أمر مفهوم ومنطقي ! ولكنهم يغضون الطرف عن مليشيات المؤتمر الوطني الحاملة للسلاح ! عملا بالمثل الذي يقول ( حقنا سميح ، وحقكم ليهو شتيح ) !