[email protected] منذ أن تدهورت الأوضاع الأمنية فى كل من جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وإشتعل أور الحرب بين شريكى الحكم فى تلكم المنطقتين اللتان لم تنعما باى نوع من الإستقرار حتى فترة تنفيذ الإتفاقية التى لم تخلو من الأحداث المتفرقة من قتل ونهب وتهديد لحياة المدنين بشكل كان يشيرالى ان شعبيى المنطقة قد دنى عذابهما وتشريدهما بالحشد العسكرى وتهيئة الاجواء للحرب التى حذرنا منها قبل ان تندلع فى هذة المساحة، ولكن لا حياة لمن تنادى. وبالفعل إشتعلت النيران بقصد من مركز السلطة الذى سعى لإشاعة الفوضى وعدم إستتباب الامن بحجة نزع سلاح الجيش الشعبى عنوة وكأنة يريد أن يقتلع قطعة حلوة تالفة من شافع يافع لايستطيع المقاومة.!! فكانت النتيجة هى الحرب لان أسباب نزع السلاح التى نصت عليها إتفاقية السلام الشامل لم تتوفر حتى الان . وابرزها هو دمج قوات الجيش الشعبى فى القوات المسلحة وتسريح بعضهم بعد ان تتم عملية التسريح واعادة الدمج المعلومة لدينا جميعا ومن ثم نزع السلاح . ولكن هذا الشرط لم يتم وتبعة عدم الإيفاء بحق المشورة الشعبية التى إنقلب عليها مركز السلطة فى الخرطوم بتزوير إنتخابات جنوب كردفان مما ادى الى رفضها من الشريك الاكبر وهو الحركة الشعبية التى تمتلك قوة عسكرية مجهزة بالعدة والعتاد فى خطوة كانت هى إنتحار مبكر منذ أن إعتلى ربان سفينة الانقاذ الرئيس (البشير) المنبر بالمجلد ورفع صوتة عاليا ( سنحكم جنوب كرفان بكافة الوسائل سواءً كان ذلك عبر صناديق الإقتراع أو صناديق الزخيرة)‘ فكان هذا الحديث بمثابة رصاصة الرحمة على اى عملية إستقرار او تعايش سلمى فى الجبال . اما فى النيل الازرق فقد تكررت ذات الأسباب ولكنها إختلفت فى رفض مخرجات تدولات المجلس التشريعى للنيل الازرق والتى خرجت باعطاء الولاية حق الحكم الذاتى مما أدى إلى رفضها من قبل الهيئة التشريعة القومية ومجلس الوزراء الذى قام بإ جازة قانون خاص بالمشورة والدفع به الى الهيئة التشريعية والتى اجازته بدورها دون وجود نواب يمثلون اهالى تلكم المناطق !! . وبعد تدهور الاوضاع بطريقة متعمدة كما اسلفنا الحديث أصبحت هنالك نسبة عالية من المواطنين مشردة كشىء طبيعى لاى حرب ان يكون هنالك كم هائل من الفارين من عويل الانتنوف وزخات الرصاص الذى امطر القُرى بِساكنيها دون ان تقوم السلطات بالتركيز على من يحاربها فكانت النتيجة قتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والاطفال وتشريد مايربوا عن 20 الف مواطن حسب إحصائية الاممالمتحدة وهذا ما تم حصره فقط .واستطاعت ان تصل اليهم يد العون من جهات الاختصاص الاجنيبة. وبقى هنالك الهائمون على اوجههم فى مرتفعات جبال النوبة وهضاب الفونج ولم تصلهم حتى هذة الاونة حفنة ذُرة او مصل للتداوى مع العلم إن المنطقتين تعنيان من إنتشار الامراض فى فترة السلم ناهيك عن الحرب فهنالك نسبة عشوائية من وفيات الامهات اثناء الحمل بلغت( 120 )فى جنوب كرفان و (42 ) فى فى النيل الازرق، وايضا نسبة عالية من وفيات الاطفال بسبب نقص الغذاء وعدم توفر الامصال لعلاج الامراض المتفشية خاصة فى جنوب كرفان التى امطرت بوابل من ضربات الطيران فى كافة مناطق الولاية ، وما يحزن ان هذا الطيران لن يستهدف القوة العسكرية واماكنها وانما يستهدف المواطنين العزل فاصبح من لايموت بالضربات الجوية يموت بالمرض او الجوع . وحكومتنا حتى الان ترفض لمنظمات المجتمع المدنى المحلية والاجنبية إيصال الإغاثة والدواء للمواطنين فى كل من المنطقتين ، ومايثير الدهشة إن احد موظفى الإغاثة التابعين لحكومة الخرطوم رفض أن تدخل اى إغاثة لمناطق مأهولة بالنازحين بعد وعد من والى ولاية جنوب كردفان ( احمد هارون) لبعض المنظمات الوطنية بالسماح لها بإيصال الإغاثة فانتظرت هذة المنظمات الإيفاء بالوعد وسرعان ما تفأجأت برفض الامين العام للشئون الإنسانية بولاية جنوب كرفان الذى ينضوى تحت وزارة التنمية الإجتماعية و شئون المراة والطفل بالولاية. فكيف لموظف يلغى قرار والى فى عمل إنسانى مثل هذا إن لم يكن هنالك إتفاق مبرم بينة ووالية الذى يعلم الجميع إن كل الامور فى الولاية تسير وفق مايريد وام انه أراد ان يظهر لمنظمات العمل الطوعى بوجهة حسن ويقدم احد موظفية ليقوم بالدور القذر. وهكذا تدار الامور فى بلادى فيا للعجب!! الان هنالك نسبة عالية من النازحين الذين تعرضوا لكافة انواع المعاناة من مرض إلى موت بطريقة يومية، أما الولادة ووفاة الجنين داخل بطن أُمه ممايسبب تسمم ويؤدى إلى قتل الام فهذة لاحصر لها خاصة فى المنطقة الشرقية من جنوب كردفان والتى نزح منها المئات بسب القذف المتكرر على قراهم وإستهدافهم من قبل قُطاع الطرق والمليشيات التى تحمل السلاح وتتحرك للنهب بشكل دورى و تستهدف إثنيات بعينها. فعلى الجهات القائمة على امر الإشراف فى المنطقتين أن تعلم جيداً إن هنالك المئات من المواطنين العزل الذين يموتون بسب النقصان الحاد فى الغذاء والدواء بشكل مخيف وهذا ما يؤكد أن هنالك مخطط لإبادة المجموعات السكانية التى تقطن فى هاتين المنطقتين وان لم يكن هذا صحيح فلماذا التلكؤ فى إيصال الإحتياجات الإنسانية الى كل من يحتاجها فى المنطقتين ؟. أيضاً على الاممالمتحدة أن تقوم بالضغط على الجهات الرسمية لحثها على ضرورة إيصال المعينات الإنسانية إلى الولايتين دون اى شرط من الشروط التعجيزية التى ربطت بها وزارة الشئون الانسانية امر إيصال الإغاثة للنازحين. وما يدهش إن وزير الدولة بوزارة الشئون الانسانية (د. مطرف صديق) قام بتقديم تنوير للرئيس البشير قال فيه إن الاوضاع الإنسانية للمواطنين فى إستقرار بولاية النيل الازرق تحديدا!! فمن اين لك ايها الوزير باحصائيات تؤكد ان الوضع الانسانى فى إستقرار ؟ والعالم اجمع يعلم كم هى نسبة الوفيات التى ذكرناها أنفاً وكم هى نسبة الامراض التى اصيب بها مواطن النيل الازرق بعدالحرب تحديداً حتى الان . ام إن تقريركم هو تزييف للحقائق ؟ وانتم تمثلون الان ولاة امورونا وبايدكم كل شى ويمكنكم ان تنقذوا العزل الابرياء يايوائهم وإقامة معسكرات للنازحين بإشرافكم وبالتعاون مع كافة المنظمات الطوعية، ومن ثم تحديد حجم الفجوة الغذائية والعلاجية وإيصالها دون عناء او تضليل للراى العام، ثم من بعد ذلك اذهب وقدم تقريرك لمن تشاء.