تعيين د.الحاج ادم يوسف نائباً للرئيس بمرسوم دستورى يوم امس هو نتيجة متوقعة منذ ان خرج من حزبه القديم المؤتمر الشعبى و انضوى تحت لواء الحزب الحاكم , كانت له علاقة مع حركة العدل والمساواة وصلت الى درجة قيامه بمحاولة تنفيذ العملية المسلحة التى استهدفت تغيير النظام من داخل الخرطوم والتى تم كشفها فى ساعة صفرها الاخيرة و اختفى على اثرها حتى اصبح مطلوبا لدى النظام و قد تصدرت صفحات الصحف هذا الخبر فى تلك الايام , ذهب الى ارتريا حيث انضم الى حركة العدل والمساواة ولم يستمر معها طويلاً فقد عاد الى البلاد بعد العفو الذى اصدره النظام تجاهه , المقربون من حركة العدل والمساواة يرجعون سبب اختلافه مع قيادة الحركة الى الصراع الاثنى داخل مؤسسات الحركة و تململ د.خليل ابراهيم من وجود شخص يفوقه تأهيلاً وخبرة مما يهدد قيادته للحركة مستقبلاً , لقد كانت عملية انشقاقه عن حزب الترابى بمثابة الصدمة لكثير من الشعبيين لانه كان المسئول السياسى و من الركائز الاساسية التى تسند الحزب خاصة وانه من ابناء دارفور ذوى النفوذ الكبير فى الحقل السياسى وبالاخص فى جنوب الاقليم ,بناء على هذا المرسوم الدستورى يكون د.الحاج ادم هو اول دارفورى يصل الى منصب نائب الرئيس فى جمهورية السودان منذ الاستقلال رغماً عن ان ثقل دارفور السكانى و اهميتها الاقتصادية وموقعها الاستراتيجى فى القارة الافريقية يؤهلها لان يكون احد ابنائها رئيساً للجمهورية , لقد شهدت التعديلات الدستورية فى منظومة الحكم فى الاعوام التى تلت اندلاع الحرب فى دارفور حضوراً لعدد من ابناء الاقليم فى مواقع دستورية عليا فى مؤسسات الدولة التى تسمى سيادية , وهذا الحضور ما كان له ان يكون لولا اولئك الرجال الذين حملوا السلاح منذ العام 2003 وظلوا يقاتلون الى تاريخ هذه اللحظة . ما هو الدور الذى سيلعبه الدكتور الحاج ادم فى حل ازمة دارفور من هذا الموقع المرموق ؟ هل سيتعاون مع د. سيسى الذى يتوقع ان يكون رئيساً للسلطة الانتقالية لدارفور و يعملان سويا لوحدة الصف الدارفورى ورتق الشقوق التى حدثت فى جدار المجتمع نتيجة للاوضاع المتردية التى وصل اليها حال الاهالى فى دارفور ؟ ام سيكونان ديكوراً مجملاً لحائط القصر الجمهورى ؟ لقد دخل المواطن الدارفورى فى تجارب عديدة فيما يتعلق بابنائه الذين يستوزرون فى حكومات المركز فكم من مرة قد خيبوا ظنه فيهم , ان تجربة منى اركو مناوى ليست ببعيدة عن الازهان , لم يكسب اهل دارفور شيئاً من وجوده فى القصر لمدة اربع سنين , فالدور الذى ينتظر السيد نائب الرئيس هو ان يعمل على دعم خط السلام العادل والشامل فى دارفور, وهذا الدعم لا يكون الا بلعب دور شفاف بينه وبين الحركات الحاملة للسلاح و الحكومة التى اصبح من يوم امس احد اركانها الرئيسيين , أن وجوده فى قمة الهرم الادارى للدولة يحتم عليه لعب دور يلمسه المواطن الدارفورى فى ازمته التى مضى عليها زمنا ليس بالقصير , وهذا التحدى يتطلب الامانة والنزاهة و صدق المقصد , وكما يردد الاسلاميين مقولة (المنصب تكليف وليس تشريف ) نأمل ان يكون الاخ الحاج ادم على مقدرة من تحمل مسئولية هذا التكليف و متابعة ما بدأه من سبقوه فى مشوار السلام الذى لا يوجد ما هو اكثر منه اهمية. ربما يسال سائل ويقول ماذا ترجون من هؤلاء الاسلاميين بشقيهم فى تحقيق السلام فى دارفور ؟ حقيقة لقد قدم الاسلاميين من ابناء دارفور ابان سيطرة د.حسن الترابى على مجريات الامور فى الدولة نموذجاً سيئاً فى خدمة اهلهم وذويهم وذلك بسبب ارتباط فكرهم بما يسمى الحركة الاسلامية العالمية و كان الفرد منهم لا يهتم لامر مجتمعه المحلى و يولى اولوية لمشاريع خارج اطار القطر لا علاقة لها بتنمية المناطق النائية , لقد حدث تحول كبير فى فكر هؤلاء الاسلاميين فبعد استخراج النفط حدثت الكارثة و تحول الهم العالمى الى هم اكتناز الاموال مما جعل الصراع صراعاً حول المصلحة الاقتصادية وهذا احدث صدمة قوية فى نفوس ابناء دارفور الذين كانوا يخدمون التنظيم اكثر من خدمتهم لابائهم وامهاتهم وابنائهم بسبب تنحيتهم عن مواقع مفصلية فى النظام , هذه الصدمة ولدت الشعور بتأنيب الضمير و الرجوع الى صوابهم و هذا ما حدى بالدكتور خليل ابراهيم لان يكفر بصحبة اخوة الامس و يبدأ فى قتالهم حتى يوفر للمرأة الدارفورية غاز الطبخ الذى تجود به باطن الارض الدارفورية بدلاُ من ان تقضى يومها جيئة وذهاباً فى مسعاها للحصول على الحطب الذى تستخدمه فى ايقاد النار , لقد استدركوا خطأهم جميعاً ابتداءً من د.على الحاج محمد الذى لم يشفع له علمه وتاريخه الطويل فى خدمة التنظيم الاسلامى فى ان يستأثر بشيخوخة هانئة ومريحة مع اهله وذويه فى حضن الوطن , ان ما ذاقه اسلاميى دارفور من مرارة الاقصاء على اساس العرق و الجهة لايمكن باى حال من الاحوال ان ينسيهم واجب رد الاعتبار لشعبهم و اهاليهم . بالرجوع الى نظام الحكم فى الاسلام هنالك مبدأ عدم منح المنصب الدستورى لمن يطلبه كما جاء على لسان المصطفى صلوات الله وتسليماته عليه ( انا لا نعطى هذا الامر من ساله ) اى الولاية , من الملاحظ ان وصول الدكتور الحاج ادم الى هذا المنصب لم يأت بسعى منه بل هنالك تطورات فى الاحداث على ساحة الصراع السودانى السودانى قد شكلت مجموعة من الاسباب والمسببات ان يكون فى هكذا موقع وهذا يجب ان يفتح باباً للامل فى انه سيلعب دوراً ايجابياً على مجريات الامور والاحداث و بكل تأكيد هنالك فارق كبير بين الساعى الى الولاية والاخر الذى يختار اليها اختياراً , فاليساعده الله فى تحمل هذه الامانة حتى لا يكون من زمرة الذين يصيبهم الخزى والندامة فى يوم الدين. اسماعيل عبد الله [email protected] 00971559568212