القاهرة:سليمان سري اسضاف مركز نبتة للفنون بالقاهرة الشاعر التجاني حاج موسي ضمن فعاليات المنتدي الدوري مساء الخميس الماضي ، استعرض تجربته الشعرية واللحنية في جلسة استماع شهدها حضور نوعي وتخللتها مداخلات فنية قدمها كل من الفنان المبدع مصطفي والفنانة اسيا مدني. واستعرض التجاني مسيرته الشعرية في مجال الغناء العاطفي وكذلك تجربته اللحنية منذ بداية سبعينات القرن الماضي وهو طالبا بكلية الحقوق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم وقد شهدت تلك الفترة ميلاد أغنيات عديدة لعدد من الفنانين ، وقال التجاني الذي القي قراءات شعرية بالفصحي والعامية انه استطاع تاليف وتلحين مايقارب ال(22) عمل فني و(18) نشيد وطني لعدد من المطربين في مقدمتهم الراحل العندليب الاسمر زيدان ابراهيم ومحمد ميرغني وكمال ترباس ومحمود تاوروابوعركي وصلاح بن البادية ومصطفي سيد احمد، وقد اوضح ان اغنية قصر الشوق لزيدان كانت اولي اعماله الفنية ثم تلتها (ليه كل العذاب وليه كل الالم وشقي الايام) واخريات ثم كانت قد شكلت تلك لاعمال ثنائية جمعت التجاني مع زيدان في العديد من الاعمال ،بعدها التقي التجاني في مشواره الفني مع الفنان كمال ترباس في اغنية (أمي الله يسلمك) كاول عمل يجمعهما لكنها لم تكن ترضي طموح ترباس كما قال التجاني ان ترباس وصفها بانها مجرد نشيد لن ينال رضا الجمهور ،ورفض ان يتغني بها، لكنه كان واثقا من نجاح تلك الاغنية ولم يعر حديث ترباس اهتماما ، وقال انه دخل مع فرقة ترباس في تلحين وغناء (أمي الله يسلمك) ، وتابع (وقفت مع الكورس وتغنيت معهم وترابس قاعد بعيد بتابع) حتي نالت اعجاب ترباس ثم انخرط مع المجموعة في ترديدها وظهر بها في المناسبات ونالت استحسان الجمهور،واعتبر ان تلك الاغنية فتحت لترباس باب تعاون كبير بينهما وجلبت له شعراء كثر،ومن اهم الاعمال التي قدمها لترباس (جاي تفتش الماضي ،انت فايق ورايق). وغيرها من الاعمال المشهورة. وقد شكلت مرحلة السبعينات مرحلة هامة في مسيرة الشاعر حيث رفد التجاني الساحة الفنية بالعديد من الاعمال لعدد من الفنانين وشهدت تلك الفترة انتاج اعمال فنية للاطفال (ماهي دنيتنا الجميلة) (وبدري صحيت من نومي) التي حصلت علي الجايزة الاولي في مهرجان الاغنية العربية. واهم مايميز اعمال التجاني ان ظروف انه يقدم اعماله احيانا بطلب من الفنان او الملحن كان يطلب ايا منهما كلمات تتناسب مع موقف محدد كمايقول التجاني ان البلابل كن قد طلبن منه عمل فني يحمل قيم التسامح والتعافي والصلح وقال ان هادية طلسم حضرت اليه وطلبت منه ذلك فكان ميلاد اغنية (حبايبنا قرايبنا) في العام (1976م) ليلتقي التجاني مع البلابل مرة اخري في عمل فني جديد بعنوان (ياجمال النيل والخرطوم بالليل) والتي قام بتلحينها مستر كيم تشونق خبير الكوري كان يعمل محاضرا بمعهد الموسقي والمسرح انذاك ثم تغنت بها فيما بعد فرقة عقد الجلاد الغنائية.ثم الحالة المشابهة لذلك ان الفنان الراحل سيد خليفة طلب منه كلمات في قالب معين وجاء بحلن جاهز طالبا منه كلمات تتوافق مع اللحن لاغنية ( زي القمر) والتي قال بان تاليفها لم يتعد الربع ساعة ليشدو بها سيد خليفة في مناسبة في ذات اليوم. ثم استعرض تجربته الفنية مع الفنان محمد ميرغني وقال ان الاعمال الفنية التي جمعتهما (تباريح الهوا، عام 76، كلمني ياحلو العيون، وعبر عن عدم رضائه من اهمال ميرغني لاغنية (مشوار) والتي تغني بها بالة العود ولم يقم بتسجيلها ،وقال بانها من الاغنيات الجميلة والمحببة لديه، وكشف عن دخول الفنان محمد ميرغني الاسبوع القادم لتسجيل اغنية جديدة من انتاجه باسم (ياطير ياراجع لعشك ) . كما جمعه عمل واحد مع الفنان الراحل مصطفي سيد احمد في (واللا أيام يازمان) عام 1976م،حين كان معلما بالمدارس الثانوية،كما جمعه عمل فني واحد مع االفنان ابوعركي البخيت في عام (1980م) ولكن تم تسجيلها عام 1983م ووصف التجاني الاستاذ ابوعركي بالشخصية الصارمة جدا وقال (عركي صعب التعامل معاه،ويتعب الموسيقين جدا) ،(لانه عركي يختار اعماله بدقة عالية ولديه الحان معينة وكل ذلك لحرصه الشديد للخروج بعمل فني مجود يرضي الجمهور. كما تغني محمود تاور باغنية ( ماتطولوا الغيبة) التي كتبها التجاني عام (1980م). ويعتبرالتجاني من اكثر الشعراء الذين كتبوا اعمال شعرية للاطفال وقال ان الساحة الفنية مازالت خالية من الاعمال الفنية للاطفال مشيرا الي التجارب الناجحة مع الاستاذ يوسف حسن الصديق الذي استطاع ان يلحن العديد من الاغنيات والاناشيد.وقال ان يوسف كان يعطيه الفكرة ويقوم هو بكتابة االنص. وقدم عدد من الحضور مداخلات قالوا ان الاغنية السودانية لازالت حبيسة في المحيط المحلي ولم تخرج للمحيط العربي ، وان بعض السودانين يعتبرون ان السبب في ذلك استخدام السلم الخماسي في العمل الموسيقي ، لكن التجاني اعتبر الامر غير مقلق وقال ان الاغنية السودانية تجاوزت المحيط العربي من سنوات طويلة ومثل لذلك بمشاركة الفنان الراحل خليل اسماعيل في مهرجان غنائي بكوريا الشمالية ، حيث حظيت اعماله باعجاب كبير من الجمهور وبعضهم ردد معه اغنية (يوم بيوم نبيع التمباك) ( وجبل مرة) وغيرها من الاغنيات). واختتمت الجلسة باغنية (تباريح الهوا) حيث تغني بها التجاني حاج موسي ومصطفي السني وبمشاركة الفنانة اسيا مدني.
