يتبخرثم يتكثف بخار الماء سحاباً وينزل مطراً ثم يتبخر الماء من البحروهكذا في دورة البخر، (إن الإنسان لفي خسر)، وفي دورة القصر، من الميدان للقصريذهب مستشار ليأتي مستشارويعود كبير المستشارين للحرب وهكذا صارت الأمور تتر تب يهرب وزيراً ليعود أمير حرب للقصر. والموت في الملاجي دون علاج في دورة الهبوب والعجاج والتشريد في الفجاج. فلماذا يا هذا لا تخرج مسيرة مليونية تدين القتل اليومي، قتل الأطفال والشباب والعجزة والنساء وقتل الحمير. ألا ترون أننا قد تعودنا بعدم إحساس غريب وميتة قلب أن نعيش سنيناً من حرب لحرب والتشريد من درب لدرب ومن موت لموت ومن دمار لآخر ونقبل بكل بساطة في ذات يوم من هذه الأيام المراريربخروج مسيرة مليونية تأييداً لإحتلال دولة من جارتها ومات فيها من مات وتشرد من تشرد وهرب من هرب ولا تستطيع أحزابنا الموقرة أن تخرج مسيرة ربع أو عُشر مليونية إدانة لقتل وتدميرشعب وشعوب ممكونة وإدانة للتعذيب وجرائم حرب الجيش يقتل شعب البعض يقتل بعض والطفل يعذب ودورة الموت قد تلاقي فجأة في دورة البحر والبخر أو في دورة العجاجِ أو دورة العبورللقصر أوربما في دورة الهبوب في الملاجي لانرجف لا نرتعش لانلتبش ولاننتفض ولا ننخض ونحن نرى ونشاهد ونسمع العجائب فلانهتز ولا نتلم ولا ننفض نحن لا نملك ذرة من إحساس بالبشرية لانملك شروى نقير إحساسٍ بالإنسانية لانملك أدنى شعور ولا حيوية أنحن حمير!؟ بل قالوا الحشرة أفضل والإحساس متبلد مغموس بالدونية ولا ندري أن ثمة حياة أبدية لانملك أنفسنا لانملك نفساً لانبض الكل يعادي وأمير للحرب يناجي وينادي يعود ويترك في وهج لهيب الشمس ملاجيء تبادلية المنفعة العبثية بين القصروالحرب والميدان وباقي الشعب صامت في الحيشان ويبدو أن هذه الدورات الخفاف للإلتفاف . وقديما قال الراوي: ليذهب الشعب للعبادة وسنذهب للسوق والقيادة. وفي قول آخر ليذهب للمساجد ونذهب للتجارة لنكابد. يا سلام: وعلى باقي الشعب أن يتوقع الحدث ويقبع منكمشاً دون حرس وإن إستطاع ليأكل العدس وأن يقاطع السلع ليمنع الغلاء ويقاطع البحث عن الذهب في الخلاء ويقاطع الزيوت ويبقى في البيوت عليه أن ينام ويقاطع الندوات ويُمنع دون إذن من الكلام ولا داعي حتى للطعام وزيارة الأرحام وأهم شيء يقاطع اللمة والزحام ويصمت يكون حي كميت ويقطع الحركة واللسان إرضاءاً لذوي الشأن والسلطان. والتبادلية دائرة جهنمية يذهب نائب ويأتي آخروالحرب مستعرة ومستمرة وكأنها ترانيم وظيفية بين القصر والمنشية والجبهات الحربية بدءاً من الجنوب فدارفور فصعوداً للأزرق الفوار والجبال النوبية. فاليبقى الثلث من الشعب وليذهب الثلثين!فعندي التلت من قلبي وعندك التلتين شيء عجيب في غرامك يا منقذ الشعبين!!!فالإنقاذ بالموت معروف لدى الصوفية وأهل الصفا. موتوا تفيقوا وموتوا تصحوا وموتوا قبل أن تموتوا. فكأنما هناك عهد وميثاق وإتفاق مبدئي بين حكومات دول المنطقة جميعها أن يقتل ثلثي الشعب ويبقى الثلث. موتوا قبل أن تموتوا!! يقال إن أعظم سر في الحياة ليس الحياة نفسها بل الموت كما يقولون.الموت هو عمق وأوج وقمة الحياة وتاجها وإكليلها. في الموت يتم وضع حياتك كلها وبحزافيرها تجاهك وتنتصب أمام عينيك ونصب وعيك الكامل فتقرأها سطرسطروزنقة زنقة وبضبانتها وما بين سطورها تدورولايفرط فيها من شيء فالحياة رحلة حج قصيرة سريعة نحو الموت.ووصفها سيدي المصطفى بأنها: ما هي إلا ظل تستظل به ضحى وتفوت. ومنذ اللحظة الأولى لحظة الميلاد لحظة الصرخة والبكاء وكأنها لحظة حزن وحسرة الخروج وتتجه بسرعة لفرحة الخلود للقاء الموت. فتجده من تلك الصرخة قد بدأ يأتي ويدنوويقترب. يبدأ الموت بالسير تجاهك، وتبدأ أنت بالسير تجاهه. وأعظم مصيبة حدثت للفكر البشري هي أنه صار معادياً للموت، يكره الموت.، يخاف الموت! معاداتك للموت تعني أنك ستخسر أعظم الأسرار. إن رحلة الموت ربما تكون من أمتع وأروع الرحلات التي يقوم بها الإنسان،انها رحلة لملاقاة الحق بحق. وقد صحت الشعوب أخيراً وعرفت عظمة هذا السرالإلهي. العديد من المدارس تقول أن الموت هو باب لتنتقل الروح أو لتذوب وتتحد مع الكون ، أي إنا لله وإنا إليه راجعون . في الموت تحصل على لمحات من النور، هذا الجسد الذي أحببته كثيراً وعشتَ فيه ومعه طويلاً، الآن لن يبقى فيه حياة أو شعور. ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ومن العجزوكذلك عار عليك أن تموت جبان. لكن الموت الإختياري كما ذكر المتصوفون هوالإنقطاع وعمق الرجاء والإبتهال وصبر الإنتظاروبهجة العلم اللدني والحكمة الإلهية ،الإنقطاع عن ملذات وشهوات الحياة والإعتكاف في بيوت الله أو في كهف أو أي خلوة بعيدة عن الناس. عندما تعيش هذه التجربة بتأمل سترتعش وتطير في سماء الوعي الحقيقي. وسيذهب الأسى بعيداً فالسعادة الدنيوية بقت وهم والدنيا الحلوة من غيرطعم. والسعادة الدائمة ستصبح حقيقة تعيشها كل لحظة. من أقوال الإمام علي عليه السلام في الموت استهينوا بالموت فإن مرارته في خوفه. عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( يوشك أن تداعى الأمم عليكم تداعي الأكلة على قصعتها ، قال قائل منهم : من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من عدوكم المهابة منهم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ! ! . قال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : (حب الدنيا وكراهية الموت ). وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون الحديث أعبد ربك حتى يأتيك اليقين أعبد ربك كأنك تراه فإن لم تك تراه فهو يراك الإنغماس في العبادة وترك الشهوات وورويدا رويدا تنقطع عن الحياة الدنيا. ))موتوا قبل أن تموتوا(( قال الحافظ بن حجر هو من كلام الصوفية والمعنى موتوا اختيارا بترك الشهوات قبل أن تموتوا اضطرارا بالموت الحقيقي (( موتوا قبل أن تموتوا(( كان رسول الله يقصد بهذا الموت هو (الموت الأختياري). وقيل : الموت الأختياري على أربعة أنواع هي : اولاً.... الموت الأبيض : وهوعبارة عن الجوع الذي يجعل قلب الانسان صافياً , حيث قال رسول الله (ص ) ( الجوع سحاب يمطر بالحكمة) ثانياً.... الموت الأخضر : وهو عبارة عن لبس المرقع وهو الثوب البسيط , ورد عن سيد الوصيين (ع) أنه قال ( والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها فقال لي قائلاً : ألا تنبذها عنك , فقلت : أغرب عني فندى الصباح يحمد القوم السرى) ثالثاً..... الموت الأحمر : وهو عبارة عن جهاد النفس الأمارة بالسوء وهو الجهاد الأكبر كما يعبر عنه , حيث ورد ان رسول الله (ص) بعث سرية للجهاد , فلما عادوا قال لهم الرسول : مرحباً بقومٍ قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر فقالوا : يا رسول الله وما الجهاد الأكبر , قال : جهاد النفس رابعاً..... الموت الأزرق : وهو عبارة عن تحمل الأذى والملامة من اللاميين والشامتين حُباً في الله تعالى ورسوله وأولياءه , حيث يقول الشاعر في ذلك: أجد الملامة في هواك لذيذة حُباً لذكراك فاليلمني اللومُ وقول للرسول (ص) ( ان الناس اموات فأذا ماتوا استيقظوا) لان الانسان يعمل في حياتة ولكنة لايعرف حقيقة عملة لان الاعمال تتجسد يوم القيامة على هيئات فمثلا من يتكلم على الاخرين يتجسد له عملة بصوره الكلب لذالك قال تعالى( واذا الوحوش حشرت ( الا وهي صورنا الملكوتية فان الرسول (ص) يريد منا ان نتعامل مع اعمالنا كأننا نراها وهية تتجسد بهذه الصور وان هذه الصور لايراها الا الميت لذلك قال: (( موتوا قبل ان تموتوا)) وقيل: الموت الأبيض: هو الموت الطبيعي أو الموت الفجائي الموت الأحمر: هو الموت قتلا الموت الأسود: هو الموت خنقا او هو داء الطاعون. وقيل كذلك: الموت الابيض : هو انك تموت براحه. والموت الاسود: هو انك تموت بطريقه مؤلمه. والموت الاحمر : هو موت الحب. مدخل: يقول الله في محكم تنزيله «قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط»، آل عمران. موتوا تصحو قِفا نضحك ، قفا نبكِ ، .. قِفا نُبكي من حالنا ، حولا قِفا .. وهل كنّا نسير أصلا ! وقال الملكُ ائتوني به. فبحثوا في الوطنِ طويلا .. وما وجدوه. فأعدموا الوطن بدلاً منه. كي لا يتستر عليهِ مرّة أخرى ولأنّنا عميٌ فلا بدّ من قائد. ولأنّنا صمّ فلا بدّ من مذياع. ولأننا بكمٌ فلا بدّ من زعيم يخطب. ولأنّنا معاقونَ .. لا بدّ من شيءٍ يدفعنا قُدماً للهاوية. ولأنّنا بلا أرواح .. فإنّ روائح جيفنا انفلونزا منعشة للعالم الجديد. تبادلية المنفعة وأن هذه الدورات الخفاف للإلتفاف! ومن قصيدة إبن نباتة السعدي: فمن لم يمت بالسيف مات بغيره... تعددت الأسباب والموت واحد وإن لم يكن من الموت بد ، فمن العجز أن تموت جبان. ليذهب الشعب للعبادة وسنذهب للسوق والقيادة. وفي قول آخر ليذهب للمساجد ونذهب للتجارة لنكابد. قال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان في كبد). فهل تدعوهم يكابدون المشقة لوحدهم!؟