سبق وأن كتبت مقالين سابقين حول أزمة تلفزيون السودان وادمان القائمين على أمره للفشل ونوهت الى أن التلفزيون مشكلته تكمن في ادارته بتخبطها لقلة دربتها وخبرتها بل وفساد بعضا من هم حول المدير العام فشخص مثل ابراهيم الصديق مدير القناة القومية كل رأس ماله انه صديق شخصي لمحمد حاتم منذ كانا في الدفاع الشعبي حيث عمل الصديق منسقا للتخطيط بينما كان حاتم منسقا للاعلام بل امتدت علاقتهما منذ العمل بالصحف نهاية فترة الديمقرطية الثالثة...مايميز ابراهيم الصديق هو مكره ودهاءه الذي اشتهر به وسياسته المعروفة (فرق تسد) وليت مكره هذا استخدمه لصالح الحركة الاسلامية التي ينتمي لها على الأقل في الظاهر اذ يشكك الكثيرين في كونه اسلامي أصيل ..ليته لو استخدم دهاءه هذا للمصلحة العامة بل استخدمه للتسلق وبنيان مجده الشخصي فبعد أن كان معدما مفلسا يعيش مع زوجته في منزل أهلها صار الان يمتلك بيتا من طابقين وعربة (برادو)،من أين له هذا؟انه من الأموال التي اغترفها منذ عمله في شركة أمواج مرورا بالدفاع الشعبي الذي كان يدبج فيه المؤامرات ليس ضد أعداء الدفاع الشعبي و(المتمردين) وقتها ولكن ضد(مشايخ) الدفاع الشعبي في سياسته كما ذكرت(فرق تسد) لأجل الوصول الى غاياته وقد نالها بأن يكون وقتها منسق التخطيط للدفاع الشعبي..لم يقف طموح بطلنا عند هذا بل تاقت نفسه للعمل الصحفي فهو كما هو معلوم عمل بالصحافة منذ صحيفة الاسبوع وحتى السودان الحديث التي تسنم فيها رئاسة قسم الأخبار رغم صغر سنه وقتها وقلة خبرته ولكن بدهاء واسع أسه الكذب والخداع واثارة الفتن..المهم راودته احلامه الصحفية فاراد ارتياد تلفزيون السودان في نهاية التسعينيات من بوابة الدفاع الشعبي ولكن لقي من هم دهاة أكثر منه.. فوجد منهم سدا منيعا حيث قرأوا أفكاره ولمسوا تواضع مهنيته، فترك التلفزيون هاربا بجلده ورجع مرة اخرى للدفاع الشعبي حتى عاد مرة اخرى للتلفزيون في عهد محمد حاتم الاول بالتلفزيون العام2000 وتسنم صاحبنا ادارة الاخبار ثم القناة القومية ..يقول المقربون منه انه طوال فترة وجوده في التلفزيون لم يتعلم أصول العمل الفنية والادارية ولكنه ظل يعتمد على أفكار المبدعين من حوله سوى بترغيبهم أوقهرهم باسلوبه البارد ولدغاته الخفية التي جعلت الكثيرين يهابونه.. فكم كان هو السبب في فصل أو تشريد كثير من المبدعين بل جعل البعض يكره العمل ويذهب من تلقاء نفسه كما حدث مع مخرج شهير فبعد أن امتص أفكاره صار يضايقه حتى كره العمل في التلفزيون وغادره مغضبا ونماذج مثل هذه كثيرة كانت ضحايا (الصديق) من مذيعين ومنتجين ومقدمي برامج...المهم هذا هو اسلوب الرجل الثاني في التلفزيون ورفيق درب محمد حاتم والأخير عندما غادر الى سونا وتولى عوض جادين ادارة التلفزيون تململ صاحبنا بل ودخل في مواجهات ومشادات مع جادين بسبب أن المدير الجديد وقتها اكتشف أن مدير القناة القومية لا يمتلك أدنى خبرة في ادارة العمل التلفزيوني وكاد أن يقصيه لولا أن صاحبنا وبأسلوبه التسلقي وبواسطة أحد أصدقائه وجد فرصة في قناة الشروق بدبي ليذهب هناك ويواصل نفس مدرسته التي أصبحت تقليدية في مواجهة فطاحلة المكر حيث اصطدم بمديرها الفلسطيني الذي اختبره في عدة مواقف ووجد (كيسه فارغا) فهمشه شر تهميش وكاد أيضا أن يفقد عمله في الشروق، لولا تعيين محمد حاتم مديرا للتلفزيون مرة أخرى خلفا لعوض جادين...فسرعان ماعاد الى التلفزيون يحمل معه هذه المرة (سبورة) وصار يطوف على ادارات التلفزيون ليبرز انه صار خبيرا اعلاميا في مجال الانتاج التلفزيوني مقدما محاضرات عن تجربته في الشروق وسط غمز وضحكات مكتومة من مبدعي التلفزيون تلامذته الافتراضيين ..كل ذلك حتى يمهد لمحمد حاتم مسألة التعاقد معه.. وهذا ماتم له اذ اعيد لمنصبه كمدير للقناة القومية ولكنه عاد أكثر شراهة في تحقيق امجاده في أسرع فرصة فصار يكثر من سفرياته الخارجية على حساب التلفزيون حتى عد له أنه سافر في شهر واحد ثلاثة مرات بدأها من تونس وانتهى بالصين..والسؤال ماعائد هذه السفريات على التلفزيون وعامليه يعتصمون الان لعدم صرف استحقاقاتهم المالية دعك من التردي البرامجي الحادث الان...أما مؤامرة صاحبنا الكبرى فهو يهئ نفسه ليكون المدير العام بديلا لمحمد حاتم وشاهدنا على ذلك ما ذكره بعض العاملين في التلفزيون انه يرمي بكل المصائب على رأس محمد حاتم الرجل الذي أحسن اليه...ألم أقل لكم انه ماكر وميكافيللي أيضا.