ايليا أرومي كوكو [email protected] سلفا كير يجري محادثات في الخرطوم بشأن قضايا الخلاف بين الشمال والجنوب تعد الزيارة الأولى لسلفا كير إلى الخرطوم منذ إعلان دولة الجنوب يعقد رئيس جنوب السودان سلفا كير السبت محادثات في العاصمة السودانية الخرطوم مع عدد من المسؤوليين في أول زيارة له منذ إعلان دولة جنوب السودان قبل ثلاثة أشهر. وشهدت العلاقات بين شمال السودان وجنوبه توترا في الآونة الأخيرة بسبب قضايا عدة من بينها الأمن على الحدود وسبل اقتسام عائدات النفط. وكانت حكومة جنوب السودان قد طالبت مجلس الأمن الخميس بوضع جدول زمني يجبر حكومة الخرطوم على سحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم و جوبا. النزاع حول أبيي لا يزال يراوح مكانه وقال الجيش السوداني الأسبوع الماضي إنه لن ينسحب من أبيي وسيبقى قواته بالرغم من دعوة الاممالمتحدة لسحب كافة القوات العسكرية من هناك. وربط الجيش السوداني انسحابه بانتشار قوات حفظ السلام الاثيوبية التابعة للامم المتحدة بشكل كامل لمراقبة وقف اطلاق النار. وتأتي زيارة سلفا كير في الوقت الذي تشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق توترا بسبب المعارك التي تدور بين القوات الحكومية وقوات تابعة للحركة الشعبية. استمرار تأجج الحرب في جنوب كردفان و النيل الازرق وكان القتال قد اندلع في جنوب كردفان في أوائل يونيو/ حزيران الماضي بسبب الخلاف على نتيجة الانتخابات في الولاية، قبل أن يمتد ليشمل ولاية النيل الأزرق المجاورة. يذكر أن أعدادا كبيرة من مواطني الولايتين، تقدر بعشرات الآلاف، قاتلوا إلى جانب القوات الجنوبية خلال الحرب الأهلية (1983-2005). وكان اتفاق السلام الشامل -الموقع عام 2005 برعاية دولية وافريقية- انهى عقدين من الحرب الأهلية ومنح ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حق ابداء الرأي في الاتفاق فيما يعرف بالمشورة الشعبية، وهو ما لم ينفذ حتى الآن. تقارير الاممالمتحدة لا تبشر بخير من ناحية أخرى قالت الأممالمتحدة إن آلاف الأشخاص نزحوا من ولاية النيل الازرق بسبب القتال وأوضحت المنظمة الدولية أنها فتحت مخيما جديدا لاستقبال النازحين في اثيوبيا المجاورة. وذكرت المفوضية العليا للاجئين في الاممالمتحدة أن اكثر من 27 ألف شخص هربوا خلال الاشهر الاخيرة من النيل الازرق إلى اثيوبيا أو جنوب السودان بسبب المعارك بين القوات السودانية والحركة الشعبية. مباحثات في القضايا العالقة بين الدولتين لندن: مصطفى سري الخرطوم: «الشرق الأوسط» اليوم السبت يبدأ سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان غدا (السبت) زيارة رسمية إلى السودان هي الأولى منذ إعلان استقلال دولته الجديدة في يوليو (تموز) الماضي، وأعلنت الخارجية السودانية عن ترحيبها بزيارة كير وأعدت له برنامجا، وسيتم عزف النشيد الوطني للدولة الحديثة لأول مرة بعد انفصالها عن دولة الشمال، في وقت حثت فيه واشنطون جوبا على التفاوض سريعا مع الخرطوم حول تقاسم إيرادات النفط. وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة جنوب السودان ل«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي، إن زيارة سلفا كير للخرطوم هي الأولى منذ إعلان استقلال الدولة الجديدة في يوليو الماضي، مشيرا إلى أن الزيارة تم الترتيب لها بعد محادثة هاتفية من الرئيس السوداني عمر البشير إلى سلفا كير في أغسطس (آب) الماضي. وأضاف أنهما «اتفقا في تلك المحادثة الهاتفية على أن يقوم سلفا كير رئيس جنوب السودان بزيارة إلى الخرطوم لمناقشة القضايا العالقة بين البلدين فيما تبقى من اتفاقية السلام». وقال إن جدول الأعمال المدرج في الزيارة يشمل مستقبل العلاقات بين الخرطوموجوبا والتعاون بينهما ومناقشة قضايا ترسيم الحدود، والوضع في أبيي ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتين تشهدان حربا بين الجيش الشعبي لشمال السودان مع القوات المسلحة، إلى جانب الديون، وعائدات النفط وتصديره عبر الشمال، معتبرا أن اللقاء بين الرئيسين يهدف إلى إبداء حسن النوايا، وضخ روح جديدة في العلاقات بينهما لتقويتها. وقال بنجامين «إن الزيارة رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي بأن الدولتين يمكنهما تجاوز خلافاتهما عبر الحوار». وأضاف بنجامين أن قضيتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ستتم مناقشتهما وفق اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها في يناير (كانون الثاني) عام 2005 خاصة الترتيبات الأمنية، موضحا أنه «ليس هناك ما نقدمه من جانبنا سوى التأكيد على تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية والمشورة الشعبية، وفق اتفاقية السلام الشامل للمنطقتين، والبشير وكير هما أعلى سلطة في البلدين يمكنهما التأكيد على ذلك»، مؤكدا أنه ليس هناك مفاوضات جديدة حول المنطقتين، مشيرا إلى أن الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي التي يرأسها الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو أمبيكي ستستمر في أعمالها إلى حين التوصل إلى حلول نهائية.