كثيرا ما تحدثنا وذكرنا ان هذا الشعب الغلبان الذى ظل يتنظر عهد بعد آخر وحكومه تلو اخرى عسى ان ينصلح حاله او يجد تلك الفئه المخلصه من الحكام ولذين يتداولون السلطه فى السودان كما يحلو لهم بعد كسبها فى ليل بهيم وسبات عميق او زهد من قبل اولى الامر الحاكمين حينها بعد ان يكونوا قد رضعوا مليا وتربوا وسمنوا من ضرع هذه البلاد الطيبه او يئسوا من القيض والامساك بلجام كلابهم المسعوره التى ربوها بايديهم واطلقوا لهم العنان تنهش فى حنايا هذه البلاد وخيرات اهلها وخربوا الاقتصاد واخلاق العباد و التى لم تجد من ياخذ بيدها ويسير بها نحو الرفاه والتنميه وعلو الشان بل قل الاكتفاء وليس رغد العيش لشعبها الذى انهكه الجوع والفقر واحرقته الحروب والفتن التى يدور رحاها نتيجه الكيد والعزل السياسى وتصفيه الحسابات وعدم القبول بالاخر والمشاركه فى الحكم بانظمه شموليه وان تدثرت بلباس غير لباسها ظنا منها بان الامر قد لا ينجلى عن كشف حقائقهم وبواطن امرهم او حينها يكونوا قد تم لهم ما ارادوا فان هم ذهبوا فلن يكونوا من الخاسرين علما بان الشعب السودانى ما تذكر قط ان يحاكم ظالم الامس وحتما اليوم يوم آخر وعفا الله عما سلف ومسامحك يامن لم تعرف ان تتسامح معى بالامس القريب واظن هذه من اكثر الامور تشجيعا لان يعيس خرابا كل من ياتى لسده الحكم فى السودان لان الامر فى نهايته سماح ونسيان وغفران.....!! ضاق الشعب ذرعا بالاوضاع المعيشيه والغلاء الفاحش للاسعار والدوله لا تحرك ساكنا فى ذلك الا اجتماعات تنعقد لتنفض ثم تنعقد تاره اخرى وتمثيل بارع فى مسرح المكر والدهاء والالاعيب والوعود الجوفاء والتطمينات التى لا قيمه لها والتى صارت ممجوجه ومحفوظه مثل دعايات الشركات التى صارت اكثر من البرامج الاساسيه للقنوات التلفزيونيه فى اشاره ايضا للخواء الثقافى والسعى المادى والكسب اولا قبل الرساله الاعلاميه كيف لا آلسنا فى بلد الدعايه والكسب السياسى بل الكذبه السياسيه الكبرى؟؟ حتى صار الصغار يحفظون( نيهاو )ويعرفون( سيد) اكثر من والدهم ونقار الازواج فى( الارز) كما ان ضيق الحال الذى وصل اليه المواطن يتجلى فى ان العدس صارت له دعايه فى اشاره واضحه لكساد السوق وعجز نا عن شراء ارخص سلع الدنيا التى كان يتندر الناس على من ياكلها بانه فقير وكانت تؤكل فى الخفاء خوفا من شيل الحال والوصف بالفقر وشظف العيش وليت تلكم الايام تعود لترى ما فعلت بنا الانقاذ!!.... وعند ذلك الخروج للشارع للمواطن المغلوب المطالب بحقه فى العيش الكريم ولا اكثر من ذلك كان ان هاج النظام وماج فى حركه غير منظوره للشارع او الاعلام لانها من الامور عاليه الحساسيه وستعرى الوضع القائم والذى يتشدق بانه اكثر الاوضاع الكونيه هدؤا وان السودان ليس الربيع من ضمن قصوله السنويه اصلا فهو بلد حار وشاتى وممطر فقط اى ثلاثى الابعاد المناخيه لذا لن تجدوا ربيعا عربيا كما الحال من حولنا وبدات الاجتماعات على اعلى المستويات الامنيه والشرطيه الولائيه والاتحاديه واسرع الكل فى وضع الخطط والاستراتيجيات لمجابهه هذه الهبه وبدا تقسيم الادوار والالوان الاخضر فالاصفر ثم الاحمر ومتى وكيف يكون ظهورها على شاشه الاحداث ومن تمثل تلك الالوان وكم هى اعداد تجمعات مراكز تفريق المظاهرات والشغب وكان عددها ثلاثون مركزا او قل طاحونه للبشر لا تبقى ولا تذر وان احذروا ايها الناس الغلابه والمساكين الجياع العطشى فنحن لكم بالمرصاد فى اى تحرك او تجمع مهما علا او سمى شان مطالبه ومصداقيتها فنحن مهمتنا السحق والسحن والقبض والايداع فى الاقبيه والزنازين ولا تعرف لماذا وكيف وانى تتظاهرون فلا ملجا اليوم لكم منا الا ان تبقوا فى مساكنكم تناظرون رماد النار فى المواقد التى انطفآت قبل سنين والمعلاق الذى سكنته الصراصير والتكل الذى تفوح منه رائحه العته من بقايا العيوش القديمه والجخنون الذى هربت منه الفئران خوفا على حياتها من الهلاك او ان ينفلب عليها بنى البشر فيشوونها وليس ذلك ببعيد مع غلاء وتمنع اللحوم فى اكبر بلاد الدنيا تربية للماشيه وتصديرا لها..!! فالننظر لرده الفعل هذه من اهل السلطه تجاه مطالب شرعيه وحق اصيل لهذا الشعب فى ان يعيش ولو كفافا يسد رمقه وليس كمثل موائد الاخرين الذين لا فضل لهم عليهم الا بانهم قد صحوا قبلهم ودانت لهم قطوف السلطان فى غفله من الزمان ورقصا واحتفالا حينها من الحكام ..!!! لم بفكر احد من هؤلاء فى مطالب اولئك او شرعيتها او دواعيها بل وبسرعه هبوا لصولجانهم وتهديدهم ووعيدهم والتفكير اولا واخيرا فى كيفيه تامين هذا الوضع ولو برص الجماجم على ممرات حدائقه او ان تزين بها ارفف التحف والدمى فى بيوت الانقاذ !! اما كان الاجدر ان تنعقد هذه الاجتماعات وتجيش هذه الجيوش من الفئات العسكريه الامنيه والشرطيه لهولاء الخونه ولصوص الاسواق وتماسيح البشر؟؟ وكيف تكون لكم كل هذه السطوه والقوه والمنعه والبلاد ترفل فى دعه من الفوضى والانهيار الاقتصادى والغلاء الفاحش والكل يفعل ما يشاء فقط ان يدخل هذا السوق ولو كما يفعل غالبيتهم بجلبابهم خالى الوفاض ثم تراه بعد شهرين ينتعل فرو النمر ويركب الشبح واخر موديلات البكاسى التى يعشقون ويوقع لك على الشيك كما درب النمل وعذرا فانهم فى غالبهم جهلاء ولكن الى الثريا يتطلعون وبها هم ايضا فى مكالماتهم يتحدثون!! ام كما يقال ويشاع بانهم كما المثل الذى يقال فى الاخوه الجراحين والذى اظنه فيه تجنى عليهم بانهم جزارو البشر الذين يحميهم القانون فوالله هؤلاء التماسيح هم الجزارين حقيقه ومن كان ورائهم حمايه وسندا او هم له خادمون .. اما كان اكرم لهذه الجيوش ان تدخل الاسواق وانظروا كيف سيكون الحال اذا كانت الامور هكذا وبحمايه امنيه فى التاكد من هويه اى سمسار لا يحمل ترخيصا او تاجر هامشى او متهرب من الضرائب او مكدس لبضاعته فى ليل بهيم او بائع لمواطن بغير المتفق عليه من الاسعار وهامش الربح وكل تلكم الاجراءات التى تضبط حركه السوق وتصطاد تماسيحه وتبعد كل طفيلى يساعد فى ازكاء نار الاسعار بتكرار المداوله والمناوله للسلعه حتى تصل للمواطن المغلوب على امره فى غير اسعارها الحقيقيه وتذهب باموال هؤلاء الغلابه بعد كد للجشعين من سماسره السوق وجلابته بغير حق او مسوق الا لتجاهل السلطات وعدم حمايتها لهم بل انها الان وبعد كل هذا التجاهل يشتد عودها لسحقهم وترك سارقو قوتهم يتجولون وكما يقول شطر بيت الشعر (اسد على وفى الحروب نعامه).. هناك راى يقول ان تلك اللامبالاه من السلطات تجاه هؤلاء آكله قوت الشعب هو الامر الذى شجع الكل الان فى السودان ان يدخل مطمئنا لنادى التماسيح والسماسره الاقتصادى السياسى ولندلل على ذلك انظروا كم من فئات هذا الشعب قد انضوت تحت لواء هذا النادى فانظروا للسوق الان والكم الهائل من الوسطاء والطفيليين فى كل مجالاته وانحائه التى تبيع وتشترى حتى صارت اعدادهم اكثر من كميات السلع المعروضه وكمثال لذلك اذهبوا لدلالات بيع العربات حيث تجد ان العربه الواحده المعروضه للبيع حولها اكثر من عشره من السماسره يتكالبون كتكالبهم على ذى جنه لا يفرنقعون !! واذا ذهبت لشراء الاضحيه وقد قارب اوانها الذى يثير الاعصاب فحدث ولا حرج وكان الامر عقد قران لهذه البهيمه يدعى له الكل من قريب وبعيد ومداولات ويتم جرجرتك من هذا وذاك وترى المشاورات والكل يريد ان يضع فى جيبه من جيب واحد فقط هو جيب هذا الغشيم والويل له ان اتى اليهم بعربه وبنطال وذاك ضالتنا اوهكذا يقول المتطفلون .. ايضا اذا ذهبت الى سوق العقارات والاراضى فسترى امام الوكالات ومقاعد ستات الشاى التى صارت يتنافسن فيها فى شكل الجلسات وانواع المقاعد واصناف البخور والتزين كيف لا والامر صار دخله يضاهى بعض المدراء فى القطاع الحكومى وترى البشر داخل الجلاليب البيض والطواقى دون العمم كانه يوم عرفه وكلهم فى صحيفه واحده يتداولون واعينهم للماره تترصد اى فارهه تقف للركوب وتشييع الارصده التى فى الجيوب .. والحال هكذا فى كل ضروب السوق حتى يخال اليك انه مما ترى انه ليس هناك من يشترى فالكل بائع ولبضاعته عارض ولسكينه مستل وطارق...الم اقل لكم ان الطريق صار ممهد للكل لياخذ ماعونه ويدخل به السوق اى كان ذلك السوق حتى ولو سوق بيع المياه بجوار اطول انهار العالم او بيع الاسكراتشات امام محلات الاتصالات المهم الكل يبيع للكل فهو سوق رائج والمطحون هو المسكين الذى لم يجد مدخلا لهذا العالم الذى لا يحتاج حتى لقراءه سوره الاخلاص او آبجد هوز ..فقط اربعه امتار من جلباب ابيض وطاقيه ومذكره للتلفونات لان تقنيه حفظ الارقام على الموبايل قد تكون عصيه على غالبهم .. اما كان الاجدر ان تنشر لهؤلاء الذين ذكرنا تلكم الالوان والتهديدات بل ملء الاقفاص والسجون منهم ليكونوا عظه وعبره لغيرهم ؟؟ولكى ينعم هذا الشعب ويستقر وينام ملء عينيه وجوفه ملآن ولا يجد ادنى داعى للخروج للشوارع يزآر مطالبا بقوته وعيشه الكريم ؟؟ اليس ذلك هو الحق وعينه وانتم تعلمون؟؟!!!...