وسأدخل في الموضوع مباشرة .. ففي العدد رقم 771 بتاريخ12 ذي القعدة 1432ه الموافق العاشر من أكتوبر بصحيفة (التيار ) للصديق عثمان ميرغني في عموده (حديث المدينة ) ..فوجئت بحديثه عن عدم علمانية دولة جنوب السودان .. وذكر الترجمة الحرفية لهذا السلام الجمهوري .. وليس يهمني هنا التركيز على علمانية أو عدم علمانية دولة الجنوب ، فلن أكون أكثر (جنوبية) من (المناضل) جون قرنق الذي سجل له تلفزيون السودان أيام الأستاذ الطيب مصطفى حديثه عن عدم إيمانه بالدولة التي تذهب للصلاة !!( وكان هذا برنامج( في ساحات الفداء ) الذي سجل أعلى نسب مشاهدة وتعدى أثره إلى خارج البلاد ، في الحلقة التي أظهرت (المناضلة) فاطمة أحمد إبراهيم،وهي تنحني إجلالا لمناضلي الحركة الشعبية لجنوب السودان!! لقد استفزني بعنف الكذب الصراح الذي مارسته الدولة في ادعائها أنها دولة (كوش) ..فمن هي دولة كوش إلا دولة النوبة وملوكها شبكة وشبتاكا وبعانخي وترهاقا ؟فمن منهم (كان جنوبيا هواه)؟ أليست دولة كوش عاصمتها نبتة وقد امتد أثرها للمملكة المصرية باعتبارها الأسرة الخامسة والعشرون ؟ إن دولة يعتمد تأريخها على تزوير التأريخ لا يحق لنا أن نعجب بها ولو لمقدار هنيهات أو لحيظات ، ناهيك أن نسجل إعجابنا بها في عمود يومي شهير لأخينا عثمان ميرغني .. تأتي الكذبة الأخرى في هذا النشيد الجمهوري .. وهي كذبة مركبة ... في الحديث عن جنة عدْن وعن أرض اللبن والعسل. أما نظرت يوما ، عثمان ميرغني ، ولو بداعي التطفل ، إلى ما يسمى (الكتاب المقدس ) وقرأت هذه الأوصاف التي توصف بها أرض فلسطين التى يزعم اليهود أنها أرض إسرائيل ؟ أما شاهدت المسلسل السوري ( الشتات) الذي عرضه تلفزيوننا مرتين وكان من حسناته القليلة أن عرضه ..وفيه قسم (جماعة أبناء صهيون ) وواضعي بروتوكولات صهيون بالعودة إلى أرض المعاد ..أرض اللبن والعسل .. وفيه حديث عن السيد(ثيودور هيرتزل) الذي فعل ما فعل للتيشيؤر بقيام دولة إسرائيل من المحيط إلى الخليج واقترح أن تقوم في أوغندا ، حلا أولا أو تكون في فلسطين حلا ثانيا فاضطهد وحورب في رزقه وشخصيته ومات موتة تشبه أن تكون انتحارا ويمكن أن تكون اغتيالا نظيف الآثار!!وذلك لأنه قدم أوغندا على فلسطين .. فماذا يحمل هذا النشيد الجمهوري إلا عودة للاقتراح )الهيرتزلي (القديم بقيام دولة إسرائيل ثانية في (دولة جنوب السودان )؟ ولعلني في بحث عن أصول (إخواننا ) من جنوب السودان وعن العلاقة بينهم وبين اليهود وبالتحديد الأسرة الثالثة عشرة الضائعة من أضابير اليهود الذين يعتقدون أنهم (شعب الله المختار )، وبهذا فلهم رب خاص هو (يهوة) الذي يبكي لهم ويحزن ويغضب إذا حدث لهم مكروه ما بل ويتأثر لأقوال( ربيينهم ) .. هذا الإله الخاص الذي خلقهم من طين خاص وخلق باقي الناس من بول الحمير ( الناس هنا تعني النصارى والمسلمين وكل من ليس يهوديا ، بل وهم لا يحبذون انضمام أحد إليهم من غير اليهود ،بل يدفعون الناس دفعا للابتعاد عن دينهم الخاص!! يمكن لأي أحد ، حتى غير المتخصص أن يعرف أن النصارى (وليس المسيحيين ) الجنوب سودانيين ، لا يلتزمون بما تدين به النصرانية ، بدءا بمسألة التعدد في الأزواج ، فليس هناك تعدد في النصرانية ، وتثنية بأن يتزوج الرجل أرملة أخيه عند وفاته ، ويمكن الرجوع إلى سفر (الملوك الثاني ) في العهد القديم ، وتثليثا زوجة الرجل العاقر زوجها من فتاة عذراء يمكنها الولادة ، ولكن يتنسب الأبناء من الزوجة الجديدة للزوجة القديمة العاقر..ولا يقرب الرجل زوجته التي ولدت ولدا أو بنتا لمدة عامين اثنين حتى تكمل الرضاعة ، وللرجل أن يزني كما يشاء في هذه المدة !! هذا بعض من عادات يهود العهد القديم ما يزال موجودا في قبائل بعض أبناء جنوب السودان ، تجدونه مرصودا فيما يسمى ( الكتاب المقدس) في ( العهد القديم) !! أما الحديث عن المحاربين السود ، فلا أجد له إلا ظلالا من محاولة استنزاف مشاعر الشعب السوداني بأنه كان يحارب شعبا محبا للحرية ، كما يستنزف اليهود الدول الأوربية ، وبالتحديد الألمانيون، باعتبارهم استخدموا المحارق النازية ضدهم ، وكما يقولون في الأمثال : ويل للمهزوم ، فلو كان هتلر هو المنتصر لقرأنا تاريخا مغايرا لما نقرؤه الآن في الكتب .. أخي عثمان ميرغني .. أسألك أن تقرأ قليلا ما يسمى بالكتاب المقدس ، وبالتحديد في العهد القديم ، ويمكن أن أرشح لك (سفر أستير ) أو سفر الملوك الأول والثاني ، وبالتحديد قصة شمشون ، إن كنت تبحث عن الحقيقة أخوك :عبد السلام كامل عبد السلام تلفزيون السودان