٭.. مؤسف أن تلفزيون أم درمان لا يقوم بتسجيل لقاء عرمان مع شاشة ال «بي. بي. سي».. وإعادة بث الحلقة الممتعة. ٭ وأمس الأول تلفزيون لندن «بي. بي. سي» يسأل عرمان عن جولته .. والمحصول؟ قال عرمان: حصيلة جيدة.. العالم كله معنا ضد حكومة الخرطوم و.. و.. ٭ والمذيع الدقيق يقول بهدوء مبتسم ٭ والشعب؟ قال عرمان: الشعب معنا!! قال المذيع مبتسماً: لكن دعوتكم للتظاهر لم يستجب لها أحد.. قال عرمان: والجيش الآن الانشقاقات في داخله تستفحل .. لصالحنا. قال المذيع مبتسماً: عودة لحديثك عن الجيش.. أين كان الانشقاق هذا؟! قال عرمان: .. آ.. آ.. في المدرعات.. اللواء المصباح واجه البشير ومعه عدد من الضباط.. وفصلوا .. واعتقلوا.. ٭.. «واللواء المصباح كان قد تقاعد قبل أربعة أشهر وكتبنا عنه هنا». ٭ سأله المذيع المبتسم : هل زرت إسرائيل؟! قال: هذه كذبة من أكاذيب الوطني.. لم أزر إسرائيل.. بعد قليل كان يقول: العرب كلهم معترفون باسرائيل لماذا لا أزورها؟ ٭ والمذيع المبتسم يسأله عن المجاعة في الجنوب. قال: نعم.. أمريكا اعتبرت إغلاق الخرطوم للممرات جريمة حرب..!! ٭ و.. والرجل يحدث المستمعين عن أن منع الخرطوم تصدير الطعام للجيش الجنوبي الذي يقاتل الشمال جريمة حرب.. وأن.. وأن.. ٭ بعد دقيقة من الحديث كان اللواء المصباح يتصل بنا ليقول: هذا الحقير.. عرمان يعلم أنه لا صلة لي بسلاح المدرعات.. ويعلم أنني لم أفصل من الجيش .. ولا أنا واجهت أحداً.. ولا أنا ضد الجيش.. ولا أنا ضد الدولة.. والحقير هذا يعرفني منذ أن كان في إذاعة قرنق في بداية التسعينيات ويصفني بالسفاح.. ٭.. والذين التقوا «سراً» في الحاج يوسف للتخطيط «للعمل المسلح» كانوا يحملون هذه الصحيفة أمس ومقال إسحق فضل الله ويقولون للتجمع ساخرين: «هذه سريتكم»؟! (2) ٭ والأمريكية جينداي فريزر.. ابنة الملاكم الذي حطمه كلاي المسلم.. وسمرز .. الأمريكية.. وميري ألان.. الأمريكية وهيلدا جونسون النرويجية وافيلين هيرفكينز الهولندية.. وكلير شورت الإنجليزية = الوزيرة = وحشد هائل من نساء العالم يجوب مسرح السودان في السنوات الماضية.. في بنطلونات واسكيرتات ولغات ضجاجة. ٭ وحشد من الأسماء الرجالية يزدحم تحت الإحصاء .. من كل مكان يجوب المسرح السوداني ٭.. ونيفاشا.. وكاودا.. ومشاكوس والدوحة وأديس أبابا.. وأسمرا والقاهرة وأوسلو واتفاقيات ومدن تزحم مسرح السودان.. ٭.. لكن ما كان يدير السودان ليس هو هذا.. ما كان يدير السودان هو «المجهول» الذي لا يشعر بوجوده أحد!! ٭.. واللقاءات السرية هي = في حقيقة الأمر = ما كان يدير كل شيء. ٭ وفي مايو 1002م كان شنايدر وكنستاينر مندوبا فرانك وولف .. وسام براوننج/ أقوى شخصيتين في الكونجرس/ يهبطان في نيروبي.. للقاء مندوبي علي عثمان.. سراً.. بعدها انطلقت نيفاشا بعد سنوات. ٭ وبعدها بشهور «6 سبتمبر» يهبط دانفورث بحقيبته مطار الخرطوم.. ثم برونك القسيس الهولندي «الذي يجتمع سراً بتمرد دارفور لتحريضهم على القتال.. وعند عودته للخرطوم يفاجأ بأن الشاب الذي = في اللقاء السري = كان يوجه إليه الأسئلة.. هو ذاته ضابط الأمن الذي يستقبله في الخرطوم!!» ٭ ثم حشد من الأحداث والشخصيات يسمع بها الناس كل صباح. ٭ لكن الأحداث الأعظم التي لم يسمع بها أحد كان طرفاها هم علي عثمان وهيلدا جونسون من هنا.. ثم مجموعات لا تنتهي في أوروبا وأمريكا وآسيا من هناك. (3) ٭ ثم زحام العمل السري الذي يقوده التجمع. ٭ .. والشيوعي في «91 يوليو 1002م» يحتفل بذكرى طحن النميري له بتفويض قرنق فعل ما يشاء.. باعتباره ينتقم للحزب من الشمال!! ٭.. قبلها.. كان قرنق يصنع الحلو وعقار بهدوء لأن مخطط قرنق = حتى اليوم = هو امتصاص جبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق ثم الشرق ثم الإطباق على الخرطوم ليصبح العنصر الزنجي هو السيد.. ومن هناك كان اسم حركة قرنق .. هو «الحركة الشعبية لتحرير السودان».. وتحريره من العرب والإسلام. ٭ والفهم هذا هو ما كان يجعل قرنق يجعل ضم المناطق الثلاث هذه للجنوب = إدارياً = شرطاً أساسياً لبدء المحادثات. ٭.. حتى إذا كان الانفصال ذهبت المناطق هذه تلقائياً مع الجنوب. ٭.. وفي العاصمة كان مشروع «عاصمة لا دينية» ٭ ثم.. ثم.. (4) ٭.. والمخطط كله يفشل.. ٭ وجنوب النيل وكردفان ودارفور والخرطوم تبقى مناطق من السودان المسلم. ٭.. والمخطط كله كان يوضع في كاودا.. ٭ لهذا تذهب أحزاب المعارضة هذه الأيام إلى كاودا للوقوف على «قبة سيدنا قرنق» وتطلب البركات للبداية الجديدة. ٭.. والبداية أبرز ما فيها الآن هو مشهد عرمان في تلفزيون BBC.. ٭ ومشهد سلفا في الخرطوم. ٭ ومشهد التجمع في الحاج يوسف يطلب من مواطني جبال النوبة أن يقاتلوا نيابة عنه. ٭ ونمضي في رصف ووصف الأحداث حتى نفهم ما يجري. ٭ فما يدير الأحداث الآن ليس هو ما نراه .. بل ما لا نراه.. ولا نشعر بوجوده. ٭ وبعض ذلك هو ٭ الإنقاذ جاءت عام 9891م ٭ لكن الأحداث تزدحم عام 9991م