السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن نميرى (45): المصالحة مع الصادق المهدي .. واشنطن: محمد علي صالح
نشر في سودانيل يوم 06 - 08 - 2017


نجح نميرى في تحييد المعارضة وتقسيمها
أبو القاسم عارض، وهدد بالانتقال الى الإسكندرية
شروط الشريف الهندى للمصالحة
عندما زارت زوجة السفير زوجة نميرى
-------------------------------
واشنطن: محمد علي صالح
تستمر هذه الحلقات عن وثائق امريكية عن السودان. وهي كالاتي:
-- الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري(1954-1956)
-- الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958)
-- النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964)
-- الديمقراطية الثانية (29 حلقة): رؤساء وزارات: سر الختم الخليفة، الصادق المهدي، محمد احمد محجوب (1964-1969).
-- النظام العسكري الثاني: المشير جعفر نميري (1969-1979، اخر سنة كشفت وثائقها):
-----------------------------
عناوين الحلقة السابقة:
اعتقال شيوعيين يوضح ان امن نميرى تغلغل داخل التنظيم السرى
الرشيد الطاهر ومنصور خالد يتنافسان لكسب نميرى
بداية دخول الاخوان المسلمين وزارة نميرى
-----------------------------
تدهور العلاقة مع السادات:
التاريخ: 6-7-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
صورة الى: السفير، القاهرة
الموضوع: العلاقة بين نميرى والسادات
"... حسب معلوماتنا هنا، يزيد عدم الاستقرار في علاقة الرئيس نميرى والرئيس المصرى السادات. من أسباب ذلك قلق السادات على:
1. قوة واستمرارية نظام نميرى.
2. زيادة محاولات الانقلابات العسكرية.
3. الخوف من نجاح انقلاب عسكرى شيوعي.
في الجانب الأخر، يقول نميرى انه حريص اكثر من السادات، طبعا، على قوة واستمرار نظامه:
1. اتخذ إجراءات كبيرة لتقوية الامن الداخلي.
2. حاول شراء أسلحة للقوات المسلحة من الولايات المتحدة، وفرنسا، والصين. لكنه لم ينجح كثيرا.
3. حرص على كسب ولاء القوات المسلحة، ونجح في ذلك كثيرا.
4. حرص على تحييد المعارضة، ونجح في ذلك كثيرا.
رأينا:
بصورة عامة، تحسن كثيرا الوضع الامنى لنظام نميرى. لكننا فوجئنا بزيادة قلق السادات. نريد ان نعرف من السادات الأتي:
1. لماذا يرى السادات ان نميرى لم يحمى نفسه ضد الغزو العسكرى الليبي؟
2. ما هي ادلة قلقه على توقع انقلاب شيوعي؟
حسب معلوماتنا، نعم، يخاف نميرى كثيرا، ليس فقط من محاولة غزو أخر من ليبيا، ولكن أيضا، من غزو ثلاثي مشترك: ليبي، اثيوبي، روسى. ويخاف نميرى من احتمال، ليس فقط سقوط نظامه، ولكن، أيضا، سقوط نظام السادات.
لابد ان نميرى حريص على الدفاع عن نفسه. خاصة، لانه فعل ذلك في الماضى. بعد فشل محاولة الانقلاب الشيوعي (19 يوليو 1971): طرد الخبراء الروس، وعقد اتفاقية دفاع مشترك مع السادات، وعقد تحالفا غير رسمي مع السعوديين.
بالنسبة لشراء أسلحة للقوات المسلحة، حسب معلوماتنا، حاول نميرى. لكنه لم ينجح كثيرا. خاصة بسبب الإجراءات والتعقيدات والشروط المتوقعة في مثل هذه الحالات: في جانب، لا يقدر الصينيون على تلبية طلبات شاملة وكاملة للقوات السودانية. وفي الجانب الاخر، نحن نقدر، لكننا لم نتخذ الإجراءات المطلوبة، والمعقدة، غير بيع طائرات "سى 130" للنقل العسكرى.
يحدث هذا رغم اننا حريصون على تحسين علاقتنا مع السودان.
يبدو ان واحدا من أسباب قلق (وغضب) السادات هو ان نميرى يركز على الدفاع على حدود السودان الشرقية مع اثيوبيا (ضد نظام منقستو الشيوعي). يريد السادات ان يركز نميرى على الحدود الغربية مع ليبيا (ضد القذافي). لكننا نرى ان الحدود الشرقية اهم:
1. توجد مناطق زراعية، وكثافة سكانية.
2. اذا غزت اثيوبيا، المسافة الى الخرطوم اقرب.
3. الحدود الغربية صحراء شاسعة، وبعيدة عن الخرطوم.
هذا مثل ان تحس الولايات المتحدة بخطر غزوين: واحد من الشمال من كندا، والثاني من الجنوب من المكسيك. طبعا، سنركز على الحدود مع كندا لانها اكثر سكانا، ولأنها اقرب الى العاصمة واشنطن ..."
--------------------------
نميرى والصادق المهدي:
التاريخ: 8-7-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: نميرى يقابل المهدى في بورتسودان
" ... حسب معلومات من مصادرنا، قابل الرئيس نميرى زعيم الأنصار المعارض الصادق المهدي في بورتسودان ما بين امس وأول من امس. اول من امس، عاد نميرى من مؤتمر القمة الافريقي في ليبرفيل (جابون)، وقضى وقتا قصيرا في الخرطوم، ثم طار الى بورتسودان بحجة قضاء أيام للراحة. لكنه عاد مساء اليوم الى الخرطوم، وتراس اجتماعا لمجلس الوزراء ...
اكدت مصادرنا ان الاجتماع قد حدث، رغم السرية التي أحاطت به. لكن، لم تحصل مصادرنا على تفاصيل ما دار في الاجتماع. رغم انها تتوقع ان تحصل على معلومات اكثر خلال الأيام القليلة القادمة ...
رأينا:
1. مجرد عقد الاجتماع، بعد سنوات مواجهات، يمكن اعتباره دليلا على رغبة وإخلاص كل من نميرى والمهدي.
2. يبدو ان نميرى حصل مسبقا على موافقة وزرائه ومستشاريه في الحكومة، وفي القوات المسلحة.
3. يظل أبو القاسم محمد إبراهيم الأكثر ترددا في التقارب مع المهدى. ولا نعرف كيف سيواجه الاثنان بعضهما البعض.
4. يظل هدف نميرى هو تحييد المعارضة. ولابد ان مقابلة الصادق المهدى خطوة هامة لتحقيق هذا الهدف ..."
-------------------------------
خلفية اللقاء:
التاريخ: 9-7-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: الوضع في السودان
" ... لم يأت لقاء بورتسودان بين الرئيس نميرى والصادق المهدى من فراغ.
منذ عام تقريبا، صار واضحا ان نميرى، وهو يواجه محاولة انقلاب بعد محاولة انقلاب، وخطر خارجي بعد خطر خارجى، يريد: أولا: زيادة قوته العسكرية. وثانيا: تحييد المعارضة، اذا ليس كسبها. ولا نقول تدميرها.
منذ بداية هذه السنة، زاد خوف نميرى من جاره الشيوعي، الرئيس الاثيوبي منقستو هيلامريم ...
ليس فقط بالنسبة للسودان ولكن، أيضا، زيادة نفوذ اثيوبيا، ومعه نفوذ روسيا، في القرن الافريقي. لم يحدث في الماضى ان تكثف هذا الخطر اليسارى في هذه المنطقة: خطر اثيوبيا، وليبيا، وروسيا، وحتى كوبا ...
يخاف نميرى من منقستو الشيوعي، ومن القذافي المتهور، ومن الروس. يكاد نميرى يقسم ان الروس يريدون الانتقام منه (بعد حملته ضد الشيوعيين السودانيين بعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971). ويكاد يقسم بخطة الروس للقضاء على نظام السادات، ليدوم لهم شمال شرق افريقيا، اذا ليس نصف افريقيا تقريبا ...
نقطة أخرى في خلقية لقاء بورتسودان بين نميرى والمهدى:
في مايو الماضى، في حفل فوزه برئاسة الجمهورية للمرة الثانية، دعا نميرى قادة المعارضة في الخارج للعودة الى السودان. واطلق سراح عدد من المعتقلين السياسيين ...
لن يكن تحقيق اهداف نميرى سهلا. بسبب الوضع الاقتصادى الصعب. وبسبب قلاقل في جنوب كردفان وشمال دارفور. حتى الآن، لا تبدو هذه القلاقل خطيرة. لكنها توضح هشاشة الوضع بسبب المشاكل القبلية والعرقية. طبعا، سوء الوضع الاقتصادى يزيد هذه المشاكل، كما ان زيادة المشاكل تؤثر على الوضع الاقتصادى، خاصة بسبب زيادة ميزانية القوات المسلحة والامن الداخلي ...
بالنسبة للعلاقات الأميركية السودانية، يحس نميرى برضى، وذلك بسبب الاتي:
1. فرح لأننا شاركناه، على مستوى دبلوماسي عال، في احتفالات تنصيبه للرئاسة الثانية.
2. يرتاح لتركيز الرئيس كارتر (1976-1980) على حقوق الانسان، خاصة في جنوب افريقيا، وفي الشرق الأوسط، وفي النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.
لكن، في الجانب الاخر[MAS1] ، نلاحظ ان نميرى:
1. قلق بسبب البطء في تنفيذ وعودنا بتحسين العلاقات الاقتصادية، وزيادة المساعدات له.
2. قلق لاعتقاده باننا لا نفهم الخطر الخارجي الذي يواجهه، خاصة من اثيوبيا وليبيا وروسيا.
3. يريد منا تنفيذ برنامج تسلح عسكرى كامل للقوات السودانية. حتى الآن، وافقنا على بيع طائرات "سى 130" للنقل العسكرى. ويريد نميرى طائرات "ف5" المقاتلة ..."
-------------------------------
احتفالات الأنصار:
التاريخ: 18-7-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: نميرى والمهدى، متابعة
" ... حسب معلوماتنا، اتفق نميرى والمهدي على عودة المهدى الى السودان. وعلى اطلاق سراح المعتقلين السياسيين. فعلا، امس، اطلق نميرى سراح اكثر من 800 معتقل. لكن، لا يشمل هذا العدد الشيوعيين ...
وحضر نميرى حفلا لطائفة الأنصار. واجتمع، لفترة 3 ساعات مع احمد المهدى، عم الصادق المهدى، ومن قادة الأنصار، ومنافسه في ذلك. حسب معلوماتنا، أشاد احمد المهدى بنميرى، وقال انه يتوقع تحسنا كبيرا في العلاقة بين نميرى وطائفة الأنصار ..."
-----------------------------
خطاب نميرى:
في خطاب أخر من السفير الاميركى (19-7):
"تحدث الرئيس نميرى الى الشعب السوداني عبر التلفزيون، ونقل لهم خبر لقاء بورتسودان مع الصادق المهدى. وخبر اطلاق سراح مئات المعتقلين السياسيين. وقال انه يريد عودة زعماء معارضة اخرين. وان هناك اتصالات مع بعض هؤلاء في أثينا، ولندن، وباريس، وطرابلس، وجدة ...
رأينأ:
1. نلاحظ قول نميرى ان المصالحة مع الصادق المهدى تمت "بدون التنازل عن مبادئ ثورة مايو."
2. قال لنا سفير مصر في الخرطوم ان أبو القاسم محمد إبراهيم، يد نميرى اليمنى، ارسل عائلته الى الإسكندرية، ربما لترك السودان اذا عاد المهدى.
3. حسب مصادرنا، رحب السودانيون بعودة المهدى. لكنهم لا يريدون منه الاشتراك في نظام نميرى.
4. اذا انضم المهدى الى نظام نميرى، ستسارع طائفة الختمية المنافسة للحصول على نصيبها من النظام.
5. في نهاية المطاف، يكسب نميرى، ليس فقط لانه حيد المعارضة، ولكن، أيضا، لان عودة المهدى، حليف القذافي، ستقلل خطر القذافي على نميرى ..."
----------------------------
ردود الفعل:
في خطاب اخر من السفير الاميركى (26-7):
"وسط عاصفة خبر مصالحة نميرى والمهدى:
1. رحب جوزيف لاقو، اكبر قائد عسكرى جنوبي.
2. رحب أبو القاسم هاشم، رئيس مجلس الشعب.
3. لم يخف معارضته أبو القاسم محمد إبراهيم، الأمين العام للاتحاد الاشتراكي السوداني.
4. انتقد الاتفاق من الخارج الشريف حسين الهندى، من قادة الحزب الاتحادى.
5. توجد بعض المعارضة داخل القوات المسلحة، لان المهدى حاربها 3 مرات خلال عهد نميرى.
6. يتردد قادة جنوبيون لخوفهم بان التقارب بين العسكريين والانصار قد يشجع نميرى لتعديل اتفاقية الحكم الذاتي لانه كان يواجه ضغوطا داخلية وخارجية عندما وقع على الاتفاقية.
رأينأ:
لا يوجد شك في ان نميرى هو الفائز الأول:
1. اذا خرج أبو القاسم محمد إبراهيم من النظام، يقدر نميرى على الميل نحو الأنصار.
2. اذا رفض الهندى العودة، يكسب نميرى بتقسيم المعارضة بين الداخل والخارج.
3. اذا عاد الهندى، يقدر نميرى على ضرب الهندى والمهدى ببعضهما البعض.
4. منذ السنة الماضية، تصالح نميرى والإسلاميون، وادخل بعضهم الوزارة.
5. يعرف نميرى ان الختمية سيسرعون نحوه خوفا من تحالفه مع الأنصار.
6. يعرف نميرى ان كل هذا يزيده قوة في مواجهة الشيوعيين ... "
------------------------------
زوجة نميري:
التاريخ: 2-8-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: زوجة نميرى
" ...امس، زارت زوجتى، مجاملة، زوجة الرئيس نميرى (بثينة خليل) في منزلها في الحى العسكرى في الخرطوم. فوجئت زوجتى، عند وصولها الى المنزل بوجود صحفيين وكاميرات صحفية وتلفزيونية. ثم تبعوها الى داخل المنزل، والى غرفة الاستقبال. ويبدو انهم لم ينصرفوا الا بعد ان طلب منهم ذلك.
في وقت لاحق، قال الضابط السياسى في السفارة (عادة، مسئول الاستخبارات)، الذي قضى 3 سنوات في الخرطوم، ان هذا يجب الا يدعو الى الدهشة. وتذكر ان زوجة الرئيس السادات (جيهان) واجهت نفس الوضع عندما زارت زوجة نميرى ...
كان الحديث وديا. لكن، فجأة، تدخلت صحافية من وكالة السودان للانباء (سونا)، ويبدو انها دعيت مسبقا لتشترك في الحديث. تحدثت بالنيابة عن زوجة نميرى. وقالت ان الزوجة قالت ان نميرى، عندما زار الولايات المتحدة وقابل الرئيس فورد، اقترح تبادل زيارات سودانيات وامريكيات...
وقالت الزوجة ان السودانيات تطورن، وتعلمن، وصرن طبيبات ومهندسات. وصرن متحررات ربما في كل جوانب الحياة ...
في نهاية الحديث، قالت زوجتى انها ستنقل هذه الرغبة الى، واننى سانقلها الى المسئولين في واشنطن ...
رأينا:
1. اقتراح تبادل سودانيات واميركيات يستحق الدراسة.
2. بالتعاون مع الضابط السياسى، سنرسل اقتراحات قريبا ..."
-------------------------------
شروط الهندى للمصالحة:
التاريخ: 22-8-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: شروط المعارضين السودانيين للتصالح مع نميرى
" ... حصلنا على نسخة من صحيفة "الجهاد" التي تصدر في ليبيا باللغة العربية، بتاريخ 19-8، وفيها مقابلة مع الشريف حسين الهندى، زعيم المعارضة الاتحادى الذي يعيش في الخارج، ويعمل كثيرا ضد نظام الرئيس نميرى. وهو نائب رئيس الجبهة الوطنية السودانية ...
بعد مصالحة نميرى مع الصادق المهدى، زعيم حزب الامة، وضع الهندي 3 شروط لمصالحته مع نميرى، قبل بداية المفاوضات معه:
1. اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
2. اخراج كل القوات الأجنبية (يقصد هنا المصرية). وانهاء أي وجود اجنبى في السودان. وإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر (وقعت في العام الماضى، بعد فشل غزو المعارضة الانصارية بالتحالف مع القذافي).
3. ضمان استقلال القضاء.
4. اجراء المفاوضات خارج السودان، "في جو نزيه، بعيدا عن الضغوط" ...
وتحدث الهندى عن لقاء نميرى مع الصادق المهدى. وقلل من أهميته. وقال ان الاتفاق الوحيد فيه كان على بداية مفاوضات مع المعارضة السودانية. ولم يكن هناك أي اتفاق آخر ...
وتحدث عن الجبهة الوطنية السودانية. وقال ان أهدافها كالآتي:
1. الحرية، والوحدة، والاشتراكية.
2. تأسيس نظام ديمقراطي مفتوح لجميع الأحزاب والطوائف.
3. سياسة خارجية "تقدمية، ومستقلة، وغير منحازة" ...
-------------------------------
مقابلة أبو القاسم:
التاريخ: 6-9-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: مقابلة نائب نميرى
" ... اليوم، قابلت أبو القاسم محمد إبراهيم، النائب الأول لنميرى (حل محل محمد الباقر احمد، الذي استقال لاسباب صحية). كان هدفى هو التعرف اليه، وتهنئته لتوليه المنصب الجديد.
في البداية، كان هناك صحفيون، وكاميرات صحفية وتلفزيونية، ثم انصرفوا.
كان أبو القاسم وديا ومنفتحا جدا. وتذكر زيارته للولايات المتحدة، قبل شهرين. وتحدث في حماس، وبتفاصيل دقيقة. وقال انه تاثر بحسن الاستقبال، والكرم الدافي، في كل مكان زاره ...
سألته، على ضوء هذه الزيارة، اذا يمكن ان تزور السودان شخصيات أميركية، كجزء من برنامج تبادل. ورحب بذلك ...
وسالته عن مقابلة نميرى مع الصادق المهدى، ودعوة نميرى للمعارضين في الخارج بالعودة. كان متحفظا. وكرر ما كان قال علنا: ان اي زعيم سياسي، وسليل عائلة عريقة، يجب ان يعود الى وطنه. وان السودانيين، عكس جيرانهم، لا يكنون ضغائن، ويميلون نحو حل مشاكلهم في ود ...
رأينا:
لاحظت، مثل في اول مقابلات أخرى مع مسئولين سودانيين كبار، انه:
1. ركز على الوطن، ومشاكله، وطموحاته.
2. تحاشى الحديث عن وضع السودان في العالم العربي.
3. قال انه، اذا تطور السودان وتقدم، سيكون منارة لبقية افريقيا ..."
----------------------------
جهود المصالحة:
التاريخ:7-9-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: جهود المصالحة الوطنية
" ...اشارة الى خطابات سابقة، تعيش الخرطوم أياما مثيرة، مع بداية مرحلة مصالحة وطنية لم يشهد نظام الرئيس نميرى مثلها في الماضى.
عاد الصادق المهدى الى لندن من بورتسودان. وبقى في لندن، وقال ان زوجته مريضة وتتعالج هناك. صار واضحا ان نميرى قلق بان المهدى لن يعد، كما وعده في بورتسودان. في الأسبوع الماضى، سافر الى لندن، لاقناع المهدي بالعودة، عبد الحميد صالح، واحد من كبار الذين كانوا عادوا نميرى. وكان صالح وزيرا للصحة في حكومة الصادق المهدى (الديمقراطية الثانية، بعد ثورة أكتوبر).
في الأسبوع الماضى، أيضا، وليوم واحد فقط، سافر الى لندن، وقابل المهدى، فتح الرحمن بشير، رجل اعمال سوداني لعب دورا كبيرا في مساعى المصالحة منذ ان بدأت.
حسب معلومات مصادرنا، شجع نميرى الرجلين للسفر الى لندن لمقابلة المهدى.
وحسب معلومات مصادرنا، سافر فتح الرحمن البشير على مضض، وذلك لانه، بعد ان قال انه سافر 40 مرة الى الخارج لتحقيق المصالحات، سئم ذلك، واحس ان لا فائدة من جهوده. وانه قال لنميرى: "هذه اخر مرة."
في نفس الوقت، وفي تصريحات علنية، رحب أبو القاسم محمد إبراهيم بعودة المهدى. وكان واضحا ان نميرى وراء ذلك، بسبب تردد الصادق في العودة بسبب معارضة أبو القاسم ...
نلاحظ ان الشعب السوداني، بصورة عامة، يرحب بعودة المهدى، اذا لا لسبب، لانهاء الاختلافات، وتحقيق الاستقرار.
حسب مصادرنا، لعب السعوديون دورا هاما في جهود المصالحة هذه.
لكن، يظل الدور الأكبر هو دور الحكومة، بقيادة نميرى. يبدو مخلصا في تحقيق المصالحة ..."
--------------------------------
شعارات أبو القاسم:
في خطاب بتاريخ 12-9: كتب السفير الاميركى:
"القى أبو القاسم محمد إبراهيم، نائب رئيس الجمهورية (وظيفة جديدة)، والأمين العام للاتحاد الاشتراكى (وظيفة قديمة) خطابا قال فيه، في حماس وشعارات براقة:
"الثورة تمد يديها الى العائدين."
"الثورة تراجع ولا تتراجع."
"الثورة تزيد قوة بعودة العائدين."
وقال ان الاتحاد الاشتراكى السوداني سيضع برنامجا "لدمج الاخوان العائدين في داخل مبادئ الثورة."
رأينا:
1. يظل أبو القاسم يساريا ثوريا حماسيا.
2. لن يقدر نميرى على الاستغناء عنه، وهو يده اليمنى منذ الانقلاب العسكرى الذي قاداه (25 مايو 1969)
3. يريد نميرى كسب أبو القاسم اليسارى، ويريد، في نفس الوقت، كسب الأغلبية السودانية المحافظة، لانها تضمن بقاء حكمه، وحكم أبو القاسم ..."
--------------------------------
الحلقة القادمة (46): عزل منصور خالد، مرة أخرى
الحلقة (47): الصادق المهدي يدخل الاتحاد الاشتراكى
====================
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
MohammadAliSalih.com
Mohammad Ali Salih/Facebook


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.