موسي هلال وكريت والقرض الأستاذ جمال رمضان بالراكوبة تساءل من وراء موسي هلال؟ وفي غياب الشفافية والعمل نحت دائرة الضوء وفي وضح النهار وأحادية الاعلام من حق الناس أن يجتهدوا في تفسير ما لايمكن تبريره، وقد أصبح السؤال الذ طرحه جمال رمضان ترف ذهني أشبه بالفوازير، لأن النخب السياسية بدأت بالصراع علي السلطة كتركة خلفها الاستعمار والاستعانة بالخارج علي الداخل منذ أن تكون الحزب الاتحادى الديموقراطي في أحضان الحكومة المصرية ورعاية الصاغ صلاح سالم،وكان اسماعيل الأزهرى عضوا نشطا في حزب الوفد المصرى بزعامة سعد زغلول تحت شعار وحدة وادى النيل تحت التاج المصرى بشهادة سير قوين بل رئيس مكتب شئون السودان بمصر في كتابه آثار في الرمال الجزء الخاص بالسودان ترجمة ونشر بشير محمد سعيد، وورطنا مؤتمر الخريجين في أحزاب طائفية في وطن تعددى علي عكس زعماء حركات التحرر من الاستعمار في آسيا وأفريقيا الذين قادوا شعوبهم الي بر الأمان، وكان آخرهم مانديلا عندما قال علينا نحن السود أن نتفهم مخاوف البيض، وفي كتابي بعنوان مشاهد في الطريق الي قاع الخاوية حاولت الاجابة علي السؤال المفصلي كيف ولماذا نحن في هذا النفق المظلم ومن المسئول والاشارة بأصابع الاتهام ومحاكمة الأحياء والأموات لفائدة أجيال تعاقبيت لاتعرف الكثير عن تاريخ السودان الحديث، لكنهم صادروا الكتاب من المكتبات ومنعوا عرضه أو الاعلان عنه والتعليق عليه واوقفوا نشر كتابي بعنوان انتكاسات التحول الديموقراطي في السودان وكتابي بعنوان المهجرون بسبب خزان الحامداب، وقد ينهار النطام بسبب التناقضات وتضارب المصالح والاتجاهات وقد تأتي الانتفاضة عفويا وقد يسطو عليها لصوص السلطة الذين سطوا علي الانتفاضة في اكتوبر وأبريل في غياب لوائح اتهام موثقة بالأرقام والسيرة الذاتية ضد الأحياء والأموات من اسماعيل الأزهرى الي عمر البشير وعصابة الترابي وحيرانه والسدنة والمنتفعين الذين كانوا كارثة سياسية كبرى لا مثيل لها في عصرنا هذا، وللكوارث ظلال تمتد في الحاضر والمستقبل ولا نزال نعاني من آثار كارثة المهدية التي طوتها الادارة البريطانية وخلفت لنا دولة قومية حديثة من شتات متنافر من القبائل والقوميات والأديان والمعتفدات، وكان البراطانيون يفخرون أمام العالم كله بأنهم خلفوا في السودان أفضل نظام مدني خارج بريطانيا فقد كان بالفعل استنساخا للتجربة البريطانية العريقة وفعلوا ذلك في الهند وهي الآن عضو في نادى الدول الأكثر تقدما في عصرنا هذا لكننا دمرنا البني التحتية لتي خلفها الاستعمال بما في ذلك مؤسسات الخدمة العامة التي تصتع التنمية المستدامة والرخاء والازدهار، وشتان بين الانسان السوداني في نهاية القرن التاسع عشر والانسان السوداني في الألقية الثالثة فلم تتوقف حركة التاريخ عند سقوط المهدية، وبعد ستين عاما من حكم العسكر والوصاية الدينية والسياسية وهي شكل من أشكال الاسترقاق فقدنا ثقتنا في الطبقة السياسية وفي أنفسنا وقد يأتي موسي للتخلص من الفرعون لكنه لن يجد من يصدقه، فالسؤال الذى يدور بين الناس في مجالسهم ووسائل التواصل الاجتماعي هل موسي هلال فرعون أم نبي جاء للخروج بنا من التيه وليس من وراء موسي هلال، والمحن والأحداث الجسام أم تلد الرجال العظام الذين لا يخشون في الحق لومة لائم ولا سطوة ظالم ويجودون بالروح والجود بالروح أقصي غاية الجود ورب شعوب هبت من منيتها واستيغظت أمم من رقدة العدم أمير الشعراء. يقول السودانيون يا حافر حفيرة السوء وسع مراقدك فيها والتسوى كريت في القرض تلقاه في جلدا، لكن كريت لا تأكل القرض لأن لها عقل يدرك من التجربة والخطأ ان القرض مادة دابغة ولا تصلح كطعام، وتعلمت القرود والطيور والحشرات في الغابة ان الثمرة الصفراء ناضجة وحلوة والثمرة الخضراء نية ومرة، فلكريت ما يكفي من العقل والقدرة علي التكيف مع الواقع وفي كردفان ودارفور وعتامير الشمال تتسلق كريت أشجار السيال وصولا الي أطراف الأقصان الطرية وأغنام الجبال تتسلق المنحدرات الحادة طلبا للأمن مع الطعام وذكورها تتناطح علي الاناث علي حافة الهاوية، لكن العقل الفاشي لا يستطيع التكيف مع الواقع ولا يدرك الاختلاف بين التمرة والجمرة، لأنه طبيعة عدوانية ومزاج تحكمي وميول استبدادية وشهوة عارمة ووجع لا شفاء منه الا في قهر الآخرين واذلالهم كوجع أبو نواس عندما قال وداوني بالتي كانت هي الداء، ونشأ تنظيم القاعدة في أحضان حكومة الترابي وحيرانه في السودان فهم أصل الداعشية والنازية الدينية وجرثومتها الأولي بدليل شعاراتهم الجهادية التي كانت تنطلق من الاذاعة والتلفزيون ومنابر المساجد، وبدأ العنف السياسي في جامعة الخرطوم وانتقل الي العالم العربي بدليل رقصة العجكو والطيب سيخة، وقال أرنولد تويبني الفيلسوف الايرلندى الشهير ان السلفية اعجاب بحضارة سادت ثم بادت، وكانت النازية في ألمانيا غيرة من الأمبراطورية البريطانية اتي لم تكن تغيب عنها الشمس واجترارا لأساطير القبائل الآرية التي ذابت في طوفان الحضارة الانسانية، والسلفية حالة من التعصب الأعمي وعدم القدرة علي التفكير المنطقي السليم والتحسب للعواقب والتبعات وقراءة التاريخ واستخلاص العبر والعظات فهي قطار لا يستطيع السير خارج القضيب لأنها تريد أن تاخذ ولا تعطي وتفعل ولا يفعل بها، بدليل ان الترابي وحيرانه عطلوا آيات الحرية والتسامح وعددها مائة آية ولم يتعظوا بقصص الأولين في القرءان الكريم،وبدليل ان الترابي وحيرانه يتهمون اسرائيل بالعنصرية ويحلونها لأنفسهم، واعتراف المجتمع الدولي بجق اسرائيل في الوجود يعادله الاعتراف بحق الفلسطينيين في الوجود لكن النظام في السودان آخر النظم العنصرية في أفريقيا، وقد أصبح الاسلام ديناصورا مهددا بالانقراض لعدم القدرة علي التكيف مع الواقع فقد تضخمت الأنا وأنكرت حق الآخرين في الأنا، وكانت قوانين سبتمبر أول وجبة من القرض أكلتها عصابة الترابي وحيرانه وآخرها قوات الدعم السريع بعد موسي هلال. المتحدثون في قناة الجزيرة يستعملون عبارة الاسلام السياسي أو الراديكالي لتحاشي اسم التنطيم الدولي للأخوان المسلمين ومستعمرته في السودان، ويحذف الفاعل ويبني الفعل للمجهول للخوف من الفاعل أو الخوف عليه، واتهم المتحدثون حفتر بالاقصاء ويقصد اقصاء الاخوان المسملمين الذين رقضوا حكم صناديق الاقتراع وملشوا الملشيات واستولو علي السلطة في السودان بقوة السلاح وأطاحوا بالديموقراطية رفضا لحكم صناديق الاقتراع أيضا، وفي ندوتهم بالدوحة تفادوا ادانة نظامهم في السودان ومحاسبته علي اضاعة ثلث السودان وثلثي موارده الطبيعية فلن يسمح التنظيم بسقوط نظامه في السودان خوفا من فضيحة مدوية يتردد صداها في العالم كله فقد جاء ترتيب السودان في ذيل قائمة الدول الأكثر فسادا والأقل شفافية ويلتقي في ذلك مع بارونات البترول الذيت لا يريدون محيطا من الديموقراطية، وهم الآن كريت التي أكلت القرض وحافر حفيرة السوء والأعرابي الذى ربي جرو الذئب بألبان أغنامه، فقد فشلت القوة الخشنة في السودان ولجأ التنظيم الي القوة الناعمة في تركيا، وكان الانقلاب العسكرى فبركة لتصفية وأدلجة القوات المسلحة التركية حامي حمي علمانية مصطفي كمال أتاتورك، بدليل الصالح العام ووتصفية المؤسسات العدلية واعلان حالة الطوارىء وتقييد جرية الصحافة وتدفق المعلومات، وكتائب التنظيم المؤدلجة الآن في قطر ولا تتحقق الخلافة الاسلامية المفقودة الا بالاستلاء علي مكة والمديتة واشغل أعدائ بأنفسهم وابليهم ربي بالمرج ، وقد زرع التراب وحيرانه الكثير من الألغام لافشال التحول الديمقراطي والسطو علي السلطة مرة أخرى ومن ذلك الدفاع الشعبي وتضخم جهاز الأمن والدعم السريع والطالبانية السودانية التي أصبحت فيلا والنظام ظله والديون المستحقة لدول الخليج العربي والديون المستحقة للصين وعقود الأرضي التي بيعت للدول الأجنبية والقواسم المتركة بين الصين والسودان في الصين نظام شيوعي بلا شيوعية وفي السودان نظام اسلامي بلا اسلام ويلتقي النظام مع دول الخليج في عدائه لليموقراطية ودولة المواطنة، وللتخلص من التبعية واستردات استقلالنا المفقود يتحتم اجراء دراسات تفصيلة بالمنح والديون وتوظيفها ومردوداتها التنموية وأهدافها السياسة وكذلك عائدات وعقودات بيع الأرض للدول الأجنبية، فهل من مجيب؟ ولا يمكن اصلاح ما أفسده الترابي وحيران الا بحكومة كفاءات مهنية مستقلة عن كافة الأحزاب السياسية لفترة انتقالية لاتقل عن ثلاث سنوات لاجراء الانتخابات العامة، ولا يزال الصادق المهدى يتحدث عن الوفاق الوطني ولبننة المجتمع السوداني والديموقراطية التوافقية تعني المحاصصة و الانتقاص من الحقوق الطبيعية التي تحكم الدستور ولا يحكمها وليس في لبنان شيئا من الديموقراطية غير الحرية الشخصية ولا توجد دولة في لبنان والسودان بمفهوم الدولة في عصرنا هذا ولا يمكن اختزال الديموقراطية في حكم الأغلبية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.