لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور احمد دالى يتحدث فى واشنطن عن سيناريو الانتخابات المرتقبة 2-3
نشر في سودانيل يوم 24 - 01 - 2010

نظام الجبهة الاسلامية استعمار اجنبى فى اسلاخ سودانية
اذا لم يعى الشعب ستتكرر فيه التجارب الخائبة
اتفاقية نيفاشا فضحت مقولات الجبهة عن امكانية تطبيق الشريعة
على الجنوبيين الاحتراس فالمرحلة القادمة بالغة الصعوبة بالنسبة لهم
لا نرى اية حركات اسلامية اصلاحية سواء فى السودان او خارجه
واشنطن : علاء الدين بشير
تحدث القيادى الجمهورى، الدكتور احمد المصطفى دالى ضمن منبره نصف الشهرى بمنطقة واشنطن الكبرى يوم السبت 9 يناير الماضى عن (تطورات الوضع الراهن وسيناريو الانتخابات المرتقبة فى السودان). وكنا قد نشرنا فى الجزء الاول متن الندوة وننشر فى هذا الجزء الثانى بعضا من مداخلات الحضور ورد المحاضر عليها.
ابراهيم الحاج – الحركة الشعبية
اختلف مع استنتاج دالى حول سعى المؤتمر الوطنى لفصل الجنوب، وقال انه يعتقد ان المؤتمر الوطنى وكل القوى السياسية الشمالية التى حكمت البلاد فى الفترات الماضية لا يريدون فصل الجنوب وانما يريدونه تابعا للشمال ولكنه ضعيف وملحق كحديقة خلفية من اجل الاستئثار بثرواته وهو ذات السيناريو الذى تتعامل به مصر معنا. واوضح الحاج ان حق تقرير المصير حصلت عليه الحركة الشعبية والجنوبيين بنضال مرير، مبينا انهم فى الحركة الشعبية يقولون ان الانفصال والوحدة خيارين متساويين، وان الوحدة المرجوة ينبغى ان تقوم على اسس جديدة.
و اتفق الحاج مع الدكتور دالى فى ان الانتخابات التى ستجرى وفقا لشروط المؤتمر الوطنى محض مسرحية هزلية، غير انه اوضح ان الحركة الشعبية ملزمة بها باعتبارها جزءا من نصوص والتزامات اتفاقية نيفاشا التى يرجع اليها الفضل فى الحريات النسبية التى حدثت فى شمال البلاد مبينا ان ذلك كان بفضل نضالات الحركة الشعبية. ورأى انه ان كانت هنالك ثمة مشكلة فى الانتخابات القادمة فهى مشكلة الاحزاب الشمالية التى قال انها لا تمتلك رؤية استراتيجية لكيفية توحيد البلاد، واعتبر الحاج ان حزبى الامة والاتحادى الديمقراطى لا يختلفان كثيرا مع طرح الجبهة الإسلامية الداعى الى دولة إسلامية وليس لديهم بديل مغاير عنها. وتساءل الحاج عن هل آن الاوان لابتدار حوار مع الحركة الإسلامية التى رأى انها اقرت بفشلها فى حكم البلاد.
وفى رده على المتداخل اوضح الدكتور احمد دالى ان الجمهوريين دعوا منذ العام 1955 الى سودان جديد يحكم فيدراليا ويحترم التنوع والتعدد، وحللوا ان مشكلة الجنوب هى اساسا مشكلة الشمال الذى لا يمتلك مذهبية رشيدة لإدارة الاتساع الجغرافى والتباين الاثنى والدينى ونظرية للنهضة الشاملة. واتفق دالى مع المتداخل فى انه ليس للاحزاب الطائفية او غيرها فهما دينيا مغايرا لفهم الجبهة الإسلامية مشيرا الى ان الصادق المهدى اكد فى اتفاق التراضى انه متفق مع المؤتمر الوطنى على قطعيات الشريعة الإسلامية ولم يعترض اعتراضا مبدئيا على مسألة التكفير.
و اقر دالى بأن اتفاقية نيفاشا حققت مكاسب وحقوق كبيرة للجنوبيين الذين ظلموا تاريخيا من الحكومات المتعاقبة، وانها ايضا اتت بحريات نسبية، غير انه اعتبر ان اكبر انجاز لنيفاشا فى تقديره هو هزيمتها لفكر الجبهة الإسلامية وفضح ادعاءاتها عن امكانية تطبيق الشريعة الإسلامية وعن الكرامات التى روجوها عن حربهم الجهادية فى الجنوب وحرب الملائكة الى جانبهم وكشفت ان المسلمين اليوم ليسوا على شئ من الإسلام حيث كانت المساجد على طول وعرض العالم الإسلامى تدعو الى نصرة المجاهدين فى جنوب السودان ولكن حدث العكس حيث انتصر الكفار بحسب زعمهم ولم (يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون) كما تقول الشريعة بل تقاسموا مع الدولة الإسلامية المدعاة الثروة وجاء زعيمهم نائبا اول فى القصر الجمهورى. لكن دالى استدرك ان اجزاءا مهمة من نيفاشا لم تنفذ الامر الذى جعلها لا تمضى الى غاياتها فى تفكيك النظام القائم وفتح المجال السياسى على مصراعيه وكفالة الحريات بصورة كاملة وارجع السبب فى ذلك الى ان نظام الجبهة الإسلامية وقع على نيفاشا مكره لا بطل تحت وطأة الضغط الدولى وعدم القدرة على هزيمة الحركة الشعبية عسكريا فى الميدان بعد ان فقد اعدادا كبيرة من كادره الملتزم فى الحرب الجهادية التى اشعلها فى الجنوب، الى جانب ان قادته ليس لديهم الرؤية الفكرية التى تستوعب وتبرر توقيع اتفاق يتناقض مع طبيعة تكوينهم وتوجههم الفكرى لذا فإنهم عملوا على تقويض تنفيذ الاتفاق فى الجانب المتعلق بالتحول الديمقراطى واللامركزية وتنزيل الدستور الى ارض الواقع و عملت على حصر الاتفاق كأنه بين الشمال و الجنوب و ليس اتفاقا لترتيب اوضاع الدولة السودانية بأكملها .
و اختلف دالى مع المتداخل حول عدم رغبة نظام الجبهة فى فصل الجنوب، مبينا انه - نظام الجبهة - كان يرى بأستمرار ان الجنوب جسم غريب لأن غالبية سكانه لا تدين بالإسلام هذا بخلاف النعرة العنصرية وبالتالى فإنه يقف حجر عثرة امام تطبيق مشروعهم الفكرى الرامى الى تطبيق الشريعة الإسلامية وحالما يتخلصون منه بالانفصال سيعاودون الكرة الى مشروعهم الحضارى وينفضون عنه الغبار ويعملون على اعادة احيائه بعد الموات الذى حاق به لأنهم لا يعرفون شيئا غيره ولا تختزن ادمغتهم غيره مهما وضعوا من مساحيق الاستنارة والحداثة، ويمكن التماس ذلك فى ماذا تفعل الجبهة الإسلامية وليس ماذا تقول. ورأى دالى ان حزبى الامة والاتحادى متفقان مع الجبهة الإسلامية على مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية لأنها لافتة مناسبة لتحشيد الناس عن طريق العاطفة الدينية فى غياب المنابر الحرة التى يمكن استغلالها فى توعية الشعب ودون النظر بعمق وصدق فيما اذا كان تطبيق الشريعة الإسلامية ممكنا فى سياق حديث، وشدد دالى على ان الجبهة الإسلامية تستغل ذلك وترفع فى ملماتها دائما شعار (توحيد اهل القبلة) وهى تعى ان خلاف الحزبين معها حول السلطة فقط وهى تلوح لهم الان بها وستعطى الطامعين فى السلطة من قيادات الحزبين ما يريدونه من جاه فى مقابل دخولهم فى مؤسسات النظام بصورة شكلية من اجل اضفاء طابع ديمقراطى تعددى على نظام الجبهة وفى الوقت نفسه من اجل توزيع المسؤولية عليهم فى تحمل قرار فصل الجنوب. واكد دالى ان الجبهة الإسلامية اعدت الخطة من اجل فصل الجنوب وستقوم بتسليح المليشيات القبلية وستعمل على بذر بذور الفتنة فى الجنوب من اجل اظهار الجنوبيين بمظهر غير القادرين على حكم انفسهم مبينا ان المرحلة القادمة ستكون غاية فى الصعوبة بالنسبة للجنوب، ونبه دالى الجنوبيين من اجل الاحتراس جيدا تفاديا لمكائد نظام الجبهة.
وقطع دالى بأنهم لا يرون اية حركات إسلامية اصلاحية يمكن فتح حوار معها سواء فى السودان او خارجه، واردف: نحن لا نتفق مع الاخرين فى الافكار ولا اساليب العمل السياسى والدعوى، واوضح ان اى تجمع بدون مذهبية نتيجته الفشل وهو ما اثبتته التجربة السياسية فى التاريخ المنظور للسودان، وقال: ما نريده هو فتح المنابر الحرة فقط وبعدها (الحشاش يملا شبكته).
عبد العزيز حسن – التحالف الديمقراطى
قال ان الجبهة الإسلامية فشلت فى برنامجها الذى انقلبت به على السلطة فى 1989 وكذلك الاحزاب فشلت فى هزيمة الجبهة الإسلامية وازاحتها عن السلطة وكانت نتيجة ذلك اتفاقات السلام المتعددة التى وقعت بين نظام الجبهة وخصومه المتعددين. واضاف: ان هامش الحريات الذى وجد بالسودان كان نتيجة لجهد بذل من الجميع فى اشارة ناقدة لما قال به المتداخل الاول.
ورأى عبد العزيز ان ما اوضحه دالى عن ممارسات الجبهة الإسلامية هو امر معلوم للجميع بالضرورة منتقدا ما اعتبره تهويلا من المحاضر لمقدرات الجبهة الإسلامية وما يمكن ان تفعله بخصومها، وانه كان يتوقع ان يطرح دالى رؤيته لما يمكن ان يفعله الناس من اجل الخروج من هذا الوضع، واضاف: بخلاف ذلك الشئ الطبيعى ان يمضى الجميع فى الاجراءات التى وضعت حتى يكشفوا تلاعب الجبهة الإسلامية وتزويرها، معتبرا دعوة دالى للتربية امرا غير عملى.
وفى رده على المتداخل قال دالى ان اطروحته هى المقاطعة للانتخابات وعزل النظام لأنه كما يقول المثل (من يجرب المجرب حلت به الندامة) او كما جاء فى الاثر (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين). واوضح ان ما يقوله عن نظام الجبهة الإسلامية ليس تهويلا لانه يعلم جيدا انهم جماعة مجرمة ولا تتورع عن فعل اى شئ فى سبيل ما تطمح اليه وبالتالى فإنه يريد ان ينبه الاخرين لعدم الدخول معهم فى عملية انتخابية، مشيرا الى ان كل القوى السياسية اكدت مرارا على ان الاجراءات الانتخابية كانت مزورة فماذا تريد بعد ذلك ولماذا لا تقاطع الانتخابات؟، مبينا ان نظام الجبهة زوّر التعداد السكانى والسجل الانتخابى وسيزوّر الانتخابات لأن لذلك علاقة بطبيعة تفكيره حيث انهم يكفرون الجميع لذلك لا يرون حرجا فى التوسل الى غاياتهم فى الانتصار على خصومهم (الكفار) بأساليب ملتوية لأن الحرب خدعة وفقا لمفهومهم الدينى بمعنى ان الاساليب غير النزيهة هى جزء من الممارسة الدينية لديهم. واشار دالى الى ما قاله نقد بأن الاجراءات الانتخابية مزورة لدرجة انهم سيخرجون الى الشارع واما (الى السجن او القبر) مبينا انه ليس حديثه وانما معلومات قال بها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعى نفسه.
و اوضح دالى ان الجمهوريين جماعة مسالمة لا تؤمن بالتغيير عن طريق العنف، وترى ان طريق التغيير يمر بتغيير الانسان لنفسه، وقال ان الذين استعجلوا التغيير من الاحزاب السياسية على ايام نظام نميرى ولجأوا الى العنف والعمل المسلح انتهوا الى ان يصبحوا تلاميذا فى حوزته (الاتحاد الاشتراكى) بعد المصالحة الوطنية ووقعوا ضمن الاتفاق على القبول بنظام الحزب الواحد (الاتحاد الاشتراكى)، ورأى ان هؤلاء يعتبرون السلطة غاية فى نفسها وليس لديهم ما يقدمونه للشعب لذلك هم مستعجلون ولذلك فشلوا وقطع بأنهم سيفشلوا مرة اخرى فى حال دخولهم فى الانتخابات المزورة التى يعد لها الان، مبينا ان السلطة عند الجمهوريين وسيلة وليست غاية.
عوض سيد جبارة
اختلف مع دالى فى رؤيته الداعية لمقاطعة الانتخابات، ورأى انها توفر هامشا لما اسماه المدافعة السياسية مبينا ان الانتخابات وسيلة من الوسائل التى يحقق بها الناس كفالة الحريات، ومع ذلك لم يستبعد جبارة امكانية حدوث تزوير فى الانتخابات ولكنه لا يعتبر ذلك مدعاة للمقاطعة مشيرا الى ان الانسحاب والمقاطعة سيسمح لنظام الجبهة بالفوز بالانتخابات بنسبة 100 % بينما المشاركة ستزاحمهم فى النسبة التى يمكن ان يفوزوا بها.
وقال جبارة ان دالى حلل الاوضاع فى السودان وسرد ما قام به نظام الجبهة وهى تجربة كلنا عايشناها ولكنه لم يطرح حلا للمشكل القائم وكيف يمكننا الخروج من المأزق الذى ادخلتنا الجبهة الإسلامية فيه، واضاف ان الانظمة الديكتاتورية عاشت اطول من الديمقراطيات فكيف يمكننا ان نحمى النظام الديمقراطى؟.
وفى رده على المتداخل اكد دالى ان الحل يكمن فى وعى الشعب، مشددا على انه اذا لم يعى الشعب ستتكرر عليه التجارب الخائبة. واختلف دالى مع المتداخل حول طول فترات الانظمة الديكتاتورية على الديمقراطية، وقال ان الحديث عن ان لدينا تجارب ديمقراطية فى السودان بهذا الاطلاق فيه نظر، مشيرا الى ان حكومة اكتوبر التى جاءت على خلفية ثورة شعبية وانتخابات برلمانية قامت بحل الحزب الشيوعى عام 1965 وطردت نوابه المنتخبين خارج البرلمان، وقدمت الاستاذ محمود محمد طه عام 1968 الى المحكمة بتهمة الردة نتيجة لأفكاره التجديدية فى الدين الإسلامى. اما حكومة ما بعد انتفاضة ابريل فقد رفض رئيس المجلس العسكرى الانتقالى سوار الذهب الغاء قوانين سبتمبر التى كانت ضمن مطالب قوى الانتفاضة وذلك بحجة انها شرع الله وهى ذات القوانين التى اذلّت الشعب وصادرت الحقوق الدستورية للمواطنين المسلمين وغير المسلمين وهددت وحدة البلاد، ومضى رئيس الوزراء، الصادق المهدى فى ذات اتجاه سوار الذهب ورفض الغاءها رغم انه قال قبل الانتخابات انها - قوانين سبتمبر- لا تساوى ثمن الحبر الذى كتبت به.
و جدد دالى ان حل مشاكل السودان فى وعى الشعب، مبينا ان الجمهوريين هم الجماعة الوحيدة التى كرست جهدها لقضية توعية الشعب حتى يكون مدركا لحقوقه فيسهر على حراستها ولا يُستغل عاطفيا من الطائفية او الهوس الدينى، ويطرحون بقوة مسألة التغيير عبر مدخل التغيير الذاتى، واضاف: من يرى حلا بخلاف الطريق الذى يطرحه الجمهوريون (ربنا يبارك له).
ورأى دالى ان الاحزاب التى تريد دخول الانتخابات من اجل اسقاط نظام الجبهة ليس لديها اموال وفى نفس الوقت غير متفقة على مرشح واحد تنازل به الرئيس البشير لتهزمه كما انها لا تمتلك حتى الحد الادنى من الاتفاق لما يمكن ان تفعله قبل الانتخابات وما بعدها اذا قيض الله لها الفوز بالانتخابات.
و اعتبر دالى الحديث عن هامش حرية الان فى السودان ضربا من الوهم لأن نظام الجبهة مسيطر على كل شئ وهو الذى زرع وهم هامش الحرية هذا فى ادمغة الناس، مبينا ان الجميع مهددون تهديدا مباشرا او فى معايشهم وهم من خلال هذا الوضع الذى اختلقوه يريدون ايهام العالم بأن الاوضاع طبيعية فى السودان، مشيرا الى ان سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعى، الاستاذ نقد نفسه كان قد وصف الاوضاع القائمة من قبل بأنها (حرية ارعى بى قيدك).
و انتقد دالى تبرير بعض الذين يؤيدون دخول الانتخابات بأنها فرصة من اجل افقاد الجبهة الإسلامية اغلبيتها الميكانيكية فى هذه المرحلة ثم هزيمتها فى الانتخابات اللاحقة بعد اربعة سنوات، واعتبر ذلك ضربا من الوهم ايضا لان نظام الجبهة ادمن التزوير فهم يزورون الانتخابات منذ ان كانوا طلابا، وسيستغلون الانفراج الذى ستحققه لهم الانتخابات القادمة لمزيد من التمكين والسيطرة ودلل على ذلك بانتخابات نقابة المحامين وحديث الدكتور امين مكى مدنى عن شكواهم امام المحكمة حول تزوير انتخابات النقابة السابقة وتجاهلها حتى قامت الانتخابات الاخيرة بعد اربعة اعوام. وخلص دالى الى ان الاحزاب التى ستشارك فى الانتخابات تريد ان تصبح ديكورا لنظام الجبهة خلال العشرين عاما القادمة.
ابوهريرة زين العابدين – حزب الامة
دعا الجميع للتعامل مع الاخوة الجمهوريين بلطف لأنهم قالوا انهم ليسوا حزبا سياسيا وانما جماعة مثالية تدعو لتغيير الانسان ولا يبالون متى تكتمل عملية التغيير هذه. وقطع ابوهريرة بأن نظام الجبهة الإسلامية سيزور الانتخابات ولكنه دعا لأستخدام تزويرهم هذا من اجل احداث انتفاضة شعبية.
وفى رده على المتداخل اعتبر دالى حديثه جيدا وقال ان ابوهريرة يريد ان يصورنا كدراويش حينما دعا للتعامل معنا بلطف ونحن فى رأيه لا نعرف السياسة كما ينبغى، واكد دالى ان الجمهوريين سياسيين وعلميين فى تعاطيهم للسياسة لأن السياسة عندهم هى تبصير الشعب وخدمته وليس التسيّد عليه، ورأى ان اى جمهورى يمكن ان يكون مسؤولا وقائدا سياسيا متميزا فى اى موقع وضع فيه، مشيرا فى هذا الصدد الى نموذج القيادة التى نهلوا منه وهو الاستاذ محمود الذى كان اول سجين سياسى فى زمن الاستعمار الانجليزى، القيادة عنده ان يتقدم هو تلاميذه فى البأساء ويدخل السجن امامهم ودلل دالى على ذلك بأن الاستاذ محمود كان يتصل بالسلطات حالما يبلغه نبأ احتجازها لأيِ من تلاميذه فى اى مكان بالسودان ليبلغهم بأنه هو المسؤول الاول وهو الذى ارسلهم ليقولوا ذلك الحديث او يوزعوا ذلك المنشور او الكتاب، واضاف: تجربتى الشخصية اننى لم ادخل سجنا او معتقلا الاّ وكان الاستاذ محمود امامى فيه وتابع: حينما انحدرت مايو الى درك الهوس الدينى قرر الاستاذ محمود التصدى لها وبرز هو وحده الى المقصلة ومضى الى ربه. وشدد دالى على ان السياسة التى تنبنى على الفهلوة وتقديم المستضعفين حينما يشتد البأس وتراجع اصحاب الشوكة ثم تقدمهم لدى توزيع المغانم ومقاعد السلطة هو ضرب من السياسة نعرفها ولكن لا نشتريها.
وبخصوص استخدام تزوير الانتخابات لأحداث انتفاضة شعبية، سأل دالى المتداخل عن لماذا لا تنتفض اليوم قبل الغد؟ مشيرا الى البيانات والتصريحات المتتالية من قيادات الاحزاب بما فى ذلك حزب الامة وزعيمه السيد الصادق المهدى عن تزوير الاجراءات الانتخابية من التعداد السكانى وحتى السجل الانتخابى، لماذا تريد حتى تبرد القضية؟، وخلص دالى الى انهمم ظلوا يسمعون بدعاوى الانتفاضة الشعبية والجهاد المدنى والعسكرى ضد نظام الجبهة منذ مجيئه ولكنهم لم يروا لذلك اثرا على الواقع .
صلاح الزين:
دعا الحضور الى اخذ حديث دالى عن الجبهة الإسلامية مأخذ الجد وعدم اعتباره تهويلا او الاستهتار به، وقال ان تجارب التأريخ القريب تبين لنا خطورة الخطاب الإسلاموى وسيطرته مبينا انه خطاب يراهن على حجم الدم العربى فى جينات السودانيين بجانب دينهم وهو بهذا ادار حربه فى الجنوب موضحا ان المهندس داؤود يحى بولاد حينما اراد الانعتاق من ربقة ذلك الخطاب الذى يدعى النقاء والعودة الى قوميته فى دارفور تم اغتياله بواسطة ابناء دفعته فى الجامعة وفى التنظيم الإسلاموى. واوضح الزين ان الخطاب الإسلاموى لديه القدرة على اعادة انتاج نفسه ويمكنه ان يفعل ذلك من خارج اطاره وهو ما يسعى له الان عبر الانتخابات المزورة من اجل استيعاب رمزى للقوى السياسية الاخرى، وتابع: لديه الان سلطة الدولة يريد من خلالها نقل السياسة فى السودان من التأريخ الى الجغرافيا.
و بخصوص الانتخابات، اتفق الزين مع الدكتور دالى فى ان الخطاب الإسلاموى يريد استخدام الاخرين فى شرعنة وجوده على السلطة، واكد تأييده لدعوة مقاطعة الانتخابات ودعا الجميع للعمل من اجل اسقاط النظام.
وفى تعقيبه على المتداخل، قال دالى ان هناك اتفاق فى الطرح بينه وبين الاستاذ صلاح الزين مشيرا الى ان بيان حزب الامة نفسه وضع شروطا لقيام انتخابات نزيهة، مبينا ان هذا لم يتحقق حتى الان، واضاف ان بيان الحزب وضع خيارات عديدة فى حالة عدم استجابة نظام الجبهة لمطالبهم بنزاهة العملية الانتخابية ، وقرر فى البيان ان دخولهم فيها يعطى شرعية لأنتخابات معيبة وزائفة. ورأى دالى ان هذا يمضى فى اتجاه رؤية الاستاذ صلاح الزين.
ابراهيم على ابراهيم – الامين العام للحزب الاتحادى الديمقراطى (الاصل) بأمريكا
قال انه حضر ندوات دالى الكثيرة التى دعا فيها الى مقاطعة الانتخابات وانه حينما دعى الى هذه الندوة تردد فى الحضور كثيرا ولكنه حزم امره بأخرة على الحضور لأن النقاش مع الاخ دالى ممتع وهو كادر متمرس على الجدل وذكى.
واوضح ابراهيم ان مشكلة الدكتور دالى انه يتعامل مع السياسة باعتبارها ابيض واسود وطالما انه ضبطت حالات تزوير فمعنى ذلك ان هناك تزويرا بشكل قاطع ومن اجل ذلك ينبغى على القوى السياسية ان تقاطع الانتخابات. وقطع بأنه فى السياسة 1+1 لا تساوى 2 وانه ليس بعد الابيض اسود وانما هناك تدرج فى الالوان. وللتدليل على رؤيته تلك اشار ابراهيم الى مناسبة الذكرى الخامسة لأتفاقية السلام التى مرت قبل ايام وتساءل عن انه ووفقا للقواعد التى يتبعها الدكتور دالى فى بناء مواقفه هل كان يتصور بان شعبا مثل شعب جنوب السودان شنت ضده حربا جهادية ان يصل لاتفاق سياسى مع النظام الذى شن ضده تلك الحرب؟ واستدرك: هذه هى السياسة. ولفت ابراهيم النظر الى ان الاحزاب الكبيرة تتعرض لهجوم عنيف من دالى والاخرين، وقطع ابراهيم بأنه مهما كان رأينا فى هذه الاحزاب ولكن على الجميع ان يعوا انه لا يمكن ان تقوم ديمقراطية فى السودان بدونها.
و انتقد ابراهيم قانون الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المجاز حديثا من البرلمان ووصفه بأنه غير ديمقراطى لأنه يسمح بفصل الجنوب بنسبة 50 %+1 الى جانب انه خلق تمييز بين ابناء الاقليم الواحد، واعتبر ان المؤتمر الوطنى كان ديمقراطيا اثناء التداول حول القانون اكثر من الحركة الشعبية.
و نفى ابراهيم ان تكون احزاب تحالف جوبا قد وضعت امالا عراضا فى ملتقى جوبا كما اشار المحاضر، وقال ان باقان لم يكن محتاجا للاجتماع مع الرئيس البشير حتى يصحبه السيدين الميرغنى والمهدى فى اجتماعهما بالرئيس لأنه - باقان - كان قد اخذ كل ما يريده من المؤتمر الوطنى.
و بخصوص انتخابات نقابة المحامين اكد ابراهيم تزويرها ولكنه قال انها ظلت تزور طوال العشرين عاما الماضية وارجع ذلك الى عدم اتباع نظام لا مركزى فى الانتخابات بجانب ان القوى الديمقراطية لم تقم بالواجب المناط بها home workحتى تستحق الفوز. وتساءل ابراهيم فى ختام مداخلته عن ماذا سنفعل؟ واجاب: سنخوض الصراع السياسى اليومى.
وفى رده على المتداخل تساءل دالى عن لماذا يصر ابراهيم وجماعته دخول انتخابات نقابة المحامين طالما انهم يعلمون انها تزور طوال العشرين عاما الماضية؟ واعتبر ذلك من باب تجريب المجرب الذى يورث الندامة كما قيل فى المثل، وقال كان ينبغى على المحامين منذ التزوير الاول ان يقاطعوا الانتخابات وان اقتضى الامر مقاطعتها طوال ال19 عاما التى تكرر فيها التزوير. واضاف انه استشف من حديث ابراهيم دخول الانتخابات هو غاية فى ذاته بالنسبة لهم، واكد دالى ان النتيجة محسومة سلفا بفوز الجبهة الإسلامية ولكنها ستوزع على الاحزاب بعض المقاعد فى البرلمان وبعض الوزارات من اجل الزينة والديكور واعطاء انطباع بأن النظام متعدد دون سلطة حقيقية او مشاركة فى صناعة القرار او تغيير فى شكل وتوجهات النظام لأن جهاز الدولة مسيطر عليه تماما من قبل الجبهة الإسلامية وهى تريد الايهام ببعض التغييرات الفوقية مع بقاء جهاز الدولة تحت سيطرتها المطلقة بعد عمليات الاحالة للصالح العام فى كل المرافق وبناء جهاز دولة فى الخدمة المدنية والقوات النظامية واستحداث اجهزة وهياكل جديدة تابعة لها هذا اضافة الى استخدامها المال فى شراء الذمم والترهيب لمن يرفض ذلك.
و بخصوص عدم مشاركة باقان فى الاجتماع الذى ضم السيدين الميرغنى والمهدى الى الرئيس البشير، رأى دالى ان باقان لم يذهب للاجتماع لأنه حل قضيته بعد ان تعب من مماحكات السياسيين الشماليين وليس لديه وقت اضافى لأضاعته معهم فالحرب طوال السنوات الماضية كانت تدور فى اراضى الجنوب وضحاياها المباشرين وغير المباشرين هم المواطنين الجنوبيين الذين دفعوا الثمن الابهظ وعانوا المعاناة الاكبر وان لهم ان يرتاحوا ويجنوا ثمار السلام.
و بخصوص انتقاده للاحزاب الكبيرة قال دالى انه يفعل ذلك لأن ذلك واجبه فى توعية الشعب السودانى، واضاف لأن الجمهوريين يحبون الشعب السودانى لا يريدونه جاهلا بحقوقه كما ارادت هذه الاحزاب الكبيرة واردف دالى: قادة هذه الاحزاب وجماهيرها موضع حبنا وتقديرنا ولكن ما نراه من افكار ضالة ومضللة للشعب منهم فهو موضع حربنا ونقدنا، ولكن دالى قال ان اكبر نقد للاحزاب الكبيرة الان ات من داخلها الى درجة الخروج منها وتأسيس احزاب اخرى موازية.
جعفر كنجم – الحركة الشعبية
اكد انه مع دعوة مقاطعة الانتخابات لأن ما يمضى من اجراءات هو محض مسرحية هزلية معتبرا المشاركة فيها بمثابة منح صك مشروعية مجانا للجبهة الإسلامية. ووجه كنجم سؤاله لممثلى حزبى الامة ابوهريرة والاتحادى ابراهيم على اللذان قالا ان السياسة تقتضى عدم اتخاذ مواقف نهائية مثلما يفعل دالى والجمهوريين، متسائلا عن الثمار التى جنوها بذكائهم السياسى المدعى هذا وماهى محصلة ذلك على الشعب السودانى الان؟. واردف: انتما تعلمان ان نظام الجبهة فاسد ومفسد وبالتالى فإن اية محاولة للتغيير السريع تعنى القبول بفساده هذا وبالتالى مفاقمة السوء القائم اصلا.
و انتقد كنجم قول ابراهيم بان قانون الاستفتاء عنصرى مبينا ان ذلك هو رأى غازى صلاح الدين الذى كتبه فى مقال نشر بصحيفة الرأى العام موجها سؤالا مباشرا لأبراهيم: هل انت مؤتمر وطنى؟. وقطع بان الجنوب يمضى نحو الانفصال داعيا الشماليين للعمل من اجل الحفاظ على بقية اجزاء السودان الاخرى مؤكدا ان السودان لن يمضى فى طريق الوحدة على الاسس القديمة مهما كان الثمن.
وفى رده على المداخلة اوضح الدكتور دالى بان الجمهوريين مشغولين بتغيير داخل الانسان لأنه مصدر الفعل السيئ او الصالح فى الدولة والمجتمع، مبينا ان الاستاذ محمود قال منذ العام 1946: (فقد يخرج الانجليز غدا ، ثم لانجد أنفسنا أحرارا ، ولا مستقلين ، وانما متخبطين في فوضى مالها من قرار) (ذلك بأن الاستقلال ليس هو استبدال الانجليز بانجليز في أسلاخ سودانية) . وقطع دالى بأن هذا ما حدث بالضبط حيث اننا ظللنا نتخبط فى التيه منذ جلاء الانجليز وحتى اليوم ونحكم اليوم بمستعمرين فى اسلاخ سودانيين اضطهدوا الشعب وقتلوه واذلوه وسرقوا ثرواته.
و اكد ان طريق الجمهوريين هو الخط المستقيم نحو التغيير وفى تقديرنا هو اقرب طريق للتغيير، طارحا سؤالا مباشرا عن لماذا يفسد الانسان فى السلطة؟ وقال ان الاجابة على هذا السؤال تقتضى الاجابة على السؤال الوجودى الذى طرحته الفكرة الجمهورية ودعت للاجابة عليه عبر اتباع المنهاج النبوى. واكد ان السلطة تجعل الاصدقاء يقتل بعضهم بعضا كما رأينا فى تجارب الثوار المدعين فى المنطقة العربية وفى السودان. وشدّد دالى على ان قضية التغيير الذاتى ليست بالامر الهين ولا البسيط وهى اعقد واكبر من تصور المتصدين للعمل السياسى، موضحا ان السياسى المسؤول هو الذى يعلم الشعب كيف يكون مسؤولا ليحافظ على حقوقه وعلى بلاده.
و بخصوص قانون الاستفتاء اكد دالى انه لا علم له بالتفاصيل الدقيقة والملابسات التى حدثت اثناء اجازة القانون ولكن الحركة الشعبية التى حاربت نظام الجبهة طوال هذه السنين وفاوضته تعرف جيدا اساليبه الملتوية فى وضع العراقيل والأفخاخ وبالتالى فإنها ربما تشددت فى تفاصيل القانون حتى تسد الثغرات التى يمكن ان يتسلل منها نظام الجبهة الإسلامية، وقال انه يعطى الحركة الشعبية حسن الظن فى ذلك لأنه لا يتصور انها حاربت واحد وعشرين عاما فى الميدان من اجل شعبها لتأتى وتحرمه من حقه فى التصويت على الاستفتاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.