شاهد بالفيديو.. أسرة قائد كتائب البراء تطلق "الزغاريد" بعد وصوله من السعودية    بالصورة.. المريخ يواصل تدعيم صفوفه بالصفقات الأجنبية ويتعاقد مع الظهير الأيسر العاجي    بالصورة.. المريخ يواصل تدعيم صفوفه بالصفقات الأجنبية ويتعاقد مع الظهير الأيسر العاجي    المريخ يكمل التعاقد مع ظهير ايفواري    شاهد بالفيديو.. أسرة قائد كتائب البراء تطلق "الزغاريد" بعد وصوله من السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. ظهرت وهي تبادل عريسها شرب الحليب بطريقة رومانسية.. مطربة سودانية تكمل مراسم زواجها وسط سخرية جمهور مواقع التواصل    شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تغني لزوجها وتتغزل فيه خلال حفل بالقاهرة (قلت للحب حبابو.. سألت انت منو قال لي أنا جنابو) وساخرون: (ختر خير جنابو الخلاك تلبسي طرحة)    قائد كتيبة «البراء بن مالك» يرسل عدة رسائل    معبر ارقين تستقبل اكثر من 700 سودانيا مرحلا من مصر    المريخ يبرم صفقة نيجيرية ورئيس النادي يفتح باب الحوار أمام الصفوة    حوار صريح مع الصادق الرزيقي وآخرين من عقلاء الرزيقات    ردًا على العقوبات الأمريكية.. بورصة موسكو توقف التداول بالدولار واليورو    صالون لتدليك البقر في إندونيسيا قبل تقديمها أضحية في العيد    بعرض خيالي .. الاتحاد يسعى للظفر بخدمات " محمد صلاح "    غوغل تختبر ميزات جديدة لمكافحة سرقة الهواتف    ((هولاء رجالي فجئني بمثلهم ياجرير))    "أشعر ببعض الخوف".. ميسي يكشف آخر فريق سيلعب لصالحه قبل اعتزاله    بعد انحسار الأزمة.. الاقتصاد يعزز التوافق بين الرياض والدوحة    امرأة تطلب 100 ألف درهم تعويضاً عن رسالة «واتس أب»    الدولار يسجل ارتفاعا كبيرا مقابل الجنيه السوداني في البنوك المحلية    شاهد بالفيديو.. في أجواء جميلة.. لاعبو صقور الجديان يحملون علم جنوب السودان عقب نهاية المباراة ويتوجهون به نحو الجمهور الذي وقف وصفق لهم بحرارة    ناشط جنوب سوداني يكتب عن فوز صقور الجديان على منتخب بلاده: (قاعدين نشجع والسودانيين يهتفوا "دبل ليهو" ولعيبة السودان بدل يطنشوا قاموا دبلوا لينا..ليه ياخ؟ رحمة مافي؟مبروك تاني وثالث للسودان لأنهم استحقوا الفوز)    القصور بعد الثكنات.. هل يستطيع انقلابيو الساحل الأفريقي الاحتفاظ بالسلطة؟    "فخور به".. أول تعليق لبايدن بعد إدانة نجله رسميا ..!    الهروب من الموت إلى الموت    ترامب معلقاً على إدانة هانتر: سينتهي عهد بايدن المحتال    شرطة مرور كسلا تنفذ برنامجا توعوية بدار اليتيم    تُقلل الوفاة المبكرة بنسبة الثلث.. ما هي الأغذية الصديقة للأرض؟    4 عيوب بالأضحية لا تجيز ذبحها    عدوي: السودان يمر بظروف بالغة التعقيد ومهددات استهدفت هويته    قصة عصابة سودانية بالقاهرة تقودها فتاة ونجل طبيب شرعي شهير تنصب كمين لشاب سوداني بحي المهندسين.. اعتدوا عليه تحت تهديد السلاح ونهبوا أمواله والشرطة المصرية تلقي القبض عليهم    نداء مهم لجميع مرضى الكلى في السودان .. سارع بالتسجيل    شاهد بالفيديو.. الراقصة آية أفرو تهاجم شباب سودانيون تحرشوا بها أثناء تقديمها برنامج على الهواء بالسعودية وتطالب مصور البرنامج بتوجيه الكاميرا نحوهم: (صورهم كلهم ديل خرفان الترند)    الإمارات.. الإجراءات والضوابط المتعلقة بالحالات التي يسمح فيها بالإجهاض    إسرائيل: «تجسد الوهم»    الإعدام شنقاً حتى الموت لشرطى بإدارة الأمن والمعلومات    اللعب مع الكبار آخر قفزات الجنرال في الظلام    نصائح مهمة لنوم أفضل    إغلاق مطعم مخالف لقانون الأغذية بالوكرة    شرطة بلدية القضارف تنظم حملات مشتركة لإزالة الظواهر السالبة    التضخم في مصر.. ارتفاع متوقع تحت تأثير زيادات الخبز والوقود والكهرباء    إجتماع بين وزير الصحة الإتحادي وممثل اليونسيف بالسودان    أمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في "شومان"    عودة قطاع شبيه الموصلات في الولايات المتحدة    داخل غرفتها.. شاهد أول صورة ل بطلة إعلان دقوا الشماسي من شهر العسل    محمد صبحي: مهموم بالفن واستعد لعمل مسرحي جديد    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    من هو الأعمى؟!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فوازير وإفتراءات الأمين العام للحزب القومي السوداني المتحد - مكتب القاهرة
نشر في سودانيل يوم 25 - 01 - 2010

بدأت أشفق حقيقة علي حال الحزب القومي وقياداته وهم يقفون علي خط ( وهم المطابقة ) باعتباره وهماً ما ورائياً بقي مستحكماً في عقولهم وفكرهم ومفاده غياب الحقيقة ونقصان التجربة السياسية المتعالية علي الممارسة .. فتخيل معي أيها القارئ إذا كان هذا هو خطاب الأمين العام للحزب القومي السوداني المتحد بالقاهرة ( محجوب سعيد زكريا ) .. الذي يعد جمهور النوبة بأنهم وحزبهم ( سفينة نوح ) يفقد قادته صوابهم ما أن سمعوا صوتاً كصوت مداد قلمي يصرخ داوياً ، يقوم بنقد وتفكيك مؤسستهم .. منادياً بالتغيير والثورة من داخل أروقة الحزب عبر كل مقالاتي وخاصة الحلقة السادسة من القراءة النقدية .. وفقدان الحزب القومي لصوابه يحتاج هذا منا لقراءة تشخيصية لثقافة ولغة خطاب أمينه العام التي جاءت كلماته كلها عبارة عن مهاترة وملاسنة عبر خطاب مشوب بالهمز واللمز والتنابز البذئ تكشف عيوباً أساسية في المنهج الفكري الذي يؤدي إلي كل هذا القدر من النتائج والنماذج لقيادات صارخة للرؤية المشوهة بالآمال الجوفاء في أزمنة الهزيمة والإحباط مما يعني السطحية والسذاجة إن لم تكن تعبيراً عن عقدة نقص مزمنة مستعصية علي الشفاء .. والتي لم تتحرر بعد من أوهام الماضي وربقة السلف الكلاسيكي كما أسلفت بنمط من التفكير الانفعالي الذي يقود إلي أيديولوجية الإفلاس ومنوال الكارثة بهدف عدم تجاوز عثراته ونواقصه وإشكالياته المصطفة والزائفة وكذلك مرجعياته المؤدلجة التي تدفعه إلي إرادة عدم المعرفة فعلي الحزب القومي السلام.
فلا تمر علينا لحظة إلا والأيام تثبت لنا مدي صدق حدسنا في سذاجة وجهل قيادات الحزب القومي مكتب القاهرة بأدنى مجريات العمل السياسي والإداري وما يدور في الساحة السياسية من تحولات وتغيرات .. فأصبحت منزعجة من كتاباتي التي أثارت حفيظتهم وجعلتهم يصبون جل غضبهم وأكاذيبهم وإرجافهم بقصد إثارة الرأي العام واستدرار عواطف قواعد جماهيرهم بعد الفضيحة التي أرتكبوها بدون وعي وقصد منهم فأدخلت حزبهم وجماهيره في مأزق حرج في هذا المنعطف الخطير ، وكعهدهم دوماً الافتراء والكذب وغلط الأمور ولي عنق الحقيقة لأنهم لا يجيدون العمل إلا في الأجواء العكرة والكذب المفضوح نسبة لتركيبتهم النفسية والسيكولوجية التي جبلوا عليها لأن مصداقية العمل العام لم تتوفر فيهم ولا داخل أروقة مؤسستهم الحزبية التي همها وديدنها دوماً الاختلاف والتناحر وإقصاء الآخر واتهامه.
لقد طالعت رد مقال محجوب سعيد الأمين العام للحزب القومي بالقاهرة أحد أضلاع المثلث للعقل التآمري .. فمن حقه أن ينفي لأن ( الشينة منكورة ) .. لقد رد علي حلقات مقالاتي كما يدعي بصفته الشخصية لأن الأمر تجاوز إطاره السياسي المألوف إلي اتهام جنائي في حق مكتب القاهرة وفي حق أفراد بعينهم .. لكن أقول له ما سقته لا يعتبر رد شخصي بل بصفتك ممثل الأمين العام للحزب لأنك سقت كثير من اللغط بأسم حزبك من خلال ما وجدته في محضر دفاتر حزبك وأنت ما زلت قادم جديد عليه .. بأسلوب فيه نوع من المهاترة والملاسنة السياسية وليس توضيح للحقائق لأنك وحزبك أبعد ما تكون عن الحقيقة في انفعالية مغالطة للواقع تعتبر إدانة واضحة لحزبكم وجريمتكم التآمرية مما يعكس الخلل الفكري الذي أصابكم وهذه ظاهرة سلبية في مناخنا الفكري والثقافي .. فهي ظاهرة سلبية تعيد إلي الأذهان ذكري معارك المهاترات والتنابز والتلاسن التي لا تعود بنفع .. ولكن أدركت مدي الإفلاس السياسي والخواء الفكري التي تعيشه أمثال هذه القيادات التي تمثل الحزب القومي ومشاعر التخوف ودواعي الحساسية فلذلك لا أود أن أشغل بها القارئ لأنها ليست ( معارك فكرية ) بل أصبحت (معارك شخصية) أستخدمت فيها أحط الأساليب وعلي رأسها أسلوب التشهير ولم يتحرج فيها محجوب سعيد من استخدام أقذر الأسلحة وهو الكذب ومن أمثلة ذلك ما قاموا به من نسج تقرير كله إفتراء وكذب لجهات أجنبية بتهمة الإرهاب العالمي فهي حقيقة وليس إتهام .. فالرائد الذي يكذب أهله لا يتوارى أن يكذب ويكذب .. فهل هناك أكثر من تهمة الإرهاب وهي تهمة عالمية فمن الطبيعي أن تصفني بكل ما يروق لك لأنك أصبحت بلا ضمير ولا أخلاق وقيم إنسانية .. لكنها هي ( الديماجوجية ) التي تسود مناخنا الثقافي والتي تتسق مع تطرف الخصومة وانعدام أدب الخلاف والتخلف وهي مترادفات ومحاولة غير ذكية وغير موفقة منك لاستدراج القراء وجماهير جبال النوبة التي أصبحت واعية بما يدور .. بعيداً عن المعركة الأساسية مع تنظيم لا يرتكز علي أرضية من الفكر والمنهج وأدب الحوار والنقد البناء وليست معارك شخصية أو مهاترات لقد ولي زمانها وأنا لست من أنصارها فأرجو أن تناقشني وتجادلني بنفس المنطق الفكري والحوار العلمي المؤسسي من خلال أطروحات وآليات منهج حزبك وبرامجه وأداؤه وإنجازاته ليس لإقناعي بل إقناع القراء وقواعد جماهير جبال النوبة وإلا فأن إحساسك بالعجز عن المواجهة بالمثل يعتبر فشل في الرد وقصور في التصدي وهي في النهاية تقود إلي نوع من الترهات وغثاء لا نفع فيه وتطاول لا رد عليه وتدن لا تستطيع أن تستدرجني إليه لأنه تدني في الفكر ومقارعة الحجج فلك أن تتخيل وتتوهم كما تشاء والخيال حق لأصحابه أمثال الذين يرمون الآخرين بجذاف التهم داخل حزبك وبما تسمي هذه المؤامرة التي قمتم بها حيالي فماذا كنتم تريدوني أن أفعل ؟؟ ! فمن واجبي أن أدافع عن نفسي وكشف الحقائق والمستور وتوضيح المناخ الذي صدر فيه وخلفية المعارك وراء ذلك لأن صاحب كل قلم جرئ محارب وصاحب كل كلمة حق مستهدف من قبل الجهالة .. ولعلك تفزع إذا ذكرت لك إن ما سبق من قول أهون ما في الأمر وأن ما خفي أعظم وأسوأ وأمر فلا تتعجل !!! لكنني أطمئنك بأن مثلي لا ينثني ولا ينحني ولا يتهدد وأن ذلك كله لم يزدني إلا إصراراً وصلابةً وعشقاً لوطني وأهلي.
فهل من الأخلاقيات والمثل والقيم أن يقوم رئيس حزب ونائبه وأمينه العام بالتخول علي حق إمراة ضعيفة لا حول لها ولا قوة إلا قول الحق والنقد البناء لسياسات الحزب وهي تشغل أمينة المرأة بالمكتب التنفيذي باختلاس رقمها السري والقيام بفتح بريدها الإلكتروني بمنزل ( سيادة الرئيس ) والإطلاع علي أسرارها في سابقة غريبة دون مراعاة لحق الزمالة وصون حقوق المرأة مما جعلها تصاب بالصدمة وترفض العمل نهائياً مع الحزب القومي مما أصاب بقية الأعضاء بالخيبة والحزن والمطالبة بتشكيل لجنة للمحاسبة لأنه أثر في فشل إقامة اجتماعات المكتب التنفيذي لأكثر من خمسة اجتماعات متتالية وكنت حينها رئيساً للجنة فماذا حدث ؟؟!! غياب التقرير في دهاليز المكتب والتعمد في ترهل الاجتماعات لأسباب واهية مع قصد تغيب الآخرين .. فأرجو من الأمين العام أن كان صادقاً وأميناً أن يطلع عليها ويجد هناك الكثير من الرؤى والتصورات والآراء والأفكار وتقارير لم تجد أذن صاغية ليقولها بأمانة وشجاعة لأنها تشيب الرأس.
أما بخصوص الدعوة القضائية هل هذه فزورة جديدة للخروج بحزبك من المأزق التاريخي الذي وضعتموه فيه وشد الانتباه علي ما أعتقد من خلال المحكمة الدستورية بالسودان والسلام القادم ربما قد يصبح أحد قيادات حزبك وزيراً للعدل أو رئيساً للقضاة .. فما كان من الأجدى لكم أن تكون بقاهرة المعز حيث مشهد الجريمة وفصول مسرحية التآمر ومواقع الشهود ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة وسفارة أستراليا والبوليس الدولي ( الأنتربول ).
القراءة النقدية للحلقات الست حول ( تناقضات مواقف أبناء النوبة وما يثار عن الهيمنة والتهميش نحو وعي قومي جديد ضد التعصب ) كانت بمثابة معالجة للبيانات والمقالات التي أثارت ردود أفعال واسعة وسط الساسة والمفكرين والعوام وأصبح حديث المجالس فإستشعاراً بالمسئولية الملقاة علي عاتقنا ونسبة للمنعطف الخطير والهام التي تمر بها قضية جبال النوبة من تطورات سريعة ومتلاحقة كان لزاماً علينا في الصحافة كسلطة رابعة مواكبة الأحداث والتفاعل معها والتي تقاعس عنها الحزب القومي بعد أن دب الخلاف وسط قياداته بعد شهر من انعقاد مؤتمر ( كاودا ) ، لذلك سعيت بجدية وهمة لإثبات الوجود النوبي في عدة قضايا ( البيانات والمهاترات ، المجلس الإنتقالي بولاية جنوب كردفان ، مؤتمر كاودا ، الحركة الشعبية في جبال النوبة ، التعايش السلمي بين النوبة والقبائل غير النوبية في جبال النوبة ، الأحزاب السياسية النوبية .. نشأتها وتطورها ، القيادات النوبية والنخب السياسية ، مسيرة الحزب القومي السوداني المتحد والتحديات ) وطرحت فيها أرائي الشخصية حولها بكل تجرد ونكران ذات لم أذكر فيها بأنها تمثل أراء الحزب القومي حتى يأتي الحزب ويحاول أن ينفي ذلك عن نفسه كأن العالم اتهمه بذلك.
أما بخصوص شأن مؤتمر ( كاودا ) لقد قلت فيه رأي بكل صراحة وموقفي عن المؤتمر داخل الاجتماعات وخارجها وتمسكت بها لأنه مبدأ يمليه لي ضميري بأن المؤتمر صاحبه بعض من الأخطاء والسلبيات وأنه ليس أخر إجماع للنوبة وأن تفويض الحزب القومي السوداني المتحد قضية جبال النوبة ومستقبلهم السياسي لقيادات الحركة الشعبية بأنه أكبر خطأ تاريخي في ظاهرة هي الأولي من نوعها في العمل السياسي وامتطينا بعدها قطار الحركة الشعبية المتجه إلي المفاوضات فلا ندري إلي أين تكون المحطة النهائية للقطار ونحن فوضناهم للتحدث نيابة عننا في شأن قضية جبال النوبة فأصبحنا كالطفل الذي أصابته علة فلا يقوي علي الحديث وأمه نيابة عنه تحكي للطبيب ما يعانيه وبذلك أصبحنا نعيش علي أحلام الانتظار لكي تسلمنا الحركة الشعبية مفاتيح السلام وحقوقنا بمنطقة جبال النوبة علي ظهر حصان ( طروادة ) وهم يهتفون لها في مراسم استقبال الفاتحين .. فهل يعني ذلك بأنني مكابر.
أما بالنسبة للعلاقة الإستراتيجية التي تتحدث عنها ما بين الحزب القومي والحركة الشعبية .. أقول لك لا توجد أي علاقة إستراتيجية هذا استهلاك كلام وحديث .. إن انضمام أبناء النوبة إلي الحركة الشعبية ليس كحلفاء مؤثرين بل اختاروا أن يكونوا مقاتلين في صفوف الحركة وصاروا وقوداً للحرب ، بالرغم هم الذين ثبتوا الحركة وحققوا الانتصارات وما وصلت إليه الآن .. لكن دون إستراتيجية مدروسة حتى تهابهم قادة الحركة وتضع لهم اعتبار كمحالفين أقوياء وفي كيان نوبي مؤسس يعمل جنباً إلي جنب مع الجنوبيين داخل وعاء الحركة الشعبية في نضالها المسلح عبر رؤى وأهداف وإستراتيجيات من أجل منطقة ومستقبل شعب جبال النوبة وليست من أجل أهداف الحركة الشعبية وحدها والجنوبيين فقط ، والتي تبدلت وتغيرت وتمحورت في أثواب عديدة مما أدي إلي تهميش دور أبناء النوبة .. بل وتصفية خيرة قياداتها علي أيدي بعض قادة الحركة الشعبية بعد أن شقوا عصي الطاعة والولاء وأعلنوا تذمرهم صراحة لجون قرنق وسياساته ونهجه ضد أهداف ورغبات أبناء النوبة التي من أجلها أعلنوا انضمامهم إلي الحركة الشعبية وحتى قرنق نفسه لا يثق في أبناء النوبة . وحينما سردت هذه الحقائق في القراءة النقدية الحلقة الرابعة ( الحركة الشعبية في جبال النوبة ) لبعض من المسكوت عنه حتى يعي أبناء النوبة الدرس وجزء من الحقائق الأليمة التي مارسها قادة الحركة ضدهم وما يحاك لهم للإنتباه وليس إلا .. وصفوني بالعميل والمندس وتابع للنظام وغيرها من النعوت وبعضهم بالتهديد والقتل من أشخاص مجهولين عبر التلفونات .. حتى وقعت الآن الفأس علي الرأس وخذلتنا الحركة وساومت بقضيتنا فلم ننال إلا ( الفتات ) من هذه المفاوضات وذهبت توصيات مؤتمر كاودا الشهيرة أدراج الرياح وأصبحت جبال النوبة هي ( جنوب كردفان ) .. ولكن للأسف لم يعي أحد ما أكتبه أو أقول نسبة للغشاوة التي عمت الأبصار .
وللأسف الشديد قيادات الغفلة بالحزب القومي أو حتى الذين يروجون لهذا الغلط ويسوقون الأكاذيب تباعاً لم يكن واحداً منهم كلف نفسه أو قام بالإطلاع علي هذه الحلقات الست ودراستها.. بل كانوا يلحوا علي المطالبة بتمليكهم إياها ، مما يدل علي عدم متابعتهم لما يجري في الساحة السياسية وما يكتب علي صفحات الإنترنت حتى يستطيعوا تقييمها للخروج برؤى عنها بل أتبنت معلوماتهم علي الحقد والإشاعات والكلام المنقول المتواتر . والغريب في الأمر حتى أن محجوب سعيد الذي جاءت به الصدفة طارقاً أبواب الهجرة واللجوء وليس النضال أو العمل السياسي كان يسألني في استغراب ( هناك صراعات خفية داخل هذا المكتب وعدم انسجام ونفور لم أفهمه وما هي القراءة النقدية التي يتحدثون عنها ) .. ولكن سرعان ما تم احتوائه وتذويبه داخل مجموعة ( اللوب ) التي ديدنها أسلوب التهجم ومحاولة التقليل من شأن ودور الآخرين وعدم إيمانهم بحرية الرأي والتعبير والحوار البناء والموضوعي والتي نصبت نفسها وصية علي الحزب القومي وجبال النوبة فليس علي أحد التحدث عن قضايا النوبة إلا بإذن أو تزكية منهم وويل للذين يخالفونهم الرأي النيل منهم منهجاً في دعوتها بعيدة عن الديمقراطية والمؤسسية وثوابت الحزب التي تتشدق بها وهي غير ملتزمة بها فكرة ودعوة ومنهاجاً .. فهذا ليس بكاء علي المناصب كما تدعي ؟! .. بل توضيح للحقائق وما يدور في كواليس حزبكم من خلال بياني الذي أصدرته بعد اللقاء مع قيادات الحركة الشعبية بمكتبهم بيوم واحد بعد الاتفاق علي أجندة معينة هي مناقشة التحولات القادمة بعد السلام وكيفية الاحتفال بالسلام بعد التوقيع بين الطرفين لكن للأسف نتفاجأ فإذا برئيس الحزب يقوم بتسليم ورقتين لممثل الحركة لم أعرف محتواها ولكن بعد مداولات الجلسة أدركت بأنها أحدهما بيان للحزب بخصوص المقالات الست والأخر إعتذار عن الضرر الذي أصابهم من خلال حلقاتي .. فلذلك قمت بإصدار البيان الصحفي ولقد أوضحت فيه كل هذه الحقائق والملابسات وكثير من حلقات التآمر وما يدار داخله من مجموعات اللوب دون خوف أو محاولة دفن الرؤوس في الرمال وأنا ما زلت بالمكتب التنفيذي وقلت فيه .... ( إن ما هو حادث الآن في غياب المؤسسية لقد أثبتت تنظيماتنا التقليدية وقوي السودان القديم في جبال النوبة المتمثلة في حزبنا القومي العتيق بزمانه والفقير بمؤسسيته إلا وأن يؤكد الانفلات التنظيمي دون كابح مؤسسي وأن المراقب للواقع الآن يعلم بأن هذه المؤسسية الفردية تدار عبر قبيلة مأدلجة ( كارزما ) وعقلية التآمر علي النوبة ديدنها الوحيد الاغتيال السياسي وتجاوز وتهميش دور الآخرين وتبخيس عملهم ... الخ ).
فإذا كنت أبكي علي المناصب والقيادة ما كنت تجرأت وقلت هذا .. والحمد الله بأنك اعترفت بأنني كنت أعمل مديراً لمنظمة إسلامية .. لكن أوضح لك بأنها منظمة غير حكومية خيرية طوعية عالمية مسجلة ضمن منظمات الأمم المتحدة تتمتع بحصانة دولية ورئاسة مقرها بدولة الكويت ويتم التقديم والتعيين لها من الكويت وموظفيها يتاقضوا رواتبهم وحوافزهم بالعملة الأجنبية وكل شهر يأتي مسئولاً ميدانياً من دولة الكويت ليقف علي طبيعة عملها ومعالجة المعوقات ووضع الخطط ومناقشتها ورفع تقاريرها الشهرية وكنت أتمتع فيها بكل الصلاحيات وسبل الراحة والتسهيلات رغم ذلك تركتها .. فأنت أخر من يتحدث ويمس هذه المنظمة التي لا تمت إلي الحكومة بصلة لكن يبدو أن صورة النظام الحاكم والجبهة أصبح شبح لن يبارح خيالك وفكرك رغم تصالحه مع الحركة الشعبية وتقسيم الأدوار بينهما.
ذكرت بأن الحكومة تحرم كل من ينتمي إلي الحزب القومي والشرفاء أن يتحركوا بحرية .. لكن أذكرك بأن رئيسك الحالي الأب فيليب عباس غبوش دخل بحزبه القومي الحر في التوالي السياسي وقام بترشيحه للبشير لرئاسة الجمهورية في فترة كان الجهاد معلناً ضد مواطني جبال النوبة .. حتى لا تكيل بمكيالين أما بالنسبة للبروفسير الأمين حمودة نائب رئيس حزبك هو رئيس لجنة الصداقة الشعبية لليابان وهي تعتبر من الأجهزة الحكومية التابعة للإنقاذ ويدعي بأنه يعارض النظام من خلال الحزب القومي السوداني المتحد وهو مثلك الأعلى لقد ذهبت إليه في بداية عهد هذه الحكومة في وفد من الطلاب وكنت حينها رئيساً لرابطة جنوب كردفان بجامعة الخرطوم وطلبنا منه أن يكون مشرفاً على الرابطة لأننا كنا نفتخر بأنه من جنوب كردفان وكفي فماذا كان رده الذي جاء مغيباً للآمال ( أنا ما عاوز تدخلوني في مشاكل مع الحكومة ) .. وكذلك عبدالله التوم الإمام أحد القيادات البارزة في الحزب القومي السوداني المتحد والأكثر إنفتاحاً للحوار مع الآخر والأكثر حركة ونشاطاً وتجوالاً ما بين الخرطوم وجبال النوبة منذ بداية الإنقاذ وحتى الآن وله شعبية ونفوذ واسعة في منطقة جبال النوبة وبصمات في العمل .. هو بارز في المجلس الانتقالي للسلام بولاية جنوب كردفان الذي رئيسه اللواء بكري حسن صالح والذي يقع علي عاتقه رعاية العائدين من أبناء النوبة ويشرف علي قري النازحين العائدين بتوفير الحياة الكريمة لهم .. فلماذا تحرمك أنت ولم تحرم قياداتك العليا هذه من الحركة في الوقت الذي تسير هناك قوافل إلي مناطق جبال النوبة من قبل الروابط الطلابية والجمعيات الأهلية لقبائل جبال النوبة.
فماذا قدمت أنت لأهلك هو المقياس الحقيقي أو علي مستوي حزبك منذ تأسيسه وحتى الآن عبر كل العهود خاصة عهد الحكومة الديمقراطية الثالثة ؟؟! .. فإذا أفترضنا بأن الحكومة حرمتك أنت وحزبك من حرية التنقل والحركة إلي أهلك في جبال النوبة فماذا قدمتم لهؤلاء الذين نزحوا وهم الآن بقري السلام بكل من الحاج يوسف وأمبدة وجبل أولياء وسوق ليبيا ومايو وبقية أطراف ولاية الخرطوم وأصبحوا باعة متجولون .. ( ستات الشاي .. الورنيش ...) في كر وفر مع أفراد المحلية وتيم النظام .. أليسو أحدي شرائح المجتمع النوبي .. إنهم في صراع مرير مع الحياة من أجل توفير لقمة العيش فتجدهم تحت أشعة الشمس الحارقة في أطراف الفرندات وزمهرير الشتاء يعانون ما يعانون .. فقد أصبح أبناؤهم فاقد تربوي ومنهم المغلوب علي أمره وهم علي بعد خطوات أو أمتار من رئاسة مكتب حزبك فلماذا لم يكلف نفسه بالسعي الجاد والعمل علي حل مشاكلهم أو علي الأقل مؤاساتهم والدفاع عن حقوقهم ولا أيضاً الحكومة منعتهم !! .. ولكن؟ ( لمن الشكوى ومن الذي يسمع) !! .
وحتى علي مستوي علماؤنا الأجلاء المتمثلة في قياداتك العليا ( دكاترة الجامعة ) ماذا يعرفون عن أهلهم وذويهم وقراهم التي هجروها منذ أيام الدراسة وإنقطعت الصلة بهم .. ماذا قدموا لأهلهم من خلال مواقعهم ومناصبهم وأهلهم يعضون الأنامل ويتحدثون عنهم بحسرة هذا ما كان يؤرقني حينما كنت أجلس واستمع إليهم من خلال جولاتي في تلك القرى .. ولكن حقيقة صدقت الأخت المحامية المناضلة الغيورة علي أهلها ووطنها جبال النوبة الأستاذة / عفاف تاور كافي – رئيسة المنظمة العالمية لرعاية المرأة بمناطق النزاعات بجبال النوبة وأنا أحييها علي البعد فخراً للمرأة النوبية والقيادة الراشدة علي ما قامت به تجاه أهلها في أطراف الخرطوم وجبال النوبة .. فهي تقول ..( فإن النضال الحقيقي هو في العمل وسط أخوتنا وأبنائنا في الداخل والعمل علي استقرارهم وبذل الجهد في تعليمهم وترقية شأنهم وحل مشاكلهم وتثبيت حقوقهم وتنمية مدنهم وقراهم بدلاً من التسكع في بلاد الغير والتطلع إلي الهجرة إلي بلاد الأمريكان والكنديين وغيرهم فإن بلادنا وإن كانت تعاني الفقر الآن إلا أنها غنية بإمكانياتها المزخرة وبأهلها المخلصين وهي في انتظار وسواعد أبنائها لتعميرها وتنميتها ).
سدنى – استراليا 28 إكتوبر 2004 م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.