[email protected] احسب ان الاخوة القطريون لا يقرأون ما يكتبه السودانيون في الصحف والشبكة الانترنت بشأن مبادرتهم حول تسوية قضية دارفور . ابتداء من الشكوك الكبيرة في اهداف المبادرة من اساسها هنالك من يذهب بأن القطريون يشترون الزمن لحكومة الخرطوم ومنهم من يري ان الامر كله محاولة لصرف انظار المجتمع الدولى من جرائم حكومة الخرطوم التى تجاوزت سلوك الكيان الصهيونى حتى لا تستمر انتقاد الدور العربى السالب في دارفور.في الوقت الذى يستجدى العرب لفت انتباهه المجتمع الدولى فيما يحدث في الغزة . واكثر اهل السودان بل جلهم يعتقدون بان الجهد لم يكن سوي محاولة الترميم العلاقات الخربة بين جناحى الانقاذ واعادة بناء امبراطورية الترابي . ومهما يكن الامر ان المناخ الذى اوجد هذه المبادرة لا يساعدنا في توفير حسن النيه وان شئنا لكونه مولود من رحم الجامعة العربية التى كانت طرفا مباشرا في الحرب بجانب الخرطوم , الي جانب اسئلة اخري يصعب اجابتها الا القطريون انفسهم اولها (1) لماذا تم تكليف دولة القطر اذا كانت مصر نفسها ترغب في القيام بهذا الدور ما لم يكن محاولة توريط القطر في مهمة مستحيلة حتى تتوقف من ممارسة دور الطبيب في المنطقة العربية بدون الترخيص. ؟ (2) كيف لدولة قطر بمؤسساتها تعتقد بان الحوار بين د. خليل ابراهيم والحكومة مفتاح لحل قضية دارفور في الوقت الذى الحرب كانت دائرة عندما كان الدكتورخليل جزء من حكومة البشير بل جزور المشكلة ابعد بكثير حتى من تأيخ دولة القطر بحدودها في الخريطة الكونية ؟ (3) كيف تستطيع قطر والجامعة العربية وغيرها من المنظمات الدولية التى تعمل مع قطر ارغام حكومة البشير التخلي عن السلطة لان الوصول للتسوية الحقيقية وتهدأة الثورة الدارفورية تحتاج الحد ادنى . لها اقرار استقلال القضاء هو شرط يجب توفره في اية تسوية سياسية وان تخلت عنه الجنوبيون طوعا لانه من المستحيل ان يقبل المؤتمر الوطنى تنفيذ هذا البند الذى يقودهم الي المحاكم من اصغر موظف الى القمة وعنده لم يكن الوقت مناسبا حتى الحديث عن انهيار النظام. او انهم لا يريدون للنظام ان ينهار قبل ان يؤكل طعام نيفاشا بالرغم من مرارة التغاضى عن هذا البند وباتوا يدفعون الثمن علي مدار اليوم ولكن ثمنه الاستقلال ربما تمحوبعض الذكريات الاليمة. وهو الظرف الذى لا يتوفر اوتكراره في الحالة الدارفورية لان القضاء المستقل والديموقراطية الحقيقية شرطان لا غنى عنها لتهدأة ثائرة دارفور وغضب الشعب السودانى بشكل عام وبديله طوفان لايعرف من اين يأتي عندما تصبح الموت لا محاله, افضله بيد الظالم حيث بات قاب قوسين او ادنى من ذلك (4) و لماذا يستمر القطريون في عمل, الجميع يعلم تماما ان فرص النجاح لم تكن اقل من المستحيل لان قادة الحركات لم تأت الي القطر الا لضرورة دبلوماسية . وناهيك من امتناع البعض عن الحضور لانهم في مأمن عن الضغوط الدبلوماسية وحتى لو وقعت جميع هذه القيادات لم تكن هناك حاجة الي اكثر من اسبوع واحد تظهر قيادات جديدة تحل محلهم وتقود ذات الجيوش وبل اكثر شراسة وتنظيما وفي كل الاحوال المناخ سياسي الحالي في قطر لا يصلح الا تمارينا دبلوماسية للوسطاء او كسب الزمن للخرطوم حتى تنفذ العملية الانتخابية وتكسب الشرعية وللقطر جزيل الشكر (5) ما هو المحصلة النهائية تريد القطر للوصول اليها في محطة دارفور اذا كانت للخرطوم امامها سبعة اتفاقيات تمت توقيعها من بينها احدى حركات الدارفورية والخرطوم تتلكأ اوترفض صراحة في تنفيذها. ما هو القيمة الاخلاقية والدور السياسي المرتقب من صناعة اتفاقيات اخرى تضاف الي الصف الطويل من الاتفاقيات كانت بالتاكيد الواحدة منها تغنى عن الجهد القطري اذا كان هنالك ادنى حد من الالتزام؟ (6) هل لدى القطريون متوفر لديهم احساس بان السودانيون يقدرون جهدهم ؟ والواقع المشاهد يقول غير ذلك . هذه مشاهد من اراء بعض السودنيين( سودنيز اون لين/18/12/)12ليس هنالك اية ضرورة للقطر ان تحشر انفها في كل المخططات الاجرامية لنظام البشير فان الدور القطري بات مكشوفا ولا تعدو اكثر من مساعدة القاتل للتخلص من الجثة انتهى) وفي سودان يوا ار اف مقال بعنوان الدور القطري الى اين؟ (لا يستطيع القطريون اقناع اهل دارفور بانهم يتألمون للشعب السودانى وبالطبع دارفور من بينهم , اكثر من اليمنيين والعراقيين والفلسطينين اذا كان هناك جهدا عربيا مستجقا فالجحا احق بلحم توره انتهى وهناك مقالات كثيرة في المواقع المختلفة علي مدار اليوم بعضعها تتهم القطر وراء تمويل قوات الدفاع الشعبي التى قاومت حركة داوؤد بولاد في دارفورووضعت الاساس للجنجويد. ومازالت هناك اقلاما تتهم القطر بانها مستمرةفي التدخل في شؤون القبائل في كردفان لمقاومة التمرد المتوقع والبعض تتهم صراحة القطر الدولة الوحيدة توجد فيها مكاتب للجنجويد الذين يرتكبون الفظائع في دارفور والبعض تتهم القطر بانها من بين ثلاثة الدول العربية التى تحملت التكاليف المادية لهجرات العربية من غرب افريقيا الى دارفور التى تريد الخرطوم احلالها بشعب دارفور. اما اهل دارفور لديهم قناعة بان ما يدور في القطر ما هو الا نشاطا للتنظيمات الجنجويدية التى تتبناها الجامعة العربية بالنيابة عن الحكومة السودانية ويتم تنفيذها في القطر وبتمويل من الدول العربية ومها يكن من صحة هذه الاتهامات او عدمه ان مبادارة القطر وارئها دوافع غير مرئية واهداف غير المعتادة وفي احسن الفروض انها لم تكن المحل المناسب للتفاوض الذى يشترط توفر عنصر الحياد وكان علي القطر تأكيد ذلك قبل الاقدام علي هذه الخطوة. و لان الدول في العادة تحترم سمعتها وخاصة قطر التى تسعي لدور اقليمى حتى علي حساب الكبار لا يمكن ان تقدم علي مشروع الذى ينعدم فيه ادنى فرص النجاح الا اذا كانوا لم يدركوا حقيقة تعقيدات القضية الدارفورية او ان العائد من المخطط تتجاوز سمعة القطر وهو الارجح