انفتح المجتمع السوداني القديم على العالم الخارجي بعد دخول المستعمر في القرنِ التاسع عشر بعد أن كان مجتمعاً بدائياً تغلبُ عليه سمةَ المجتمعِ المحافظ في التقاليد التي رسمت خطوطهاعليه ثلاثةُ قرون من آثار المنهاج الديني الصوفي فعاش حياة بسيطة تجسدّها قيّم الطيبة ، التسامح ، القناعة والزهد . بدأت أولي إرهاصات الهجرة و الاغتراب عن أرض الوطن مع بُزُوغ شمس القرن العشرين بمحاولات فردية بعثتها روح التجربة كما في حالة الرائد الإسلامي ساتي ماجد 1 الذي سافر إلي مصر لإكتساب المعرفة والتحصيل ومنها إلى إنجلترافأمريكا ليكون أول سوداني يطأ ثرى القارة الجديدة ويستقر بها لسنوات فترك إرثاً سامقاً نفخر به لم تمحه السنون مؤسساً لمنهجٍ جديدٍ في سيرة الهجرة و الاغتراب المهني والمعرفي وماثلتها بعدها بسنوات هجرة واغتراب مماثلة للشرق الأقصى في ماليزيا للشيخ أحمد العاقب 2 الذي استعصم به أهل الملايو لسنوات خصبةٍ بالجهد والعمل بعد أن تلقي تعليمه كسلفه في الأزهر الشريف. أدي دخول المستعمر الإنجليزي للسودان في مطلع القرن العشرين لإحداث طفرةٍ تعليميةٍ كُبرى في التعليم النظامي و العالي بافتتاح المدارس النظامية ثم كلية غردون العليا عام 1903 م لأول مرةٍ في البلاد ، أدى ذلك إلى تغيير اجتماعي ملموس لفت أنظار سكانها لأهمية التعليم في النهضة بما فيه التوظيف الحكومي بمردوده المادي و المجتمعي .في العقدين الذيْن تلينْ ذلك ، أدت هذه الظاهرة إلى الإتجاه شمالاً نحو مصر ولبنان لمن فاتهم قطار التعليم في المؤسسات التعليمية ضيّقة السعة . أضف إلى ذلك من ينشدون التعليم الديني التقليدي في الأزهر الشريف واللغة العربية الحديثة في دار العلوم بالقاهرة ، ومحبي الثقافة والعلوم الذين فُتنوا بعواصم الفكر و الثقافة في القاهرةوبيروت كحال المثقف الرائد الذي سبق زمنه و عصره معاوية محمد نور 3. شهدت فترة الثلاثينيات مواصلة الاغتراب للدراسة في مصر و لبنان حيثُ إختيرت الجامعة الأمريكيةببيروت لإبتعاث نخب الخريجين السودانيين لتلقي التعليم العالي وفيها درس النُخْب الأوائل كرئيس الوزراء ومجلس السيادة الراحل إسماعيل الأزهري ، ورواد التربية و التعليم في البلاد : عوض ساتي 4 ، نصر الحاج علي5 ، مكي شبيكة ، عبيد عبد النور6 وعبد الحليم علي طه 7 ، وأول الصيادلة السودانيين د. يوسف بدري 8 و د. إبراهيم قاسم مخير9 . بعدها أبْحَرَ ربّانُ سفينَ العلم ِ والمعرفةِ مُيمِين شِطْرَ المملكة المتحدة لأول مرة كما في حالة القانوني الطليعِي الدرديري أحمد إسماعيل 10 : أول سوداني متخصص في القانون فرصّعه بالدرجة العليا مطلع الثلاثينيات ، فأعقبه د. مكي الطيب شبيكة 11 كأول سوداني حائز على أعلى درجة دراسات عليا من الجامعات البريطانية في الأربعينيات ليفتحوا بعده الباب مشرعاً للعلامة اللغوي عبد الله الطيب فالإداري العالمي مكي عباس 12 . شهدت نفس الفترة في نهاية الأربعينيات في شمال الوادي ، أحداثاً مفصلية في تاريخ السودان السياسي ، فقد تزامنت الظروف المختلفة لميلاد أخطر حركتين سياسيتين في المهجر شكلتا شِقيّ الرَّحى لما يزيد عن السبعين عاماً في تشكيل مستقبل السودان السياسي وما زالت كليتيهما تقبٍضان بخناقِ بعضِهما البعض وتتبادلان اللكمات السياسية حتى الآن ! مع إتساع نطاق حركة الإخوان ِ المسلمين في مصر ، تأثر بها الطلبةُ السودانيون كصادق عبد الله عبد الماجد الذي ساعد في نقلها للسودان من بعد ، فوجدت البيئة الخصبة للانتشار ، وفي الجانب الآخر تأثر الطلابُ السودانيون في مصر كالزعيم االشيوعي عبد الخالق محجوب وأحمد سليمان المحامي - قبيل إنضمامه للحركة الإسلامية - بالفكر اليساري فأسسوا لبِنات الحزب الشيوعي السوداني ونقلوها للداخل عند رجوعهم بعد الاغتراب المعرفي. شهدت نفس الفترة بزوغ فكرة الدراسة في المدارس المتميزة في الخارج لأبناء الذوات ككلية فكتوريا الملكية بالإسكندرية التي لم توفر التعليم المتميز فحسب ، بل الرياضي و البدني وفتحت معابر الجسور للجامعات العريقة فكان من أوائل طلابها في الأربعينيات الرائد الإقتصادي مأمون بحيري 13 وأعقبه بعدها الزعيم الديني والمفكرالسياسي الصادق المهدي حيث مهدت لكليهما معبراً لدخول جامعة أكسفورد العريقة كأوائل الخريجين السودانيين من هذه الجامعة التليدة فنهلوا من معينها الذي غذى فيهم روح البحث والتحصيل والمثابرة. في مطلع الخمسينيات ومع تحسن الاقتصاد السوداني بدأت وفود الطلاب السودانيين تَتْرَى تِباعاً لنيل درجة البكالريوس ثم الدراسات العليا من الجامعات البريطانية ، فكان من ضمنهم الرعيل الأول الذي شهد فترة هجين الحكومة الوطنية الأولي في البلاد ثم سودنة الوظائف واستقلال المؤسسات التعليمية عندما تخلصت البلاد من ربقة الاستعمار، كما كان من ضمنهم من حاول أن يجد متكئاً يلوذ به من تداعيات الاعتلال الفكري و الثقافي بين الشمال والجنوب فأدت إلي اقتراب و اغتراب طويل الأمد كما في حالة الأديب العالمي الطيب صالح او محاولة إحداث الاختراق المذهبي لتقريب شِقة التأصيل بالتحديث كما في حالة المفكر الإسلامي حسن الترابي أو من آنسوا نار العلم فآضاء لهم قبسه بقية حياتهم كما في حياة الرائد الذي أحب وطنه وأهله محمد عمر بشير14 . عقب استقلال السودان عام 1956 م شهدت فترة الستينيات تحولاً استراتيجياً نحو سودنة الوظائف لا سيما التقنية منها ، فكان أكبرُ الهمَّ أن يتم تدريب الكفاءات الوطنية في أقصر فترة ممكنة فتم إرسال المهنيين إلى كل من أروبا وأمريكا لنيل التدريب المهني والتقني ثم العودة في أقرب فرصة ممكنة لقيادة دفة التغيير الوطني . كانت هذه الفترة من أخصب فترات التدريب المهني الوطني حيث توفرت للكفاءات المهنية الدراسة النظرية المتطورة و التدريب الخارجي والحفاظ على الدرجات الوظيفية بالتدرج الزمني بل والدعم لأسرهم في الداخل والعودة لبيئة عمل جاذبة و فرص ِ تطورٍ واعدة و مستوىً اجتماعي واقتصادي متميز يكفل كل أسباب الراحةِ والدِعةِ . مع مطلع السبعينيات بدأت مظاهر الاختناق السياسي والاقتصادي في السودان ، فانقلاب الرئيس جعفر نميري قلب الموازين السياسية بصورة دموية على اليمين واليسار معاً بضربةِ لازبٍ ، وبدأ إصلاحاً إقتصادياً غير مدروس أدى إلى اختلال الموازين الإقتصادية في البلاد وهروب الرأسمالية للخارج . شهدت هذه الفترة أكبرنسبة نزوح وهجرة لبعض الكوادر السودانية المؤهلة خارج البلاد منذ الاستقلال . مع نهاية عقد السبعينيات إتضح أن النظام المايوي يعيش مأزقاً حرجاً بالتراجع الاقتصادي و تلكُؤ تنفيذ مخرجات المصالحة الوطنية ، ثمَّ إرهاصات فشل إتفاقية السلام في جنوب السودان : كعب أخيل إستقرار الدولة السودانية على مر الحقب و العصور. كان عقدُ الثمانينات ِ ، عقدُ الهجرة ِ والاغتراب عن الوطن بلا منازع ، فقد تضافرت فيه كل العوامل الداخلية والخارجية لتجعل منه منصة الانطلاق نحو آفاق الاقليمية والعالمية . في النصف الأول من العِقد إشتدَّ التدهور الاقتصادي في البلاد بينما صحبته طفرةً غير مسبوقة في الدول الخليجية بسبب تدفق وارتفاع عائدات النفط وإفتقار هذه الدُول للكفاءات المهنية والتقنية لبناء قطاع التنمية و الخدمات ، فتمت الاستعانة بالكوادر السودانية التي بناها الوطن خلال عقود من الزمان فلم تسعفه سعة ذات اليد أن يحفظ لها قدرالعيش الكريم . في الجانب الآخر ظهرت على السطح أزمة الإنفجار التعليمي ، فقد أدي التوسع الكبير في قطاع التعليم في فترة السبعينيات ، إلي إمتلاءِ مواعين السعة التعليمية القصوى للجامعات والمعاهد العليا فطَفح كيلها فلم يكن هنالك بُدّ للطلاب وأولياء أمورهم سوى طَرْق الأبواب القديمة والجديدة للتعليم العالي لا سيما منخفضة التكاليف في شمال الوادي ، أسيا وأوروبا . تواصل في هذا العقد أيضاً ، الاغتراب لنيل الكسب المهني في أوروبا وامريكا كما في السابق لكن بصورة متقطعةٍ وفردية ، لكن الحال تغير بصورة جذرية عند نهاية العِقد بانقلاب الحركة الإسلامية على الدولة الديمقراطية الوليدة وقمعها الدموي للحريات وسجنها للسياسين وكبتها للحريات ، وفصلها التعسفي للمهنيين ، ففتحت الباب مُشْرعاً نحو هجرة ٍ ونزفٍ معرفي دائم ، فيممت قوافلهم زرافاتٍ ووحداناً هذه المرة نحو الدول الغربية فكانت أوروبا ، أمريكا بل أسيا الصغرى ، أسترالياوأمريكاالجنوبية ملجأ ً وملاذاً . عندما أنَاخُوا رِحالَهم أول الامرِ حسِبُوا أن ظعنَهم و اغترابهم لا بُدّ وأن سيكون عرضيًاً ، ولم يتدبروا ساعتئذٍ أن سيصير قدرهم سرمدياً مع حالة الاحتقان السياسي ، التراجع الاقتصادي وتفاقم وتيرة الحرب ، شهدت فترة التسعينيات هجرات متواترة عن البلاد هي الأكبر في تاريخها إستغلتها المعارضة السياسية لتكوين أجسام سياسية هدفت للإطاحة بالسلطة ، فتم تكوين التجمع الوطني الديمقراطي من الرموز السياسية المناوئة للحكم العسكري بكل أطيافها خلال عمل سياسي ، إعلامي بل وعسكري . وكانت العواصم في القاهرة ، لندن وأسمرا تشهد حراكا ً دائماً وجولاتٍ محمومةٍ تبشر بسقوط العسكر عاجلاً وليس آجلاً . لكن عشنا بعدها لنرى جلّ من كانوا يدقون وقتها طبول الحرب ، لبسوا بعدها بسنوات بلا إستحياء ثياب العُرس وأنضموا للحفل ، علا الضجيج ، خفت ثم إنفضّ السامر. مع مطلع الألفية الثانية أدرك طرفي الحرب في شمال وجنوب البلاد حتمية فشل طريق الحرب ، فألقيا السلاح ورَكَنا لخيار السلام لتنعم البلاد لأول مرة منذ سنوات بهدوء الاستقرار والطمأنينة ، صاحب ذلك استخراج وتصدير النفط في البلاد مما مكّن من إحداث الطفرة التنموية المُرْتجاة . عند توقيع إتفاقية السلام في منتصف العقد الأول من الألفية الثانية ، اسْتبشرت جُموع المهنيين المغتربين خارج البلاد ببشرياتِ الخيرِ ، فحَلُمت بحَطّ عَصا التِرْحال بعد طِول سفر ، وفرش ِ بساط الغربة ِ المطوي لسنوات في ظهرِ الغيب ، و تنسمُ دُعاش الغيم ِ في أرض الوطنِ بين الأهل وبين الأصحاب. بادرَ الكثيرين من جموع المهنيين من اقتناص الفرصة بأن يكونوا من السبّاقين إلى الخير والساعين له ، فقْرَنوا القول بالعمل فيممُوا مستبشرين نحو الوطن زرافات ووحدانا فأسسوا أعمالاً فردية وجماعية ودخلوا في شراكات ومشاركات فرفعوا مستوى الفكر والمعرفة والأداء بما اكتسبوه من علم ومهارات ومعرفة من بقاع العالم المختلفة . لم تخلُ عودتهم من مزاحمات فرص العمل بين فرقاء الداخل والخارج كما سنة الحياة لكن كانت مهاراتهم التي اكتسبوها في الخارج مكنتهم للتعايش النسبي مؤمنين بأهمية الرسالة والهدف . بما أن سوداننا عودنا بأن يكون دوام الحال من المحال فظل متأرجحاً لعقود بين الحربِ والسلام ، التطورِ والاضمحلال : أدت السياسات العرجاء أن ينتهي أمد إتفاقية السلام الخمسية بإنفصال جزء عزيز من أرض الوطن حاملاً معه معظم ريع الثروة التي إكتشفت من ذهب البترول الأسود دون أن تفكر الدولة الحصيفة في المآلآت البديلة . لم تفقد البلاد إقتصادها فحسب بل السلام الذي سعت له فاندلعت الحروبات مرة أخرى مما فاقم من اتساع الفَتْق على الرَاتِقِ الداخلي . أدت كل هذه العوامل أن تُضْرب الأخْماس في الأسداس ، وتشدّ الرحال مرة أخرى إلى اغتراب وهجرة جديدتين ، ويرعوي كل من فكّر وقدّر أن ينوي الرحيل لأرض الوطن وهو يرى الأصابع و الأيادي تحترق ، وتأخذ جموع الشباب والخريجين من الأصفاف على أبواب الاغتراب والهجرة من جديد بعد أن ضاقت الأحوال الإقتصادية وارتفعت أعداد العاطلين عن العمل لمئات الألوف . في الجانب الآخر تمر بمختلف أرجاء العالم متغيرات جوهرية تؤثر سلبياً في قضية الهجرة والاغتراب ، ففي منطقة الخليج العربي ، أخذت بعض الدول توجهات قومية تحدُ من العمالة الأجنبية وسط تراجعات إقتصادية ، وفي أوروبا إرتفع تيار اليمين المتطرف بعد تدفق أعداد اللاجيئين بصورة غير مسبوقة بسبب التوترات السياسية والاقتصادية يضاف إليها إرتفاع حوادث الإرهاب الديني ، وفي أمريكا أدى التراجع الإقتصادي وحوادث الإرهاب المتكررة إلى نمو شعور قوي ضد الهجرة أدي إلى تغيير موازيين القوى ضد المهاجرين وبالأخص ضد العرب والمسلمين . أدت هذه العوامل المتنافرة إلى تيارات دائمة للهجرة والاغتراب عن أرض الوطن قوامها الشباب لتوفيرفرص معرفية ، مهنية ، إقتصادية واجتماعية أفضل تقابلها دوامات وفقدان لبوصلة الشراع لجموع من المغتربين المخضرمين تاهت مراكبهم في بحار الهجرة في أرض الشتات دون أن يكون لهم منار لأرض الوطن. يمر قرنٌ من الزمانِ على الاغتراب والهجرة المعرفية ، المهنية والسياسية للسودانيين وحال بلدهم يحتاح إلى ضاربي رمل التخمين لمعرفة هل سيمشي مُكباً على وجهه أم على صراط ٍ مستقيم ؟ فهو يعتبر من بين أعظم مصادر الموارد الطبيعية في القارة ، وشكلت موارده البشرية و المعرفية عبر الأجيال أكثر من في القارة ليس قدرة وتدريباً فحسب بل وتاريخاً وتأثيراً لكنه يبقى حالياً تأثيراً إنشائياً وليس واقعاً ملموساً . بدأ الاغتراب والهجرة في السودان كظاهرة آنية مرحلية ، لكن في الأونة الأخيرة بدأت تتشكل لقطاعات كبيرة للمعرفيين والمهنيين أن مشروع الهجرة و الاغتراب قد انقلب من عَرْضية التِرْحال إلى دَيمُومة التِسْفار إلى أن يشاء الله : جزءٌ من النزفِ المنسي الذي يزيد الجرحُ الغائرَ إيلاماً . يبقى الأمل فينا أن تنصلح الأحوال ، شهراً ، سنة أو أجيال . جفت الأقلام ورفعت الصحف المراجع: رواد الفكر السوداني ، محجوب عمر باشري ، دار الجيل بيروت الطبعة الأولى موسوعة القبائل والأنساب والأعلام ، د.عون الشريف قاسم الطبعة الأولى. 1- ساتي ماجد محمد سوارالدهب (1883 -1963 م) : أول مهاجر سوداني لأمريكا الشمالية ( 1904- 1929)، أسس عملاً رائداً لنشر الدعوة وأصبح شيخاً للإسلام ، ولد في شمال السودان ، سافر لمصر للدراسة في الأزهر ومنها لبريطانيا فأمريكا ، تم إنتاج فلم سينمائي حديثاً يوثق لحياته . 2-الشيخ أحمد العاقب (1888-1947 م) : ولد بتوتي ، سافر للأزهر ثم هاجر لماليزيا لسنوات لنشر الإسلام ، عمل عقب عودته كأول مدير لمدرسة أمدرمان الأهلية وهو والد المهندس والوزير عبد الرحمن أحمد العاقب . 3- معاوية محمد نور(1941-1907 م) : أديب وناقد سبق عصره ، كان متميزا ً فرغم قبوله بكلية كتشنر الطبية إختار السفر لبيروت لدراسة الأدب والثقافة ، تواصل مع كبار الأدباء العرب بمن فيهم العقاد وشهدوا له بعبقريته المبكرة التي لم ينعم بها . 4- عوض ساتي ( 1901-1972 م) : تخرج من كلية غردون والجامعة الأمريكيةببيروت حيث تخصص في الرياضيات والفلك ، أصبح ناظراً لمدرسة وادي سيّدنا العريقة ثم مديراً لوزارة المعارف (التعليم) فسفيراً للسودان بانجلترا عند الاستقلال . بجانب أهتمامه بالتربية والتعليم يعتبر رائداً في النشر التربوي بشقيه لثقافة وتوعية الطفل ، فأشرف على تطوير مكتبة النشر بإصدار مجلة الصبيان التي تخاطب الآجيال الناشئة والإشراف على برامج إذاعية راتبة كان يشارك فيها شخصياً بشخصية محورية ( العم سرور) تقدم النصح والإرشاد بصورة سلسة و جاذبة . 5- نصر الحاج علي ( 1908-1983 م ) : أحد رواد نهضة التعليم في السودان ، تخرج من كلية غردون ثم الجامعة الأمريكيةببيروت ، إبتعث لبريطانيا لنيل الدراسات العليا ، عمل ببخت الرضا حتي الاستقلال ثم أصبح أول مدير لجامعة الخرطوم حتي تقاعده. 6-عبيد عبد النور(1896-1963 م) : من رواد التعليم ، عمل بمختلف المدارس وكان مهتماً بالتربية والثقافة الوطنية ، إلي جانب إستشعار أهمية الإعلام في إيصال الوعى . يوثق له المشاركة في تأسيس الإذاعة السودانية.بعد التقاعد أسس مدارس الأمانة بأمدرمان. 7-عبد الحليم علي طه (1906 - 1984 م) : الأخ الأصغر لعبقري التربية والتعليم في السودان عبد الرحمن علي طه، تخرج من كلية غردون . ذكر محجوب عمر باشري أن البعثة للجامعة الأمريكية قد أتت حسب الأسبقية لعبد الرحمن فآثرأن يخص بها آخاه الأصغر . خلص الإنجليز أن عبد الرحمن لا يحتاج دراسات عليا لنبوغه فوافقوا على طلبه وهو يفسرعدم اغترابه عن أرض الوطن ! إرتبط إسم عبد الحليم علي طه بمدرسة حنتوب الثانوية التي عمل بها لسنوات . عمل بعدها ملحقاً ثقافياً بسفارة السودان بلندن حتى تقاعده . 8- يوسف بدري (العميد) (1912-1995م) : من أوائل الصيادلة في السودان ، عمل بقسم الصيدلة ثم إستقال مختاراً ليشارك والده همّ تطوير مدارس الأحفاد فعمل على تطويرها حتى تمّ ترقيتها لكلية عام 1966 ثم جامعة 1995 وهي أعرق مؤسسة تعليمية أهلية . يحمدُ له أيضاً أنه قام بإقناع والده بإصدار أول كتاب توثيقي يسرد تاريخ حياته قام بمراجعته وطباعته باللغتين العربية والإنجليزية. 9- إبراهيم قاسم مخيّر ( - 1990 م) : من أوائل الصيادلة زميل يوسف بدري في الجامعة الأمريكية ، إفتتح عقب تخرجه صيدلية أم درمان لسنوات ثم إلتحق بوزارة الصحة عقب الإستقلال ككبير الصيادلة عمل كأول عميد لكلية الصيدلة بجامعة الخرطوم . 10- الدرديري أحمد إسماعيل ( 1903-1981 م) : حاز قَصَبَ السّبْق كأول سوداني طليّعي يغترب للمعرفة فيحصل على درجة البكالريوس في القانون من القاهرة عام 1932 م ثم سافر لإنجلترا فحصل على درجة الماجستير عام 1934 م كأول درجة دراسات عليا موثقة ثم عاد ليعمل كأول محامٍ سوداني ٍ . كان من المدافعين بشدّة عن وحدة وادي النيل . 11- مكي الطيب شبيكة ( 1906-1980 م ) : تخرج من الجامعة الأمريكية في الثلاثينيات ثم إبتعث لنيل درجة الدكتوراة من إنجلترا كأول سوداني ينال هذه الدرجة ليتم تعيينه كأول وطني بجامعة الخرطوم ، عمل بالكويت حيث ساهم في توثيق تاريخ الخليج العربي وعمل أيضاً في الجامعات الأمريكية . ألّف السودان عبر القرون : إنجيل تاريخ السودان لعقود خلت ، يعتبر أبو المؤرخين السودانيين. 12- مكي عباس ( 1909-1979 م ) : من أبكار المفكرين الأفذاذ ، تخرج من كلية غردون وكان مستقل الرأى والفكر ، بعد حياة قصيرة في التعليم إستقال من منصبه وسافر لإنجلترا لمشروع بحثي يناقش مسألة السودان التي ضمنها في كتاب يحمل نفس الإسم ، إهتم بمشروع تعليم الكبار وتطوير دور النشر التربوي،عمل بعد الإستقلال مديراً لمشروع الجزيرة ثم الأممالمتحدة حتى تقاعده . 13- مأمون بحيري (1925- 2002 م) ، من الرواد الإقتصاديين في البلاد ، نال بكالريوس الإقتصاد من إكسفورد عام 1949 م كأول إقتصادي سوداني وإنضم لوزارة المالية كأول وطني حتى وصل إلى مساعد وكيل وزارة المالية عام 1954 ثم إنضم لصندوق النقد الدولي ، عمل لتأسيس بنك التنمية الإفريقي 1964-1970 ، ثم وزيراً للمالية والإقتصاد وثمّ رئيساً لمجلس جامعة الجزيرة: 14- محمد عمر بشير (1926-1993م) تخرج من كلية الأداب عام 1949 درس البكاليريوس بايرلندة 1956 ، أصبح السكرتير الأكاديمي لجامعة الخرطوم ، تلقى دراسات عليا بإكسفورد فاطلع على وثائق الجنوب فأصبح خبيراً فيها فكتب عنها بإسهاب مما مكنه ليلعب دور المقرر لمؤتمر المائدة المستديرة 1965 ، إختتم حياته بعمل يجسد حبه للعلم والمعرفة بإنشاء كلية أمدرمان الأهلية التي تطورت حتى أصبحت جامعة . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.